Site icon IMLebanon

الحريري : سأفتح دفاتر كثيرة هذا الشهر

الحريري : سأفتح دفاتر كثيرة هذا الشهر

صخرة الباروك الاسرائيلية لرصد قيادات «حزب الله»

«داعش» تحت الارض ومخاوف من اغتيالات عاصفة في المنطقة

عشية الاطلالة الاولى للرئيس سعد الحريري في شهر الصوم، أوحت مصادر تيار المستقبل بأن الاطلالات ستكون على شاكلة مسلسل رمضاني، في كل اطلالة، اي في كل حلقة، مقاربة لمسائل محددة، مع التلميح الى ان اللعبة الدرامية تقتضي اطلاق المفاجآت في بعض الحلقات.

أمس، وفي افطار لرجال الدين من سائر الطوائف، حملت الاطلالة اسم «الحلقة السعودية»، تكفير عن كل الذنوب التي ارتكبها وزير الداخلية نهاد المشنوق بحق الرياض، حتى عندما بدأ بالحديث عن التطرف الديني استذكر ان العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز هو اول من وصف تلك المجموعات بالفئة الضالة، فيما كانت كاميرا المستقبل تركّز على المشنوق ربما للقول ان هذا الكلام موجه اليه.

وحتى عندما عرّج على مزايا عائلته في الصدق والوفاء، وصف السعودية بـ«مملكة الوفاء»، وحتى عندما بدا ان حديثه عن اتفاق الطائف لزوم ما لا يلزم في هذه المرحلة، بدا ان الغاية من ذلك الوصول الى القول ان هذا الاتفاق «كما يعلم الجميع واحد من عدة مفاصل استراتيجية وقفت فيها المملكة العربية السعودية مع لبنان لا لأجل مشروع لها، ولا لأجل مصلحة لها، ولا لأجل فئة من اللبنانيين دون أخرى».

اضاف «السعودية وقفت وتقف وستقف في كل المراحل مع لبنان ولأجل مصلحة اللبنانيين كل اللبنانيين من دون تمييز، وهذه مناسبة لأشكر المملكة العربية السعودية على كل دعمها غير المشروط للبنان، على كل مساعيها السياسية في كل المراحل التي مررنا بها، وكل مساعداتها الانمائية والاجتماعية، كما هي مناسبة لأقول لكل من يعتقد أن بامكانه الاصطياد في المياه العكرة ان ما من شيء يمكنه ان يعكر العلاقة بيننا وبين المملكة».

واذ لم يعرف ما اذا كان المقصود وزير الداخلية بالاصطياد في المياه العكرة، أكد الحريري اقتناعه بـ«ان الاعتدال والعيش المشترك، والحوار، والتآخي، ليست مجرد كلمات بل فعل وممارسة يومية انسانية واجتماعية، وسياسية تعبّر عن ابرز الركائز التي خضت على اساسها مسؤوليتي».

ولفت الى «ان الانتخابات البلدية تشكل، بالنسبة الي، فرصة لمراجعة نقدية داخلية، وتقديم كشف حساب سياسي وتنظيمي»، مؤكداً انه «المسؤول عن نتائج الانتخابات، وسأتحمل النتائج مهما كانت قاسية ولا هروب الى الامام».

وقال الحريري انه سيفتح هذا الشهر «الكثير من الدفاتر، واتحدث بما يمليه علي ضميري وبما اتحمل من مسؤوليات تجاه جمهورنا في تيار المستقبل».

وشدد على أنه «من مدرسة الرئيس رفيق الحريري، مدرسة الاعتدال والعيش المشترك، والوحدة الوطنية، مدرسة تضع لبنان فوق اي شخص، او اي حزب، مدرسة المناصفة التامة، وستبقى كذلك ولن تتغير، ولن تغيّر النتائج البلدية في قناعاتنا، وهذه هي معركتنا الحقيقية، وهذه كانت بوصلتنا بغض النظر عن الأماكن التي اصبنا فيها الخيار او أخطأنا».

وأوضح «ان شعار زي ما هيي كان من اجل المناصفة، وكنت سأطلب من المجلس البلدي الاستقالة لو كسرت المناصفة».

قبل كلمة الحريري، التقت «الديار» مستقبلياً عتيقاً ورافق الرئيس رفيق الحريري منذ أيامه الأولى، ورافق سعد الحريري منذ نعومة أظافره. قال ان  الموائد العامرة في الامسيات الرمضانية لا تحجب شبح الأزمة التي تشغل رأس رئيس تيارالمستقبل على مدار الساعة «وأنا أحدق في عينيه وأعلم الى اين وصلت الأزمة، لكنني، في الواقع، لا اعرف الى اين تصل والى اين تصل بالشيخ سعد».

اما عن نهاد المشنوق فيقول «بقدر ما هو الدماغ المميز بين تلك المجموعة من الببغاءات، هو بمثابة الصندوق الاسود، لديه كل اسرار سعد الحريري، وكل اسرار رفيق الحريري، وكل اسرار العائلة، وكل اسرار التيار، واذا كانت حياته السياسية قد شهدت بعض المحطات المتوجة، فالثابت و«يشهد الله» انه، وإن تطلع كأي سنّي آخر، وبيروتي طبعاً، الى رئاسة الحكومة، الأكثر اخلاصاً بين الوزراء والنواب لسعد الحريري، والأكثر احساساً بأزمات الرجل».

اضاف «وصفتموه في احد مانشيتات «الديار» بالانتحاري الذي يريد انقاذ الحريري. هذا ما حصل فعلاً، ولعلكم تستغربون اذا قلت لكم اي انتقادات يوجهها نواب في التيار للحريري ظناً منه انه هو الذي يضع السياسات الداخلية والخارجية على السواء، مع الرياض لا تستطيع الا ان تقول سمعاً وطاعة».

المستقبلي العتيق يرى في اشارة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز للحريري التوجه الى دمشق «منطقاً سياسياً رفيعاً» لأنه يعرف ماذا تعني سوريا للبنان، وللداخل اللبناني، لا يستطيع الحريري ان يحكم الا اذا كان على علاقة وثيقة مع دمشق، في السياسة قلما ينظر أحدهم الى الوراء، رجال الدولة ينظرون الى الأمام».

وقال «لا نتصور كم هو عدد احصنة طروادة في تيار المستقبل. قرأت ان هناك اتجاهاً لخلوة للتيار من اجل تقييم شامل لكل محطات المرحلة السابقة، ولبلورة رؤية، وخطة، لمستقبل المستقبل، وأنا اقول ان على الحريري ان يمسك بالمكنسة، المكنسة التي يحملها عمال التنظيفات، ويكنّس بها نصف عدد اعضاء المكتب السياسي على الأقل. اجل على الأقل، اذ آن الأوان لابعاد المرتزقة، والزبائنيين، والانتهازيين عن الفريق القيادي، والحريري يعلم ان هناك في التيار مخلصين حقيقيين لارث رفيق الحريري».

المستقبلي العتيق قال ان الكلام الأخير للسفير السعودي على عواض عسيري يكشف كيف يمكن التعاطي مع الحريري أو مع غيره، عسيري أنّب علناً وزير داخلية لبنان، ومن بيروت، نحن نعلم اننا في دولة سائبة، السفير السوري مفوض سام، والسفير الايراني مفوض سام، والسفير الأميركي مفوض سام، فكيف لا يكون السفير السعودي مفوضاً سامياً؟».

يكشف ان «الشيخ سعد» اضطر للذهاب الى الرياض من أجل أن يغسل يديه من كلام المشنوق، مع انهم في المملكة يقولون أكثر من ذلك حول العهدالسابق، هذه طبيعة العلاقات: «العلاقات طبعاً مع القضاء والقدر».

وهو يلاحظ ان الحريري، ومنذ عام 2005، لم يصنع شيئاً يستحق الذكر، الصدفة القاتلة دفعت به الى السياسة، والظروف السيئة حاصرته من كل حدب وصوب، وحين كانت الصحف الغربية تصف والده بـ«السيد معجزة» بعد سنوات قليلة من دخوله الى السرايا، لم يسجل للابن اي انجاز منذ 11 عاماً.

المستقبلي العتيق يشير الى عوائق كثيرة، والى مرحلة شديدة الدقة وشديدة الصعوبة، ليقول «ان وليد جنبلاط كان يشد الشيخ سعد في اتجاه، وسمير جعجع كان يشده في اتجاه، ماذا يمكنني ان اقول لك عن فؤاد السنيورة».

استطراداً، «لن يخلع الحريري العباءة السعودية، حتى خارطة وجهه ارادها ان تكون سعودية. هذا قدره. وهذه هي طبيعة السياسة في لبنان، لا بد للسياسي ان يسند رأسه الى سفارة ما أو الى دولة ما. الحريري لم يشذ عن القاعدة كل الهامش الذي أعطي له ضيق للغاية».

امنياً، يقول مصدر سياسي رفيع المستوى لـ«الديار» ان الكشف عن «صخرة التنصت» في المنطقة ما بين الباروك وعين زحلتا، أظهر أن حرب اسرائيل ضد «حزب الله» لا تزال مستمرة، وبوتيرة عالية».

ـ رصد قيادات «حزب الله» ـ

وهو اذ اعتبر ان من الممكن ان تكون هناك اجهزة اخرى مزروعة في بعض المناطق اللبنانية، رأى ان طبيعة الجهاز الذي كان ينقل الاتصالات الهاتفية وحتى اللاسلكية الى غرفة خاصة في اسرائيل تنبئ بأن اجهزة الاستخبارات هناك انما تترصد قيادات في «حزب الله»، وبطبيعة الحال ليس لـ«الاستمتاع بصوتها»، وانما لتنفيذ عمليات خطيرة، ولتحديد امكنة تواجد تلك القيادات.

وأشارالمصدر الى انه ينبغي ان يقرأ الكلام الأخير للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بمنتهى الدقة، فالأمن الوطني والسياسي في لبنان مهدد في كل لحظة، اذ ان الاسرائيليين لم يتوقفوا لحظة عن محاولة اختراق الوضع اللبناني والوصول الى اهداف حساسة، وتحديداً لدى «حزب الله» الذي تعامله جهات لبنانية كعدو، دون أن تأتي قطعاً على ذكر اسرائيل التي لا شك انه باتت لها «أمكنة وثيرة» في قلوب الكثيرين من صانعي القرار في المنطقة العربية.

والمصدر يلاحظ بـ«اي روحية» وضعت نصوص قانون العقوبات الأميركي، وهذا ما يؤشر الى معركة تصاعدية وقد تأخذ أبعاداً أكثر حساسية في المرحلة المقبلة اذا ما أخذت بالاعتبار الاجتماعات الاستخباراتية التي عقدت في الاشهر الثلاثة المنصرمة ان في اسطنبول التركية أو في عمّان الاردنية، وكلها تعطي الاولوية لاستهداف الجبهات التي يتواجد فيها الحزب في سوريا، مع تزويد الولايات المتحدة، وعبر «قنوات ملتوية» لـ«جبهة النصرة» بالصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية وبالمعلومات التي تحصل عليها الاجهزة الاميركية.

الى ذلك، بدت الاجهزة الامنية اللبنانية اقل توتراً حيال «حركة الاشباح» بين المناطق، الى حد كبير يمكن التأكيد على عدم وجود انتحاريين في «الهواء الطلق». أما الذين يتواجدون في المخابئ، فتشيرالمعلومات الى انهم تلقوا تعليمات بالبقاء في مخابئهم بالنظر للاستنفارالامني الاستثنائي على امتداد الساحة اللبنانية.

ويبدو ان لبنان سيكون الاقل خطراً في المرحلة المقبلة، اذ ان مصادر ديبلوماسية روسية في احدى العواصم الخليجية حذرت من خطة وضعتها قيادة تنظيم الدولة الاسلامية، وبتأثير الاوضاع الميدانية في كل من سوريا والعراق، للنزول الى ما تحت الأرض، وهذا يعني ان ثمة دولاًعربية قد تشهد عمليات اغتيال عاصفة وخطيرة…

وبحسب تلك المصادر، فان الاهداف تتركز على الدول التي أسهمت، بشكل او بآخر، وعلى المستوى اللوجيستي كما على المستوى العملاني في ضرب التنظيم، دون ان يكون للبنان اي دور في هذا المجال.

اما بالنسبة الى المئات من مقاتلي «داعش» الذين ينتشرون في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع، فهم أساساً «تحت الارض»، كما انهم محصورون في مناطق وعرة للغاية، ودون ان تكون هناك من طرق يسلكونها للقيام بعمليات على الأرض اللبنانية الا في حدود ضيقة للغاية.