جنبلاط : إذا وافق الأقطاب المسيحيّون نسير بعون رئىساً للجمهوريّة
هجوم سعودي على المشنوق : وزير «حزب الله» وزار دمشق سراً
الأجهزة الأمنيّة تعتمد لعبة الدومينو في مُلاحقة «داعش»
سعد الحريري في عين العاصفة. العاصفة السعودية؟ بلبلة داخل قيادة تيار المستقبل حتى هذه اللحظة لم يقل ما قاله عن الوزير المستقيل اشرف ريفي «المشنوق لا يمثلني». وصحيفة «عكاظ» تسأل «اين رئىس الحكومة السابق من المواقف الاخيرة للمشنوق؟
الصحيفة المعروفة بقربها من البلاط لم تترك تهمة الا واطلقتها ضد وزير الداخلية والى حد وصفه بـ«وزير حزب الله». مواربة وصفته بالمتواطئ وبالانتهازي، واللاعب على الحبال لا بل ان ما يستشف من كلامها وصفها للمشنوق بـ…. الخيانة.
كل هذه التهم بالصيغة الحادة التي جاءت بها تعني شيئا واحدا دفع المشنوق الى… المشنقة، بعدما رأت في كلامه للمؤسسة اللبنانية للارسال نوعا من «الشنق الذاتي».
هذا الوضوح في التهم زاد المسألة غموضا، منذ بدء المقابلة اوضح وزير الداخلية انه يعني كل كلمة يقولها (ولا هفوة هناك).
الاجتهادات والتحليلات على قدم وساق، هل استدرج المشنوق الى قول ما قاله للاجهاز عليه سياسيا وفتح الطريق امام زعامة الوزير المستقيل اشرف ريفي؟ وهل ان كل ما جرى عبارة عن سيناريو محكم لايصال رسالة معينة لا سيما وان المشنوق يحتسب خطواته بدقة وليس من النوع الذي يقفز في الهواء…
غير ان مصادر المستقبل تشير الى ان الوضع مفتوح على مفاجآت قد تظهر بين يوم واخر وحتى بين ساعة واخرى وسط اسئلة شديدة الحساسية ما اذا كان المطلوب رأس رئىس تيار المستقبل ام رأس التيار نفسه وبعدما اعلن ريفي اعتزامه انشاء تيار او حركة…
اكثر من جهة سياسية وديبلوماسية تؤكد ان صحيفة «عكاظ» التي عرّت المشنوق كليا لم يكن بالامكان ان تقول ما قالته دون ان يكون هناك «جناح» سعودي قد امن التغطية لكل ذلك وان كان السؤال الاهم لماذا تفردت صحيفة واحدة بالهجوم الصاعق على المشنوق…
الصحيفة اعتبرت ان وزير الداخلية «لم يكن في يوم من الايام حالة وفاقية في الساحة السياسية اللبنانية حتى قبل دخوله الى نادي الوزراء في حكومة تمام سلام كوزير للداخلية لتضيف ان الرجل الذي برز عندما شغل منصب رئىس الحكومة السابق رفيق الحريري لطالما اثار جلبة كثيرة ومزعجة وهو ما دفع الحريري الى ابعاده الى خارج الحدود اللبنانية واخراجه من الصورة خوفا عليه او ربما منعا من الاحراج مع النظام السوري الذي كان في ذلك الوقت مهيمنا على التفاصيل اللبنانية»».
وقالت «عكاظ« انه النظام نفسه الذي عاد المشنوق وقبل توليه المنصب الوزاري لينسج معه افضل العلاقات مقارنة مع اقرانه قيادات تيار المستقبل او جمهور رفيق الحريري كما يحب المشنوق ان ينسب نفسه اقله في تقارير الاجهزة الامنية التي رصدت سلسلة من الزيارات البعيدة عن الاعلام الى دمشق».
واشارت الى ان جدلية المشنوق برزت بعد توليه وزارة الداخلية والصقل السياسي في عيون انصار تيار المستقبل ما ان وطأت قدماه سراي الداخلية في بيروت حتى فتح يديه معانقا مسؤول التنسيق والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا بل وصل الامر به الى استضافته على طاولة اجتماع كبار القادة الامنيين في الوزارة وذلك في سابقة لم يجرؤ حتى وزراء الداخلية السابقون خصوصا حلفاء ميليشيا الحزب الارهابي (حزب الله).
ولاحظت الصحيفة السعودية ان المشنوق في نسخته الشعبية يلامس اعلى السقوف في انتقاد «حزب الله» ووعيد بالمواجهة وعدم الاستسلام والمشنوق في نسخته الوزارية يلقبه المنزعجون في طائفته من ادائه بـ «وزير حزب الله في الحكومة».
ورأت ان «ما بين النسختين ترتسم صورة حقيقية لنهاد المشنوق هي صورة تتحدث عن طموح سياسي كبير لرجل ما توقع احد ان يكون وزيرا للداخلية فهو الاعلامي السابق الذي لا يجيد فنون الأمن والعسكر».
المشنوق يشنق نفسه
واعتبرت «عكاظ» ان في اطلالته التلفزيونية الاخيرة تحول كلام المشنوق الى حالة شنق ذاتية فالتصريح الذي يستجلب نفيا من سفارتين كبيرتين لا شك انه تصريح بمثابة «الدعسة الناقصة» لسياسي يمتلك طموحا بمناصب اعلى مما وصل اليه فيما يذهب البعض في اتجاه معاكس عندما يقول ان المشنوق يدرك ان مفتاح بوابة رئاسة الحكومة بيد «حزب الله» وبالتالي ما قاله جاء عن سابق اصرار وتصميم.
ووصفت الصحيفة المشنوق بأنه «حالة جدلية» الا انه وسط هذه الحالة يبقى السؤال اين رئىس الحكومة السابق سعد الحريري من مواقف المشنوق الاخيرة فسيد «بيت الوسط ملتزم الصمت البعض يفسره قبولا والبعض الاخر غضبا لكن المؤكد في الحالتين ارتباكا كبيرا.
عسيري: لا علاقة للحريري
واذا كان هناك من يتحدث عن جناحين في المملكة فالثابت تماما ان ثمة جناحين في تيار المستقبل احدهما مع المشنوق على انه يختزل فلسفة الاعتدال الذي يتميز به الخط الحريري والاخر مع ريفي الذي يختزل «الخط الحريري الحقيقي».
حتى ان هناك داخل التيار من يشير الى «طبخة باريسية» ادت الى اخراج ريفي من الفريق الوزاري بعدما كان الاتفاق ان يستقيل المشنوق ايضا اذا لم يقرر مجلس الوزراء احالة ملف ميشال سماحة على المجلس العدلي. المشنوق غرّد وقال «صحيح اني لا امثل المستقبل في ما مثلته لكن كلامي يمثل الضمير المستتر للمستقبل فيما رأى النائب غازي العريضي في كلام المشنوق انه «لم يأت في موقعه الصحيح لجهة المضمون والتوقيت لان السعودية معروفة بمساندتها لبنان ولسنا بحاجة الى مزيد من المواقف التي تثقل علاقة لبنان بالسعودية».
وجدد السفير السعودي علي عواض عسيري استغرابه حيال كلام المشنوق «بحق المملكة وتحميله اياها والقيادة السابقة مسؤولية الفشل السياسي، كاشفاً عن «ان تأكيدات وصلتنا بألا علاقة للرئيس الحريري بما ادلى به وزير الداخلية.
واشار الى انه «ما لم يكن هناك تأكيد لمن يرغب (من السعوديين) في المجيء الى لبنان بأن الامن ممسوك فان الكثيرين سيترددون.
وفي حديث تلفزيوني مع الـLBC كشف النائب وليد جنبلاط انه لدى لقائه بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في تشرين الاول الماضي وبولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان عن انه قال لهما «لو تتركوا سعد الحريري».
ليضيف «البعض استمع، والبعض الآخر استمع وفكر، والجواب لم يأتني حتى الآن».
يا شيخ احترز…
وخاطب الحريري بالقول «يا شيخ سعد احترز من اقرب الناس اليك في دارك».
كما توجه اليه قائلا «لا تعد الى الخطاب السابق في وجه «حزب الله» والشيعة حتى ولو لم يبق احد الى جانبك»، مضيفا «اذا انزلق الحريري الى الخطاب الطائفي والتجييش والذي يميزه عن المشنوق وريفي. وهذان الاثنان لا يريدان لسعد الحريري ان يكون الزعيم السني الاوحد في لبنان».
واذ لاحظ جنبلاط «ان الاعتدال السني في خطر»، مشيراً الى «ان الامين العام لـ«حزب الله» انفعل في بعض الخطابات وليس من مهامنا اسقاط نظام آل سعود، وحتى في ايران لم يقولوا مثل هذا الكلام، وعلى نصرالله والحريري ان يتنبها ان يصبحا ادوات في اشعال الفتنة لان النظام السوري ما زال يلعب فينا، وهو يريد محاولة فتنة، ودون ان يخرج منها، ولن يخرج منها، هذه طبيعة وجوده».
واكد على ان المطلوب من الرئيس الحريري والسيد نصرالله «ان يسيرا في موضوع الحوار الداخلي ودرء الفتنة».
واذ لفت الى «ان هناك ساحة صراع ساخنة لاسقاط سليمان فرنجية، صرح بانه يقبل بقرار المصالحة المسيحية (تفاهم معراب) و«اذا قال كل الاقطاب المسيحيين ان خلاص لبنان بعون، لا مشكلة، انا اعتمد عون رئيساً».
خوف على الاقتصاد والمصارف
وشدد جنبلاط على «اننا لا نريد تحويل لبنان الى ساحة صراع وتصفية حسابات بين العرب وايران«، ملاحظاً «اننا، لاول مرة، نصل الى هذا الحد من الخوف على الاقتصاد وعلى المصارف».
واعتبر ان العقوبات الاميركية والاوضاع الاقتصادية تقتضي الاتيان برئىس تسوية بأي ثمن، مشيرا الى ان لبنان لا يقوم الا بالتسوية.
بموازاة الصخب السياسي والاستنفار الامني في ذروته للحيلولة دون انتحاريي «داعش» والتسلل الى ضاحية بيروت الجنوبية او الى اي مناطق حساسة اخرى وبعدما اظهرت فلسفة الدومينو التي تعتمدها الاجهزة الامنية في ملاحقة التنظيم انه لم يكن نائماً في اي وقت، وانه كان يسعى لانشاء الخلايا في اكثر من مكان استعداداً للخطة الحاسمة.
وفي هذا السياق، دهمت قوة من الجيش منزل درويش ابراهيم عبد الخالق في محلة مجدل عنجر حيث تم توقيف صاحب المنزل والسوري حسن محمدصالح، وضبطت داخل المنزل حزاماً ناسفاً وبندقية كلاشينكوف وكمية من الذخائر الخفيفة و4 قنائل يدوية و4 صواعق، بالاضافة الى اعتدة عسكرية.
وحيال الضغط الذي تمارسه الاجهزة، وضرب خلايا التنظيم، كما ضبط مخازن في اكثر من مكان، يقول مصدر وزاري لـ«الديار» ان ما يحدث يضع «داعش» في الزاوية، وهو قد يحاول تنفيذ اي عملية ارهابية لابلاغ من يهمه الامر انه لا يزال موجوداً ما يرفع مستوى الاستنفار لاحباط مثل هذا الاحتمال.
المفتي: الوطن في خطر
الى ذلك، وفي رسالة الصوم، رأى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان «ان الوطن في خطر بسبب غياب رئيس الجمهورية وتعطل المؤسسات الدستورية».
وفي موقف يعكس رفضه لمبادرة الرئيس نبيه بري، لاحظ ان «امامنا استحقاقات سندخل فيها بجدل سياسي، ايهما اسبق الانتخابات النيابية ام الانتخابات الرئاسية» مؤكداً «ان في مقدمة الاولويات لا بل الاولوية المطلقة انتخاب رئيس للجمهورية ونحن ما زلنا على موقفنا لان انجاز الاستحقاق الرئاسي امر مهم جداً للبنان واللبنانيين».
ورأى دريان انه «لا يمكن ان نخرج من ازماتنا المتلاحقة، ومن الشلل المسيطر على كل مؤسساتنا الدستورية الا بانجاز انتخاب رئيس للجمهورية».
من جهة اخرى، لفت البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى «ان الازمة الرئاسية بلغت حال تفكك اوصال الدولة من خلال بتر رأسها، وما نمر به اليوم ازمة علاقة مع الدستور»، مضيفاً بانه «لا يمكن بناء الدولة بمؤسساتنا الا بدءاً برأسها».
واعلن السفير البابوي كبريال كاتشيا «ان البابا فرنسيس يصلي للبنانيين لتمر هذه الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان بسلام كما الشرق الاوسط كي يخرج من محنته».