Site icon IMLebanon

جنبلاط يطلب اخراج المشنوق من بيت الوسط

جنبلاط يطلب اخراج المشنوق من بيت الوسط

ابراهيم : استقرارنا حرج واقل الاحتمالات انهيار دول

واشنطن : معلوماتكم اكثر منا عن رئاسة الجمهورية

ماذا لو ان نهاد المشنوق باح بكل ما في صدره؟ ما قاله في المقابلة التلفزيونية كان من «رؤوس الشفاه»، ومن «رؤوس الاصابع»، بحسب مستشار للرئيس الراحل رفيق الحريري، وتم ابعاده عن الصفوف الامامية لانه بعيد كليا عن لعبة الاقنعة.

المستشار لا ينفي ، قطعاً، وجود مسؤولين في المملكة العربية السعودية لديهم قابلية الاصغاء، وحتى تفهم الرأي الاخر، ولكن هناك من يتصرف بطريقة مختلفة تماماً، وحين طلب من الرئيس سعد الحريري ان يذهب الى دمشق لم تكن لديه صلاحية التساؤل فكيف الاعتراض، والزيارة كانت لها تبعاتها الدراماتيكية «داخل التيار النظيف في التيار» وبطبيعة الحال كانت تفاعلاتها التي انعكست على صدقية الحريري، وبطبيعة الحال على قاعدته الشعبية.

اضاف «هذا هو النزر اليسير من طبيعة العلاقة التي كان من المستحيل احداث اي تعديل فيها، الا اذا قرر الشيخ سعد العصيان، وحينذاك الافضل له اعتزال السياسة وربما اعتزال الحياة.

ويلاحظ المستشار ان علاقة الحريري بالبلاط السعودي كانت مختلفة (على سبيل المثال) عن علاقة الرئيس نبيه بري بـ«البلاط السوري» حيث هناك هامش لا يستهان به للاعتراض، وللنقاش، وحتى للمواجهة بالرغم من ان النظام هناك من النوع اياه الذي لا يسمع الا نفسه، ومع اعتبار ان الامتياز الذي كان يتمتع به بري كان محصوراً بعدد من الشخصيات اللبنانية لا يتجاوز اصابع اليد، ومن هؤلاد النائب سليمان فرنجية واللواء جميل السيد.

ويشير المستشار الى ان شخصية الابن (سعد) تختلف عن شخصية الاب (رفيق) الذي كان خبيراً «رفيع المستوى» في فهم العقل السياسي السعودي، وقد اتاحت له علاقته الوطيدة بالملك فهد بن عبد العزيز امكانية او بناء هامش خاص له للتحرك لبنانياً واقليمياً ودولياً…

وهو لا يستبعد ان يكون ما قاله الوزير نهاد المشنوق مغطى من احدى الجهات في المملكة والتي تتحدث عن العهد السابق كما لو انه العهد السائد، استطراداً ما صدر عن الوزير اللبناني ان يخدم العهد الجديد فانه يخدم ايضاً الرئيس سعد الحريري الذي يريد ان يوصل الرسالة الى الجهود بأن كل ما قام به ضد رغبة هذه الجمهور انما كان بأمر ملكي ولا مجال البتة لعدم التقيد به وتنفيذه.

حتى الان لم يعرف من هي الجهة التي تولت تخريب مفاعيل زيارة دمشق والتي لو كان لها ان تشق طريقها الى التنفيذ لما وقع لبنان بهذا المسلسل من الازمات، مصدر سياسي رفيع المستوى قال لـ«الديار» ان الذي خرب الزيارة هو الذي كان يخطط لخراب سوريا وكان له ما كان.

وفي هذا المجال يقول قطب في 8 آذار لـ«الديار» ان الرئيس نبيه بري الذي يدرك ماذا تعني العواصف الهوجاء واين تصل بالمنطقة، ينظر الى الحريري على انه ركيزة اساسية ليس فقط من ركائز الاستقرار في لبنان بل وركيزة اساسية من ركائز بقاء لبنان.

واذا كانت ظروفه تفرض عليه ان يجاري محوراً اقليمياً معيناً، فهذا يندرج في اطار قواعد اللعبة السياسية في المنطقة، مبتعداً كلياً عن لعبة الشارع، وهكذا يتواجد وزراؤه ووزراء «حزب الله» تحت سقف واحد، كما ان تيار المستقبل والحزب يعقدان جلسات حوارية لها تأثيرها في الحد من الاحتقان السياسي والمذهبي الذي يعصف بالبلاد.

ويشير القطب الى ان بري يرى في الحريري «حليفاً استراتيجياً» في السياق الخاص بحماية لبنان من الحرائق، واذا كان هناك من يقول ان ايران اكثر دولة في العالم لها مصلحة في بقاء النظام الحالي في المملكة العربية السعودية لان البديل، حتماً، هو الخليفة وسواء حمل اسم ابي بكر البغدادي، ام اسم ابي بكر الحجازي، فان رئيس المجلس النيابي يعتبر ان من مصلحة الجميع، وليس فقط «حزب الله» ان يبقى الحريري الرقم واحد داخل الطائفة السنية لان البديل من طراز ذلك الوزير «الذي يؤجج النيران في الشوارع والحارات».

هكذا ينقل ايضا عن عين التينة الحريري الاول و… الاوحد». واذا كان هناك من ينظر الى زيارة دمشق على انها قفزة في المجهول، او تنازل يصل الى مستوى الفضيحة السياسية، فان مصادر عين التينة رأت فيها، في حينه وكما ترى الان، خطوة تاريخية ولا يقدم عليها سوى رجل دولة، ولقد اظهر الحريري انه رجل دولة فعلاً…

اذاً، ان يوضع الكلام الذي صدر عن النائب وليد جنبلاط مساء الاحد، جهات سياسية رفيعة وتقول ان اهم ما ورد في الحديث ان الاعتدال السني في خطر، وان على الحريري الا يعود الى خطاب المواجهة مع «حزب الله» (جنبلاط قال مع.. الشيعة).

وهذه الجهات تعتبر ان جنبلاط وجد في كلام المشنوق فرصة ذهبية لتصفية حساباته معه، مساوياً بينه وبين ريفي في محاولة انتزاع لقب «الزعيم الاول» او «الزعيم الاوحد» من الحريري، في حين ان الذين يعرفون وزير الداخلية عن كثب يعرفون ايضاً قناعته وهي انه لا هو ولا ريفي ولا «الرئيس فؤاد السنيورة يعود لهم اي حضور سياسي اذا ما غاب «الشيخ سعد» عن المسرح او اذا ما بات مثل الآخرين.

ـ المشنوق هو… بروتوس ـ

الجهات اياها ترى ان رئيس اللقاء الديموقراطي مثلما يراقص السياسة يراقص الشاشة، وحين يطلب من الحريري الاحتراس من اقرب الناس اليه، والذين في داره، فهو لا يقصد، بطبيعة الحال، السنيورة وانما المشنوق بالذات. والذين قرأوا ما في الكلام التلفزيوني خرجوا بالنتيجة التالية: جنبلاط يريد القول للحريري «اطرد المشنوق من الهيكل»، على انه بروتوس الذي قد ينقض في اي لحظة على القيصر…

ويشير وزير سابق لطالما كان من الوجوه الكبيرة في قصر قريطم الى ان المشنوق آخر من يفكر في اغتيال الحريري ان بخنجر بروتوس او بالايقاع بينه وبين المملكة العربية السعودية التي لا يمكن لرئيس تيار المستقبل ان ينفك عنها ولو للحظة.

على الصعيد الامني بدت الاجهزة الامنية وكأنها في صراع صاعق مع تنظيم «داعش» الذي ما زال يعتبر لبنان ان لم يكن بـ«الخاصرة الرخوة» فهو، بالضرورة كورقة ابتزاز تكتيكية يستخدمها ان باختراق مناطق آهلة او بالوصول الى الثغر البحري.

هذا الكلام ليس من قبيل التحليل او الاستنتاج، بل انه كلام اميركي وقيل لمراجع لبنانية، اذ بالرغم من تواجد «داعش» في مدن كبيرة مثل الموصل العراقية والرقة السورية، فان نقاط القوة هناك تتساوى مع نقاط الضعف هنا، اذ باستطاعة القوى المعادية محاصرة هذه المدن واخراج مقاتلي «داعش» منها او طمرهم تحت الانقاض.

اما في لبنان، وحيث المساحة محدودة والمناطق المكتظة تترابط مع بعضها البعض، بوجود مئات المخيمات التي قد تتحول في وقت من الاوقات الى بيئات حاضنة يبدو أن الوضع مختلف كلياً، ودون ان يبقى سراً ان تنظيم الدولة الاسلامية كان قد وضع هدفاً للوصول الى وسط بيروت (الداون تاون) باعتباره «مستودعا» للكفرة».

حالياً، ما يبتغيه التنظيم من لبنان القيام بعملية تفجير مدوية او بتنفيذ عملية اغتيال تكون لها تداعياتها السياسية والمذهبية الخطيرة، مع اعتبار ان خلية خربة داود كانت على أهبة الاستعداد للقيام بذلك في اي لحظة، وهذا ما أكده القبض على 4 عناصر من «داعش» أشارت المصادر الزمنية الى ان مهماتهم كانت «شديدة الخطورة».

ـ القبض على الأشباح ـ

ولم تعد خفية الاشادات الغربية بنجاح الاجهزة اللبنانية في «مطاردة الاشباح» بل وفي القبض على الأشباح. المشكلة تبقى في التقارير الغربية التي لا بد ان الكثير منها أمام المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يبدو وهو يدق ناقوس الخطر في وجه الساسة الذين إما انهم في غيبوبة ولا يعون الأهوال التي تضرب المنطقة، وتدق بقوة على البوابة اللبنانية، او ان صراعهم على الكراسي الخشبية جعلهم يصابون بالعمى (او بالصم) الاستراتيجي الكامل.

في افتتاحية مجلة الأمن العام قال ابراهيم، مستنداً الى المعطيات التي بين يديه، «ان البلد يقف على قارعة طريق دولية تجعل استقرارنا الراهن حرجاً»، مشيراً الى «ان الحريق في منطقة الشرق الاوسط يطرح مروحة احتمالات اقلها انهيار دول بتاريخها وحضارتها».

اضاف «كل هذا ومنسوب الخطر يرتفع من كل الجهات، فعند الحدود مع سوريا يتكبد الجيش والمؤسسات الامنية جهوداً استثنائية لتحطيم امواج الارهاب وصون الوحدة الوطنية وحماية لبنان الرسالة من العقول البربرية والهمجية، واسرائيل تتحضر دائماً لما تسميه وترجّحه عن حرب ثالثة على لبنان».

الى ذلك، أوضح ابراهيم انه طلب من المسؤولين الأميركيين المعنيين مساعدات تقنية في مجال مكافحة الارهاب كما في التدريب، خصوصاً اننا في لبنان في جبهة امامية في مواجهة الارهاب ندافع من خلالها عن كل العالم الحر الذي خلفنا».

ولفت ابراهيم الى انه لمس «الرضى والاعجاب بالأجهزة الامنية اللبنانية عموماً لأدائها مهماتها وواجباتها في ظروف صعبة».

ـ لا تسويات هذا العام ـ

كل هذا لا يحرك شعرة في جفون اهل السياسة الذين أخذوا علماً بأن لا حلول ولا تسويات في هذا العام للأزمة السورية، وعلى هذا الأساس سيظل الملف الرئاسي يغط في نوم عميق، دون ان يتوقف السياسيون عن اللعب في الوقت الضائع…

القائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز الذي يستعد للمغادرة والذي زار وزير الخارجية جبران باسيل في مكتبه بصفته رئيساً للتيار الوطني الحر، يصرّح عقب اللقاء بأنه جرى التطرق خلال اللقاء الى الموضوع الرئاسي وأظن انه (اي باسيل) يعرف أكثر مني».

للعلم فقط، فإن الذي كان يتكلم رئيس البعثة الديبلوماسية الاميركية في لبنان وليس سفير جيبوتي أو موريتانيا. ضمناً قال جونز لا رئيس في المدى المنظور، ماذا عن اللامنظور؟

الأهم انه قال ان معلوماتكم عن رئاسة الجمهورية أكثر من معلومات… اميركا!