IMLebanon

اذا تعثرت التسوية فالتداعيات خطيرة

بين متفائل بنجاح الاتصالات الجارية في الكواليس السياسية في تحقيق خرق يدفع التسوية الرئاسية قدما، ومن يرى انها لن تبصر النور بعدما «تلاقى» ضدها الثلاثي المسيحي التيار الوطني الحر – القوات اللبنانية – الكتائب، وقوبلت بالصمت من قبل «حزب الله»، ثابتة مؤكدة: ما قبل «لقاء باريس» الذي جمع الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، لن يكون كما بعده، وفق ما تؤكد مصادر نيابية مستقلة لـ»المركزية». فاجتماع الرجلين من دون إعلام حلفائهما مسبقا، صدّع العلاقات بين مكونات فريقي 8 و14 آذار على حدّ سواء، في شكل يصعب ترميمه، وفق المصادر التي تعتبر ان طرح التسوية، سواء كتب لها النجاح أم لا، خلق كتلة سياسية جديدة تتخطى 8 و14 آذار باتت أمرا واقعا، تجمع «المستقبل» والتقدمي الاشتراكي» و»حركة أمل» و»المردة».

 كسر الاصطفافات

والى كسر الاصطفافات السياسية التقليدية، تعتبر المصادر أن اسقاط التسوية، اذا حصل، ستكون له تداعيات على أكثر من صعيد، وسيزيد الوضع المحلي المأزوم اصلا تأزيما. فالفراغ الرئاسي كما الشلل المؤسساتي سيستمران فصولا، الى أجل غير معلوم. هذا في السياسة، أما في الامن، فتخشى الاوساط من كشف ظهر لبنان، فيعود اليه مسلسل الاغتيالات أو تتكثف وتيرة التفجيرات الامنية، وتذكّر أن البديل من الحل السياسي الذي يعمل على انضاجه اليوم، لن يكون الا حلا «على السخن»، مستشهدة بالموقف الاخير الذي أطلقه الامين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري الذي اشار فيه الى ان فشل التسوية سيقود الى انتخابات رئاسية بالدم، كما بكلام وزير الصحة وائل ابو فاعور من عين التينة منذ أيام حيث لفت الى ان المعادلة الحالية هي «اما التسوية أو المجهول».

وتنتقل المصادر الى البيت المسيحي الداخلي، الذي لن يسلم من مفاعيل اجهاض التسوية، على حد تعبيرها. فالفيتو الثلاثي على فرنجية الذي شكّل الضربة الاقوى في وجه التسوية، أخرج الى العلن أزمة مسيحية – مسيحية، حيث أن القادة الاربعة الذين اجتمعوا في بكركي منذ أشهر، لم يلتزموا بما اتفقوا عليه لناحية دعم اي شخصية منهم تنال اجماعا وطنيا، كما انهم عجزوا حتى اللحظة عن الاتفاق على بديل من فرنجية.

وزر اسقاط التسوية

في المقابل، ترفض الاوساط تحميل الاطراف المسيحيين وحدهم، وزرَ اسقاط التسوية الرئاسية، وترى ان الاخيرة كانت تحمل في تركيبتها أصلا، «بذورا» قاتلة. فالتسوية لم يتم التحضير لها جيدا، ولم تناقش مع أي من القوى الوازنة في الاستحقاق الرئاسي، بدليل ان رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب العماد ميشال عون لم يكن على علم لا بالمبادرة ولا باجتماع الحريري ? فرنجية، وكذلك رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، علما ان خطوات بهذا الحجم تحتاج الى اجماع وطني ورضى مسيحي، بما يعزز ركائزها. أما عكس ذلك، فيجعلها موضع اعتراض ويقلّص فرص نجاحها.

لكن الاوساط ترى نقطة مضيئة في مشهد تداعيات اسقاط التسوية السوداوي، اذ ان اخفاقها قد يحمل بكركي الى الضغط في اتجاه الاتفاق على مرشح وفاقي من خارج نادي الزعماء الاربعة، بعدما فشلوا جميعهم في تأمين النصاب المطلوب لايصال اي منهم الى الرئاسة، بما يؤكد ما كان أعلنه أحد القادة المسيحيين المستقلين عقب اجتماع بكركي الذي ضم الاقطاب الموارنة، لناحية ان لا يجوز حصر المرشحين بـ4 تحت عنوان القادة الاقوياء، بل الخيار الافضل يكون برئيس توافقي من خارج 8 و14 آذار».