كلمة رئاسية للسيد نصرالله اليوم وإقرار التعيينات دشّن مرحلة تفعيل الحكومة
داعش في مواجهة الجيش بجرود عرسال بعد سيطرته على وادي الخيل
الانظار متجهة الى ما سيعلنه الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في كلمته عند الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم على شاشة المنار، والمخصصة لموضوع الانتخابات الرئاسية، بعدما طالت مواقف الحزب من الاستحقاق الرئاسي الكثير من التساؤلات والتأويلات، وتحديداً بعد اتفاق معراب وترشيح الدكتور جعجع للعماد ميشال عون وبعد تأجيل كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الاسبوعي تجنباً لاعلان اي موقف بشأن الاستحقاق الرئاسي. كذلك تعددت الاسئلة حول موقف الحزب من استمرار دعم العماد ميشال عون والموقف من المرشح سليمان فرنجية، وسيرد سماحة السيد على كل هذه الاسئلة، وسيعلن موقف حزب الله الذي كان قد حدد بوضوح دعمه العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، علماً ان الامين العام لحزب الله كان قد اعلن وابلغ خلال لقائه الاخير مع الوزير سليمان فرنجية دعمه للعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وان العماد عون هو مرشح فريق 8 آذار، مع تأكيد على الحرص على الوزير فرنجية ودوره وموقعه. وبالتالي، فان كلمة السيد ستضع حداً لكل «اللغط» الذي ساد حول موقف الحزب في الفترة الاخيرة.
ـ مجلس الوزراء واقرار التعيينات ـ
وعلى صعيد مجلس الوزراء، فان التعيينات العسكرية اقرت حسب الاتفاق الذي تم التوصل اليه على طاولة الحوار الوطني، واعلان الوزير جبران باسيل في ضوء الاتفاق حضور جلسات مجلس الوزراء وعدم المقاطعة وتفعيل عمل الحكومة. وقد تولى الرئيس تمام سلام اقناع المعترضين بتسوية التعيينات التي رست على العمداء «محسن فنيش عن الطائفة الشيعية، سمير الحاج عن المقعد الارثوذكسي وجورج شريم عن المقعد الكاثوليكي.
وقد بدأت جلسة مجلس الوزراء بكلمة للرئيس سلام وضرورة تفعيل العمل الحكومي في مثل هذه الظروف، متحدثا عن التوافق السياسي على تفعيل الحكومة بكل مكوناتها. ثم تحدث وزير الدفاع سمير مقبل فطرح موضوع التعيينات العسكرية في المجلس العسكري مقترحاً 4 عمداء للمقعد الارثودكسي وهم: فؤاد القسيس وخير فريجي، وسمير عسيلي، وسمير الحاج. واقترح الوزير مقبل تعيين العميد خير فريجي، فاعترض وزيرا التيار الوطني واقترحا اسم العميد سمير الحاج. وجرى نقاش استمر لمدة ساعة ونصف الساعة حسمه الرئيس سلام مؤكدا التوافق السياسي على طاولة الحوار على اسم العميد سمير الحاج، وتشير المعلومات الى ان وزيري الكتائب سجعان قزي والان حكيم وبطرس حرب وسمير مقبل اعترضوا على هذا التعيين فيما تحفظ الوزيرين ميشال فرعون وعبد المطلب حناوي، فتدخل الرئيس سلام مجددا ومشدداً على ضرورة تفعيل عمل الحكومة في مثل هذه الظروف، وان اقرار التعيينات العسكرية سيكون مدخلا لتفعيل الحكومة. وذكر ان الوزراء تراجعوا عن اعتراضاتهم وتحفظاتهم باستثناء الوزير بطرس حرب، وتم تعيين العميد الركن سمير الحاج المقترح من العماد ميشال عون.
وهنا اقترح الوزير مقبل 3 اسماء للمقعد الكاثوليكي وهي غابي الحمصي وجورج شريم وغسان شاهين، واقترح اسم العميد جورج شريم ووافق الوزراء ثم اقترح مقبل اسماء العمداء للمقعد الشيعي وهم: العمداء محمد جانبيه ومحسن فنيش، خليل ابراهيم وعبد الكريم سمعان، واقترح العميد فنيش ووافق الوزراء علما ان العميد محسن فنيش لم يقم بدورة اركان، لكنه حائز اجازة في ادارة الاعمال وعلى هذا الاساس تم تعيينه.
واللافت ان اسم العميد جورج شريم حظي بموافقة الرئيس ميشال سليمان والعماد ميشال عون، وان الاتصالات السياسية التي قادها الرئيس نبيه بري افضت الى ازالة الاعتراضات، خصوصا ان التعيينات العسكرية اعتبرت مدخلا لتفعيل الحكومة وحضور جميع الكتل.
وبعد ذلك، تحدث الوزير جبران باسيل عن اجتماع وزراء الخارجية العرب ومؤتمر التعاون الاسلامي وموقف لبنان الذي اتخذته وزارة الخارجية، مؤكداً ان موقفه انطلق من البيان الوزاري الذي يؤكد على «النأي بالنفس»، واذا كان المطلوب تغيير الموقف اللبناني فلنغير البيان الوزاري. وحصل نقاش مستفيض حول هذه المسألة وتأكيد وزراء المستقبل ان لبنان خرج عن الاجماع العربي، ولم ينأ بنفسه، فيما جدد الوزير باسيل التأكيد على ما قاله على طاولة الحوار الوطني «انه بين الوحدة الداخلية والتضامن العربي يختار الوحدة الداخلية»، فتدخل الرئيس سلام مؤكداً الموقف اللبناني وثوابته من القضايا العربية والتمسك بالنأي بالنفس.
علما ان مجلس الوزراء لم يتطرق الى ملف احالة قضية الوزير سماحة الى المجلس العدلي، ولم يطلب الرئيس سلام ادراجها على جدول اعمال جلسة امس.
وقال وزير الاعلام بالوكالة سجعان قزي بعد انتهاء الجلسة ان مجلس الوزراء اقر 241 بندا بين هبات وقبول ترشيحات سفراء وسفر لحضور مؤتمرات من اصل 379 بندا، كما تقرر ان يعقد مجلس الوزراء جلسته المقبلة يوم الثلاثاء المقبل عند العاشرة صباحا.
سئل «هل تم التطرق الى موضوع احالة ملف سماحة الى المجلس العدلي، فأجاب لم يتسن الوقت لمناقشة هذا الموضوع في جلسة اليوم ولا بد من مناقشته في جلسة مقبلة كما هو متوقع.
ـ زيارة روحاني الى باريس ـ
واللافت ان الرئيس الايراني حسن روحاني تطرق خلال المؤتمر الصحافي مع الرئيس الفرنسي هولان الى موضوع لبنان قائلاً: «ان لبنان صديق لايران وفرنسا» وتمنى ان يخرج من ازمته.
وذكر مراسل «الميادين» الذي يرافق الرئيس روحاني من ضمن الوفد الاعلامي، ان الاجتماع الذي عقد بين وزيري خارجية ايران محمد جواد ظريف ووزير خارجية فرنسا فابيوس مع المستشارين تطرق الى الملف الرئاسي اللبناني واكد ظريف خلال اللقاء موقف بلاده بضرورة قول هذا الامر للشعب اللبناني لكي يقرر رئيس بلاده واكد على ان التوافق بين الحكومات المسيحية اساسي في اختيار رئيس جمهورية لبنان.
اما الرئيس الفرنسي فاكد ان لبنان يعيش أمنا هشاً معتبرا ان لفرنسا دوراً في هذا البلد مشددا على ضرورة ان نفعل ما بوسعنا للحفاظ على امن لبنان ونكافح الشغور الرئاسي فيه.
ـ الحدود اللبنانية ـ السورية ـ
التطور البارز امس كان على الحدود اللبنانية – السورية، وتحديداً في منطقة القلمون، بعد سيطرة «داعش» على مواقع عديدة لجبهة النصرة، وتحديدا في وادي الخيل، وكذلك السيطرة على مدينة الملاهي، مما جعل عناصر داعش في مواجهة مع الجيش اللبناني الذي استقدم تعزيزات الى المنطقة وقصف مدافع المسلحين، كما قصف براجمات الصواريخ تحركات لعناصر «داعش» في وادي الخيل اثر استقدامهم لتعزيزات. هذا مع العلم ان مدينة الملاهي تبعد عن مدينة عرسال 3 كلم وعمل الجيش على توسيع الانتشار لمنع اي تسلل للمسلحين الى المدينة ولجوء عناصر النصرة الذين طردتهم داعش من مواقعهم الى البلدة.
وقد جرت معارك عنيفة بين «داعش» و«النصرة»، وكانت جبهة النصرة قد نفذت هجومات على مواقع داعش في معبر الزهراني، وتمكنت من السيطرة على مواقعه.
وقاد الهجوم ابو مالك التلة مسؤول جبهة النصرة في المنطقة، لكن «داعش» نفذ هجوما مضاداً طرد النصرة من كل المواقع المشرقة على مدينة عرسال.
وتشير المعلومات الى ان عناصر «داعش» بحاجة الى مزيد من الاراضي المشابهة لمنطقة جرود عرسال للاحتماء من قصف الطيران الروسي والسوري، بعدا ن لاحقهم الطيران الروسي من موقع الى موقع وقصف اماكن تجمعاتهم في ريف دمشق وبالتالي باتوا بحاجة لمناطق جبلية ومغاور للاحتماء من قصف الطيران.
وليلاً جرت اشتباكات عنيفة بين الجيش و«النصرة» في جرود عرسال ودمّر الجيش اللبناني آلية للمسلحين وقتل وجرح من فيها.