التحالف الدولي ـ العربي يواصل غاراته وبريطانيا ستشارك وتركيا قد تنضم
«تنظيم الدولة» ما زال يستقطب آلاف المقاتلين من أوروبا وآسيا والحرب لسنوات
يركز التحالف الدولي ـ العربي الذي تقوده الولايات المتحدة على استهداف مصادر التمويل لتنظيم «داعش» بحيث تقصف الطائرات الحربية وحدات التكرير النفط في سوريا والتي كانت توفر الوقود لادارة عمليات «داعش» ولتمويل ضرباتها المتواصلة في العراق وسوريا وكما انها كانت توفر ما بين 300 الى 500 برميل بترول في اليوم وتوفر ملايين الدولارات من العائدات يوميا لتنظيم الدولة الاسلامية. وتصب هذه الخطوة الى ابطاء تحرك تنظيم داعش الذي عرف بسرعته والذي اعتبر احد نقاط قوته وهذا ما سيضعف التنظيم بالتحرك عبر الحدود وبتجنيد مقاتلين عندما يشح المال من ايديهم.
وفي سياق متصل، تستعد بريطانيا والدانمارك للانضمام الى التحالف في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية. اما الجديد الذي طرأ فهو موقف تركيا التي لمحت الى احتمال تغيير سياستها حيال ضرب «داعش» بعد اطلاق الرهائن. من جهتها، اعتبرت روسيا انها تكافح الارهاب بثبات مشددة انه يجب ان يتم وفق القانون الدولي وبالتنسيق مع الدول المعنية كما اكد وزير خارجيتها سيرغي لافروف لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان بلاده تحضر لتقديم الدعم للعراق في حربها ضد الارهاب الذي يهدد جميع الدول الاسلامية.
من جهة اخرى، سيطر التنظيم على مدينة عين العرب قرب الحدود السورية – التركية وهو ما زال يستقطب الاف المقاتلين ويجندهم ويدربهم في الحرب ضد التحالف الدولي – العربي بحيث انضم نحو 1000 مقاتل اسيويين بحسب القيادة العسكرية الاميركية في المحيط الهادئ. اضافة الى ذلك، تجاوز عدد المواطنين الاوروبيين الذين انضموا الى تنظيم «داعش» ثلاثة آلاف مقاتل بحسب جيل دي كيرشوف، المسؤول في مكافحة الارهاب في الاتحاد الاوروبي.
ميدانيا وفي سوريا، شن طيران الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها صباح امس غارات جوية استهدفت مقرات تنظيم «داعش» في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، تحديدا حقل التنك النفطي والمنطقة الصناعية ومنطقة مسبق الصنع، اضافة الى تدمير 10 مصاف لتكرير النفط بمنطقة الهول وبحرة الخاتونية شرق مدينة الحسكة بنحو 40 كيلومترا. من جهة اخرى، احكم مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية قبضتهم على مدينة عين العرب السورية القريبة من الحدود التركية حيث تقدم التنظيم امس صوب المدينة والتي تعرف ايضا باسم «كوباني» من ثلاث جهات مطلقا قذائف هاون وصواريخ داخل المدينة نفسها حسب ما افادت التقارير في حين ادى القصف الجوي الذي يقوده التحالف الدولي – العربي الى تدمير أربع دبابات.
لكن معلومات اخرى اشارت الى استمرار حصار المدينة من 3 جهات وانه تم السيطرة على تل استراتيجي يشرف على المدينة كان يستخدمه عناصر «داعش» للتسلل الى المدينة علما ان حصار «داعش» للمدينة تواصل منذ 3 اسابيع.
من جهة اخرى، توجهت حافلات من مدينة اسطنبول التركية وهي تحمل مئات الناشطين الأكراد الذين لبوا نداء زعيم حزب العمال الكردستاني التركي المسجون عبدالله أوجلان لدعم الأكراد في سوريا ضد المتطرفين متهمين حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم بالتواطؤ مع قوى التطرف، الامر الذي نفته أنقرة.
وبحسب مصادر، ان الضربات في دير الزور والرقة وحول ريف حلب سينعكس ايجابا في المدى القريب على المعارضة المعتدلة والاكراد نظرا الى الوجود الضعيف للنظام في تلك المناطق، وهذا الامر قد يمكن المعارضة في تعزيز نفوذها في حال انسحاب «داعش».
الى ذلك، وحدت المعارضة السورية صفوفها باتفاق تاريخي في ختام اجتماع عقد في تركيا اول من امس.
اما في العراق، فقد شنت مقاتلات اميركية سبع غارات امس على مواقع تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية مدمرة تسع مركبات للتنظيم حسب ما افادت وزارة الدفاع الاميركية. ويذكر ان احدى الغارات كانت على ضواحي العاصمة بغداد. من جهتها، اعلنت الحكومة الدنمركية انها قررت ارسال سبع مقاتلات إف – 16 للمشاركة في العمليات التي تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية في العراق.
ضرب التمويل المالي لـ«داعش»
اعتبر جيم فيلبس وهو باحث في مؤسسة هيراتيج قرار المخططين العسكريين باستهداف مصدر التمويل بالقرار الصائب قائلا: «ان تقليل كمية البنزين والديزيل الذي تستخدمه «داعش» لنقل قواتها في العراق وسوريا هو اساسي، حيث ان احد اهم نقاط قوة التنظيم هو سرعته، وهذا سيقلل من قدرته على تنظيم هجوم مضاد».
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية الادميرال جون كيربي في مؤتمر صحافي في البنتاغون اول من امس : «ان مقياس النجاح لن يأتي بشكل مباشر». وتابع: «سنعرف ان لدينا تأثيرا عندما تضطر «داعش» الى التغيير من عملياتها بشكل راديكالي، وعندما نرى انهم لا ينتقلون عبر الحدود بشكل سهل، وعندما تتوافر لدينا الأدلة انه من الصعب عليهم تجنيد وتدريب المقاتلين». وبخصوص تقييمه لمسار عمليات القصف لغاية الآن، قال المتحدث باسم البنتاغون إن من السابق لأوانه القول إن التحالف «ينتصر» على تنظيم الدولة، وأوضح أن التنظيم ما زال بإمكانه الوصول إلى متطوعين وأسلحة وتمويل حتى بعد عمليات القصف في سوريا والعراق.
من جانب آخر أكد كيربي أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل وافق على نقل خمسمائة عسكري خلال تشرين الأول المقبل من معسكر «فورت رايلي» بولاية كنساس، إلى القيادة المركزية بمدينة تامبا في ولاية فلوريدا، لتوزيعهم على مناطق خارج الولايات المتحدة.
وأوضح أن من بين من سيتم نقلهم مائتي عسكري سيرسلون إلى العراق كجزء من 475 عسكريا الذين أعلن أوباما في العاشر من الشهر الجاري عزمه إرسالهم ضمن استراتيجيته لمواجهة تنظيم الدولة.
كاميرون: الحرب لسنوات
حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امس من ان مشاركة بلاده في الحرب على «داعش» في العراق قد يستمر لسنوات ان اجازه البرلمان البريطاني.
وقال كاميرون امام مجلس العموم الذي دعاه لعقد جلسة طارئة للتصويت على انضمام المملكة المتحدة الى التحالف لمحاربة تنظيم «داعش» «ان ذلك سيكون مهمة لن تنتهي في اشهر بل ستستمر سنوات، لكني اعتقد انه علينا ان نستعد لهذا الالتزام». وذكر كاميرون بأنه لا يجب اتخاذ اخطاء الماضي، للامتناع عن المشاركة في العمل، مشيرا الى ان الوضع مختلف عما كان عليه عام 2003. واكد ان من واجب بريطانيا المشاركة وان حماية شوارع بريطانيا ليست من المهام التي يمكن ان نوكلها الى سلاح جو آخر.
اما اللافت، فهو ان البرلمان البريطاني بت فقط احتمال المشاركة في الضربات الجوية في العراق وليس في سوريا نظرا الى الفشل الذي مني به كاميرون عندما رفض مجلس العموم رداً عسكرياً على نظام الرئيس السوري بشار الاسد المتهم باستخدام الأسلحة الكيمياوية.
تركيا قد تنضم لمحاربة «داعش»
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس ان موقف بلاده حيال تنظيم «داعش» تغير بعد الافراج عن الرهائن الاتراك، لافتا الى احتمال ان تنضم تركيا الى التحالف الدولي ضد «داعش».
وغداة عودته من نيويورك حيث شارك في جلسات الجمعية العامة للامم المتحدة، قال اردوغان: «لقد تغير موقفنا الآن، والمسار التالي سيكون مختلفا كلياً، مشيرا الى «اجراءات ضرورية» سيتخدها البرلمان في 2 تشرين الاول. وتابع: «سنطرح على البرلمان مشروع تفويض، وفور اقراره ستتخذ الاجراءات الضرورية. وهذا التفويض يجيز تدخل القوات المسلحة».
أوباما مع أردوغان والسيسي
من جهة اخرى، بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان التعاون المحتمل بين التحالف الدولي وأنقرة في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال بيان للبيت الأبيض إن الرئيس الأميركي أشاد بالجهود التي تبذلها تركيا في التعامل مع الأعداد الكبيرة من النازحين السوريين.
وجرت المحادثات بين الزعيمين في اتصال هاتفي بمبادرة الجانب الأميركي أثناء عودة أوباما إلى واشنطن بعد مشاركته في مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وكان أردوغان بحث في وقت سابق مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الأزمة السورية وسبل مواجهة التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
من جانبه بحث أوباما مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الأوضاع في العراق وسورية وآخر تطورات مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» وعملية السلام على المسار الفلسطيني – الإسرائيلي.
لافروف اجتمع مع ممثلي «التعاون الخليجي»
كما بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع ممثلي مجلس التعاون لدول الخليج العربية تسوية الأزمة السورية سياسيا.
وحضر اللقاء، الذي جرى على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، كل من صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس الوزراء الكويتي، ومحمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني مساعد وزير الخارجية القطري لشؤون التعاون الدولي، وعبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، أن الجانبين بحثا آفاق تعزيز التعاون بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك تعميق الحوار الاستراتيجي وتطوير العلاقات الاقتصادية التجارية.
وأشار البيان إلى أن الجانبين أكدا قناعتهما بأن العلاقات متعددة الجوانب بين روسيا ومجلس التعاون لدول الخليج العربية «ستتطور بنجاح في المستقبل لصالح شعوب بلداننا ولجهة ضمان الأمن وتعزيز السلام في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج».
«النصرة» تخلي مواقع في درعا والغوطة
قالت مصادر في المعارضة السورية إن تنظيم «جبهة النصرة» التابع للقاعدة أخلى مواقعه في درعا والغوطة الغربية لدمشق.
ويأتي هذا التحرك استباقا لضربة محتملة من قبل قوات التحالف الدولي ضد معاقل التنظيم.
وبدأت «جبهة النصرة» باتخاذ هذه الإجراءات منذ الثلاثاء الماضي بعد مباشرة قوات التحالف الهجوم على التنظيمات الإسلامية شمالي سورية. يذكر أن «جبهة النصرة» تسيطر على مساحات كبيرة في المنطقة الجنوبية من ضمنها مدن وبلدات ريف درعا وريف القنيطرة وريف دمشق.
وارتفعت مخاوف التنظيم من الضربات الجوية بعد إعلان الأردن مشاركته في التحالف الدولي وذلك لقرب مواقع «جبهة النصرة» من الحدود الأردنية ما يسهل وصول المقاتلات العسكرية الأردنية، خصوصا أن عمان تراقب تحركات التنظيم عن كثب.
ويستبعد مراقبون أن يضرب التحالف الدولي المناطق المذكورة وذلك لوجود غرف عمليات مشتركة لفصائل إسلامية وفصائل معتدلة وكتائب تابعة للجيش السوري الحر كانت تصدت لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في وقت سابق بالمنطقة.
الوضع الأمني في العراق
من ناحيته قال مركز الربيع العراقي إن انفجار سيارة مفخخة استهدف سيطرة مشتركة للجيش الحكومي ومليشيا الحشد الشعبي، عند مدخل منطقة العدوانية في ناحية الرشيد جنوب بغداد، أسفر عن مقتل جميع أفراد السيطرة وتدميرها بالكامل. وقال المركز إن ثلاثة أشخاص قتلوا بانفجار عبوة ناسفة بمنطقة المدائن جنوب بغداد، كما قتل شخص وأصيب آخر بانفجار عبوة ناسفة بمنطقة الرضوانية جنوب غربي بغداد.
وفي الفلوجة قال مركز الربيع العراقي إن الثوار فتحوا الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة الفلوجة والصقلاوية من جهة سكنية الثرثار، ورفعوا جميع العوارض والحواجز.
وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال قائد شرطة محافظة ديالى الفريق جميل الشمري إن مواجهات واشتباكات عنيفة وقعت بين قوة من الحشد الشعبي – وهي متألفة من المتطوعين الشيعة الموالين للحكومة – وعناصر تنظيم الدولة على أطراف قرية توكل (35 كلم شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى). وأضاف الشمري أن عناصر تنظيم الدولة انسحبوا من أطراف قرية توكل بعد تكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، مشيراً إلى أن قوة مساندة من الجيش والشرطة العراقيين وصلت إلى القرية لدعم مقاتلي الحشد الشعبي ومساندتهم في صد هجمات التنظيم. في سياق متصل، أشار قائد الشرطة إلى أن قوة أمنية مشتركة من قوات الشرطة ومقاتلي الحشد الشعبي دمرت عربة مصفحة مفخخة يقودها انتحاري تابع لتنظيم الدولة في أطراف قرية بابلان في بلدة المقدادية شمال شرق بعقوبة.
قائد عمليات الأنبار أكد لقناة «مقتل قيادي في تنظيم «داعش» ويدعى أبو اسحاق العسكري بقصف للطيران العراقي شمال الفلوجة».
وامس فجر تنظيم «داعش» مصلى ومسجد مقبرة تكريت، وسط المدينة، ما أدى الى حرق المصلى بالكامل دون وقوع أي اصابات.