التسوية فقدت زخمها والاعتراضات تعالج «بصمت» والحسم الى ما بعد الاعياد
قنوات التواصل فتحت بين عين التينة والرابية قبل لقاء عون ــ فرنجية
«لقضاء حوائجكم بالكتمان» بهذه الحكمة تتصرف الاطراف السياسية الداخلية في الملف الرئاسي وتحديداً بالموضوع المتعلق بالتسوية الرئاسية وانتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، وحسب مرجع بارز، فان التسوية الرئاسية تقدمت بشكل سريع وتفرملت والآن تنتظر لكنها لم تنحدر كما يتصور البعض، معتبراً ان ردود الفعل على التسوية «طبيعية» وستتراجع بعد حين وستتحكم «العقلنة» بالمواقف مجدداً، وبعد الاعياد في ظل الاتصالات المكثفة الداخلية والخارجية.
واشارت معلومات ان حركة مكثفة للسفيرين الاميركي والفرنسي باتجاه بكركي والقيادات المسيحية والنواب المعترضين لحضهم على السير بالتسوية حيث من المتوقع ان يزور السفير الاميركي ريتشارد جونز البطريرك الراعي خلال الساعات المقبلة للبحث في الملف الرئاسي كما ان البطريرك الراعي كشف انه دعا الاقطاب الموارنة الاربعة الى اجتماع في بكركي وانه لا يزال ينتظر الاجوبة، لكن المطران سمير مظلوم استبعد ان يعقد هذا الاجتماع في هذه الظروف وسيستعيض الاقطاب الاربعة عن الاجتماع الموسع بلقاءات ثنائية بدأت بين العماد عون والرئيس امين الجميل، فيما يحل النائب سليمان فرنجية ضيفاً على العماد عون اليوم، اذا لم يستجد اي طارىء قد يؤجل الاجتماع حيث سيكون اللقاء صريحاً وشفافاً وسيتناول كل الامور، وقد سبق لقاء عون فرنجية زيارة لافتة للعميد شامل روكز الى الرئىس نبيه بري وهو اول لقاء بين رئىس المجلس واحد المقربين البارزين من العماد ميشال عون منذ اعلان التسوية، وهذا يعني ان كل الامور قابلة «للاخذ والعطاء».
وفي المعلومات، فان الاجواء بين فرنجية والعماد عون والكتائب ليست مقطوعة وهناك تواصل دائم، فيما يسعى فرنجية الى فتح «ثغرة» ايجابية في العلاقة مع القوات اللبنانية والدكتور سمير جعجع لم تنجح حتى الآن، وافيد ان فرنجية سيكلف الوزير روني عريجي والوزير السابق يوسف سعاده بالاتصال بالافرقاء والنواب المستقلين وشخصيات من 8 و14 آذار.
وفي المعلومات ان نواب المستقبل وقيادات التيار الذين التقوا الرئيس سعد الحريري اكد لهم ان النقاش بالتسوية «ممنوع» والتسوية «قرار المستقبل»، وسائرون فيها وليست للمناورة وحرص الحريري على اللقاء «بالمعترضين» وابلاغهم قراره كما ان بري وجنبلاط يؤكدان على الموقف الحاسم بالسير بالتسوية وانها لن تتعطل كما يحاول ان يعمم البعض.
وفي المعلومات ايضاً ان بري والحريري وجنبلاط سيعطون فرصة قبل الشروع بهجومهم المضاد ولهذا السبب فان زيارة الحريري تأجلت حتى انضاج التسوية مسيحياً عبر الاتصالات والمشاورات والزيارات الخارجية.
لكن مصادر متابعة للملف تؤكد بأن لقاء فرنجية عون هو محطة اساسية وبان مسار التسوية بعد اجتماع عون ـ فرنجية لن يكون كما قبله، وستتوضح الكثير من المواقف بعد اللقاء وربما سلكت الامور مساراً مختلفاً والجميع ينتظر هذا اللقاء.
ـ لا رئيس في المدى القريب ـ
وفي ظل هذه الاجواء، قالت مصار سياسية لـ«الديار» بان التسوية الرئاسية مجمدة وقد فقدت زخمها بما ان العماد ميشال عون لم يسحب ترشيحه ووقوف حزب الله على كلمته بان عون سيبقى مرشحه طالما الاخير يرشح نفسه الى جانب رفض الثلاثي المسيحي كتلة الاصلاح والتغيير والقوات اللبنانية والكتائب وصول رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الى الرئاسة.
وفي ظل تراجع الزخم للتسوية حول فرنجية، يحاول الرئىس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط ايجاد مخرج لتفعيل الاتصالات مجدداً والهادفة الى تذليل العقبات امام سليمان فرنجية بهدف انتخابه رئيساً للجمهورية. وتشير المصادر ذاتها ان الجلسات التي ستحصل في 16 كانون الاول لن تؤدي الى انتخاب رئيس وانها لا ترى رئيساً منتخباً الان اذ لا احد يعول على اللقاء الذي سيجمع عون بفرنجية اليوم.
وبناء على ذلك، سيؤجل انتخاب رئيس للجمهورية الى ما بعد الاعياد وستعود الامور الى «ستاتيكو السابق» وهو الفراغ الرئاسي حيث كل المؤشرات السياسية لا تدل على انتخاب رئيس في المدى القريب الا اذا حدثت تطورات غيرت مجرى الامور غير انها مستبعدة.
ـ بري: يستبعد الانتخاب في 16 الجاري الا.. ـ
ونقل زوار الرئيس نبيه بري عنه «استبعاده انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 16 الجاري، اذا استمرت الامور على هذا المنوال» لكنه استطرد قائلا «اذا حصلت تطورات مفاجئة عندها سأدعو الى جلسة خلال يوم او يومين بعد 16 الجاري، والا فان الامور ذهبت الى ما بعد الاعياد».
ونقل الزوار ايضاً ان الاقطاب الموارنة الاربعة كانوا يقولون انهم مستعدون للسير بواحد منهم، واذا وقع الاختيار على واحد منهم فانهم سيمشون في هذا الخيار، ولقد اخترنا واحداً من الاربعة، فكيف نتهم بانه نفرض عليهم رئيساً ونختار عنهم، وهذا ما يؤكد بان المشكلة عند الموارنة، وهذا الأمر اكدته تطورات الايام الماضية بان المشكلة عند الموارنة كما قلنا..
ـ مصادر في تكتل التغيير ـ
وتقول مصادر في تكتل التغيير والاصلاح ان اللقاء بين عون وفرنجية سيتم وترى المصادر انه حتى لو جرى الاتفاق على ترشيح فرنجية، فالمشكلة ابعد من ذلك، فالشيء المهم يبقى في الاتفاق على «السلة الكاملة» بدءا من قانون الانتخابات الذي يجب ان يأخذ بالنسبية، الى الحكومة وبيانها الوزاري.
وتوضح المصادر ان العماد عون لن يفصح عن مضمون موقفه قبل اعلان الحريري رسمياً عما يحكى عن ترشيحه لفرنجية، وقبل وضع «الجنرال» بتفاصيل ما حصل في لقاء فرنجية والحريري وما اذا كان هناك امور اخرى تتضمنها مبادرة الحريري، ام ان الموضوع يقتصر على الترشيح، لذلك تقول المصادر انه من المبكر حسم المواقف، فكل شيء مرهون بالتسوية الشاملة.
ـ 8 آذار ـ
من جهتها قالت مصادر سياسية مطلعة في 8 آذار ان مبادرة الحريري لا تزال في مكانها منذ ان جرى التسريب عنها، وبالتالي من المبكر القول انها سقطت او انها ستأخذ مسارها الى التسويق والتوافق. واعتبرت المصادر ان كل الامور مرهونة بمسألتين، الاولى اعلان الحريري رسمياً عن مبادرته وما تضمنها والثانية ان يلتزم حلفاء الحريري في القوات اللبنانية مضمون هذه المبادرة. وتقول انه حتى لو حصل الاجتماع بين عون وفرنجية فالامور ستبقى معلقة الى حين اعلان الحريري رسمياً عن مبادرته واتضاح موقف حلفائه، وتشير المصادر الى ان العماد عون يرفض الحديث عن الموقف الذي سيتخذه طالما لا شيء رسمياً من قبل الحريري، وطالما لم تتضح معالم التسوية الشاملة، لانه لا يمكن بت الملف الرئاسي من دون «السلة» الكاملة.
ـ القوات اللبنانية ـ
اما القوات اللبنانية فهي على صمتها الرسمي وتؤكد ان لا مستجدات حتى الآن في شأن التسوية التي لا نعلم ما هي، والكرة في ملعب حلفاء فرنجية الذين لم يتبنوا ترشيحه بعد، وتنفي القوات اللبنانية حصول قطيعة مع المستقبل وتؤكد ان اجتماعاتها الداخلية دورية.