جبهة النصرة أعلنت إعدام علي البزال وهستيريا تصيب أهالي العسكريين
«منسوب» المواجهة بين الدولة والتكفيريين الى ارتفاع وقطع طرقات وخطف في البقاع
اللواء ابراهيم : لا خيار لنا إلا مواجهة الإرهاب بصف واحد أياً تكن التضحيات
نفذت جبهة النصرة تهديداتها وأقدمت ليلاً على اعدام الشهيد علي البزال رمياً بالرصاص. وهذا ما سيرفع سقف المواجهة بين الجيش اللبناني والقوى الامنية من جهة والقوى التكفيرية. واصدرت جبهة النصرة بياناً اعلنت فيه اعدام الجندي علي البزال، تحت عنوان: من سيدفع الثمن؟ وجاء في البيان: لقد مضى الجيش اللبناني بأعماله القذرة والدنيئة على خطى النصيرية وحزب اللات باعتقاله النساء والأطفال. وان تنفيد حكم القتل بأحد أسرى الحرب لدينا (علي البزّال) هو أقل ما نرد به عليه، وإن لم يتم اطلاق سراح الأخوات اللاتي اعتقلن ظلماً وجوراً فسيتم تنفيذ حكم القتل بأسير آخر لدينا خلال فترة وجيزة.
وفور شيوع الخبر سادت حالة من الهستيريا اهالي العسكريين في رياض الصلح، وسط صراخ والدة الشهيد علي البزال التي انهارت وحالتها ادمت القلوب فيما بدا الذهول على وجوه اهالي العسكريين الآخرين وسط توافد حشد اعلامي. وقد عبر الاهالي عن غضبهم وصبّوا نقمتهم على الحكومة وكيفية ادارتها لهذا الملف، خصوصاً ان الاهالي حصلوا على تطمينات من الحكومة قبل ساعات من الاعدام بأن المفاوضات متواصلة وهناك وعود من الخاطفين بعدم اعدام اي جندي. وقد انتقلت عائلة الشهيد علي البزال مع عدد من عائلات الجنوب الى بلدة البزالية مسقط رأس الشهيد البزال في بعلبك، وقام الاهالي بقطع الطرقات واشعال الدواليب، وتحديداً على طريق اللبوة ـ عرسال، وهددوا باجراءات تصعيدية اليوم كما هدد اهالي العسكريين بقطع الطرقات في محيط رياض الصلح. وتحدثت معلومات ليلاً عن قيام النصرة باعدام جندي آخر. وقد حاول الاهالي الاتصال بالمسؤولين لمعرفة الخبر اليقين، ولكن خطوطهم الهاتفية كانت مقفلة. والسؤال : كيف ستتصرف الدولة بعد ان اتخذ هذا الملف تطوراً جديداً، بعد اسابيع من الاخذ والرد عن عمليات قتل تتراجع عنها النصرة في اللحظات الأخيرة مقابل تهديدات وضياع من الدولة اللبنانية بالتعامل مع هذا الملف. وربما دفع الشهيد علي البزال دمه، نتيجة المزايدات وخلافات المسؤولين ومحاولة كل طرف الاستئثار بمعالجته على طريقته.
هذا التطور سيجعل المواجهة بين الدولة اللبنانية والقوى الارهابية تأخذ منحى جديدا وتصاعديا بعد اعدام جبهة النصرة الشهيد علي البزال، وهذا ما سيرفع سقف منسوب المواجهة بين الجيش اللبناني والقوى الامنية من جهة، والقوى التكفيرية من جهة اخرى، خصوصا ان الضربات التي وجهتها القوى الامنية للتكفيريين كانت قاسية، وجعلت «ابو علي الشيشاني» يخرج عن طوره باطلاق سلسلة تهديدات بقتل الجنود اذا لم يتم الافراج عن زوجته علا عقيلي.
وليلا نقلت قناة «ان بي ان» التلفزيونية عن توجه لبناني لتنفيذ احكام اعدام على موقوفين ارهابيين، كما افيد عن اجتماع لخلية الازمة اليوم لاتخاذ القرار في كيفية الرد.
ونفى مصدر عسكري ما تردد عن قيام المسلحين بهجوم على نقاط الجيش بجرود عرسال ورأس بعلبك وبريتال بالتزامن مع الاعلان عن اعدام علي البزال..
وعلم ان الجيش اللبناني نفذ انتشارا واسعا في البقاع منعا لأي مضاعفات قد تحصل ونشر حواجز ثابتة ومؤللة.
وليلاً ابلغ عن خطف 3 أشخاص من قبل مسلحين ملثمين على طريق البزالية- اللبوة
اللواء ابراهيم: لا خيار لنا الا المواجهة
واعتبر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم «ان الدور الذي اضطلعت به القوى العسكرية من جيش وقوى امن داخلي وامن عام وامن دولة، كان هو العاصم عن سقوط لبنان في اتون الحروب الداخلية، وبراثن الارهاب اني تعددت تسمياته وتبدلت وجوهه»، مخاطبا ضباط المديرية بالقول «لا خيار لنا الا المواجهة ايا تكن التضحيات من خلال صف واحد مع الاجهزة العسكرية والامنية الاخرى.
وقال في افتتاحية العدد الخامس عشر من مجلة «الامن العام» الصادر عن المديرية لشهر كانون الاول «لبنان الذي يعيش زمن الاستقلال في هذه الايام وسط البراكين المتفجرة من داخل وخارج، يسعى ما امكن الى درء نارها، ودفع حممها بعيدا منه، وتزخيم دورة الحياة في احوال صعبة ومعقدة»، مضيفا «يزيده اصرارا وعي ابنائه لعظمة رسالته ودوره الحاضن للعيش الواحد، وهو يترسخ يوما بعد يوم رغم المشككين في امكان استمراره موحدا ذا سيادة، يتكئ على تاريخه العريق في التواصل والانفتاح والحوار بين مكوناته، لصون جغرافيته من التقسيم او الذوبان او الاقتطاع».
واشار ابراهيم الى «ان الامن العام اصبح جزءا من المعادلة الامنية في البلاد».
التطورات أمس
وأمس، رفعت القوى الامنية من درجة منسوب استنفارها واخذت اجراءات امنية احترازية بعد رفع سقف منسوب المواجهة بين القوى الامنية والقوى التكفيرية منذ اسابيع وعقدت سلسلة اجتماعات لمتابعة التطورات الامنية، وكان ابرزها في مكتب مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم وفي حضور مدير المخابرات العميد ادمون فاضل ورئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان. وتم درس الوضع الامني من جوانبه كافة واتخاذ اجراءات استباقية تمنع القوى الارهابية من تنفيذ اي عملية ترفع من معنوياتها، بعد الضربات التي تعرضت لها، وبالتالي اخذ أعلى درجات الحيطة والحذر وتشديد الاجراءات، لجهة مراقبة الخلايا النائمة والمراكز الحساسة والتجمعات. واستتبع هذا الاجتماع بآخر في السراي الحكومي برئاسة الرئيس تمام سلام وبحث فيه ملف المخطوفين. واشارت المصادر الامنية الى ان الحذر والاستنفار يعودان الى طبيعة عمل القوى الارهابية التكفيرية وتنفيذها عمليات بعد كل ضربة تتعرض لها. فبعد اعتقال عماد جمعة نفذت عملية عرسال في آب الماضي، وبعد اعتقال زوجة البغدادي أقام الارهابيون كميناً للجيش اللبناني في رأس بعلبك، وكذلك بعد اعتقال جمانة حميد ونعيم عباس وجمال دفتردار، وبالتالي المرحلة تتطلب اقصى درجات الحيطة والحذر.
سجى الدليمي زوجة الارهابي كمال خلف
كما ذكرت «الديار» امس، فإن زوج سجى الدليمي هو سائقها الفلسطيني كمال خلف الذي ينتمي الى فتح الاسلام، وهو موجود في وزارة للدفاع ويتم التحقيق معه لارتباطه بشبكات ارهابية، وكانت سجى الدليمي قد تعرفت الى الفلسطيني كمال خلف اثناء ترددها على مخيم نهر البارد، وانها تعرفت اليه عند مسؤول في التنظيمات الارهابية وقريب لكمال خلف.
وذكرت المعلومات ان الدليمي بعد زواجها غادرت المخيم وتنقلت بين مختلف المناطق اللبنانية بهوية مزورة باسم ملك عبدالله وانها كانت مسؤولة عن النشاطات النسائية والاجتماع بهن، واعطائهن التعليمات وجمع التبرعات ونقل الرسائل بين الخلايا النائمة وكانت توزع الاموال.
وقد اعتقلت الدليمي عندما كانت في زيارتها الى عائلتها في بلدة حيلان في الشمال بعد رصد تحركاتها.
وفي المعلومات ان الطفل الذي كان مع الدليمي ويدعى رمزي، يركز التحقيق على من يكون «ابوه»، وترفض الدليمي ان يكون ابن البغدادي. وفي المعلومات ايضاً، ان رسالة وجدت مع الدليمي من ابو بكر البغدادي يطالب فيها أم هاجر بالعودة اليه والزواج منه مجدداً.
لكن التحقيق مع الدليمي يتركز ايضا على دور عائلتها، خصوصاً ان شقيقها ابو ايوب السوري يعتبر من اخطر الارهابيين في سوريا والعراق، وهو من اوائل الذين انخرطوا في المعارك في سوريا وقاموا بذبح جنود ووضع سيارات مفخخة.
اما بالنسبة لزوجة الشيشاني علا عقيلي فتبين انها كانت مسجلة على لائحة مساعدات الامم المتحدة، وان شقيقها هو من تولى الكشف عن هويتها بعد اعتقاله من مخابرات الجيش، وان تنقلاتها كانت نادرة ولا تخرج من منزلها في حيلان – قضاء زغرتا.
اشتباكات في جرود عرسال ومقتل قياديين
وفي الاطار العسكري، جرت اشتباكات عنيفة بين الجيش اللبناني والمسلحين على المحاور المتقابلة في جرود عرسال واستخدمت في الاشتباكات الاسلحة المدفعية والرشاشة، كما قصف الجيش السوري في اعالي جرود القاع شاحنتين للمسلحين تحملان رشاشات ثقيلة من نوع مضاد 23 ملم، وقد اوقع القصف السوري عدداً من القتلى في صفوف المسلحين.
وافادت المعلومات ان قيادة النصرة نصبت خيمتين في جرود عرسال حيث تلقى قياديو النصرة التعازي بمسؤولين من النصرة قتلا امس في معارك جرود عرسال مع الجيش اللبناني.
زحمة موفدين دوليين الى بيروت
وفي الملف السياسي، وتحديداً الانتخابات الرئاسية وطاولة الحوار والاوضاع الداخلية، فان الاسبوعين المقبلين سيشهدان زحمة زيارات خارجية الى لبنان. فبعد زيارة نائب وزير خارجية روسيا لشؤون الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف، فان مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو سيصل الاثنين المقبل وبعده منسقة السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي فريديريكا موغريني، وسيزور لبنان ايضاً رئىس مجلس الشوري الايراني علي لاريجاني.
اما بالنسبة لطاولة الحوار، فلم يعلن اي شيء جديد امس، باستثناء سفر مستشار الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري الى باريس والاعلان عن عودته مطلع الاسبوع المقبل، حيث لم يعلن اي شيء عن موعد الحوار. وسجل في هذا الاطار زيارة للوزير وائل ابو فاعور والنائب غازي العريضي الى عين التينة والتأكيد بعد الزيارة على تشجيعهما للحوار اذ وضع الرئيس بري مسؤولي الاشتراكي بالاجواء المتعلقة بالتحضيرات لطاولة الحوار.
استمرار التجاذبات في ملفي الخلوي وسوكلين
وفي شأن الملفات الخلوية، فان التباينات ما زالت شاسعة بين الوزيرين بطرس حرب وجبران باسيل، فيما يحاول الوزير محمد فنيش تقريب المسافات وحل هذا الملف ويعاونه الرئىس تمام سلام، لكن في اجتماع امس بشأن موضوع شركتي الخلوي لم يتم الوصول الى أي حلول في شأن المناقصة وتم الاتفاق على عقد اجتماع جديد الاثنين.
وفي ملف «سوكلين» فإن لبنان مهدد بأزمة «نفايات» وتراكمها في ظل عدم الوصول الى وجهة نظر موحدة بشأن ملف شركة سوكلين، وهناك توجه للتمديد للشركة لمدة 6 شهر بانتظار ايجاد الحل المتكامل للتجديد للشركة، بالاضافة الى ازمة «المكبات» في ظل قرار جنبلاطي يمنع «الكب» في مطمر الناعمة، وهذا ما يهدد بحصول ازمة «نفايات» في شوارع العاصمة والضواحي منتصف شهر كانون الثاني، او بعد منتصف هذا الشهر اذا لم يتم الاتفاق على التمديد للشركة لفترة محددة. وهذا الملف سيهدد التضامن الحكومي، في ظل قرار اتخذه اهالي القرى المجاورة لمكب الناعمة بعدم السماح بالعمل فيه بعد 17 كانون الثاني مهما كانت الضغوط.