هل يتجرأ نتنياهو ويشن عملية صاعقة جنوب الليطاني؟
من خطط لتخريب العلاقة بين بري والحريري؟
تراجع الحديث الرئاسي واقتراح بتطويب الجنرال بطريركاً سياسياً
لماذا لم يقل جان – مارك ايرولت ان تل ابيب تصرّ على ان تكون طرفاً في اختيار رئيس الجمهورية في لبنان؟
اكثر من مسؤول فرنسي سمع من ديبلوماسيين اننا معنيون، واكثر من اي طرف اقليمي او دولي آخر بمن سيكون رئيس الدولة في لبنان، مع رفض كامل لو سمي العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية.
ولا يخفي هؤلاء الديبلوماسيون ان تل ابيب اتصلت باكثر من جهة عربية لها تأثير على مجريات الاحداث في هذا البلد لتحيطها علما بانها ستضغط من اجل قطع الطريق على اي مرشح رئاسي يرتبط بعلاقة وثيقة مع «حزب الله».
وتبعاً لمعلومات موثوقة وردت من باريس الى مرجعية لبنانية، فان حكومة بنيامين نتنياهو تفضل ابقاء الموقع الرئاسي خالياً لحين تتبلور الامور في سوريا، مع تشديد الديبلوماسيين الاسرائيليين على ان الساحة السورية مقبلة على تطورات بالغة الاهمية ولا بد ان تكون لها تداعياتها على خارطة القوى، كما على خارطة التوازنات، في لبنان… الذين باتوا على علم بالكلام الاسرائيلي الذي تزايد مع توجه وزير الخارجية الفرنسية الى بيروت، يسألون من هو رئيس الجمهورية الذي تريده تل ابيب؟
الاستنتاج الدولي انه اذا كان الاسرائيليون يريدون ان يكونوا شركاء في صناعة الرئيس اللبناني، فهذا يعني ان الوضع سيزداد تعقيداً، وبالتالي لا رئيس للبنان لا في المدى المنظور ولا في المدى الذي يتعدى النظر…
وكانت الولايات المتحدة قد طلبت من اسرائيل، ومنذ بدايات الازمة في سوريا البقاء بعيدة عن الساحة اللبنانية، بعدما تبينت للاجهزة الاميركية ان الموساد حاول انشاء «خلايا عملانية» جاهزة للتعاطي مع اكثر التنظيمات الاسلامية راديكالية.
الى حد كبير التزمت تل ابيب بـ«الاوامر الاميركية» ولكن في باريس، كما في عواصم اوروبية وعربية، بات الحديث علنيا حول تغييرات مثيرة في العلاقات الاستراتيجية والديبلوماسية في المنطقة، ودون ان يبقى سراً ان الاسرائيليين تدخلوا في اكثر من جبهة في سوريا وليس في الجنوب السوري فقط.
كلام كثير و«هائل» حول القنوات السرية المفتوحة، وسيناريوات حول تدخل جوي اسرائيلي (لليلة واحدة) يقلب المشهد السوري رأساً على عقب، هنا فتش عن واشنطن وعن موسكو ايضاً. حتى الفوضى في سوريا تخضع لايقاع معين. وهذا ما اخذت علما به حكومة تل ابيب التي عليها ان تكتفي بان يدمر السوريون بلدهم لمصلحة الصراعات، او التقاطعات، الجيوبوليتيكية في المنطقة.
ما حدث في نيويورك اول امس بين المندوب اللبناني نواف سلام والمندوب الاسرائيلي داني دانون اثبت ان الرؤوس الحامية في اسرائيل لا تزال على حماوتها، وربما زادت حماوتها، في ضوء ابحاث وتقارير لشعبة الاستخبارات العسكرية، تحذر من تنامي الفاعلية الميدانية لـ«حزب الله».
احدى الدراسات الصادرة عن معهد «جافي» في اواخر العام المنصرم، تحدثت بالتفصيل عن الخبرة القتالية التي اكتسبها مقاتلو «حزب الله» في سوريا حيث تخاض الحرب الاكثر تعقيداً والاكثر تشابكاً.
وهذه الدراسة تذكر بانه في ذروة الحرب الاميركية في فيتنام ذهب موشي دايان الى هناك للتدرب على حرب العصابات، وعلى اساس ان ذلك يمكنه من مواجهة الفلسطينيين دون ان يخطر في باله، في حال من الاحوال، ان لبنان سينتج ذلك الطراز من المقاتلين الذين يتجاوزون، بادائهم العملاني، مقاتلي الفيتكونغ.
تل ابيب التي تحتسب خروقاتها لقرار مجلس الامن الدولي بالالاف، اختارت بلدة شقرا مثالاً، وبلهجة لا تترك مجالاً للشك في ان ثمة شيئا ما في رأس بنيامين نتنياهو…
غالباً ما تكون الاشهر الاخيرة من ولاية اي رئيس اميركي فرصة للمساومة بين اللوبي اليهودي والمرشحين، او فرصة لاختراق الوضع القائم، هل تتجرأ اسرائيل وتنفذ عملية صاعقة في جنوب الليطاني؟
ـ الخط الازرق لا يهتز ـ
حين زار جان – مارك ايرولت مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة، وشاهد على الطبيعة الخط الافتراضي بين لبنان واسرائيل بدا واثقا من ان الخط الازرق لن يهتز. الفرنسيون لديهم ما يكفي من المعلومات حول «المأزق الاسرائيلي».
في وزارة الدفاع الفرنسية وحيث لا يزال هناك الكثير من اللمسات الديغولية، يعتبرون ان التجربة اللبنانية احدثت صدمة في العقل العسكري (والاستراتيجي) الاسرائيلي بعدما كان رؤساء الاركان يعتبرون ان اي حرب ضد لبنان هي، وبالحرف الواحد كما قال رفاييل اتيان، «حرب سياحية».
دانون بدا متوتراً خلال كلامه، لم يهدد بازالة صواريخ«حزب الله» بل طالب بازالتها، دون ان يعرف من هي الجهة التي يختارها لهذه المهمة، ليشير الى ان لدى «حزب الله» من الصواريخ تحت الارض ما يفوق عدد الصواريخ لدى الدول الاوروبية (لنتذكر بريطانيا وفرنسا والمانيا…) الاطلسية فوق الارض…
ـ اختراق الجليل ـ
في تجارب سابقة كان الاسرائيليون يلجأون الى هذه اللغة لكي يضربوا. لكن عشرات الابحاث الاستراتيجية التي صدرت في اسرائيل على مدى العامين او الاعوام الثلاثة المنصرمة تحدثت عن خطط لدى «حزب الله» لاختراق الجليل، حتى ان ضباط احتياط بارزين اشاروا الى ان هذا ممكن للغاية ما دام الحزب الذي يمتلك قوات نخبة عالية المستوى، ومدربة على اكثر المعارك شراسة، يستطيع ان يستخدم صواريخ متطورة ضد الدبابات وايضا ضد الطائرات.
الخط الازرق صامد. مسؤولون لبنانيون لاحظوا ان وزير الخارجية الفرنسي اغفل كلياً السبل الخاصة بالمعالجة الجذرية والشاملة لقضية النازحين السوريين لا بل ان ما تسرب من خلال محادثاته مع مرجعيات مسيحية يظهر ان باريس شديدة التوجسس من انقلاب دراماتيكي في الديموغرافيا اللبنانية ما يعني ان لبنان القديم، بقاعدته المسيحية انتهى.
الثنائي السني – الشيعي
لكن ايرولت حاول ان يترك «خياراً» اخيراً «للامل» كما قال احد المطارنة لـ«الديار» لم يدع المسيحيين الى ان يحزموا حقائبهم، بل دعاهم الى تجاوز كل الخلافات وانتخاب رئيس للجمهورية لان من شأن ذلك اعطاء دفع للحضور السياسي المسيحي.
وفي المعلومات المسربة ان مرجعية روحية قالت للزائر الفرنسي ان النواب المسيحيين ان وقفوا في خندق واحد لا يستطيعون الاتيان برئيس للجمهورية. الورقة الان بيد الثنائي السني – الشيعي الذي يدور في فلك الصراع السعودي- الايراني.
امس يوم اخر، يوم فولكلوري في «الجلجلة الرئاسية».
النصاب طار ايضا في الجلسة الثانية والاربعين وموعد اخر في 8 آب اي بعد 3 ايام من انتهاء ثلاثية الحوار الوطني. وكان لافتا ان النصاب طار ايضا في اجتماع اللجان النيابية المشتركة المولجة ملف قانون الانتخاب.
في ساحة النجمة كان بعض النواب يقولون اما رئيس الجمهورية وقانون الانتخاب، او لا رئىس جمهورية ولا قانون انتخاب الاستحقاقان باتا متلازمين وملزمين. النائب جورج عدوان حلّق فوق الاستحقاق وقال بالاستنفار العام من اجل الوضع المالي.
ـ السنيورة وتفخيخ البيان ـ
اما السنيورة الذي اتهم بأنه هو من تولى تفخيخ بيان كتلة المستقبل الذي كان واضحا انه يهاجم وزير المالية علي حسن خليل وقبل من هم اعلى منه (وتحديدا الرئيس نبيه بري) فقد اكد ان كلامه لم يكن موجها بالشخصي الى وزير المالية النائب علي بزي علق ساخرا… هل كان موجها الى وزير البيئة؟
واذ وصف السنيورة السجال بعاصفة في فنجان على الرغم من انه تضمن اتهامات خطيرة حول الهدر والرشوة والفساد دعا للعودة في الامور المالية الى الاصول والانتظام عبر تقديم الموازنات ضمن المهل الدستورية.
كما دعا الى الانضباط المالي وهذا لا يقتصر على وزارة المالية بل يشمل كل الوزارات مع التفتيش عن موارد جديدة للخزينة حتى تستطيع الحفاظ على الاستقرار المالي.
ـ الحريري: لتصحيح الوضع ـ
وتردد ليل امس ان الرئيس سعد الحريري الذي اطلع على بيان كتلة المستقبل ورد الوزير خليل عليه اتصل ببيروت طالبا بتصحيح الوضع ورافضا اي محاولة لتخريب العلاقات بينه وبين بري وكان على النائب عمار حوري ان يتحدث معتبرا ان الوقت الحالي ليس الوقت المناسب للسجال او للتجريح، فهل كان هناك من يخطط لتفاعل الامور وتأخذ شكل المواجهة بين عين التينة وبيت الوسط؟
هذا ليس مجرد سؤال. هناك من يؤكد ان ثمة من يحفر في الظلام ويعمل لتقويض العلاقة بين بري والحريري.
بعد عودة ايرولت الى باريس بخفي حنين كما اتى بخفي حنين، تراجع الكلام عن استحقاق رئاسي وشيك، نائب حزب الكتائب ايلي ماروني دعا عون الى «لعب دور انقاذي وان يكون بطريرك السياسة اللبنانية» لا جنرال السياسة اللبنانية. بطريركان مارونيان ورئيس ماروني: الثالوث الاقدس؟!