IMLebanon

المنكوبين» المربّع الأمني البديل للمولوي ومنصور.. هل يعود الشهال ودقماق؟

أسلحة الجيش ستصل تباعاً ابتداء من الفصل الأول من العام 2015

«المنكوبين» المربّع الأمني البديل للمولوي ومنصور.. هل يعود الشهال ودقماق؟

انجازات للجيش اللبناني توزعت على مساحة الوطن، بينها توقيف معاون احمد الميقاتي ورئىس ما يُسمّى بالمجلس العسكري لـ«الجيش السوري الحرّ» عبدالله الرفاعي في منطقة عرسال، ومداهمات امتدت جنوباً حتى منطقة الشواكير في مدينة صور حيث أوقف شخصان واحتفظ بواحد منهما، والى المنية حيث اعتقل الجيش فيها عدداً من الذين شاركوا في المواجهات التي شهدها الشمال مع الجيش اللبناني.

كما ضرب الجيش طوقاً أمنياً حول المنطقة المحيطة بمسجد حربا في التبانة حيث أقدم أحد الاشخاص على اطلاق النار في الهواء ودهم الجيش شقة مطلق النار وصادر سلاح كلاشينكوف وذخائر.

كما دهم الجيش منزل الشيخ خالد حبلص ومنازل عدد من اقربائه في التبانة، من دون أن تسفر العملية عن توقيف أي شخص او مصادرة أي شيء. مع العلم أن حبلص يمتلك 3 منازل واحد في بحنين وثان في ابي سمرا وثالث في التبانة.

ـ تسليح الجيش ـ

على صعيد تسليح الجيش اللبناني، أفادت مصادر عسكرية رسمية لـ«الديار»، أن الهبة السعودية (الاسلحة) بشقيها المليار الذي سعى اليه الرئيس سعد الحريري وثلاثة المليارات التي منحت في عهد الرئىس ميشال سليمان سوف تصل تباعاً من مصادر متعددة وفق الآتي :

ـ أولا: هبة المليار دولار تتضمن الأسلحة الآتية:

1ـ طائرات تُستعمل للاستطلاع الجوي والرماية، بواسطة صواريخ ارض ـ جو تساند القوات البرية في ردعها للارهاب في الجبال الوعرة والأماكن ذات التضاريس الجبلية.

2ـ يجري التفاوض مع روسيا، وفق اللائحة التي قدّمها الجيش اللبناني، على شراء دبابات من طراز ت 64، مع ذخائر للدبابات الحالية التي يستعملها الجيش.

3ـ قذائف مدفعية متنوعة من كل الأعيرة التي يمتلكها الجيش اللبناني.

4ـ مناظير ليلية ذات قدرات فائقة تساعد على استطلاع العدو ليلاً وتستعمل افرادياً او تكون على ركائز ثابتة.

5ـ مراكب عسكرية بحرية اكبر من التي يمتلكها الجيش اللبناني، ولكن في غياب احواض كبيرة في لبنان للمراكب الضخمة، فإن الجيش ارتأى شراء السفن الحربية المتوسطة والمزودة بصواريخ بحر ـ بحر.

ـ ثانياً: هبة ثلاثة المليارات التي بدأ العمل بها بعد توقيعها في الرياض وتتضمن الآتي:

ـ صواريخ مضادّة للدروع.

ـ صواريخ مضادّة للطائرات، ولكن لمسافات معينة.

ـ قذائف متنوعة من كل الأعيرة.

ـ تجهيزات متكاملة للقوات البرية من اسلحة خفيفة ومتوسطة وراجمات صواريخ ومدافع. ويجري البحث حالياً في اسلحة لم يتم الكشف عنها الى حين اقرارها.

إشارة الى أن الأسلحة سوف تصل تباعاً ابتداء من الفصل الاول من العام 2015.

وتشير المصادر العسكرية الى ان الجيش اللبناني مصمم على اقتلاع الارهاب مهما كان الثمن، وذلك بفضل اجماع الشعب اللبناني والقيادات السياسية بأكملها على رفضه. ولهذه الغاية سوف تبقى المداهمات قائمة في كل لبنان ليل نهار، وإن هذه المصادر تعتبر ان لا بيئة حاضنة للارهاب في لبنان، وهذا ما اختبرته القوات العسكرية ميدانياً على الارض.

كما ان التطويع في الجيش قائم، وهناك عشرة آلاف طلب للتطوع في الجيش اللبناني سوف يتم قبول 2500 متطوّع منهم، والمعنويات في الجيش عالية جداً والمؤسسة العسكرية مرتاحة جداً في ادائها العسكري.

ـ هل تغطي الحكومة التفاوض مع سوريا؟ ـ

وعلى خط العسكريين المخطوفين، فقد كشفت اوساط عليمة ان ما جرى تداوله عن قبول مشروط للحكومة مبدإ المقايضة لتحرير العسكريين المخطوفين، وبالتالي التجاوب مع شروط المسلحين اطلاق موقوفين في سوريا، تفترض قبل اي شيء آخر، صدور موقف رسمي عن الحكومة بإجراء تواصل مع سوريا، إما عبر تكليف مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم هذه المهمة، وإما ان يبعث الرئىس تمام سلام برسالة او ان يتصل برئيس الحكومة السورية. اضافت الاوساط ان اي توجه من قبل الحكومة لطلب اطلاق موقوفين في سوريا يحتاج الى غطاء رسمي للتفاوض مع سوريا مباشرة في هذا الملف.

ـ هل يعود الشهال ودقماق الى طرابلس ؟ ـ

على صعيد آخر، تفيد مصادر وثيقة الاطلاع انه طلب من الشيخ داعي الاسلام الشهال والشيخ بلال دقماق التزام الصمت والابتعاد عن الاضواء الاعلامية في هذه المرحلة، افساحا في المجال للوصول الى تسوية وضعهما وتأمين عودتهما الى لبنان والى مدينتهما طرابلس، دون التعرض للتوقيف في مطار بيروت.

واشارت المصادر الى تدخل احدى الشخصيات في وضع صيغة تسوية لمنع توقيفهما، اذ جرى الاتصال بين الشيخين وهذه الشخصية التي وعدت بايجاد حل لقضيتهما، لا سيما ان الشهال، حسب رأي الشخصية، لا يجوز توقيفه نظرا الى رمزيته الدينية من جهة، ومن جهة ثانية لمصلحة انتخابية طرابلسية، فقد كان الشهال مقربا من «تيار المستقبل» قبل ان يتسرب الخلاف الى العلاقة بينهما ويبتعد الشهال عن التيار متهما اياه بالتخلي عن الساحة السنية. ولذلك فان المساعي تجري حاليا لرأب الصدع، وان الفرصة مؤاتية لاعادة المياه الى مجاريها من بوابة حماية الشهال من التوقيف، بالرغم من اعترافه بملكيته لمخزن الاسلحة التي عثر عليها في ابي سمراء، اضافة الى حملات معلنة تحريضية ضد الجيش اللبناني ودعوته الجنود السنة للانشقاق عن الجيش .

وترى المصادر ان دور الشهال لم يقتصر على حملات التحريض ضد الجيش وما يهدد هذا التحريض السلم الاهلي، نظرا الى الخطاب المذهبي والطائفي، بل يتعدى ذلك الى دور أداه في تسلح مجموعات علاوة عن دور لولديه جعفر وزيد في الانضمام الى «داعش» و«النصرة».

اما دقماق فاقتصر دوره على نقل الاسلحة وتوزيعها، فيما تتهمه اوساط سلفية طرابلسية انه اثرى على حساب النازحين السوريين، وانه يتلقى اموالا من النائب عقاب صقر ومن منظمات سلفية تكفيرية مقرها تركيا، وان هذه الاموال تلقاها على اساس انها لدعم المقاتلين السوريين ودعم النازحين، بينما عمل هو على استثمار هذه الاموال في شراء عقارات، وظهر عليه الثراء في مدة جد قياسية.

ويؤكد مصدر سلفي طرابلسي ان دقماق ليس بشيخ ولا يفقه شيئا بشؤون الدين حتى انه لا يصلي. ولذلك رفضت هيئة علماء المسلمين انضمامه اليها، كما رفض ان يشارك في اي اجتماع من اجتماعات المشايخ والائمة التي كانت تعقد في طرابلس، وهو اليوم من اكثر المقربين الى عقاب صقر والى سلفيين تكفيريين سوريين مقرهم تركيا والسعودية.

ـ تخوف من تحوّل منطقة المنكوبين الى نهر بارد ثان!! ـ

وفي الوقت الذي تتوجه فيه الانظار الى منطقة التبانة وما شهدته احياؤها من جولات عنف تارة اقتتال مذهبي مع ابناء جبل محسن وتارة مع الجيش اللبناني الذي نجح في القضاء على المربعات الامنية الارهابية التي كانت تهدد مدينة طرابلس برمتها، يطرح المواطن الطرابلسي اسئلة كثيرة منذ انتهاء الجولة الاخيرة التي خاضها الجيش ضد مجموعة شادي مولوي واسامة منصور والتي انتهت باختفاء الاثنين عن الانظار. وغدت التبانة اليوم في قبضة الجيش اللبناني بعد ملاحقة فلول المسلحين ومصادرة كميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة، لكن على بعد امتار من التبانة تقع منطقة المنكوبين على تلة تشرف على احياء البداوي وسقي التبانة من مدخل طرابلس الشمالي ومحاذية لاحياء جبل محسن من الجهة الشرقية ولمخيم البداوي من الناحية الغربية.

ارتبط اسم المنكوبين بكل الاحداث التي شهدها الشمال بدءا بمعركة «فتح الاسلام»، مرورا بمعارك جبل محسن، وصولا الى عمليات استهدفت عناصر من الجيش اللبناني. وأشد الضربات التي تلقاها جبل محسن، كانت من هذه المنطقة نظرا الى موقعها الاستراتيجي حيث تقع على سفح تلة تشرف على جميع المناطق المحيطة بها.

والمنكوبين هي منطقة انشئت في عهد الاستقلال كمجمعات سكنية للضباط الاميركيين تابعة لسفارة بلادهم، بهدف انشاء قاعدة عسكرية لها، ثم استلمها الجيش اللبناني بعد اعلان استقلال لبنان، ثم فتح ابواب هذه المجمعات امام المنكوبين من فيضان نهر ابو علي الذي وقع في العام 1956. حينها تشردت مئات العائلات التي كانت تقيم في احياء السويقة وباب الحديد والاسواق الداخلية، وتحول اسمها من المنطقة الرابعة الى محلة المنكوبين.

كانت المنكوبين عبارة عن بضعة ابنية انشئت لسكن الضباط والعسكريين. اما اليوم فغدت هذه المنطقة بيوتاً متراصفة جنبا الى جنب، سقفها من الاترنيت وبعضها مسقوف بالباطون. لكن كل اشكال الفقر تخيم على هذه المنطقة حيث تشهد اكتظاظا سكانيا كبيرا، بعدما نزح اليها فقراء عكار والضنية وعاشوا في غرف صغيرة، ومعظمها يعيش فيها اكثر من عشرة اشخاص، ويعاني الاطفال من سوء تغذية والشباب من البطالة، عدا ارتفاع نسبة التسرب المدرسي والبيوت التي يحيط بها مكبات النفايات المتراكمة والمجارير التي تجري بين البيوت والاحياء، لعدم وجود بلدية لهذه المنطقة باعتبارها منطقة انشئت عشوائيا، وبقي سكانها يعيشون حياة عشوائية من دون ادارة محلية واحدة، حتى مختار واحد لا يوجد في المنكوبين.

ما يجري في هذه المنطقة هو الخوف من ان تتحول رويدا رويدا الى مخيم نهر بارد ثان، بعد فرار معظم المطلوبين اليها، بالاضافة الى انتشار حالات التطرف في صفوف شبابها المستائين من اهمال الدولة القسري لهم واعتبارهم هامشيين كمنطقتهم التي بقيت عشوائية، رغم مرور ستين سنة على انشائها. واللافت في محلة المنكوبين ارتفاع اعداد الارامل والايتام والعشرات من شبابها في السجن بعد مشاركتهم في القتال جنبا الى جنب مع فتح الاسلام.

هذه المنطقة ـ المنكوبين ـ وهي حزام البؤس الحقيقي، وهي الاسم على مسمى، تكاد اليوم ان تصبح المربع الامني البديل عن مربع مولوي ـ منصور في التبانة، حيث ارتفع فيها منسوب الفكر التكفيري وانتشر بين الشبان الذين تعرضوا لعمليات غسل عقول، حتى ظنوا ان الفكر التكفيري هو الدين وما عداه كفر وإلحاد، غير ان التدابير والاجراءات الامنية التي يواصل الجيش اللبناني متابعتها، وتهدف الى استئصال هذه الظاهرة الغريبة عن المجتمع الطرابلسي لاعادة الجميع الى حضن الدين الاسلامي المتسامح والى حضن الانماء المتوازن.

ـ توقيفات ومداهمات ـ

على صعيد التوقيفات والمداهمات، اوقف الجيش اللبناني على أحد حواجزه في عرسال العقيد في «الجيش السوري الحر» عبدالله رفاعي، وهو رئىس المجلس العسكري لـ«الجيش السوري الحر» وكان مختبئاً في سيارة من نوع «بيك آب ـ شوفروليه» ويتنقل بهوية لبنانية مزورة.

وأكدت قيادة الجيش مديرية التوجيه في بيان اصدرته، ان قوى الجيش اوقفت في منطقة عرسال اللبناني خالد حيدر الحجيري، الذي كان يقود سيارة بيك آب نوع «شيفروليه» من دون اوراق قانونية، وبرفقته السوري عبدالله حسين الرفاعي، وذلك لمحاولة الحجيري تهريب الرفاعي باتجاه جرود المنطقة، مشيرة الى انها ضبطت بحوزة الرفاعي هوية لبنانية مزورة.

ولفتت قيادة الجيش الى اعتراف الرفاعي بانه ينتمي الى احد التنظيمات السورية المسلحة، مؤكدة أن قوى الجيش اوقفت في منطقتي عرسال وحربتا، كلا من السوريين جمرك طعان جمرك وعبد الرحيم ديب ابو زيد للاشتباه فيهما، موضحة انه تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المرجع المختص وبدأ التحقيق مع الموقوفين.

كما دهم الجيش تجمعا للنازحين السوريين في منطقة الشواكير مقابل مركز باسل الاسد الثقافي في منطقة صور، حيث اعتقلت شخصين، ثم اطلقت احدهما وأبقت على الآخر قيد التوقيف.