Site icon IMLebanon

المشنوق… انتحاري لانقاذ الحريري ؟

عسيري يستغرب : لم ولن نتدخل… جنبلاط : مشنوقيات تشبه رقص التانغو

خطة للتدخل العسكري في سوريا عبر البوابة الاردنية

احاط وزير الداخلية نهاد المشنوق اللبنانيين علماً بأن المنطقة مقبلة على مرحلة خطيرة وبعيدة المدى. الصراع السعودي – الايراني سيتواصل وسيتصاعد. تحدث عن لقاءات مصرية وسعودية واردنية واماراتية من اجل الاعداد، وعلى المستويات كافة، للمرحلة المقبلة…

تأكيدات اميركية استخباراتية بالدرجة الاولى بأن لبنان سيبقى بمنأى عن الحرائق التي قد تأخذ منحى اخر مع احتمال حصول تدخل عسكري مباشر في سوريا، لا سيما عبر الاردن، وحديث عن قرار اتخذ وحتى عن خطة وضعت لخوض مواجهات مباشرة مع مقاتلي «حزب الله» في سوريا بطبيعة الحال مع قوى اخرى تقاتل الى جانب النظام…

ويقول مرجع لبناني معني بالوضع الميداني في سفوح السلسلة الشرقية انه سمع من الاميركيين كلاما قاطعا حول عدم السماح لمقاتلي تنظيم «داعش» ان يقطعوا مئات الكيلومترات من مدينة الرقة ومحيطها الى جرود القلمون، وبالتالي الى جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع لان وصول ألوف المقاتلين الى هذه الجرود يعني انهم لن يحتاجوا الى اكثر من ليلة (ليلاء) ليدخلوا الى مدينة طرابلس ويضعوا يدهم على واحد من اهم الثغور على البحر الابيض المتوسط.

غير ان جهات مسؤولة ترى ان كل المعطيات تفيد بأن الازمة السورية تتجه نحو مزيد من التعقيد وربما استتبعت حرباً اقليمية كبرى اذا ما اخذ بالاعتبار ما يتردد في بعض العواصم العربية حول تحولات دراماتيكية في الموقف الاميركي بمجرد ان يخرج الرئيس باراك اوباما من البيت الابيض…

وهذه الجهات تعتبر ان اقامة اكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري على الارض اللبنانية ستطول وان مظاهر الاندماج بدأت تتزايد ما يشي بأن التوازنات الداخلية التي قام على اساسها لبنان لا بد ان تنفجر.

وتلفت هذه الجهات الى ان الاجهزة الامنية اللبنانية التي اثبتت كفاءة استثنائىة في رصد الشبكات الارهابية وتفكيكها أثبتت كفاءة استثنائىة ايضا في حبك علاقات متينة مع اجهزة استخبارات غربية فاعلة وتلاحق تلك الشبكات بكل الوسائل…

وهذه العلاقات انقذت لبنان ولمرات عدة من كوارث حقيقية باعتبار ان الارض اللبنانية تحتل مرتبة حساسة جدا في بنك الاهداف الذي وضعه تنظيم الدولة الاسلامية ويعمل على اساسه دون ان يعني ذلك زوال المخاطر، اذ ان قيادة التنظيم التي تواجه مشكلات صعبة في العراق وفي سوريا تخطط لتنفيذ تفجيرات مدوية في اكثر من بلد بما في ذلك لبنان…

ولم يبق سرا ان المراجع المختصة في الدولة تراقب مخيم عين الحلوة من الداخل لا من الخارج، وهي على بينة كاملة من اماكن تواصل الجماعات المتطرفة وحتى كيفية عملها حتى اذا ما ظهر انها على وشك الاقدام على خطوات تهدد الامن اللبناني. فالخطة جاهزة للقضاء عليها وبعدما ظهر جليا ان الوضع داخل بعض الفصائل الاساسية لا يبعث على الطمأنينة، لا بل ان الجماعات المتطرفة تمكنت من اختراق عائلات لطالمات عرفت بدورها التاريخي داخل حركة «فتح».

الجهات السياسية اياها تشير الى ان المراجع الدولية والغربية بوجه خاص تستشعر مدى المخاطر التي يشكلها «تراكم» النازحين في بلد تحكمه طبقة سياسية وصلت الى اقصى حدود الاهتراء والنأي بالنفس عن معالجة الازمات التي تواجهها البلاد وحيث الضخ المذهبي ينحو كارثيا…

غير ان تلك المراجع لا تفعل شيئا سوى التنبيه من المخاطر واسداء النصائح واغداق الوعود المالية التي بعضها ينفذ وبعضها الاخر يوضع على الرف.

وفي هذا المجال قال مرجع امني لـ «الديار» ان لبنان تحت غطاء دولي كبير دون ان يعني ذلك اننا لا نواكب هذا الغطاء بالكثير من الجهد وباتخاذ الاجراءات على انواعها لتحصين البلد.

ـ لا تخافوا… الحذر ضروري ـ

اضاف «هناك قرار لدى قيادة الجيش يمكن اختزاله بعبارة واحدة «ممنوع التهاون وممنوع العودة الى الوراء»، وبالرغم من كل الازمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بالبلد… «فهو امانة في ايدينا وكونوا على ثقة بأن الجيش هو صمام الامان».

وبحسب المرجع الامني «لا داعي للخوف، لكن الحذر ضروري فإن خلية خربة داود «لم تفاجئنا ونحن نلاحق الارهابيين في كل مخابئهم. هذا لا يعني ان باستطاعتنا القول بعدم وجود خلايا نائمة وبأن تنظيم «داعش» الذي يبحث عن ساحات اخرى لا يضع لبنان على لائحة اولوياته».

وقال «نحن نضع مكافحة «داعش» وازالتها من لبنان على رأس اولوياتنا».

الكل يرصد التطورات السورية وتداعياتها اللبنانية والمعلومات تشير الى بلبلة داخل «داعش» في الجرود بعدما ذكر ان هناك قيادات من الصف الثاني اجرت اتصالات مع «جبهة النصرة» ربما تحسبا للاتي خصوصا ان امير الجبهة في القلمون ابو عاكف التلي ابلغ متعاطفين في بلدة عرسال وبينهم رجل دين معروف بأن عليهم ان يتوقعوا حصول انقلاب داخل «التنظيم» في الجرود…

بيد ان جهات تميل الى «داعش» تتحدث عن التماسك الحديدي وأن «الارض» ستشهد مفاجآت لم تكن لتخطر على بال، لتشير الى ان المقاومة في مدينة الفلوجة الصغيرة نسبيا لا يمكن ان تقارن بأي حال بما سيحدث في الرقة او الموصل.

في كل الاحوال، دعوة الى اصحاب الاعصاب المشدودة في لبنان الى «شد العصب» لأن المرحلة المقبلة في سوريا قد تأخذ منحى شديد الدقة والى حد الكلام عن بعثرة الخرائط واعادة تشكيلها…

ـ قهوجي: معركتنا مع الارهاب ـ

وبالرغم من التداعيات التي احدثتها الانتخابات البلدية او حيث يجري الحديث عن ان الطبقة السياسية في قعر الزجاجة لا في عنق الزجاجة، المناخ يبدو آمناً في لبنان. قائد الجيش العماد جان قهوجي اكد على ان «قرارنا حاسم بحماية لبنان بكل الامكانات المتوفرة».

واشار الى ان «معركتنا مع الارهاب ماضية ولا هوادة فيها الا بالقضاء على الشبكات الارهابية» بعدما لوحظ اي «جبخانة» كانت تمتلكها الخلية الداعشية في منطقة خربة داوود في عكار.

اما المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم فرأى «ان الأمن المرجو لا يتحقق بمعزل عن رؤية مشتركة للفجوات العميقة التي اصابت لبنان جراء النزوح»، مضيفا «ان البلد يعيش ادق مراحل تاريخه الحديث واخطرها من خلال مواجهة الارهاب الذي يتهدده دولة ورسالة حضارية».

وبدا ان الكلام الذي ادلى به وزير الداخلية نهاد المشنوق اثناء المقابلة التلفزيونية على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال لا يتجاوز بهزاته الارتدادية ما احدثته الانتخابات البلدية.

وزير لبناني هو الابرز بين وزراء ونواب المستقبل يدق الابواب المحرمة في المملكة العربية السعودية قال «السعودية السابقة» كما لو انه يقول «العهد البائد» في المملكة.

وهنا يقول وزير سابق وكان من اقرب المقربين للرئىس الراحل رفيق الحريري انه لم يكن امام «الشيخ سعد» سوى ان يبوح بالذي في صدره بعدما اظهرت الانتخابات البلدية العاصفة في طرابلس والتي اعقبت انتخابات خجولة في بيروت، ان الرجل يتعرض للاغتيال السياسي وان هناك في المملكة من لم يعد ينظر الى رئىس تيار المستقبل على انه زعيم السنة في لبنان.

ـ البحث عن انتحاري ـ

لا معلومات دقيقة حول اللقاء الذي حصل بين الحريري والمشنوق قبل المقابلة التلفزيونية ولكن هل كان الاول يبحث عن فدائي او عن انتحاري ليقول : كلانا يصعق الكثيرين داخل المملكة ام ان الثاني وهو الذي يتقن اللعبة اللغوية واللعبة السياسية تطوع للقيام بالمهمة التي جعلت مراجع تطرح السؤال التالي: متى يتدحرج رأس نهاد المشنوق؟

يتدحرج سياسيا بطبيعة الحال وبعدما كشف ان الرياض هي من ارغمت الحريري على زيارة دمشق وعلى الاتجاه الى عدم التعامل مع المحكمة الدولية كما ان ترشيح النائب سليمان فرنجية لم يكن من بنات افكار رئيس تيار المستقبل وانما هو صناعة وزارة الخارجية البريطانية البعيدة من زمان وربما من ايام احلال كميل شمعون محل حميد فرنجية في رئاسة الجمهورية وبتغطية من الاميركيين والسعوديين.

لا احد من الوسط السياسي يعتقد ان المشنوق يمكن ان يتفوه بما تفوه به دون الضوء الاخضر من «زعيمه» وان قال وزير الداخلية من باب ذر الرماد في العيون انه يتوقع نفيا من الحريري وهو الذي لم يحدث، دون استبعاد ان يحصل في اي لحظة، وبحسب طبيعة ردود الفعل وتبعا للاتصالات التي سيتلقاها من المملكة…

ـ زمن سلمان وزمن عبدالله ـ

ولكن هناك قيادات في تيار المستقبل تقول ان المشنوق لم يكن ليتجرأ على قول ما قوله وهو الصحافي العتيق لو لم يسمع في الرياض كلاما عن ان السعودية في زمن سلمان بن عبد العزيز ونجله هي غير السعودية في زمن عبدالله بن عبد العزيز ونجله عبد العزيز الذي لا يعرف اين هو الآن.

الاكثر من ذلك ان القيادات اياها تصل الى حد القول انه طلب من المشنوق ان يقول ما يقوله لـ «فضح العهد البائد» وكيفية عقد الصفقات اللامتكافئة فيما العهد الجديد يواجه حتى الولايات المتحدة ويخوض الحروب في اكثر من مكان تحت عنوان «عاصفة الحزم».

ـ عسيري يستغرب ـ

كلام المشنوق ليس بالكلام العادي وليس فقط لاسكات الوزير المستقيل اشرف ريفي وافهامه أن الخروج عن الخط كان بأمر من الرياض بل انه ينطوي على اولويات كثيرة ودون ان يكون مستغربا ان يبدي السفير السعودي علي عواض عسيري استغرابه لاقحام المشنوق المملكة في ملفات داخلية لبنانية.

عسيري اكد ان بلاده «لم ولن تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية لا سيما ملف رئاسة الجمهورية الذي تعتبره المملكة ملفا سياديا يعود للاشقاء اللبنانيين وحدهم حق القرار فيه».

ولفت الى ان دور بلاده «يقتصر على تشجيع المسؤولين اللبنانيين على ايجاد حل للازمة السياسية وانهاء الشغور الرئاسي لينتظم عمل مؤسسات الدولة ويعبر لبنان الى مرحلة من الاستقرار والازدهار الاقتصادي بمعزل عمن يكون الرئيس الجديد».

ـ جنبلاط: الطرب المشنوقي ـ

اما النائب وليد جنبلاط فقد رأى في كلام المشنوق فرصة ذهبية للثأر منه ولو عبر ما يشبه الطلاسم الساخرة. قال ان الطرب المشنوقي في الصباح وقد  يسمى بـ «المشنوقيات يكاد يشبه رقص التانغو، الرشاقة الفكرية تلاقي الرشاشة البدنية».

السفارة البريطانية في بيروت لم تستغرب. قالت «اننا لا ندعم او نعارض اي مرشح محدد للرئاسة وانتخاب رئيس للجمهورية هو قرار ومسؤولية اللبنانيين ونحن مستعدون للعمل مع رئيس لبنان ايا يكن وما زلنا ندعو الى انجاز الاستحقاق الرئاسي في اقرب وقت».