قضيّة العسكريين بين المربّعات الأمنيّة في جرود عرسال وفتح خطوط الإمداد لـ «النصرة»..
الحوار سني ــ شيعي بين الحريري وحزب الله وعون وجعجع وحلفاؤهما غائبون
«طارت» طاولة الحوار التي كانت تجمع المسيحيين والمسلمين والدروز، وتمّ استبدالها بطاولة حوار بين حزب الله والمستقبل، ايّ على قاعدة سنيّة – شيعية. فلا عون ولا جعجع ولا امين الجميل ولا الرئيس نبيه بري ولا وليد جنبلاط ولا رئيس الحكومة، بل تمّ اختصار الحوار الشامل بحوار سني – شيعي. أي السنّة والشيعة الجالسين الى طاولة الحوار والطرف المسيحي غائب عن الطاولة.
هذا وذكرت اوساط سياسية مطلعة ان موعد انطلاق المفاوضات بين حزب الله وتيار المستقبل، مرشح ان يكـون خلال الايام القليلة المقبلة، مشيرة الى ان تحديد الموعد يبقى في يد الرئيس نبيه بري الذي يعمل على انجاز بعض الامور التقنية، خاصة ما يتعلق بجدول الاعمال.
ورجحت الاوساط ان يشارك نادر الحريري والنائب جمال الجراح عن «المستقبل» والحاج حسين خليل ومعه الوزير محمد فنيش او النائب علي فياض عن حزب الله.
واكدت الاوساط ان انعقاد الحوار يخلق مناخات ايجابية في البلد ويحول دون اي تداعيات سلبية، في حال حصول تطورات غير متوقعة داخليا او اقليميا كما انه يساهم في تفعيل عمل الحكومة. لكن الاوساط استبعدت ان يوصل الحوار الى حل ازمة رئاسة الجمهورية او حلحلة قانون الانتخابات.
وتقول المعلومات ان نادر الحريري سيزور اليوم الرئيس نبيه بري، حاملا معه جدول اعمال «المستقبل» للحوار، وكذلك سيكون هناك مشروع جدولة اعمال لـ «حزب الله».
وينقل زوار بري انه ابدى ارتياحه للاجواء المتعلقة بالحوار ووصفها بالايجابية كما ابدى ارتياحه ايضا لكلام الرئيس سعد الحريري.
ـقضية العسكريين المخطوفينـ
وفي قضية المخطوفين العسكريين، علمت «الديار» ان قضية العسكريين المخطوفين معقدة وصعبة رغم ان الحكومة تقول انها ايجابية. فـ «جبهة النصرة» تطالب بطرق الامداد من عرسال الى القلمون، وان مخيمات النازحين السوريين يجب ان لا يتعاطى معها الجيش، لانها اصبحت شبه مربعات امنية، اضافة الى طلب الافراج عن المتشددين الاسلاميين من سجن روميه. لكن في المقابل ما يعطي الامل ان الموفد القطري سيحضر الى بيروت ويبدأ التواصل مع الجميع.
الى ذلك، اكدت مصادر ان المعلومات وصلت الى اهالي العسكريين من الخاطفين والحكومة، وان الامور تتجه نحو الايجابية، وخطر التهديد بذبح عسكري جديد قد زال.
وقد عقدت مساء امس خلية الازمة الوزارية اجتماعا طارئا بدعوة من رئيس مجلس الوزراء تمام سلام لمتابعة المستجدات في ملف العسكريين المخطوفين. وقالت اوساط قريبة من سلام ان البحث تناول مرحلة المفاوضات وما جرى من اتصالات وما يمكن القيام به. لكن المصادر رفضت تأكيد المعلومات التي تحدثت عن ان الخلية قد كلفت «ابو طاقية» مفاوضة المسلحين.
ولاحظت مصادر متابعة لملف ارهابيي «جبهة النصرة» و«داعش» أنه حتى لو اقرت الحكومة اجراء مفاوضات معهما، فالمعطيات تشير الى ان المسلحين سيستمرون في استغلال اختطاف العسكريين الى اقصى ما يمكن للحصول على تنازلات من الحكومة دون اي مقابل، سواء بايصال المؤن والادوية، او بطلب اطلاق موقوفين في سجن رومية كما حصل قبل ايام مع مطالبة «جبهة النصرة» باطلاق جومانا حميد.
واكدت المصادر انه اذا لم يصر الى تشديد الحصار على المسلحين في جرود عرسال، كما يفعل الجيش السوري في جرود القلمون، فهم سيواصلون عملية ابتزاز الحكومة. ولاحظت المصادر ان هناك ممرات لا تزال تستخدم لنقل المؤن الى المسلحين، وبالتالي فاذا ما جرى تشديد الخناق عليهم فهم سيضطرون الى السير بمفاوضات جدية تفضي الى اطلاق سراح العسكريين المخطوفين. وقالت ان البعض في الحكومة يعرقل تشديد الحصار، بل يحول دون القيام به.
هذا ودعا رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في تغريدة على «تويتر» الى وقف «حرب الاعصاب» ضد اهالي العسكريين المخطوفين، لافتاً إلى أن أميركا فاوضت طالبان من اجل أسير مقابل اسرى في غوانتانامو، وتطوّع بأن يذهب شخصيا الى عرسال ويتفاوض.
وكان ابو طاقية اكد في حديث تلفزيوني أن قرار اعدام العسكري علي البزال من قبل جبهة «النصرة» تأجل ولم يلغ، لافتاً إلى مهلة جديدة أبلغت للحكومة اللبنانية عبر الوسيط القطري وهي ليست بعيدة.
وأشار «أبو طاقية»، إلى أنه من المفترض خلال الساعات المقبلة أن يزور الوسيط القطري جرد عرسال لرد جواب الحكومة، موضحاً أن الشروط التي طرحتها جبهة «النصرة» هي اطلاق سراح 10 سجناء من سجن رومية مقابل وقف اعدام البزال واطلاق سراح عنصر مسيحي أو درزي من قوى الأمن الداخلي، لافتاً إلى لائحة أسماء أعطيت للموفد القطري لنقلها إلى الحكومة.
ـطريقة تهريب المطلوبين للعدالةـ
لم تخف مصادر طرابلسية استغرابها كيفية تهريب المطلوبين للعدالة شادي مولوي واسامة منصور وخالد حبلص من التبانة ومن بحنين – المنية معتبرة ان عملية تهريبهم تقع في خانة التآمر على الدولة اللبنانية وعلى امن طرابلس والشمال والاستقرار حيث استمرار هؤلاء خارج قضبان السجن بعد الذي اقترفوه ضد الجيش اللبناني هو إشعار بخطر مقبل مؤجل الى حين توافر ظروف جديدة لمعاودة انشطتهم في الشمال.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها «الديار» ان صفقة ما قادتها شخصية ادت الى تأمين خروج اسامة منصور مع عدد من مرافقيه باتجاه جرود الضنية فيما طلب شادي مولوي نقله الى عين الحلوة وان عملية الخروج تمت على مرحلتين : المرحلة الاولى خروج عدد من المسلحين المطلوبين بسيارات رباعية الدفع وبسيارتي اسعاف نحو منطقة شمالية ساحلية، والمرحلة الثانية توزيع المسلحين الذين خرجوا نحو مناطق آمنة شرط غض النظر عنهم والامتناع عن اعتقالهم، باعتبار أن ما قاموا به في التبانة خلال جولات العنف العشرين وصولا الى المواجهة مع الجيش اللبناني، هو دفاع عن النفس وعن اهل السنة بحسب معتقدات المذكورين.
وكشفت المصادر ان طلب اسامة منصور نقله الى جرود الضنية وطلب مولوي نقله الى مخيم عين الحلوة لهما خلفية عقائدية هي الخلاف في الولاء والانتماء بين مولوي ومنصور … فمولوي ينتمي الى «جبهة النصرة» بينما اسامة منصور مرتبط بتنظيم «داعش» وتعاونا معاً خلال وجودهما في التبانة كفريق واحد يعكس توافق النصرة وداعش في جرود القلمون.
تؤكد المصادر ان نجاح الجيش اللبناني في تفكيك شبكات «داعش» و«النصرة» في طرابلس والشمال يعني ان الخطر التكفيري قد زال في المرحلة الحالية عن طرابلس والشمال، لكن لا يعني ان المنظمات التكفيرية يئست من نجاح مشروعهم في الشمال، وان في طرابلس مؤشرات جديدة الى اعادة هيكلة وتأسيس لخلايا تكفيرية اخرى بادوات حديثة واساليب اكثر خطورة على الامن والاستقرار، مما يستدعي مواصلة الوعي والحذر والاستنفار على مدار الساعة منعا لاعادة التشكيل والهيكلة التكفيرية المجرمة التي لا تولي ارواح الناس اي اهمية طالما هي وقود مشروع تكفيري كبير.
اما في ما يتعلق بالشيخ الفار خالد حبلص، فتعتقد المصادر انه يتوارى عن الانظار في جرود الضنية، وان عملية فراره تمت قبل وصول وحدات الجيش اللبناني الى مقره في بحنين، وكشفت هذه المصادر ان هناك بعض الشخصيات سربت له ان وحدات الجيش اللبناني تتجه اليه لاعتقاله وان لا مزاح في العملية ولن تحميه صفته الدينية، فترك كل ما بين يديه، حتى انه لم يتمكن من اقفال «حاسوبه» الذي كان يعمل عليه حين تبلغ ضرورة الفرار ولم يتمكن من حمل اغراض شخصية له وهرب باتجاه آمن حتى وصل الى جرود الضنية.
واشارت هذه المصادر الى ان حبلص كان تحت المراقبة الشديدة ولم تكن عملية توقيفه مقررة، الى ان حصل أمر امني طارىء في غاية الخطورة حين رصد دخول خبير تفخيخ فلسطيني الى مجمع حبلص، مما استدعى القيام بعملية امنية استباقية لانقاذ الشمال ولبنان من عمل امني خطر.
ترى هذه المصادر ان الشمال قطع شوطا كبيرا نحو الاستقرار، لكن لا يعني هذا ان المنظمات التكفيرية ازاحته عن خريطة اطماعها الامنية، بالرغم من انحسار البيئة التكفيرية الحاضنة لها، خصوصا ان ابرز الرؤوس المتورطة في الشمال لا تزال خارج القضبان.
ـالحدود العكارية الشماليةـ
ماذا يحصل في المناطق الحدودية الممتدة من وادي خالد مرورا بمشتى حمود وصولا الى منجز والدبابية والنورة واوتستراد العبودية؟
مصدر مطلع اشار الى ان عمليات القصف التي حصلت ولا تزال تحصل واصابت عدة منازل آخرها منزل في بلدة العوينات الحدودية واصابة مواطن على اوتوستراد العبودية جراء القصف من الجانب السوري، لم يكن حدثا عابرا دون مسببات له.
يوضح المصدر ان من حق الجانب السوري الدفاع عن نفسه ازاء مسلسل الاعتداءات التي تطال المواقع السورية من تلال تقع على الضفة اللبنانية للنهر وباتت تلال مجهولة الاسم حتى الامس القريب شهيرة بفعل تحولها الى منصات لاطلاق القذائف والرشقات باتجاه الاراضي السورية كتلة «العرمة» وتلال جانين وحكر جانين واحراج النورة والدبابية والعوينات ومنجز وخربة الرمان وجبل المنصورة. وهذه مناطق من عكار، ربما لم يسمع بها اهالي عكار من قبل، باتت اليوم منصات تعتمدها المجموعات المسلحة مرابض اعتداءات على الاراضي السورية في عمليات استفزاز مستمرة للجانب السوري.
السؤال المطروح حاليا : من هي هذه المجموعات ومن يدعمها ويؤمن لها الحماية والاسلحة والذخائر؟
يؤكد المصدر ان هذه المجموعات المؤلفة من خلايا صغيرة هي فلول المسلحين السوريين الذين نجوا من قلعة الحصن والزارة ولجأوا الى احضان مجموعات لبنانية ترعاها شخصيات ذات صفة رسمية سياسية وتحميها وتمنع ملاحقتها وان هذه الشخصيات زودت المجموعات السورية بالاسلحة والذخائر، واحتضنتها خلال المداهمات التي ينفذها الجيش لملاحقات البؤر الامنية السورية التي تضم فارين من الجيش السوري او كوادر من منظمات تكفيرية تابعة لجند الشام او النصرة وداعش.
ويتابع المصدر موضحا ان المجموعات المسلحة السورية لا تستطيع التغلغل والانتشار في احراج القرى الحدودية، دون مساعدة من بعض الموالين لشخصيات سياسية محلية، تقوم بدور المرشد والدليل لطرقات وسط الوديان والاحراج بعيدا عن أعين الجيش اللبناني والاجهزة الامنية.
يعرب المصدر عن اعتقاده بأن ما يحصل على الحدود العكارية الشمالية مرتبط بتطورات الاحداث في جرود القلمون – عرسال والحدود اللبنانية على مدى السلسلة الشرقية، ويضيف لافتا الى ان خلايا الحدود الشمالية تتحرك دائما بايعاز من خارج الحدود بالتوازن مع تطورات الاحداث في الجرود بهدف تشتيت اهتمامات الجانب السوري على مدى المناطق الحدودية، بالرغم من كل التدابير الاحترازية التي يتخذها الجيش السوري لمنع التسلل من الاراضي العكارية، والتدابير الاحترازية التي يتخذها الجيش اللبناني والاجهزة الامنية من الجانب اللبناني.
يلفت المصدر نظر القيادات والجهات الرسمية الى مخاطر ما يحصل في مخيمات النازحين السوريين التي لا تزال تخفي الكثير من عناصر التفجير الامني، ليس في المنطقة الحدودية وحسب بل وعلى مستوى عكار، سيما ان بعض المخيمات تكاد ان تصبح مربعات أمنية بكل ما في الكلمة من معنى، بغض النظر عن مآسي النازحين السوريين ومعاناة العائلات النازحة غير المعنية بالمنحى الامني.
ـتفكيك عبوةـ
امنياً، اعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان انه «بتاريخ امس، عثرت قوى الجيش في محلة الحدث قرب سور المجمع الجامعي على عبوة زنتها 300 غرام من المواد المتفجرة موصولة بأسلاك كهربائية، وقد فرضت هذه القوى طوقا أمنيا حول المكان، كما حضر الخبير العسكري وعمل على تفكيكها».
كما نفذ الجيش اللبناني انتشارا واسعا في عدد من مناطق طرابلس والشمال، في حين سمعت أصداء تفجيرات في جرود عرسال، في ظل اجراءات مشددة للجيش اللبناني.
وفي الجنوب، أفيد عن دوريات مؤللة لقوات الاحتلال الاسرائيلية مقابل العديسة، بالتوازي مع استخدام طائرات متطورة في التقاط الصور فوق المناطق اللبنانية، في خرق جديد للقرار 1701.
كما حلقت طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار في اجواء قرى العرقوب حاصبيا وصولا حتى منطقة راشيا الوادي، ولفترة حوالى ساعتين في ظل حركة دوريات مكثفة لجيش العدو على طول الخط الحدودي الممتد من مرتفعات الوزاني وحتى تلال شبعا وكفرشوبا المحتلة.