Site icon IMLebanon

مرحلة تريث وتشاور… عون وجعجع يراهنان على انسحاب فرنجية

مرحلة تريث وتشاور… عون وجعجع يراهنان على انسحاب فرنجية

فرنجية قد يزور الفاتيكان وموفدو عون يجولون على القيادات لطلب التأييد

وزير خارجية قطر : جعجع بتأييده عون اخذ مصلحة لبنان بالإعتبار

دخلت قطر على خط الانتخابات الرئاسية في لبنان، واذا كانت الدوحة قد جاءت بالعماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، فان مؤتمرا في الدوحة مستبعد حالياً ولاحقاً من اجل انتخابات رئاسة الجمهورية، الا ان وزير خارجية قطر كان له تصريح واضح دعم فيه الدكتور سمير جعجع عندما قال ان الدكتور سمير جعجع عندما دعم ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية اخذ في عين الاعتبار مصلحة لبنان، وهذا هو اول تأييد علني خليجي يظهر بعد ترشيح الوزير سليمان فرنجية وترشيح العماد ميشال عون.

ويأتي تصريح وزير خارجية قطر بعد زيارة قام بها امير قطر تميم الى موسكو واجتمع مع الرئيس الروسي بوتين ووزير الخارجية مطلع على كل المحادثات القطرية – الروسية التي جرت بين الرئيس الروسي بوتين والامير القطري تميم.

على صعيد الداخل، وفي عمق الامور، يراهن العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع على امكانية الوصول الى انسحاب الوزير سليمان فرنجية من معركة الرئاسة لصالح العماد ميشال عون، وان الامور تصعب يوماً بعد يوم في وجه الوزير سليمان فرنجية للوصول الى رئاسة الجمهورية.

هذا مع العلم ان اخبارا تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي ذكرت ان الوزير سليمان فرنجية قد يزور الفاتيكان ويتشاور مع كبار المسؤولين هناك ويشرح لهم معركة رئاسة الجمهورية المارونية المسيحية في لبنان، وتأثيرها على بقية الطوائف.

واذا كان العماد ميشال عون لا يحظى بتأييد سنّي، من النواب السنّة في المجلس النيابي، فان الوزير سليمان فرنجية لا يحظى بتأييد من طائفته والمسيحيين بنسبة كافية تجعله يكون قوياً مارونيا ومسيحيا، ذلك ان النواب الموارنة والمسيحيين الذين جاؤوا في لوائح العماد ميشال عون ولوائح الدكتور سمير جعجع انما انتخبهم المسيحيون والموارنة، بينما نرى ان النواب المسيحيين، باستثناء الوزير بطرس حرب الذين يؤيدون الوزير سليمان فرنجية جاؤوا بأصوات المسلمين على لوائح الرئيس سعد الحريري والوزير وليد جنبلاط، ولكل واحد عقدة نقص، فالعماد ميشال عون ينقصه التأييد السنّي، والوزير سليمان فرنجية تقف في وجهه جبهة مسيحية قوية جداً نيابيا وشعبيا، خاصة على الصعيد الماروني، لان الاكثرية المطلقة من النواب الموارنة باتت تؤيد العماد ميشال عون، والتي جاءت بأصوات في دوائر مارونية ومسيحية، انطلاقا من الكورة الى البترون الى جبيل الى كسروان، الى المتن الشمالي، الى المتن الجنوبي، الى زحلة، الى جزين، ومناطق اخرى، اي ان هؤلاء النواب الموارنة والمسيحيين جاؤوا بأصوات العونيين والقواتيين ولكن في مناطق مسيحية صرف. بينما نواب الرئيس سعد الحريري ونواب الوزير وليد جنبلاط جاؤوا بأصوات الدروز واصوات السنّة، وهنالك تشكيك في تمثيلهم المسيحي الحقيقي.

ـ الكتائب على الحياد ـ

ويتركز الوضع الآن على موقف حزب الكتائب الذي اجتمع بعد ظهر امس برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل، بالحاضرين من وزراء الكتائب ونواب الكتائب واعضاء المكتب السياسي ليبحثوا موقف حزب الكتائب من ترشيح العماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجية، ويبدو ان حزب الكتائب يميل الى الخروج من معركة الرئاسة، إما بأوراق بيضاء، إما بترشيح سامي الجميل او الرئيس امين الجميل، وتصويت الـ5 نواب من حزب الكتائب لاسم من الاسماء، إما امين الجميل او سامي الجميل او اوراق بيضاء.

ويقول مرجع في الكتائب ان حزب القوات والتيار الوطني الحر اجتمعا فيما بينهما الى ان وصلا الى ورقة النوايا دون ان يأخذا في عين الاعتبار حزب الكتائب، ثم قررا معركة رئاسة الجمهورية وتأييد الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون دون مراجعة حزب الكتائب واعتباره شريكاً لهما. ولذلك حزب الكتائب ليس مطية لاحد وليس في جيب احد، بل سيتخذ حزب الكتائب موقفاً لا يؤيد العماد ميشال عون ولا يؤيد الوزير سليمان فرنجية، بل يقف على الحياد السلبي في معركة رئاسة الجمهورية، الا اذا حصلت مفاجأة وقام حزب الكتائب بتأييد الوزير سليمان فرنجية، كما كان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ينوي اتخاذ هذا القرار، اثر اجتماعه بالوزير سليمان فرنجية.

ومع ذلك، فالامر مستبعد، لانه وفق مرجع كتائبي بارز فان الكتائب ستقف على الحياد.

اما الرئيس نبيه بري فقال ان خطوة الدكتور سمير جعجع بتأييد العماد ميشال عون هي تقارب ايجابي لكن يجب دراسة هذه الخطوة، ومعرفة آراء بقية الاطراف، ومن بعدها يمكن اتخاذ القرار المناسب، ويمكن فهم موقف الرئيس نبيه بري على ان الانتخابات الرئاسية لن تجري في الافق القريب بل هي بعيدة وانها عادت الى نقطة الصفر، من خلال الاستنتاج من كلام الرئيس نبيه بري. على ان الرئيس نبيه بري ضمنيا بات يفضّل مرشحاً ثالثاً غير العماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجية يكون مرشحاً وفاقياً، لا ينتمي الى 8 اذار ولا الى 14 اذار وربما يكون من خارج المجلس النيابي، ويكون مقبولا من الاطراف عبر ماضيه وتاريخه وانجازاته واعماله ومعرفته السياسية بالامور.

اما الامير طلال ارسلان، فاستقبل وفدا من التيار الوطني الحر وقال اثر اللقاء ان العماد ميشال عون مرشح جدي ومرشح اساسي في انتخابات الرئاسة، وكذلك الوزير سليمان فرنجية بذات الوضع. لكن علينا ان نتشاور مع العماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجية والسيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري قبل اتخاذ الموقف في انتخابات رئاسة الجمهورية.

ـ بري وحزب الله متريثان ـ

وهكذا تصرفت بقية الفئات وعلى رأسها الرئيس نبيه بري وحتى حزب الله في التريّث والانتظار قبل اتخاذ مواقف على اساس ان الانتخابات ليست قريبة، مع العلم ان الكتل النيابية ستحضر في 8 شباط الى المجلس النيابي وتؤمّن النصاب الدستوري في الدورة الاولى، اما الدورة الثانية فستطير لان النصاب الدستوري سيتعطل ولن يحصل انتخاب في الدورة الثانية. ومن هنا موقف التريث والانتظار هو عنوان المرحلة الحالية.

اما بالنسبة الى الرئيس سعد الحريري فقد استدعى اركان المستقبل الى الرياض واجتمع معهم في شأن موضوع الرئاسة، لكنهم قالوا ان الاجتماع كان للبحث في الافراج عن ميشال سماحة. وعلق احد نواب المستقبل قائلا: لا نستطيع ان نضحك على الرأي العام الى هذا الحد ونستدعي اركان المستقبل الى السعودية للبحث في الافراج عن ميشال سماحة، بل الحقيقة هي ان الاجتماع كان برئاسة الرئيس سعد الحريري للبحث في موضوع ترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون وموقف تيار المستقبل في المرحلة القادمة.

وينتظر الرئيس سعد الحريري بفارغ الصبر اجتماع الرئيس الفرنسي هولاند نهاية الشهر او في 28 كانون الثاني مع الرئيس الايراني روحاني حيث سيطلب الرئيس الفرنسي هولاند رسميا باسم فرنسا ان تؤيد ايران الوزير سليمان فرنجية، وان تطلب من حزب الله سحب دعمه للعماد ميشال عون واقناعه بتأييد الوزير سليمان فرنجية، وما يصدر عن حزب الله هو ان ايران ليست في وارد الطلب الى حزب الله سحب دعمه للعماد ميشال عون، وتأييد الوزير سليمان فرنجية، بل ان حزب الله أيد منذ البداية العماد ميشال عون ولن يغير موقفه الان. وان حزب الله ينتظر زيارة او لقاء بين العماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجية لعلهما يتفاهمان على حل لانتخابات الرئاسة، لكن بغض النظر عن كل شيء فان حزب الله ما زال يؤيد العماد ميشال عون وهذا ما ابلغه الى موقعنا امس مصدر قريب من حزب الله.

ـ جنبلاط والنقزة من التقارب المسيحي ـ

الوزير وليد جنبلاط الذي يجمع الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي فسيعلن موقفا في شأن انتخابات رئاسة الجمهورية، وهو على غضب من تفاهم الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون، خاصة وان له تصريح يقول فيه ان اخطر شيء هو اتفاق الموارنة، وسابقاً قال في تصريح معيب ان جنس الموارنة عاطل، وهي كانت شتيمة للموارنة، يستعملها بيك المختارة لانه يستعبد الناس مثلما كان عبداً للسوريين اثناء حكمهم في لبنان، ناسياً ان الموارنة كانوا دائما هم الاحرار في البلاد، يحافظون على كرامتهم ولا يخضعون للمماليك والعثمانيين ولا لاي فئة، ودفعوا ثمن ذلك هجرة وشهداء وظلما وجوعاً ولم يخضعوا لاية جهة قتلت والدهم، او جلسوا مع قاتل والدهم كما يروي وليد جنبلاط.

عنوان المرحلة هو التشاور والتريث، والتريث سيكون لشهر، لشهرين، ثلاثة، اربعة، لا احد يعرف فهنالك ايران والسعودية وسوريا والقوى الدولية، وكلها داخلة على خط انتخابات رئاسة الجمهورية.