IMLebanon

هجوم واسع لـ«النصرة» على قرى القنيطرة فهل تصل الى العرقوب وجرود راشيا؟

هجوم واسع لـ«النصرة» على قرى القنيطرة فهل تصل الى العرقوب وجرود راشيا؟

مجلس وزراء «مفخخ» بالترخيص لجامعات وشراء الفيول.. شروط الخاطفين تتبدل

«القلق الرسمي» كان أمس من بوابة التطورات الميدانية في منطقة القنيطرة المحاذية للحدود اللبنانية ـ السورية، مع فتح جبهة النصرة معركة السيطرة على ما تبقى من قرى خارج نفوذها في محافظة القنيطرة، وتحديداً مدينة البعث «مركز المحافظة» وخانة ارنبة، بالإضافة الى القرى الدرزية: حضر (13 الف درزي)، وعرنة، الريمي، وبقعسم، قلعة جندل، رخلي والمدية، واذا سيطرت «النصرة» على هذه القرى فانها تصبح على تماس مباشر مع قرى شبعا ـ العرقوب من بيت جن وتصل الى جرود راشيا، وتحديداً جرود عين عطا وكفرقوق ودير العشائر التي تبعد 20 كلم عن المصنع اللبناني. وبالتالي تطويق دمشق عبر التواصل مع مسلحي الزبداني وفتح خط مباشر ايضاً مع قرى مجدل عنجر وغزة حيث توجد بيئة حاضنة للمسلحين.

واشارت المعلومات الواردة من المنطقة إلى «أن جبهة النصرة قامت صباح أمس بهجوم كبير على مدينة البعث من جنوب البلدة ودارت اشتباكات استخدمت فيها كل انواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة، وتمكن مسلحو النصرة من السيطرة على رسم المشاعل الواقع الى الجنوب الشرقي من مديرية النقل، لكن الجيش السوري صد كل الهجمات الاساسية من ناحية الصمدانية والحميدية واوقع خسائر في صفوف المسلحين.

ونفى اهالي المنطقة ما تردد عن سقوط مدينة البعث وأكدوا أن الجيش ما زال داخل المدينة، وان قوة كبيرة من الفرقة الرابعة تدافع عن المدينة وقرى المنطقة، كما توجد فرقتان للجيش السوري في رخلي وقطنة، بالاضافة الى قوات الدفاع الشعبي المجهزة بأحدث الاسلحة. علماً أن مدينة البعث وخانة ارنبة تعتبران خط الدفاع الاول عن قرى المنطقة. واذا سيطرت «النصرة» على المدنيين تصبح بمواجهة مباشرة مع قرية حضر السورية التي تخوض اشتباكات مع بيت جن. وفي حال سيطرت «النصرة» على حضر تصبح القرى الدرزية الاخرى كعرنة والريمي وقلعة جندل ساقطة عسكرياً.

هذا التطور العسكري في حال حصوله يؤدي بالنصرة الى التواصل المباشر مع بيت جن وتصبح النصرة بمواجهة الجيش اللبناني في شبعا ـ العرقوب، وكذلك تصل الى جرود راشيا وتحديداً جرود كفرقوق، عين عطا، دير العشائر القريبة من المصنع والبقاع.

وذكر الاهالي ان مدفعية الجيش الاسرائيلي شاركت وبشكل علني واضح في عمليات القصف على مدينة البعث السورية. كذلك أعطوا معلومات عن تواجد مواقع الجيش السوري والاهالي. وان مقاتلي النصرة كانوا يهاجمون مدينة البعث من مراكزهم في الصمدانية والحميدية والممتنة، كما عززت النصرة تواجدها بـ700 مقاتل قدموا من نوى في محافظة درعا وتوزعوا الى الجنوب من مدينة البعث.

واشارت معلومات الاهالي من المنطقة إلى ان عناصر «النصرة» تكبدوا خسائر كبيرة، ووصفوا المعارك بالضارية، وجددوا نفيهم لما تردد عن سيطرة «النصرة» على مدينة البعث.

ودعت مصادر متابعة في منطقة شبعا الى ضرورة انتظار التطورات الميدانية في اليومين المقبلين، وفي ضوء ذلك يمكن رسم خريطة القوى في المنطقة المحاذية للحدود اللبنانية ـ السورية، فهل ستتحول جرود منطقة راشيا الى عرسال ثانية؟ وكيف سيكون الوضع بين بيت جن ومنطقة شبعا ـ العرقوب، حيث التواصل قائم بين المسلحين في المنطقتين.

وعلم ان الجيش اللبناني اتخذ اجراءات لمنع دخول المسلحين الى المنطقة حيث قرار عدم دخول الجرحى ما زال سارياً. كما عززت البلديات حراساتها في مناطق الجرود، ويعيش الاهالي قلقاً جراء التطورات حيث تسمع اصداء المعارك في مدينة البعث في القنيطرة.

لكن السؤال الاساسي المطروح: كيف ستتعامل اسرائيل مع الاوضاع؟ هل ستمد يد العون للدروز لحمايتهم من «النصرة» وكيف سيتعامل ابناء الطائفة الدرزية المصرون على القتال ورفض كل الاغراءات الاسرائيلية؟ وهل ستلجأ اسرائىل الى إقامة الشريط العازل في ظل التنسيق مع «النصرة» حيث تنقل الطوافات الاسرائىلية جرحى «النصرة» الى داخل فلسطين المحتلة؟ علماً أن مصادر متابعة تؤكد انه من المستحيل سيطرة «النصرة» على هذه المنطقة في ظل الوجود القوي للجيش العربي السوري؟ لكن اللعبة الاسرائيلية في المنطقة كبيرة من اجل اشغال حزب الله وتوسيع رقعة مواجهاته مع «النصرة» والقوى التكفيرية لاستنزافه كما تريد اسرائيل، وهذا هو مخططها.

خلافات متوقعة في جلسة الحكومة اليوم

على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي وسيبحث جدول الاعمال المتضمن 43 بنداً، اضافة الى قضايا اخرى من خارج جدول الاعمال.

وقال مصدر وزاري لـ«الديار» ان هناك بندين سيثيران اعتراضات عدد من الوزراء وهما: اعطاء تراخيص لجامعات وكليات خاصة واستدراج عروض لشراء الغاز والفيول والذي كان جرى تأجيله من جلسة سابقة.

كما اشار الى انه سيتم الاستماع الى الوزير ابو فاعور بما خص مكافحة الفساد الغذائي، ليصار في ضوء ذلك الى تحديد الموقف المناسب منها، كما سيستمع المجلس من رئىس الحكومة الى مستجدات المفاوضات حول قضية العسكريين المخطوفين.

علماً أن الهبة الايرانية للجيش اللبناني لن يتم التطرق اليها في اجتماع الحكومة اليوم، رغم ان اللجنة العسكرية التي رافقت وزير الدفاع سمير مقبل الى ايران انجزت تقريرها ورفعته الى الوزير مقبل، لان رفض او قبول الهبة يعود الى الحكومة. وكان الوزير مقبل اكد أمام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال زيارته امس الاول انه سيدافع عن قبول الهبة الايرانية، لان الجيش بحاجة إلى هذه الاسلحة.

الاوضاع السياسية الداخلية والشهادات امام المحكمة الدولية

اما على الصعيد السياسي الداخلي، فان الشهادة التي ادلى بها الوزير السابق مروان حمادة امام المحكمة الدولية في لاهاي كانت موضع متابعة من قبل القوى السياسية. واستعادت اجواء الانقسام السياسي في البلد بين مؤيد ومعارض لشهادة حمادة واعتبرت قوى 14 آذار ان حمادة الذي ادلى بشهادته امام المحكمة الدولية، ساهم ويساهم بشجاعة مطلقة في بناء العدالة من اجل لبنان، وحيت 14 آذار جهود اللبنانيين الذين اطلقوا انتفاضة الاستقلال عام 2005.

في المقابل، قالت مصادر سياسية في 8 اذار ان ما يحصل في المحكمة الدولية من اعادة لنكء الجراح ـ بغض النظر عن صحة المعطيات السياسية ـ من شأنه ان يدخل التشنج الى الوضع الداخلي ويعرقل مناخات الحوار التي يتم العمل من اجل اطلاقها. واضافت ان هناك علامات استفهام وتساؤلات حول استعادة مناخات ادخلت البلاد في عملية كبيرة من الانقسام السياسي في الفترة الماضية.

وابدت المصادر قلقها من هذه الاشارة، خصوصاً ان افادة النائب مروان حمادة ستتبعها افادات للرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط وآخرين.

بري وتوظيف 10 عمال للتنظيفات

وشرح الرئيس نبيه بري للنواب في لقاء الاربعاء النيابي واقع البلاد المزري وضرورة الخروج من هذا الواقع، وقال لهم «تصوروا ان احدى الوزارات تحتاج إلى 10 عمال للتنظيفات، ولم تتمكن الحكومة من التعيين بعد، بسبب ان الطلبات المقدمة لا تراعي التوازنات الطائفية، تصوروا: موظفون للتنظيفات.. اصبحوا بحاجة إلى التوازن الطائفي، هذا الأمر لا يجوز، ولا تستقيم الادارة هكذا، مع علمي ان التوظيفات في هذه الفئة الخامسة او السادسة لا تخضع إلى معايير الطائفية.

زيارة ابراهيم إلى دمشق تنسجم مع التكليف الحكومي

أما على صعيد ملف العسكريين المخطوفين، فقد عقدت خلية الازمة اجتماعاً برئاسة الرئيس سلام حيث وضع اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام اعضاء الخلية بنتائج زيارته الى دمشق وحرص دمشق على الاستعداد للمساعدة.

علماً أن نتائج الاجتماع احيطت بسرية، في ظل حرص الرئيس تمام سلام على عدم تسريب اي معلومات في هذه القضية حفاظاً على سلامة العسكريين، لكن الامور حسب المتابعين ليست سهلة والامور ما زالت معقدة وصعبة مع تأكيد الحكومة اللبنانية على عدم الخضوع إلى ابتزاز المسلحين.

ولاحظت اوساط موثوق بها ان زيارة اللواء عباس ابراهيم اول من امس تأتي في سياق المهمة التي كلفته اياها الحكومة، وقد كلفته أيضاً اجراء كل الاتصالات اللازمة للوصول الى اطلاق العسكريين المخطوفين. واشارت الى وجود وعود بحصول انفراجات ولو جزئية في هذا الملف. وقالت ان مسار الامور يتوقف على نجاح الموفد القطري في حسم ما يطرحه المسلحون من شروط، خصوصاً أن هذه الشروط تتبدل مع كل لقاء مع الموفد القطري.

الغذاء

من جهة ثانية، سجل ارتفاع في اسعار اللحوم ومشتقاته بعد اقفال مسلخ بيروت و3 مسالخ في العاقبية والبيسرية والغازية ومركز عيطور لذبح الدجاج، ودعا ابو فاعور الى حالة طوارىء صحية في البلاد. وكان الوزير ابو فاعور أعلن عن لائحة جديدة من المحلات التي لا تخضع إلى الشروط الصحية.

علماً أن الخلافات الوزارية ما زالت قائمة حول اقرار قانون سلامة الغذا، نتيجة رفض بعض الوزراء التخلي عن بعض الصلاحيات في وزاراتهم. ولذلك سيتم انشاء لجنة طوارىء من مختلف الوزارات لاستكمال العمل، بانتظار اقرار قانون سلامة الغذاء، علماء ان الوزيرين ميشال فرعون وألان حكيم ما زالا يعارضان بعض اجراءات الوزير ابو فاعور.