IMLebanon

الحوار في نهاية الأسبوع والاتصالات للاتفاق على جدول الأعمال

الحوار في نهاية الأسبوع والاتصالات للاتفاق على جدول الأعمال

أهالي المخطوفين : حرّروا أبناءنا } «خليّة الأزمة» تتشدّد مع الإرهابيين

تحدثت اوساط سياسية عليمة ان انطلاق الحوار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» مرجح نهاية الاسبوع المقبل، لكنها اوضحت ان الاتصالات ما تزال قائمة للاتفاق على جدول الاعمال، ان لجهة البنود التي ستدرج في الحوار، او لجهة اولويتها وتسلسلها في جدول الأعمال، مشيرة الى أن ادراج بند ملف رئاسة الجمهورية من حيث تسلسله في جدول الاعمال هو الذي يؤخر انجاز الجدول تمهيداً الى تحديد الموعد النهائي لبدء الحوار. واوضحت انه مع عودة مستشار الرئيس سعد الحريري نادر الحريري من باريس، الذي كان غادر اليها في اليومين الماضيين، يفترض ان ينجز ما تبقى من مسائل تقنية تتعلق بجدول الاعمال وموعده والمشاركين فيه.

وتحدثت مصادر مطلعة على اجواء اجتماع خلية الازمة اول من امس، ان النقاشات ركزت على آليات التشدد في التعاطي مع المجموعات الارهابية المسلحة، للرد على عمليات التصفية المستمرة التي تقوم بها هذه الجماعات ضد العناصر العسكرية المخطوفة لديها، من دون الخروج بموقف محدد.

ولاحظت المصادر انه بعد تجربة عدة اشهر من المفاوضات، تأكد ان المسلحين يدفعون نحو الاستمرار في ابتزاز الحكومة للحصول على تنازلات مستمرة، في مقابل التراجع الموقت عن تصفية احد العسكريين.

واكدت المصادر انه من دون قرارات حاسمة من الحكومة للرد على الجماعات الارهابية، بدءاً من تشديد الحصار عليهم في جرود عرسال الى تسريع المحاكمات لاصدار احكام الاعدام على من يستحقها، وغير ذلك من قرارات، فأزمة العسكريين المخطوفين ورقة ضعيفة في خاصرة الدولة والحكومة. واشارت الى ان اي تهديد باعدام ارهابيين رداً على تصفية العسكريين لا يمكن السير به قبل صدور احكام بالاعدام ضد من يستحقها. واوضحت ان لا قرار بالاعدام حتى الآن ضد اي من الرؤوس الارهابية، ما يفترض تحريك الجهات القضائية المعنية لاتخاذ القرارات المناسبة.

ـ انزعاج بري ـ

لمس زوار عين التينة أمس استياء الرئيس نبيه بري وانزعاجه الشديدين من اجتماع خلية الازمة الوزارية حيال قضية المخطوفين العسكريين.

وقال الرئيس بري ان «اجتماعات خلية الأزمة لا تزال تراوح مكانها، وان خلية الازمة صارت ازمة خلية بسبب كثرة المفاوضين وبسبب كثرة التعقيدات».

واضاف «المطلوب «اعطاء الخبز للخباز» لادارة هذا الملف بالتنسيق مع رئيس الحكومة تمام سلام.

وجدد القول ان «لدينا اوراق قوة عديدة، لكن علينا ان نحسن استخدامها، والمطلوب الاتفاق على اي شخص يستطيع التفاوض ويكون مختصاً في هذا المجال بدل ان تبقى اكثر من جهة تقوم بالتفاوض».

وكشف الرئيس بري انه «ساهم شخصياً في اطلاق ثلاثة مخطوفين من آل الحجيري، ملاحظاً انه لم يحصل اي جهد على الاقل لتسليم جثث الشهداء العسكريين حتى الآن. وشدد مرة أخرى على الاهتمام بما يجري في سجن رومية لجهة نشاط الموقوفين الارهابيين». وبشأن الحوار، كرر الرئيس بري القول «الامور ماشية والاجواء جيدة».

ـ اهالي المخطوفين ـ

وحدهم اهالي المخطوفين العسكريين يتألمون. في البزالية كانت محطتهم امس حيث صعّدوا في النبرة الى حدّ التهديد بأخذ الثأر في السراي الحكومي اذا سقط شهيد جديد.

هذا واتصل ليل البزالية بنهارها، لم تهدأ منذ لحظة استشهاد ابنها الدركي علي البزال تستقبل معزين وتودع مباركين فيما سعاة الخير للملمة الجراح ووأد الفتنة يدأبون لتوحيد البوصلة.

اما اوتوستراد القلمون فبقي بين القطع والفتح، ما أعاق حركة السير من الشمال الى بيروت.

ـ المنقبات في طرابلس ـ

كشفت مصادر طرابلسية ان ظاهرة المنقبات في طرابلس ومناطق شمالية اخرى باتت بارزة بشكل لافت في الآونة الاخيرة، ولم تعد مجرد تعبير عن الالتزام الديني، بقدر ما هي التزام تنظيمي وفكري بنهج الارهاب التكفيري السائد في المحيط الاقليمي من لبنان الى سوريا والعراق.

وتشير هذه المصادر الى ان شوارع طرابلس باتت تشهد ارتفاع عدد المنقبات اللواتي يخفين وجوههن ويتجولن في احياء طرابلس الداخلية وفي عدة مناطق ومعظمهن يقدن سيارات رباعية الدفع وفارهة، الامر الذي يثير التساؤلات حول مظاهر الثراء التي تبدو على المنقبات المتجولات في شوارع طرابلس، وهذا ما لم تشهده طرابلس من قبل.

ولفتت المصادر الى ان جملة مظاهر تثير الشكوك وعلامات الاستفهام تسود طرابلس في الآونة الاخيرة، لعلها مؤشرات الى ما يدبر لهذه المدينة من مخططات جديدة، بعد فشل المخططات واحباطها مؤخرا واستبدالها بخطط اخرى تؤدي النساء دورا بارزا فيها، لانها تكون بعيدة عن عيون الاجهزة الامنية ولا تثير الريبة.

اولى هذه المخططات، ان جهات اصولية تكفيرية من النساء مكلفة عقد زيجات بين «جهاديين» ونساء طرابلسيات او سوريات، وهي عقود تنتهي بانتقال «الجهادي» الى جبهات القتال والالتحاق بتنظيم «داعش» او «النصرة» في الداخل السوري، على ان تؤدي الزوجة المنقبة دورا في جذب فتيات وتجنيدهن لمصلحة الخلايا النسائية «الداعشية»، بحيث تتولى فيما بعد هذه الفتيات مهمات امنية، كجمع معلومات وصور ونقل اموال وغير ذلك من المهمات.

وتكشف المصادر ايضا ان من بين المنقبات سيدات متمرسات على مستويين : المستوى الاول في التثقيف الدعوي الفكري التكفيري ومهارة الاقناع وغسل عقول الفتيات.

والمستوى الثاني تمرس في فنون القتال والمشاركة في عمليات امنية حين تدعو الحاجة.

ولعل اخطر ما كشفته المصادر، ان مجموعات من الفتيات تلقت تدريبات على فنون القتال واستعمال السلاح، وذلك في احد احياء مدينة طرابلس، وان مسؤولة هذه الخلايا النسائية لا تزال ناشطة في احدى ضواحي طرابلس، وعلى تواصل مع تنظيم «القاعدة»، وهي نجحت حتى الآن في تزويج عشرات الفتيات من رجال ملتزمين بالنهج التكفيري، وجرى اعدادهن لمهمات امنية تحت ستار النقاب الذي يخفي الشخصية. ولا تستطيع الحواجز العسكرية المنتشرة ازاحة النقاب، كي لا تتعرض القوى العسكرية لحملة شعواء، إذ ان التعرض لأي امرأة منقبة من شأنه أن يستفز رجال الدين ويثير الشارع وتدب صرخات «يا غيرة الدين»..

لا تخفي المصادر ان احد المراكز الدينية في محلة القبة بطرابلس ينظم دورات دينية دعوية في ظاهرها، بينما هي في الواقع لتعليم الفكر السلفي التكفيري وآدابه ومسلكياته. ويتم تخريج عشرات الفتيات من طرابلس ومناطق الشمال بحيث يتوزعن بدورهن لتعليم الفكر السلفي لأخريات، مع فرض النقاب. وقد خصصت موازنات مالية باهظة لمن يلتزمن النقاب والتعلم والتعليم، مما يدل على وجود منظمة ممولة خارجية ولها اتصال بالساحة اللبنانية.

تعتقد هذه المصادر ان في الايام المقبلة سوف يستيقظ الشمال ليجد اجتياحا اصوليا تكفيريا وموجة عارمة من المد السلفي التكفيري، الذي ستقف امامه الادارة الدينية الرسمية عاجزة عن مواجهته.

ـ الدليمي والعقيلي ـ

لا يمكن اعتبار اعتقال كل من سجى الدليمي والآء العقيلي، الا في سياق الضربات الاستباقية التي يواصل الجيش اللبناني تنفيذها لحماية الامن والاستقرار على الساحة اللبنانية، لا سيما في طرابلس والشمال، المنطقة التي لا تزال قبلة انظار القوى التكفيرية، لاعتقاد منهم انها المنطقة ـ البيئة الحاضنة للارهاب التكفيري والتي هي مستعدة للانحياز فورا الى جانب القوى الاصولية المتطرفة، حين يميل ميزان القوى الى هذه المنظمات التكفيرية.

السؤال الذي تطرحه اوساط متابعة للملف، هو حول كيفية وصول سجى الدليمي الى لبنان والشمال خاصة، ولماذا قررت اقامتها في الشمال؟

من المعروف ان سجى الدليمي اقامت في مخيمات النازحين في عرسال، وطلب منها الانتقال الى الشمال حين اندلعت المعارك في عرسال .. وهي ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي تقول الاوساط، ونشأت علاقة بينها وبين الفلسطيني كمال خلف الذي كان لا يزال موقوفا في سجن رومية بتهمة الانتماء الى فتح الاسلام، ومشاركته في قتال الجيش في مخيم نهر البارد، حيث اوقف العام 2007 واطلق سراحه في شهر حزيران الماضي، هذه العلاقة التي نشأت عبر الانترنت أفضت الى الزواج، فور خروجه من السجن، بسجى الدليمي التي كانت قد انتقلت من عرسال الى القلمون قرب طرابلس. وبعد الزواج، انتقل خلف وزوجته سجى للاقامة في مخيم نهر البارد منذ حوالى خمسة اشهر، بعد اصدار هوية مزورة باسم ملك عبد الله تسهل حركتها على الحواجز.

وخلافا لما ذكر في بعض الوسائل الاعلامية، فقد نفى ابو جورج الشنص مسؤول جبهة النضال الشعبي في الشمال، وهو خال خلف، اي معرفة بهوية سجى الدليمي، او انه كان على معرفة بها، وهو يختلف فكريا مع ابن شقيقته كمال خلف وزوجته، ولم يعرف بزواجه من سجى الا حين اقام في نهر البارد، لكن على اساس ان اسمها ملك عبد الله، وفوجىء لاحقا كغيره انها هي سجى الدليمي المذكورة. وحسب الاوساط، بدت انها مدربة جيدا على مواجهة المحققين، كما لوحظ انها مكلفة مهمات امنية ولوجستية متعددة في الشمال، حيث كانت ذات حركة ناشطة ما بين الشمال وبيروت والجنوب وعرسال. ويتم التركيز في التحقيقات معها على سر تواجدها في الشمال، من خلال زواجها بخلف المقيم في نهر البارد وجعله ستارا لنشاطها التنظيمي وفق التوجيهات الصادرة من قيادة داعش العليا.

اما الموقوفة الاخرى الاء العقيلي زوجة انس شركس المعروف باسم ابو علي الشيشاني، فلا تقل خطورة عن الاخرى تؤكد الاوساط. وهي تنقلت في اكثر من منطقة في الشمال، ما بين وادي خالد وطرابلس وصولا الى مرياطة، والاقامة منذ اشهر في حيلان مع اهلها. وحسب مصادر متابعة، ان زوجها انس شركس (ابو علي الشيشاني) كان ناشطا في الشمال ما بين وادي خالد وطرابلس، وعمل على تنظيم الخلايا التكفيرية، خاصة في المناطق الحدودية من جبل اكروم ووادي خالد منذ اكثر من سنة ونصف. وكان على علاقة وتواصل مع مشايخ «هيئة علماء المسلمين»، ومع الشيخ سالم الرافعي والحاج حسام صباغ. كما اقام علاقات تعاون وتنسيق مع النائب خالد ضاهر وكان له دور على الساحة الشمالية، ثم كان كثير التنقل ما بين الشمال والداخل السوري، قبل ان يستقر مؤخرا في جرود القلمون مبايعا تنظيم «داعش»، وترك زوجته في حيلان مع اهلها، باعتبار حيلان بلدة بعيدة عن الشبهات.

حركة الاء العقيلي تركزت في التواصل تضيف الاوساط، مع نساء منقبات اصوليات في طرابلس ومنطقة القبة، وكانت حذرة في تنقلاتها. ولعل اتصالاتها الهاتفية ما بين لبنان والداخل السوري، اثارت الشبهات حولها لتنكشف هويتها الحقيقية فيما بعد.

حسب المصدر ان سجى والاء لهما دور تنظيمي خطر على الساحة الشمالية وشكل توقيفهما انجازاً اخر يضاف الى جملة انجازات الجيش اللبناني في كشف الخلايا الارهابية، وهذه المرة خلايا نسائية في تغيير للاستراتيجية الارهابية التي لا تزال تنشط في الشمال، بالرغم من الاحباطات التي تصيب هذه القوى وتنهار واحدة تلو الاخرى.

ـ الجيش اعتقل مشبوهاً ـ

على صعيد آخر، اعتقلت استخبارات الجيش المدعو محمد حسين الناظر من عكار العتيقة للاشتباه في ارتباطه بمجموعات متطرفة.

ـ الاعتداء على اللاجئين السوريين ـ

واشارت المعلومات امس الى أن مجهولين اقدموا على فتح النار على خيم اللاجئين السوريين في شمال لبنان واحرقوها وأصابوا لاجئين اثنين.

ـ طلعات اسرائيلية ـ

وفي الجنوب طلعات استكشافية للطيران المعادي على مدار نهار أمس وتحركات ضمن المناطق المحررة في محيط الوزاني، تندرج في اطار استحداث موقع تجسسي.

قطر تعلن انتهاء وساطتها

أعلنت دولة قطر عبر وزارة خارجيتها عن عدم امكانية استمرارها في جهود الوساطة لاطلاق سراح العسكريين اللبنانيين الذين تم اختطافهم في آب الماضي في محيط بلدة عرسال. وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها ان «جهود الوساطة جاءت لاسباب انسانية وانطلاقا من حرص دولة قطر على الحفاظ على ارواح الابرياء وذلك بعد طلب من الاشقاء في لبنان».

واكدت ان قرار عدم امكانية الاستمرار جاء نتيجة لقيام الخاطفين بقتل أحد الجنود المختطفين.

واعربت الوزارة في بيانها عن بالغ اسفها لمقتل الجندي اللبناني وجددت حرص دولة قطر على بذل كافة الجهود الدبلوماسية من اجل الحفاظ على الارواح.