IMLebanon

حتى لو رشحه الحريري لاحترق عون

في ايام مفاوضات روما وباريس بين النائب العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري وبعلم حزب الله، جرت مفاوضات بين العماد عون والرئيس الحريري حول رئاسة الجمهورية، ولو أيده الحريري وجاء عون ليخبر انه اتفق مع الحريري انه سيكون رئيسا للجمهورية والحريري رئيسا للحكومة وانهما اتفقا على بنود عديدة منها قانون الانتخابات وغيرها، لاحترق عون ولما جاء رئيسا للجمهورية، كذلك كان احترق الرئيس سعد الحريري وما وصل الى رئاسة الحكومة.

تماما كما حصل مع الوزير سليمان فرنجية مع عدم خبرته الكبيرة في السياسة، فاتفق مع الحريري فورا وجاء يخبر حزب الله انه اتفق واياه على كل الامور او اكثريتها لكنه تكلم باسمه الشخصي وليس باسم 8 اذار وان الحريري رشحه لرئاسة الجمهورية برعاية جيلبير شاغوري، وبالتالي لم تعد هنالك الا عملية انتخاب رئيس للجمهورية، وان يأتي رئيسا، فاحترق فرنجية ولم يصل الى الرئاسة واحترق الحريري ولم يصل الى رئاسة مجلس الوزراء كما اتفق الحريري وفرنجية على توزيع الرئاسات بينهما.

كل ذلك لان الذين يتفاوضون يأخذون الامور داخليا فقط دون اخذ الامور على مستوى عام وشامل اقليميا ودوليا وخاصة داخليا على مستوى كل الاطراف، فما لم تحصل طاولة حوار يتم التفاوض عليها في شأن قانون الانتخابات ويتوصل الجميع الى قانون انتخابي واحد، وما لم يتم الاتفاق على كيفية تعديل الدستور او البقاء تحت سقف الطائف فان انتخاب رئيس للجمهورية مستحيل. وما لم تتفق طاولة الحوار التي تضم كل الاطراف على كيفية مجيء رئيس للجمهورية والاتفاق على شخصية محددة بالاسم من قبل كل الاطراف فلن يأتي رئيسا للجمهورية.

لذلك فان انتخاب رئيس للجمهورية حاليا رحل ولن يأتي لا الوزير سليمان فرنجية ولا العماد ميشال عون والموعد القادم هو في نهاية 2016 اذا حصل انتخاب لرئيس الجمهورية، لكن الانتخاب لن يحصل، وسيطول اكثر وأكثر، وكل شيء متعثر وكل شيء جامد.

ماذا يفيد العماد عون اذا قال للرئيس الحريري اذا اتفقت معك على قانون انتخاب وهو لم يتشاور مع الرئيس نبيه بري، ومع الوزير وليد جنبلاط ومع حزب الله ومع الدكتور سمير جعجع، ومع الوزير فرنجية، الا ان الوضع يبقى جامدا وكل الاطراف تعارضه ولا تنتخب رئيسا للجمهورية. وبات واضحا ان فرنجية لن يصل الى رئاسة الجمهورية وبات واضحا ان عون لن يصل الى رئاسة الجمهورية واصبح واضحا ان رجلا ثالثا سيأتي الى رئاسة الجمهورية ليس من الاقوياء الاربعة بل سيأتي رئيس ومن خارج دائرة ما سمي «مربع» كما حصل أثناء الاجتماع في بكركي، وبالتالي فان اي اجتماع ثنائي بين طرفين لبنانيين خاصة اذا اشترك فيه الحريري، وقرر ان يكون رئيسا للجمهورية، فان هذا الاسم سيكون محروقا ولن يصل الى رئاسة الجمهورية بل يتطلب الامر اتفاق كل الشخصيات على رئيس الجمهورية اي ان يأتي رئيس بالاجماع ولن يأتي رئيس بالمعركة في لبنان فعملية انتخاب رئيس جمهورية في لبنان في اطار معركة انتخابية لن تحصل بل سيأتي رئيس بالاجماع مقبول من كل الاطراف وقد تقاطع بعض الكتل ومنها كتلة العماد عون الانتخابات الا ان الاجماع سيكون على شخصية ثالثة تأتي خارج الوزير فرنجية والعماد عون والرئيس امين الجميل والدكتور جعجع، وقد جرب جعجع حظه وانسحب وجرب حظه فرنجية وما زال مرشحا لكنه عمليا غير مرشح فعليا، والعماد عون مرشح دائم لكنه لا يصل الى رئاسة الجمهورية بل يستطيع تعطيل النصاب بدعم من حزب الله. اما الرئيس الجميل فليس مقبولا كرئيس تسوية لان عون وتيار المستقبل وجنبلاط وحزب الله يرفضون تأييده وهذا كاف لعدم وصول الرئيس امين الجميل.

يبقى ان المأزق كبير بالنسبة الى مربع الاقوياء الاربعة ولن يصل احد منهم، بل سيصل مع نهاية سنة 2016، رئيس جديد قد يكون انتخابه سنة 2017 او ابعد لحين تستوي الامور وتكون العقول قد اصبحت باردة ولا يعود هنالك من معركة بين فرنجية وعون بل يكون عون قد اقتنع انه غير قادر على الوصول وفرنجية ايضا مقتنع انه غير قادر على الوصول وهذا يلزمه وقت وعلى الاقل يلزم سنة اضافية كي تبرد العقول ويقتنع الجميع بأن الاقوياء الاربعة لن يصل احد منهم الى الرئاسة بل سيصل رجل من خارج نادي الاقوياء الاربعة ليكون رئيسا بالاجماع لاننا كما ذكرنا لن تكون هنالك معركة انتخابية رئاسية في لبنان بل مرشح يأتي بالاجماع.

جلسة انتخاب رئيس للجمهورية

وفي موضوع جلسة انتخاب رئيس للجمهورية التي ستنعقد اليوم، اشارت المعلومات الى ان مصيرها بات معروفاً مسبقاً، وان الجلسة ستكون بالشكل لها اهتمام اعلامي، لكن مصيرها كسابقاتها، فلن تنعقد بسبب عدم توافر النصاب اي 86 نائباً.

وابرز الغائبين كما بات معروفاً هم: النائب العماد ميشال عون وكتلته، حزب الله وكتلته، النائب سليمان فرنجية وكتلته، ونواب البعث والقومي ومستقلّون، ولفتت بعض المعلومات الى انه سيحضر بعض نواب القوات، الاّ ان مصير الجلسة هو التأجيل.

وعشية هذه الجلسة، نقل زوّار الرئيس نبيه بري عنه رداً على سؤال عما اذا كان من حق النائب ان يغيب عن الجلسة قال: من حقه دستورياً، وهذا يحصل في اكثر البرلمانات في دول العالم.

وعن جلسة انتخاب الرئيس عموماً قال بري: هذه الجلسة لها منحى وطني، وإنما من حق النائب ان يغيب، لكن هناك بعض النواب يقبضون رواتبهم منذ 4 سنوات ولا يحضرون.

زيادة الضريبة على البنزين

وفي ما خصّ موضوع زيادة الضريبة على البنزين 5 آلاف ليرة لبنانية كما طلب الرئيس فؤاد السنيورة، تقول المعلومات ان هناك اتجاهاً لزيادة 3 آلاف ليرة لبنانية وليس 5 آلاف.

وهنا، لم يخف الرئيس بري تأييده لمثل هذه الضريبة أي 3 آلاف، مشيراً الى ان هناك حاجات ملحة للخزينة وللجيش ولغيرهما…