IMLebanon

ايرولت : حاولنا ولم ننجح وسنحاول لكنها مسؤوليتكم

ايرولت : حاولنا ولم ننجح وسنحاول لكنها مسؤوليتكم

اوساط بيت الوسط : الموقف السعودي لم يتزحزح

خليل ينفجر في وجه السنيورة : انت متّهم..!!

بدت السفيرة الأميركية اليزابت ريتشارد وكأنها وصلت تسللاً الى مطار بيروت، وتسللاً أيضاً انتقلت الى عوكر، كل الضوء تقريباً كان موجها على وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت الذي كاد يقول ان لبنان جزء من فرنسا. ولكن ماذا تستطيع بلاده ان تفعل اذا كان الكرسي الرئاسي عالقاً بين اسنان صراع لم يشهد الشرق الاوسط له مثيلاً منذ أن هبط آدم الى مكان ما في هذه المنطقة.

ولعل ايرولت قرأ ما كتبه سلفه أوبير فدرين من انه في تلك اللحظة اندلعت أزمة الشرق الأوسط وما تزال…

ريتشارد توصف بالشخصية المتعددة الابعاد، عقل ديبلوماسي واستخباراتي في آن، هي من الذين يقولون بشبكة أمان أميركية فوق لبنان، ودون أن تحيد قيد أنملة عن السياق الكلاسيكي للديبلوماسية الأميركية، لبنان من دون «حزب الله» اليوم أو غداً أو بعد غد…

لا أحد يتوقع أن تتفوه بالاسم الذي يمكن ان يحمل ذات يوم لقب «صاحب الفخامة». كان ريتشارد جونز يرد على اسئلة القلة من السياسيين اللبنانيين الذين كان يعتبر ألا مشكلة في بقائهم على سطح الارض بالقول «أليس من الأفضل ان تسألوني اي رئيس جمهورية نريد للمريخ؟».

سياسيون وتساءلوا ماذا كان رأي سعادة السفيرة حين كان الوزير الفرنسي يظهر على الشاشات؟ ما دامت أميركية وبراغماتية لقالت ان وزير الخارجية الأميركي، اي وزير خارجية أميركي، لا يذهب الى أي مكان الا ليقول شيئاً.

غداً أو بعد غد لا بد أن يقول لها أحد الزوار التقليديين للسفارة الأميركية ان لبنان الذي يعيش كل هذا الفراغ السياسي، لا يريد أن يعيش الفراغ الديبلوماسي أيضاً، هل يكفي أن يزوره وزير خارجية الدانمرك؟

حتى ان وزير الخارجية المصري يزور تل ابيب ولا يزور بيروت، للتذكير فقط فان الأمين العام لجامعة الدول العربية يدعى أحمد أبو الغيط الذي يقال أيضاً انه مثل نبيل العربي، وعمرو موسى، يتقن هز البطن وهز الرأس…

جاء ايرولت ليكسر الايقاع الرتيب لليوميات اللبنانية. مصادر عين التينة تقول ان الرجل كان واقعياً وصريحاً «حاولنا ولم ننجح وسنحاول» بالطبع، عومل الزائر الفرنسي بالكثير من اللياقة. لا أحد فاجأه بالقول ان الديبلوماسية الفرنسية فقدت معناها، وتأثيرها، وصدقيتها من سنوات…

في العمق السعودي، يُنظر الى الديبلوماسية الفرنسية على انها ديبلوماسية التسويق، وفي العمق الايراني ، ينظر الى الديبلوماسية الفرنسية على انها ديبلوماسية الرقص على  خيوط العنكبوت…

لياقة جاء الرئيس سعد الحريري من السعودية لتناول العشاء في قصر الصنوبر، ربما يعرف اكثر مما يعرف الوزير عن الخفايا الفرنسية…

هل حقاً ان طهران انزعجت كثيراً عندما اتصل فرنسوا هولاند بالنائب سليمان فرنجية غداة ترشيحه من قبل الحريري؟ هذا صحيح. الايرانيون ليسوا مثل العرب، لا يثقون بالاليزيه ولا بالكي دورسيه. تجربتهم مريرة مع لوران فابيوس في فيينا، حتى اذا ما تم توقيع الاتفاق، سارع للسفر الى طهران: هذه بضاعتي…

اوساط بيت الوسط توحي بأن الموقف السعودي لم يتزحزح. العماد ميشال عون لا يزال بعيداً جداً عن قصر بعبدا مهما ردد نواب التيار الوطني الحر بأن الحصان (الابيض) مثل الدخان الابيض بات جاهزاً للصعود الى القصر…

حتى الآن لا يزال ترشيح رئيس تيار المردة قائماً ليس كخيار استراتيجي لتيار المستقبل، وانما كونه افضل خيار لمنع الجنرال من الوصول…

لم يعد سراً ان ثمة مَن قال للنائب وليد جنبلاط «ليعلن الحريري تبنيه ترشيح عون، وحينذاك يُعرف ما اذا كان نواب «حزب الله» سيقاطعون ساحة النجمة أم انهم سيكونون أول الواصلين».

جنبلاط أخذ علماً بأنهم سيكونون أول الواصلين، لكن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي حائر مثل غيره. لا يعرف ماذا في اليوم التالي. الثابت انه لا رئيس جمهورية في الوقت الحاضر، ولا حتى قانون انتخاب.

 قانون الطرابيش

الرئيس نبيه بري قال «تقطع يدي ولا اوقع على التمديد». هل المشكلة في التمديد ام في قانون انتخاب على قياس لبنان وعلى قياس اللبنانيين لا على قياس اصحاب الطرابيش؟

الوزير الفرنسي قال، ضمناً، ان اللبنانيين، ان شاؤوا، يستطيعون ان يصنعوا رئيساً على طاولة الحوار في الجلسة المفتوحة أيام 2 و3 و4 آب. وجه نداء الى الجميع «من اجل أن يتحمل كل طرف مسؤوليته ويعمل لايجاد حل سياسي، الأمر الذي لن يتحقق الا في اطار الحوار بين اللبنانيين. مؤكداً ان لبنان كان وسيبقى اول الاولويات بالنسبة الى فرنسا».

وكانت تقارير قد وردت من باريس ونقلت عن باتريس باولي، السفير السابق في بيروت ورئيس دائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية، قلقه الشديد حيال حالة التآكل التي تضرب مفاصل الدولة في لبنان الذي يمشي على خط الفضائح اذا كان للمنطقة ان تمشي على خط الزلازل او على خط الحرائق.

غير ان مصادر ديبلوماسية اوروبية تقول ان الاميركيين يعتبرون ان الوضع في لبنان ليس سيئاً الى الحد الذي يتم تصويره، حتى ان عسكريين وامنيين اميركيين يزورون بيروت يرون ان لبنان مر خلال السنوات الثلاث المنصرمة في «ظروف هائلة» كانت تهدد بتفجير البلاد، وعلى غرار ما حصل ويحصل في سوريا.

غير ان لبنان تمكن من تجاوز تلك المنعطفات، وهو الان في وضع افضل بكثير، دون ان تكون احتمالات الخطر قد زالت. ثمة آلاف المقاتلين من «داعش» و«النصرة» على سفوح السلسلة الشرقية كما ان سوريا التي تحيط بلبنان على مدى 375 كيلومتراً تعيش حرباً ضروساً ودائماً في اتجاه التصعيد.

 السلة مفخخة

ولا يخف على احد ان باريس بذلت اكثر من محاولة لثني البلاط السعودي عن الغاء هبة الثلاثة مليارات دولار الى الجيش اللبناني، حتى انها ابلغت مراجع لبنانية بان محاولتها اقتربت من النجاح قبل ان يعلن السعوديون اقفال الملف نهائياً.

ايرولت دعا الى لبننة الاستحقاق، البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الذي على دراية بكل تفاصيل الاتصالات الديبلوماسية، دعا الكتل النيابية الى عزل الملف اللبناني عن النزاع السعودي – الايراني، وبالتالي صناعة رئيس للجمهورية بايد لبنانية.

الطبقة السياسية امام اختبار تاريخي في الاسبوع الاول من شهر آب المقبل. التصريحات التي تصدر عن مختلف الافرقاء لا تشي بوجود شيء ما داخل قبعة الساحر. حتى قبعة الساحر فارغة. السلة المتكاملة تدحرجت والرئيس فؤاد السنيورة من اصحاب مدرسة الشك والتشكيك.

وعلى هذا الاساس اشاع في صفوف تيار المستقبل ان السلة مفخخة، ووضعها على الطاولة يشق الطريق باتجاه المؤتمر التأسيسي، وعلى اساس ان الطائفة السنية وحدها هي التي ستتضرر من اي محاولة حتى لتغيير كلمة واحدة في اتفاق الطائف.

مصادر سياسية تتساءل ما اذا كان موقف تيار المستقبل من السلة قد فجر الوضع فجأة بين وزير المال علي حسن خليل ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة.

وكان خليل قد عرض تقريره المالي، عارضاً للسنوات السابقة وغياب الموازنات، معتبراً ان الازمة بنيوية ولها علاقة بوجود الدولة ومؤسساتها وعدم وجودها».

 كتلتة المستقبل

وسارعت كتلة المستقبل الى الحديث عن تصاعد الشكوى و«المظاهر التي لم تعد تخفى على احد حول انفلات في ادارة المال العام وتفتيش الفساد والرشوة والهدر المالي المتفلت من اي ضوابط حقيقية».

ورد خليل قائلاً «لم نعرف ان دراسة مالية ستخرج وزير المال السابق عن طوره»، مضيفاً بأن السنيورة «سخر اجتماع كتلة المستقبل للدفاع عن نفسه في التصرفات غير القانونية بالمال العام».

ولفت الى «ان وزارة المالية ليست بحاجة لشهادة من هو في موقع الاتهام، وهو تحت المساءلة التي لن نسكت عنها، والوزارة تعتز بأنها استطاعت ان تضبط ما كان متفلتا من حسابات، والرأي العام لن ينسى 11 مليار دولار منها».

وتحدى خليل السنيورة في «ان نلتقي امام الاجهزة القضائية بتهمة الفساد والرشوة والهدر المالي».

اكثر من جهة تعتبر ان ما جرى له خلفياته الاخرى (الخلفيات السياسية تحديداً)، وهو ما قد يرخي بظلاله على جلسة الحوار الوطني، وان كانت الاوساط السياسية تلاحظ ان «جماعة» التيار الوطني الحر هم وحدهم الذين يبدون تفاؤلا غامضاً حيال انجاز الاستحقاق الرئاسي، دون ان يشيروا الى اي معطى حسي حول ذلك.

وهذه الاوساط تسأل «حين يقول وزير الخارجية الفرنسي ان جميع الابواب الى القصر مقفلة فعلى من يستند قادة التيار الحر (ومحللوه) لتحديد المواعيد حتى ان الوزير السابق سليم جريصاتي، وفي تصريح له عقب اجتماع لتكتل التغييروالاصلاح كان يدعو الى قرع الاجراس ابتهاجاً بتتويج او بتطويب الجنرال.