IMLebanon

عدم استطاعة فريق او ثنائي احتكار التمثيل والنسبية الافضل للبلاد

عدم استطاعة فريق او ثنائي احتكار التمثيل والنسبية الافضل للبلاد

عسيري يتوسط لمصالحة الحريري وريفي

نتنياهو ــ ليبرمان : رفع مستوى التدخل في سوريا

الحكماء في الطوائف المسيحية لا يربطون بين شغور الموقع المسيحي الاول في الدولة، وتشطيب اسماء المرشحين المسيحيين على اللوائح البلدية في طرابلس…

هؤلاء يعتقدون ان ثقافة الالغاء، وهي ثقافة توراتية بالدرجة الاولى، شائعة جداً في المنطقة، حتى ان المسيحيين في لبنان، وهم على تواصل (وتفاعل) مع الحداثة الغربية خاضوا حروب الالغاء ضد بعضهم البعض ان في الخنادق او في صناديق الاقتراع.

والحكماء اياهم لاحظوا ان التشطيب في طرابلس لم يطاول المسيحيين لانهم مسيحيون، وان كانت قلة من السلفيين والاصوليين تفعل ذلك، وانما لان كل طرف كان يريد ايصال جماعته الى «الجنة»، وان كانوا يقولون ان اللواء اشرف ريفي هو نفسه الذي رفع شعارات الالغاء ضد كل ما يمت بصلة الى 8 آذار، وكان يقول بطردهم من المدينة، وليس فقط من المجلس البلدي.

ريفي رأى في الرئيس نجيب ميقاتي، وهو الذي ينتمي الى عائلة سنية عريقة في المدينة، احد نجوم 8اذار التي من زمان لم تعد اكثرمن ظاهرة فولكلورية، وكاد يرى في الرئيس سعد الحريري ما رآه في ميقاتي. وهذا ينطبق، بطبيعة الحال، على الوزير السابق فيصل كرامي، وعلى المرشح المسيحي على لائحة «لطرابلس» والذي اختاره تيار المردة…

جهات مسيحية في طرابلس قالت لـ «الديار» انها الى حد ما تتفهم الظروف والخلفيات، ولكن على الاقل كان بالامكان تهريب عضو مسيحي واحد ليقال ان المناخ في المدينة قد تغيّر في العمق لا في الشكل. لم يحدث هذا، ونحن نشعر عندما لا يكون لنا مكان في المجلس البلدي، وهو المجلس المحلي، اننا مهددون في وجودنا «الانمائي والسياسي».

المسألة سيكولوجية بالدرجة الاولى، ثمة صدمة لدى المسيحيين، الرئيس تمام سلام لم يكن يتوقع ان يحدث ذلك، وهو يراهن على تفهم القيادات المسيحية للوضع، وعدم الذهاب بعيداً في ردات الفعل…

وحين اعلن النائب روبير فاضل استقالته احتجاجا على ما حصل للمرشحين المسيحيين، كانوا في جبل محسن سيسألون ما اذا كان ثمة من نواب للطائفة العلوية ام انهم يغطون في نوم عميق.

لكن الاخطر هو ما دعا اليه رفعت عيد لجهة السلاح والاستعداد للتهجير، مع اعتبار ان العلويين لم يحصلوا على مقعد في المجلس البلدي، ولا على اي مختار وقد يتم تحويل جبل محسن الى كانتون في وقت ليس بالبعيد..

ولا يبدو ان في جبل محسن من يفكر بالعودة الى الجولات الدموية التي طالما وظفت لاغراض سياسية لا علاقة لها البتة لا بمصالح العلويين ولا بمصالح السنّة، وان كان هناك في «الجبل» من يقول ان تلك الجولات هي التي جعلت من ريفي زعيماً، ولطالما تحدث البعض عن علاقته بقادة المحاور ورفضه «ارتداء التنانير» وجعلت من رفعت عيد فاراً من وجه العدالة.

لكن ما هو ابعد من ردات الفعل المباشرة، وكما يحصل غداة اي معركة انتخابية مهما كان نوعها، هناك التوجس لدى المسيحيين والعلويين على السواء مما يتردد علناً او خفية حول التطورات الخطيرة في سوريا والتي قد تحمل في طياتها عمليات جراحية قاسية على اسس مذهبية او طائفية او اتنية.

ومثل هذه الجراحات الديموغرافية قد تمتد الى لبنان حيث في الكواليس احاديث كثيرة حول تبدل دراماتيكي في خارطة سوريا ولبنان لجهة الفرز والضم، فالحديث عن الفيديرالية تعال في الآونة الاخيرة، واكثر من اي وقت مضى وبطبيعة الحال هذه الفيدرالية لا بد ان تقوم على وقائع على الارض اما انها قائمة او يتم استحداثها، وغالباً ما لا يتم ذلك بالقفازات الحريرية».

والمتوجسون يشيرون الى ما حدث في البلقان، والى ما حدث في شبه القارة الهندية، وصولا حتى الى العراق واليمن حيث الفيدرالية، او صناعة الاقاليم، لم تؤد الا الى مزيد من التفكك، وبالتالي الى مزيد من الصراع السياسي والدموي.

وفي الكواليس ايضاً ان ثمة نائباً مسيحياً استقال لان المسيحيين لم يتمثلوا في مجلس بلدي يفترض ان تكون مهمة انمائية اولاً واخيراً، اي لا علاقة له لا بهيكلية السلطة، ولا بالوجود السياسي في البلد، فيما لم يقدم النواب المسيحيون استقالاتهم اعتراضاً على الشغور في الموقع الرئاسي والذي انقضى عليه اكثر من عامين…

ـ «حزب الله» والايام الصعبة ـ

مرجعيات سياسية ترى ان هذا وقت الهدوء والتأني، لا وقت الاثارة والترهيب، لا احد يعلم الى اين تذهب الاحداث في سوريا، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وازدهار «المزادات والمزايدات الاقليمية» على انواعها، وبالتالي الى اين تذهب الاحداث في لبنان،

ـ بالرغم من كل التطمينات الأميركية… ـ

مصادر ديبلوماسية في بيروت تؤكد ان خطة الثنائي بنيامين نتنياهو – افيغدور ليبرمان رفع مستوى التدخل في سوريا على نحو حساس للغاية، وربما الى حد الاحتكاك بـ«حزب الله» هناك، عبر مجموعات يتولى ضباط اسرائيليون تدريبها بالتنسيق مع جهات عربية…

الاكثر خطورة من ذلك ان هناك جهات لبنانية تناصب الحزب العداء تروّج بين انصارها ان «حزب الله» سيواجه أياماً صعبة في الأشهر المقبلة في سوريا، مؤكدة ان هذه ليست مجرد قراءة تحليلية للظروف التي تحكم الواقع السوري حالياً، وانما هي تستند الى معلومات خارجية لا مجال للشك في «صدقية» و«فاعلية» مصادرها.

الحديث عن خطة اسرائيلية يتكاثر في الوسط الديبلوماسي باعتبار ان الوقت الاميركي إبان الانتخابات غالباً ما يكون عائماً، وباستطاعة تل ابيب التي تراهن على «عائدات استراتيجية» هامة جداً تأتي بها الأزمة السورية، ان تتحرك بسهولة اكثر وان ترفع مستوى التعاون مع قوى اقليمية في هذا الصدد.

ـ شبكات التفجير ـ

الذي يزيد من حساسية التوقعات كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق عن تعطيل 3 شبكات تفجير لـ«داعش» في غضون الأشهر الثلاثة المنصرمة، مع استمرار التحذيرات من خطة لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يواجه ظروفاً معقدة في هذه الأيام، خطة مجنونة وتلحظ ضرب مئات الاهداف الحساسة في المنطقة، بما في ذلك لبنان بطبيعة الحال…

الاجواء ضبابية بعد ظهر من حرب الاعصاب، وبعد نتائج هزت كل الأعصاب، والى حد ان بعض الأوساط السياسية تسأل ما اذا كانت هناك جهات داخلية أو خارجية يمكن ان تتحمل الصعود (الصاروخي) للمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي والذي «حلّق اكثر مما ينبغي وأسرع مما ينبغي ثمة تساؤل عن مصير الرجل في ظل الفوضى السياسية الراهنة.

لا مجال الا للتعامل مع الواقع الذي هز القوى الاساسية داخل الطائفة السنية بما ذلك الجماعة الاسلامية التي استقال مسؤولها السياسي في الشمال ايهاب نافع، وخرج كليا مع الجماعة معترفاً بـ«سفراء الرؤية» بعدما كان قياديون في الجماعة قد حذروه بان الشارع يقول غير ما يقوله سكان الابراج العالية.

ـ اتصال السفير السعودي ـ

الارقام الرسمية استقرت على 16 عضوا للائحة «قرار طرابلس» التي هي برئاسة احد قمر الدين و8 اعضاء للائحة «لطرابلس» برئاسة عزام عويضة. وكان لافتاً ان السفير السعودي في بيروت اختص ريفي بالتهنئة دون كل رعاة اللوائح بما في ذلك الحريري في بيروت او صيدا.

هل هو اعتذار، في وقت مناسب جداً، عن عدم دعوة وزير العدل المستقيل الى مأدبة العشاء الشهيرة في منزله والتي كرست مصالحة رئيس تيار المستقبل ورئيس تيار العزم؟!

مصدر وزاري شديد الاطلاع على الاجواء السعودية لم يستبعد ان يبادر عسيري الى بذل المساعي من اجل مصالحة الحريري وريفي في منزله، او اذا اقتضى الامر في الرياض، وان كان المصدر يضيف ان المسؤولين السعوديين يتابعون الخطوات المتعثرة للحريري، ومنذ ان اوصى لهم بان ترشيحه للنائب سليمان فرنجية سيضع «حزب الله» في الزاوية ويلقي ورقة التفاهم بين العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله.

ـ صورة رفيق الحريري ـ

غير ان السعوديين وان كانوا يتحدثون عن شخصيات سنية بارزة ويمكن ان تضطلع بدور محوري على صعيد هيكلية السلطة في لبنان، لا يريدون «كسر الشيخ سعد» وهم الذين يدركون ان صورة الرئيس الراحل رفيق الحريري ماثلة بقوة في الوجدان السني، وليس هناك احد افضل من نجله في تجسيد هذه الصورة ايا كانت الاخطاء التي يرتكبها والتي معظمها ناجم عن «التضاريس السياسية والمذهبية» في الساحة اللبنانية.

لا احد يغفل التداعيات الدراماتيكية لنتائج الانتخابات البلدية، هذا لا يضع جانباً السؤال الملح، والنقاشات العاصفة، حول قانون الانتخاب الذي بدا ان بعضاً من القوى السياسية تقاربه بالكثير من الحيطة خشية ان تحرق اصابعها او حتى ان تحترق هي في صناديق الاقتراع. وفي هذا السياق، نقل زوار في عين التينة عن الرئيس نبيه بري قوله ان «لا جديد حول قانون الانتخاب، والوقت ليس لمصلحة المراوحة في مناقشته».

ويشير الى «ان الموضوع لا يحتمل الاستمرار على هذا المنوال لاشهر واشهر، وما جرى في الانتخابات البلدية يجب ان يكون حافزاً للجميع لتبني قانون النسبية لانه الافضل لمصلحة البلاد، لا سيما وان الانتخابات البلدية اثبتت عدم استطاعة اي فريق او ثنائي احتكار تمثيل الطائفة.