IMLebanon

نصرالله يكسر جدار الخوف : الامن تحت السيطرة

نصرالله يكسر جدار الخوف : الامن تحت السيطرة

ملف النزوح يتحول الى جزء من الصراع الاقليمي

ما هي الخلفيات «الخطيرة» لرفض السلة المتكاملة

كسر الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله جدار الخوف كما ازال السوداودية التي ارخت بظلالها على المشهد السياسي والاقتصادي، نتيجة تفجيرات بلدة القاع وفي ضوء اعترافات الموقوفين من تنظيم «داعش».

وفي كلمة متلفزة يوم القدس العالمي توجه الى اللبنانيين بالقول «لا احد يهوّل عليكم ويقول لكم ان الوضع الامني خطير جدا وسينهار وان هناك كارثة امنية في البلد».

واشار الى «ان الوضع الامني افضل بكثير منه في معظم بلدان العالم الثالث بالحد الادنى بالرغم من كل الذي يحدث في منطقتنا والفضل في ذلك يعود الى الجيش اللبناني والاجهزة الامنية كافة و«ونحن في «حزب الله» نبذل الجهد بامكاناتنا المتاحة ونساعد وهذا كله يعمل عليه.

وشدد السيد نصرالله على «ان الامن ممسوك، وهناك سيطرة امنية في البلد، ولا شيء يدعو الى الهلع او الى التساؤل عن مستقبل السياحة والزراعة والاقتصاد، مضيفا بـ «ان ما يحصل يجب ان يزيد الثقة» وداعيا اللبنانيين الى ان يثقوا بالامن اللبناني، وبقدرة الاجهزة الامنية اللبنانية والجيش اللبناني، والشعب اللبناني الذي يساعد على الامن والاستقرار وعلى كشف المجموعات والخلايا الارهابية».

ورأى «ان من الطبيعي ان يحدث خرق كما حصل في القاع اذ لا يستطيع احد القول ان كل شيء مقفل مئة في المئة، موضحا انه «لو استكملت العملية العسكرية في الجرود لوصلنا الى الحدود وتموضع الجيش اللبناني كان يمكن ان الذي حدث في القاع لا يحدث لكنكم تعلمون كيف تدار الامور في لبنان، وما هي التعقيدات الداخلية.

اما لماذا ألغيت ليلة القدر في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية فلفت الى ان هذا ليس ناجما عن وضع خطر «اذ اننا احيينا الليلة في مئات المساجد المملوءة بالناس، لو كان الوضع منهارا لالغينا الاحتفال في كل المساجد».

واوضح الامين العام لـ«حزب الله» انه يمكن ان يكون المجمع بحد ذاته هدفا وفيه تجمع كبير جدا والاجراءات الامنية ستكون عبئا كبيرا على  سكان المنطقة وكان باستطاعتنا توفير الحماية لكننا تفادينا تحميل الناس هذا العبء.

وشدد على «اننا بحاجة الى استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب، داعيا الى الخروج من لعبة الزواريب ومن لعبة الكمائن ومن منطق السجالات ومن زاوية هذه الاستراتيجية تقارب كل المسائل.

وتوجه الى اهالي البقاع الشمالي لا سيما اهل القاع بالقول «بالنسبة الى «حزب الله» وحركة «امل» ولكل اهل منطقة القاع بالنسبة الينا مثل الهرمل ورأس بعلبك مثل بعلبك، الفاكهة مثل النبي عثمان وعرسال مثل اللبوة».

واكد «اننا اهل وجيران وحالة واحدة ومصيرنا واحد ولن نسمح بأن يتعرض لكم احد بسوء، ولن نسمح بأن تحصل اي عملية تهجير في هذه المنطقة تحت اي عنوان وتحت اي ذريعة. وكلنا خلف الجيش والاجهزة الامنية واذا ارادونا امامهم فنحن امامهم. ولكن برموش عيوننا سنحمي كل اهل المنطقة وكل بلدة وكل بيت في هذه المنطقة، واكد السيد نصرالله «ان المطلوب ان نبقى وان نصمد، ونحن قادرون ان نلحق الهزيمة بهؤلاء الارهابيين على ان تتحمل الدولة مسؤوليتها لكن ان تحملت الدولة نحن الى جانبها، ولكن مثل العادة نحن لا نؤخذ بالانتقادات وبالشعارات وحين يكون الموضوع دم الناس وحياة الناس وبقاء الناس نحن جاهزون لان نتحمل المسؤولية من دون اي تردد ومن دون اي تمييز».

وقال ان من خلال التحقيقات الامنية الجارية، اعتقد انه خلال فترة وجيزة سيكتشف البعض من هو المدبر والمشغل لهؤلاء الانتحاريين الذين ارسلهم الى القاع عامدا متعمدا.

وفي اشارة لافتة تحدث عن الانتحاريين الذين جاؤوا من جرود عرسال حيث «داعش» التي «يطلع اليها اكلها وتموينها، وقياداتها بيطلعوا وبينزلوا وهناك قوى سياسية في لبنان بشكل او بآخر توفر الغطاء السياسي لهذا الوجود الارهابي المسلح في جرود عرسال.

واعتبر السيد نصرالله انه لولا الحرب الاستباقية التي شنها «حزب الله» ضد «داعش» لكنتم تجدون كل يوم 8 انتحاريين يدخلون على بلدات لبنانية في البقاع والشمال ومختلف انحاء لبنان وبدل السيارة كانت هناك عشرات السيارات المخففة.

اضاف «لولا الجهد الجبار الذي قام به الجيش اللبناني والاجهزة الامنية والحرب الاستباقية للمقاومة والجيش اللبناني لكان لبنان في اسوأ حال مع جيران وحوش من هذا النوع.

وحول قول الاسرائىليين له خلال مؤتمر هرتزيليا، لو تعلم ما عندنا من معلومات عنكم لو تدري ماذا كنت تفعل، عقب بأنه من الطبيعي ان تكون لديكم حجم معلومات كبير ولكن هذا ماذا يقدم وماذا يؤخر؟

وسأل من الذي صنع مفاجآت عام 2006 نحن ام انتم؟

ألم تكن لديكم معلومات كثيرة عنا؟

ورأى ان «المهم ما لدينا من معلومات عنكم. حجم المعلومات التي عندنا عن اسرائيل وعن جيشها وعن محطات الكهرباء والمحطات البتروكيميائىة والمحطات النووية ويمكن ان نكون اول جهة مقاومة او اي جهة عربية تقاتل اسرائىل ويتوفر لديها هذا الحجم الهائل من المعلومات عن هذا المصدر وعن نقاط قوته وعن نقاط ضعفه.

ـ ممنوع التقدم نحو الجرود ـ

الى ذلك كشفت مصادر سياسية رفيعة المستوى لـ«الديار» ان جهات لبنانية تبلغت من دولة عربية رفضها المطلق لأي تعاون او تنسيق مع دمشق ايا كانت الدواعي لذلك.

وبحسب تلك المصادر فإن الجهات اياها ليست في وارد القبول بأي اتصال مع اي من السلطات السورية ومع ذلك اتتها «الاوامر» حاسمة فكما هو ممنوع على السلطات اللبنانية التقدم خطوة واحدة في اي من المخيمات الفلسطينية ممنوع عليها التقدم خطوة واحدة في مخيمات عرسال…

لا بل ان هناك ما هو ابعد من ذلك التعليمات التي وصلت تقضي برفض اي محاولة لتغيير الوضع القائم في الجرود لأن اخلاء هذه المناطق من مسلحي «جبهة النصرة» وتنظيم الدولة الاسلامية يعني تقديم هدية ثمينة جدا ان للنظام السوري او لـ «حزب الله».

وكانت قد ترددت معلومات تفيد بأن الاميركيين يعتبرون سفوح السلسلة الشرقية بمثابة معسكر اعتقال لقاتلي «داعش» الذين اذا ما تم طردهم من هناك فقد يخترقون مناطق سورية اخرى متاخمة للحدود اللبنانية وتشكل خطرا اكبر على الامن اللبناني، وهذا ليس رأي قوى لبنانية تعتبر ان واشنطن تلعب على كل الحبال في موضوع الحرب على «داعش».

المصادر المذكورة تلفت الى ان تعليمات الدولة المعنية تقتضي بعدم السماح لـ« حزب الله» باستخدام حادثة القاع لدفع المسيحيين الى موقف معين، وربما في هذا السياق جاء السحور المفاجئ بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع ليظهر الاثنان وفي الساعات الثلاث وكأنهما لا يزالان حقا على ودهما القديم.

وتشكك المصادر في ان يكون الحريري لا يزال فعليا على التزامه حيال النائب سليمان فرنجية الذي لا بد انه يفرض التداول الببغائي لاسمه من قبل نواب المستقبل البعيدين عن المسار الحقيقي للامور والذين يتحدثون على مدار الساعة كما ان جعجع قد لا يكون متمسكا الا في حدود تكتيكية قصيرة المدى بالعماد ميشال عون.

وتؤكد المصادر ان ما تسرب من معلومات لا يترك مجالا للشك في ان هناك جهات عربية تتعامل مع لبنان على انه ايضا مسرح للمواجهة مع ايران، ومثلما لا تتنازل عن خيار اسقاط الرئيس بشار الاسد في سوريا  وبالتالي اسقاط النظام لا تهاون في اي من القضايا الاخرى.

 والمثير ان القضايا الاخرى تبدأ مع رئاسة الجمهورية وتنتهي بجرود عرسال مرورا بالمخيمات السورية والفلسطينية.

ـ النازحون والتوازن ـ

استطرادا لا رهان على اي حلحلة في الملف اللبناني فحين يسقط النظام في سوريا تصبح هناك لغة اخرى في الحديث عن الوضع اللبناني ولو استدعى الامر عقد مؤتمر طائف جديد ينطلق من الواقع المستجد، ودون الغوص هنا بالنظر لحساسية الموضوع في تفاصيل ما يقال حول طوائف معينة او بالاحرى حول طائفة معينة، ومصيرها.

الاخطر من ذلك ما يتردد عن ان جهات عربية واقليمية تعتبر الكتلة النازحة السورية التي تطبق على الجغرافيا اللبنانية بأكملها عاملا مؤثرا في عملية اعادة التوازن الى الساحة اللبنانية والغاء اي دور لـ« حزب الله» بل والغائه هو وربما البيئة الحاضنة من بيئة السلطة في لبنان.

مراجع لبنانية باتت على علم بأن ملف النزوح السوري ليس في يد الحكومة اللبنانية بل ان هذا الملف بات جزءا من الصراع الاقليمي ويستخدم في الوقت المناسب ولاهداف تتعلق بالداخل اللبناني.

وعليه كما الحديث عن الاستحقاق الرئاسي يدور في حلقة مفرغة الحديث عن «توضيب« ملف النزوح على الارض يدور ايضا في حلقة مفرغة.

الخطير هنا ان يتحول موضوع النزوح بأبعاده الانسانية والاخلاقية الى موضوع سياسي وحتى مذهبي ويجعل الجمهورية التي على صفيح ساخن على تخوم الهاوية.

الرئيس نبيه بري خائف على الجمهورية اكثر من اي وقت مضى. احد المقربين منه يقول لـ« الديار» ان «دولة الرئيس مزود بأشعة ما تحت الحمراء، ولذلك يرى بوضوح ما يحدث في الظلام، وما يحدث يوحي بأن هناك جهات سياسية اتخذت قرارا بإبقاء الوضع على ما هو عليه بانتظار حصول تطورات اقليمية وربما دولية ايضا قد تؤدي الى تغيير قواعد اللعبة في لبنان.

المقرب يقول ان بري لا يرى اي مبرر على الاطلاق لرفض مبدأ السلة المتكاملة بعدما كان قد سمع كلاما يشي بعكس التحرك المفاجئ والذي يخفي ما يخفيه، ليضيف ان رئيس المجلس لا يرى ان الرفض للرفض له علاقة بالسياسة او بمصلحة البلاد، على الاقل يفترض بالذين يرفضون ان يطرحوا البديل.

مثلما بري بات على بيّنة تامة مما يحصل ومن خلفيات ما يحصل هناك قوى سياسية وتؤكد ان الرسائل او التعليمات الخارجية حاسمة. الوضع في الثلاجة لحين صدور تعليمات اخرى ودون التوقف عن اتهام فريق معين بالمسؤولية عن التعطيل، فيما الضوء الاحمر، الآتي من الخارج، يشاهد بالعين المجردة.

مصادر عين التينة تقول ان على الذين يرفضون السلة ان يقرأوا بدقة قوله لهم بأنهم يأخذون البلد الى المؤتمر التأسيسي. هذا ليس موقفا في الهواء بل ان هناك خلفيات خطيرة للرفض وهناك فئات جاهرت بري بالامر وابدت توجسها ما يقتضي وضع الرافضين امام الخيار الصعب: اما السلة او المؤتمر التأسيسي.

وتشير المصادر الى ان المقصود ليس دفع اطراف معينة الى الزاوية لا بل ان بري وصف الحريري بـ «الضرورة الوطنية» وانما التعبير عن مخاوف قوى لبنانية تعتبر ان ابقاء البلاد في عنق الزجاجة جزء من استراتيجية اقليمية وليس قرارا يتخذه الحريري الذي لا يعمل الوقت لمصلحته في حال من الاحوال.

بالتالي ان من يعنيهم الامر عدم المضي في الرفض لأن ذلك يعني حتما التوجه الى المؤتمر التأسيسي اما الرهان على تغيير في المشهد الاقليمي فينطوي على الكثير من السذاجة في رؤية الامور لان الصراع في سوريا مفتوح وسيبقى مفتوحا الى ان تتم بلورة قواعد النظام العالمي الجديد وهو الامر الذي لن يتم لا غدا ولا بعد غد ولا بعد بعد غد.