IMLebanon

ريفي يكرّس زعامته : بابي مفتوح للحريري !!

ريفي يكرّس زعامته : بابي مفتوح للحريري !!

الانتخابات البلدية «زلزلت» الانتخابات النيابية والرئاسية

من يختار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بعد الآن؟

بارع وليد جنبلاط في الوصف. الطبقة السياسية بقضّها وقضيضها، باتت على شاكلة التايتنيك التي ارتطمت بجبل الجليد في اكثر من مكان لتغرق اخيراً في طرابلس، وان ابدى نائب طرابلس خشية ان تكون طرابلس هي التي غرقت، مضيفاً أنه لم ير الوزير اشرف ريفي بملابس اللواء وانما بعباءة داعي الاسلام الشهال وبلحية سالم الرافعي…

اكثر من ذلك، قال النائب لـ «الديار» انه يخشى ان تفضي تصريحات ريفي النارية الى عودة جولات العنف الى المدينة، معتبراً «ان من اعتبروا ما حصل تغييراً فهو تغيير الى الوراء. ربح ريفي وخسرت المدينة حين يتم بالتشطيب شطب المسيحيين والعلويين من التركيبة البلدية.

لا بل انه يذهب الى ابعد من ذلك حين يعتبر ان ما حدث للمسيحيين في صناديق اقتراع اشبه ما يكون بالتطهير العرقي او الديني الذي حصل في اكثر من مكان في المنطقة على امتداد السنوات الخمس المنصرمة.

وكان مرجع امني بارز قد ابلغ مراجع سياسية ان طرابلس ستشهد يوم الاحد نوعاً من التسونامي، في حين كانت ماكنات الجبارة، وكانت الماكنات الصدئة، تقدم ارقاماً مختلفة تماماً…

في طرابلس، بل وعلى امتداد الشارع السني، بات اشرف ريفي اكبر من سعد الحريري. وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي يصفه بعض اصدقائه بـ «سقراط المدينة»، قال ان وزير العدل المستقيل خاض الانتخابات البلدية، عبر لائحة احمد قمر الدين، ليقول… انا الزعيم.

هكذا كرّس نفسه، اخطر ما قاله قبل ظهر امس ان بابه مفتوح امام الحريري، وانه لن يزور بيت الوسط. ربما نصحه احد بتخفيف لهجته قليلاً حتى لا تكون الحرب المفتوحة بينه وبين الشيخ سعد. عاد ليقول في مؤتمره الصحافي بعد الظهر انه يمد يده الى رئيس تيار المستقبل، و«خلافي معه على نقاط سياسية اكبرها ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة».

اكبرها بل «افظعها» ان من يتجرأ على ان يقول للحريري الابن «لا»، وهذه لم تكن حال الحريري الاب بأي حال. غداة الانتخابات البلدية في بيروت و«خيانة المسيحيين» له في الاشرفية، سارع النائبان عاطف مجدلاني وسيرج طورسركيسيان الى تطويبه «الزعيم الاوحد» ليس للطائفة السنية فحسب وانما للبنان ايضاً…

الآن، اي وصف يطلق على الحريري الذي كانت طرابلس تمثل بالنسبة اليه العمق الاستراتيجي. الخوف ان تنتقل عدوى التحرر الى الانتخابات النيابية. واكثر من مقرب من بيت الوسط قال لـ «الديار» ان نتائج انتخابات بيروت كانت بمثابة الصدمة للحريري. اما نتائج انتخابات طرابلس فكانت بمثابة الزلزال…

هل فوجئ السعوديون ايضاً، وهم الذين احتفظوا بداعي الاسلام الشهال لديهم حتى لا يشوش على الحريري الذي تكفيه الصدمات المالية فكيف اذا ما اضيفت اليها الصدمات السياسية. على نار هادئة قد تقوم الرياض برأب الصدع. كل ما انكسر انكسر. الهالة لم تعد اياها، والاعتماد فقط على اسم رفيق الحريري، وعلى رصيده الذي في قلب الكثير من اللبنانيين، لم يعد يجدي، سقط «الزعيم الاوحد».

اللافت ان النائب احمد فتفت الذي طالما اعتبر نفسه «البلبل الغرّيد» لتيار المستقبل (تابعوا تصريحاته اليومية المكررة) قفز فوق كل المواقف السابقة، وحيث التيار هو القوة الكاسحة في طرابلس والشمال، ليقول «ان النتائج رسالة موجهة الى من كان يعتقد انه هو زعيم طرابلس، اي الرئيس نجيب ميقاتي، فتبين الا شعبية له بالقدر الكافي الذي كان يوهم الناس به» اذا كان هذا ما يقال بميقاتي، ولطالما اعتبره الزرق زعيماً من الدرجة الثالثة، فما هي حال «الزعيم الاوحد»؟

فتفت اشتكى من «استشراس» الناخبين المسيحيين الذين اسقطوا اللائحة التي كان يتعاطف معها بعدما كان قد خسر الانتخابات البلدية في مسقط رأسه عام 2010، هل كان يتصور ان مسيحيي البلدة «اهل ذمة» ويأتمرون بما يشير عليه ولي الامر؟

بهدوء تلقف الحريري الخبر الكارثي. هنأ الفائزين، ودعا الى «تجاوز الاصطفافات الانتخابية وتسهيل مهمة المجلس البلدي المنتخب». ميقاتي «انحنى» امام ارادة ابناء المدينة.

ـ سقوط التحالف السني ـ

اوساط سياسية تعتبر ان هيكلاً سياسياً وسقط على الرؤساء. كان واضحاً من كلام ميقاتي يوم الاحد، واشارته الى التحالف السياسي، ان الائتلاف الانتخابي في عاصمة الشمال، وبعد خمس سنوات عجاف، انما يؤسس لثنائية سنية على غرار الثنائية الشيعية التي، وبالرغم من الظروف التي يواجهها «حزب الله» وتجعل من الاستقطاب حوله مسألة مصيرية وتلقائية، اكتشفت ان الاصوات المعارضة والمعترضة اكبر بكثير من ان توضع على الرف…

الشمال حقق نبوءة مصدر ديبلوماسي غربي كان يتوقع ان تفضي الانتخابات البلدية الى «انفجار صناديق الاقتراع». بعد الذي حدث في زحلة، وفي جونيه، وفي الحدت، وفي سن الفيل، وغيرها من مناطق المتن الشمالي، وبعد الذي حدث في القبيات، وهي تعني ما تعنيه كقلعة مسيحية او مارونية، في عكار وبالتالي تنورين، ان نسبة الـ 86 في المئة هي نسبة خادعة ومضللة…

خبراء الاحصاء هم من يؤكدون ان ما جرى على امتداد ايار الذي يودعنا اليوم، انما اظهر ان الثنائي المسيحي انما يحظى بنسبة تحوم حول الـ50 في المئة وربما اقل، والدليل هو ما جرى في التجمعات المسيحية الكبرى.

واذا كان هناك من يقول ان ورقة التفاهم بين العماد ميشال عون و«حزب الله» قطعت عليه نصف الطريق الى القصر الجمهوري، فان اعلان النوايا بينه وبين «القوات اللبنانية» قطعت عليه النصف الآخر…

ـ من يحدد الرئيس؟ ـ

اللافت هنا انه بعدما قال ريفي ان معلوماته تؤكد ان رئىس تيار المردة لن يصل الى رئاسة الجمهورية، شدد على الوقوف في وجه اي مرشح من قوى 8 آذار، بعد «الأحد الأسود»، ريفي هو الذي يحدد من هو رئىس الجمهورية ومن هو رئىس الحكومة. هكذا كانت خلاصة كلامه امس.

استطراداً هو من يقول «نعم» أو «لا». ماذا اذا جرت الانتخابات النيابية باكراً وشكل ريفي لائحته بعدما هز المؤسسة السياسية (الحريري ـ ميقاتي) والمؤسسة الدينية (المفتي الشيخ مالك الشعار) الذي يذكر اهل طرابلس ما قاله ريفي فيه.

المسألة لا تنحصر في طرابلس. ريفي واثق من ان شعبيته في الضنية ـ المنية وعكار لا تقل، في اي حال، عن شعبيته في طرابلس. وقائد محور الريفا ابو تيمور الدندشي الذي «نبش» البيوت بيتاً بيتاً في باب التبانة وغيرها من الاحياء الشعبية، نصح الحريري بالعودة (السياسية) الى مسقط رأسه، او مسقط رأس ابيه، صيدا…

ريفي قال «اذا كان «البروفايل» عسكرياً فهو يرشح قــائد الجيش العماد جان قهوجي لرئاسة الجمهورية. ما المانع ان يكون «بروفايل» رئاسة الحكومة عسـكرياً ايضاً؟

وعلى هذا الاساس، يهاجم ريفي «حزب الله»، وهذا كان احد اسلحته لاثارة الشارع، يصل الى القول ان مجرد قبوله حقيبة العدل في حكومة الرئيس تمام سلام كان يعني القبول بالجلوس مع الحزب «لاننا شركاء في الوطن، واحد لا يمكنه الغاء احد»

هو الذي كان يتحدث أمس وكأنه رئيس الحكومة العتيد، وعلى اساس انه هزم المرشحين الاثنين اللذين كانا امامه او فوقه، يعلم ان وصوله الى السرايا الحكومية مستحيل ان لم يمد يده الى «حزب الله».

سياسيون من كل «الاجناس» ويعتبرون ان الانتخابات البلدية اسقطت المجلس النيابي. وبعبارة اخرى، مراكز القوة انتقلت من الكتل النيابية الى صناديق الاقتراع…

ـ تعطيل 3 تفجيرات ـ

وزير الداخلية نهاد المشنوق كشف عن ان الاجهزة الامنية عطلت، خلال الاشهر الثلاثة المنصرمة، ثلاث شبكات تفجير. هذا يعني ان لبنان ما زال في دائرة الاستهداف على لائحة تنظيم «داعش»، وقد يكون معرضاً اكثر اذا ما اخذ بالاعتبار الوضع العصبي الذي يواجهه التنظيم في الوقت الحاضر. في المعلومات الديبلوماسية والامنية نصائح ببقاء الاجهزة الامنية في حال استنفار لمواجهة شبكات اخرى ومحاولات اخرى.

المشنوق اشار الى شيء هام آخر، وهو تشكيكه في قدرة القوى السياسية على انتاج قانون انتخاب. الاجواء التي رافقت مسار الانتخابات البلدية لا تشير الى ان العودة الى قانون 1960 (والدوحة) ممكنه، كما ان التمديد مستحيل، ما البديل انقلاب عسكري ام ثورة شعبية؟

مصادر ديبلوماسية وتؤكد الا تسويات في الافق على المستوى الاقليمي، وان الولايات المتحدة ستدخل بعد حين في «البيان الانتخاب». تحذير غربي من انفجار لبنان اذا بقي الاحتقان السياسي الراهن، ودعوة الى الخروج من عنق الزجاجة او…. الانفجار!