Site icon IMLebanon

من صاحب المصلحة في تفجير بنك لبنان والمهجر ؟

من صاحب المصلحة في تفجير بنك لبنان والمهجر ؟

الحريري: عمل إستخباراتي بامتياز… حزب الله: موجه ضدّنا

الصفقة الرئاسيّة على صفيح ساخن

بانتظار أن يتلفظ رئيس المستقبل بإسم الجنرال

كما جرت العادة، حلت وسائل اعلامية تابعة لاحزاب وتيارات محل المراجع الامنية والقضائية ووجهت اصابع الاتهام، على نحو مباشر، الى «حزب الله» في وضع العبوة الناسفة امام مدخل الواجهة الخلفية لمبنى بنك لبنان والمهجر في شارع فردان والتي ادى انفجارها الى احداث اضرار فادحة في المبنى دون وقوع ضحايا، باستثناء اصابة طفيفة او اثنتين.

واستندت هذه الوسائل الى البيان الاخير لكتلة «الوفاء للمقاومة» ولمقالات صحافية معترضة على قانون العقوبات الاميركي، وكذلك الى عناصر عملانية، منها مكان التفجير، والتوقيت (ساعة الافطار) ما يجعل من وقوع الضحايا امراً مستبعداً الى حد كبير.

على الجانب الآخر، رأت جهات سياسية متعاطفة مع الحزب ان ثمة اجهزة استخباراتية، او قوى معينة، من مصلحتها اثارة الرأي العام ضد الحزب في نطاق الاستراتيجية الاميركية الرامية الى التضييق على «حزب الله» والى حد فرض الحصار المتعدد الابعاد عليه بما في ذلك الحصار السيكولوجي وتلطيخ سمعته داخلياً وخارجياً.

وسألت هذه الجهات عن جدوى اقدام الحزب على عملية مثل تفجير احد المصارف الذي يمتلك بنك اوف نيويورك نحو 35 في المئة من اسهمه سوى زيادة الضغوط عليه، وهو الذي يعلم ان الكونغرس الذي يتحكم اللوبي اليهودي باتجاهاته حيال ملفات الشرق الاوسط، انما اصدر هذا القانون لترهيب المصارف التي في وضع حساس جداً، ولدفع الحزب الى الزاوية وتأليب «البيئة الحاضنة» ضده.

وتجنب رئيس مجلس ادارة مدير عام المصرف سعد الازهري الوقوع في فخ الاسئلة الموجهة التي حاولت استدراجه الى اتهام «حزب الله» توجيه الاتهام بالانفجار الى اي جهة، وبانتظار نتائج التحقيقات دعا الى عدم الشروع في اطلاق الاستنتاجات ونافياً تلقي اي تهديدات.

الى ذلك، قال مصدر وزاري لـ «الديار» انه لا يستبعد ابدا ان يكون جهاز الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) الذي سبق للمعلومات واشارت الى تكثيف حضوره على الساحة اللبنانية في الآونة الاخيرة، وراء التفجير في سياق السياسة التي تنتهجها تل ابيب في رفع مستوى العداء الاميركي ضد «حزب الله» الى حدوده القصوى.

وفي حين كانت المخاوف الامنية تتركز على عمليات انتحارية يقدم عليها تنظيم الدولة الاسلامية كردة فعل على الحملات العسكرية التي يتعرض لها في سوريا والعراق، جاءت عملية المساء مختلفة ومفاجئة، وهذا ما اشار اليه وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اوضح ان «لا علاقة للانفجار بالمعلومات التي كنا نتكلم عنها مسبقاً، وهو خارج سياق التفجيرات التقليدية التي كنا نشهدها».

وكانت وثيقة امنية قد تحدثت عن معلومات حول تخطيط «جبهة النصرة» للقيام بأعمال ارهابية عبر استهداف شارع الحمراء، في حين حذرت السفارتان الفرنسية والكندية رعاياهما بعدم التواجد في شوارع محددة في العاصمة اللبنانية.

وفي هذا السياق، رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان الهدف من التفجير توجيه رسالة في وجه العقوبات الاميركية، داعياً الاجهزة الامنية الى قطع الطريق على اي استنتاجات للكشف عن المرتكبين، والا يكون هناك تجهيل للفاعل، وينقلب الشك الى يقين.

ورأى النائب وليد جنبلاط ان هناك جهات لا تريد الحوار حول قانون العقوبات لكي يضرب النظام المصرفي، واول المستفيدين من ذلك، تاريخياً اسرائيل التي اتهمها جنبلاط بأنها تريد تدمير القطاع المصرفي. وهنا «حزب الله» متضرر، والنظام المصرفي مستهدف، كما الليرة اللبنانية مستهدفة وهي ليست سنية او شيعية او مسيحية.

واشار الى ان لبنان «دخل في مسلسل تفجير يستهدف القطاع المصرفي بحسب معلومات متوافرة».

ولفت الرئيس سعد الحريري في اطلالته الرمضانية مساء امس، الى ان لبنان «سيبقى يواجه حتى النهاية عمليات التفجير والقتل، ومعركتنا مع الارهاب والرسائل المباشرة وغير المباشرة طويلة».

ووصف الانفجار بأنه «عمل مخابراتي بامتياز يتخذ من تهديد المصارف منصة لتهديد الاستقرار وهو يعتبر رسالة خطرة تستدعي تحركاً عاجلاً من الحكومة والهيئات المعنية لمعالجة التداعيات.

واذ وصف لحظة انتخاب رئيس جمهورية بلحظة الفرج في لبنان اعتبر انه «ليس هناك سوى فريق واحد يعطل الدولة، وهو «حزب الله» الذي لا يريد رئيس الجمهورية ويضع الكرة في ملعب عون».

وستعقد جمعية المصارف اجتماعاً استثنائياً اليوم مشيرة الى «ان الرسالة وصلت، لكنها لن تغير في التزام المصارف واجباتها، خصوصا عندما يتعلق الامر بوجودها ووجود لبنان ضمن النظام المالي العالمي».

من جهة اخرى، رأت مصادر «حزب الله» ان الهدف من التفجير «اعطاء انطباع بأننا حزب ارهابي يمارس العنف ضد مخالفيه».

واكدت ان الحزب «لا يمارس اي عمل من هذا القبيل لانه مناف لخطنا ولقناعاتنا واخلاقياتنا، حتى ولو كان المصرف خاضعاً للتعليمات الاميركية».

واذ بدا واضحاً اقدام الحريري على «تحييد» رئيس تكتل التغيير والاصلاح، ثمة حديث عن صفقة على النار، بعضهم يقول صفقة على صفيح ساخن. ببراعة سياسية ولغوية (!!!) صيغت مرافعة الرئيس سعد الحريري مساء السبت. صفق له الحضور (لا تنسوا انهم كانوا على مائدته). تبرئة الذمة حيال الخارج الذي يرصد، او يتربص بكل كلمة، وحيال الداخل حيث العيون الزائفة، وحيث الطبقة السياسية تبحث عن مخرج من المأزق…

وقيل قد ينقذ الحريري نفسه اذا ما عاد الى السرايا، ولكن هل ينقذ الجمهور، وهل ينقذ الجمهورية؟ تحدث عن كل المحطات، ولم يتوقف عند النقطة الذي كان ينتظرها الزرق بفارغ الصبر (وربما بطون فارغة) ماذا عن الوضع المالي ايها الشيخ سعد؟

بقسوة وضع الدكتور سمير جعجع جانباً، وبشيء من اللامبالاة عرّج على الرئيس امين الجميل. ولا شك ان النائب سليمان فرنجية فوجئ بل وصعق، حين سمع الحريري وهو يبرر عملية ترشيحه دون كلمة ثناء على رئيس تيار المردة الذي ذهب الى اقصى حدود المغامرة، بل والمجازفة، حين ذهب الى باريس، وحين عاد منها، ومعه لقب مرشح سعد الحريري لرئاسة الجمهورية.

 اين دفتر الشيكات؟

حتى الآن اربع حلقات من المسلسل الرمضاني، ثمة ممثل وحيد على المسرح، وعد بمفاجآت وبأنه سيفتح دفاتر كثيرة، المستقبليون لا تعنيهم الآن كل هذه الدفاتر. الدفتر الوحيد الذي يعنيهم، في هذه الظروف الصعبة، هو دفتر الشيكات. اسف لقد نسيته في الرياض (ام في باريس، ام في دافوس؟).

اوساط سياسية سألت عن الدفاتر الكثيرة التي سيفتحها رئيس تيار المستقبل. يفترض بالآخرين ان يفتحوا الدفاتر. اين كنت؟ بين الذين كانوا على الافطار من خرج ساخطاً. اين كان؟ هل نسيتم انه اصيب بكسر في رجله حين كان يتزلج في جبال سويسرا على الثلج، ونحن هناكنا نتزلج على البحر؟

كل التبريرات لم تعد تجدي الآن. لم تعد الشعارات تجدي، ولا النيولوك، في ترميم الهيكل الذي لم يسقط كله، هذا صحيح، لكنه تصدع كثيراً. ما هي القضية التي سجلها سعد الحريري ويقاتل من اجلها؟

 ماذا حصل في الرياض؟

الاوساط السياسية تقول ان الحديث عن سلاح «حزب الله» بات مملاً وقديماً. الجمهور يريد اطلاق الصواريخ على بشار الاسد لا الشتائم ولا النعوت. هل يستطيع الحريري القول انه سيحل مشكلة الكهرباء في مائة يوم، وانه سيؤمن المياه للبنانيين الذين باتوا يسألون ما اذا كانوا يعيشون في لبنان ام في الصحراء الكبرى.

مسلسل رمضاني لا اكثر ولا اقل. لا تصفيق الا من البعض الذين على الموائد (وخجلاً او لياقة). لا احد قال لسعد الحريري ان كل ما قاله لا يعني شيئاً، وان عليه ان يقول ماذا حصل في الرياض حول رئاسة الجمهورية؟

الطبخة في الطريق الى النضوج. السعوديون قالوا له «احذر الدائرة الضيقة» زودوه بالاسماء التي يفترض الا تشاهد بعد عيد الفطر في بيت الوسط. بعد الكلام عن رئاسة لمدة سنتين للعماد ميشال عون، الكلام الآن عن ولاية كاملة (وربما عن ولايتين اذا ما امدّ الله في عمره)، ولكن بشرط ان يبقى الحريري في السرايا لست سنوات ايضا؟

ماذا يقول «حزب الله» في هذه الحال؟ بين المستشارين من هو واثق من ان الولايات المتحدة التي فرضت الحصار المالي على الحزب ستذهب الى ابعد من ذلك بكثير. المسرح السوري سيقول ذلك. حتى داخل تيار المستقبل من سيسأل… ومن يصدق اميركا؟

 عون عند فرنجية

الكلام عن ست سنوات للجنرال وست سنوات للشيخ ليست استنتاجاً. كلام في منتهى الجدية، مثلما الكلام عن كيفية احراق الحريري لفرنجية بتلك الطريقة الدرامية. هل حقاً ان السيد حسن نصرالله قال لرئيس تيار المردة انت مرفوع الرأس وستبقى مرفوع الرأس.

اذا، ليس المطلوب من الامين العام لـ «حزب الله» ان يجمع الجنرال والبيك في ضيافته، بل يفترض بعون ان يذهب الى بنشعي وان يتناول الغداء عند سليمان بيك. المياه تعود الى مجاريها، العلاقات تعود الى طبيعتها. هل هذا تمنّ من السيد ام مبادرة من الجنرال؟

وكلام عن تفكيك العقد الاخيرة. كثيرون ولاحظوا الخط البياني للحريري في افطار السبت. تحدث عن لائحة بكركي. اذا سقطت حظوظ جعجع، اولاً، والجميل، ثانياً، وفرنجية، ثالثاً، من يحزر من هو الاسم الرابع في لائحة بكركي. من يحزر يربح…

ولكن من يضمن السنوات الست في السرايا؟

الرئيس رفيق الحريري هو من طلب ان توضع عند مدخل السرايا عبارة فيها الكثير من الحكمة «لو دامت لغيرك لما وصلت اليك». ليس هناك من كرسي دائم، ولا من منصب دائم لأحد. حين اصبح الحريري الاب رئيسا للحكومة، وبذلك الزخم، قيل انه باق في مكانه الى الابد. الحريري ابعد عن السرايا شهيداً، وابعد عن الحياة شهيداً.

 بري و… السلة

قطب سياسي قال لـ«الديار» ما تشاهدونه الان ليس سوى الجزء الامامي من المسرح. لاحظوا ان الرئيس نبيه بري عاد الى الحديث عن السلة، السلة المتكاملة، رئاسة الجمهورية، وقانون الانتخاب، ورئاسة الحكومة والحكومة.

الان وقت الجد بانتظار ان يتلفظ الحريري بالاسم الرابع، النائب احمد فتفت بدا وكأنه جملة اعتراضية. صرح بأن هناك مجموعة من نواب تيار المستقبل ليسوا مستعدين للتصويت لعون. هذه مناسبة لكي يقول رئيس التيار للمتمردين «اذهبوا الى الجحيم» ضمنا «اذهبوا الى اشرف ريفي».

الشيخ سعد افهم الجميع ان المملكة العربية السعودية قالت هذا رجلنا رقم واحد. الى اشعار آخر،! الله اعلم. وبالرغم من كل «الاشارات الرئاسية» التي تؤكد ان الاستحقاق الرئاسي لم يعد مقفلاً بالكامل، هناك من لا يزال يتحفظ في ابداء الحد الادنى من التفاؤل، ثم يستعيد ما ادلى به وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت حين وصف الوضع في لبنان بـ«الصعب جداً».

 السعوديون والايرانيون

الصعب امنيا بسبب التداعيات المتلاحقة للتطورات الميدانية في سوريا وحيث التدخلات الدولية تؤشر الى ان الصراع في الرحلة المقبلة سيأخذ منحى اكثر تعقيداً، والصعب سياسياً، فهل حصل الرئيس نبيه بري على ما يشير الى ان السعوديين والايرانيين افرجوا عن الملف الرئاسي؟