IMLebanon

مبادرة «العلماء المسلمين» انتهت مع توقيف الدليمي وجنبلاط: «المزايدات تمنع التفاوض»

مبادرة «العلماء المسلمين» انتهت مع توقيف الدليمي وجنبلاط: «المزايدات تمنع التفاوض»

ضباط أمنيون أميركيون حذروا من «الامارة المتطرفة» في «روميه» و«عين الحلوة»

الموفد الفرنسي لا يحمل أي مبادرة رئاسية وبري : الحوار قبل نهاية الشهر

ملف العسكريين المخطوفين بقي محور الاهتمام الداخلي وسط صخب التصريحات والاجتماعات و«الخلايا» و«التسريبات» وكلها بدون «حمص»، في ظل غياب الرؤية الواضحة للدولة في كيفية المعالجة، وما هي شروطها بعد ان تحولت خلية الازمة الى «ازمة خلايا».

ورغم عجقة الاجتماعات لم تظهر النتائج ومن هو المفاوض، حتى ان الحكم بحق سجى الدليمي واصدار مذكرة التوقيف بحقها وايداع علا العقيلي الامن العام خضعت للتأويلات والتأكيد والنفي، مما اضطر وزير الداخلية الى اصدار توضيح لتصريحات سابقة، واستقر فيها على ان سجى الدليمي موقوفة في السجن، اما العقيلي فموجودة في الامن العام بعد ان صرح بان الدليمي والعقيلي موقوفتان لدى الامن العام. لكن الاكيد ان مبادرة هيئة العلماء المسلمين انتهت والوزراء المسيحيون يعارضون تسليمها الملف.

وفي ملف رئاسة الجمهورية اكد مرجع بارز ان الوفد الفرنسي لا يحمل اي مبادرة وجولته استطلاعية. اما الرئيس نبيه بري فجزم ان الحوار بين «المستقبل» وحزب الله سيكون قبل اواخر الشهر.

وعلى صعيد العسكريين، كشف مشاركون في اللقاء الذي جمع النائب وليد جنبلاط باهالي العسكريين تفاصيل ما جرى، ومحاولة جنبلاط في بداية اللقاء تهدئة الاهالي، مؤكداً لهم ان الأمر ليس سهلاً، وهو شائك ومعقد، وانه سلم الملف للوزير وائل ابو فاعور و«سيتابعه معكم». وطرح جنبلاط تسليم الملف رسميا لهيئة العلماء المسلمين ولابو فاعور الذي نجح من خلال التفاوض المباشر مع الشيخ مصطفى الحجيري ومسؤولين في «النصرة» بالوصول الى نقاط مشتركة، لكن التدخلات والمزايدات، و«التخبطات» في هذا الملف والخلافات الوزارية داخل الحكومة، ادت الى افشال هذه الجهود وبالتالي لا يوجد رأي موحد وهناك أكثر من جهة دخلت على الخط وبالتالي هناك «ازمة خلايا» ولا مرجعية موحدة، وهذا ما يعرقل الوصول الى نتائج.

واكد جنبلاط للاهالي انه مع التفاوض المباشر، اليوم قبل الغد، ومع المقايضة الشاملة، ويجب ألاّ يكون هناك فيتو على اي اسم في سجن روميه، والدول الكبيرة تفاوض ويجب الاّ تكون هناك اعتراضات والرئيس نبيه بري مع وجهة نظري.

واضاف: استلم الوزير ابو فاعور الاتصالات ونجح بتحقيق انجازات مع الشيخ مصطفى الحجيري، ويجب ان يتابع مهمته ويواصل اتصالاته وطالب بتكليف «هيئة العلماء المسلمين» رسمياً مع ابو فاعور، وما المانع من ذلك؟ وساتواصل مع الهيئة.

وشدد جنبلاط على أن الامور ليست سهلة مطلقاً، لــكن لا بديل عن المفاوضات المباشرة وأي تأخير ليس لمصلحة العسكريين وابو فاعور جاهز للتواصل وسيباشر به.

وعلم ان موقف جنبلاط حظي بدعم الاهالي، وقد التقى جنبلاط «هيئة العلماء المسلمين» في منزله في كليمنصو وجدد التأكيد على مطالبته بتسليمهم الملف بشكل رسمي والتفاوض المباشر، فيما وضع اعضاء الهيئة جنبلاط بعمليات «التعذيب» التي يتعرض لها السجناء وبشكل عنيف ووعد جنبلاط بطرح هذا الملف مع المعنيين.

كما التقى وفد الهيئة وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي رحب بكل مسعى خيّر في هذ الملف «ونحن نؤيد ذلك» ودعا الهيئة الى مواصلة اتصالاتها بالتنسيق مع اللواء عباس ابراهيم المكلف رسمياً من قبل الدولة في هذا الملف.

وفي مقابل الدعم الذي حظيت به «هيئة علماء المسلمين»، تعرضت لانتقادات من الوزراء المسيحيين في الحكومة وتحديداً من وزراء التيار الوطني الحر والكتائب ورفضوا اعطاءها اي دور وحصر الملف بالدولة اللبنانية.

واشارت مصادر وزارية الى «أن الدولة لن تعطي تفويضاً رسمياً للهيئة» ولن توافق على مبادرتها لكنها لن تمنعها من ممارسة اتصالاتها والقيام بأي مساعي للافراج عن الجنود، واللافت ان اصدار مذكرة توقيف بسجى الدليمي يعني فشل مبادرة هيئة العلماء.

الرئيس بري

اما الرئيس نبيه بري فأشار الى وجود مخرج في هذا الملف والوصول الى حل اذا حل ّ المدنيون عنه «وتركوا الخبز للخباز».

مذكرة بتوقيف الدليمي وتسليم العقيلي الى الامن العام

واللافت امس، ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر اخلى سبيل علاء العقيلي زوجة الارهابي ابو علي الشيشاني واودعها الامن العام للتصرف، كونها غير لبنانية ولا تحمل اوراقا شرعية. كما ان التحقيقات حسبما سرب لم تظهر تورطها في اي ارتكابات مخلة بالامن، علما ان العقيلي وضعت منذ السبت الماضي بعهدة الامن العام بعدما سلمتها مديرية المخابرات الى النيابة العامة العسكرية.

اما الزوجة السابقة لابو بكر البغدادي فقد صدر مذكرة توقيف بحقها لتورطها في اعمال ارهابية، وهذا ما سيؤدي الى فشل مبادرة هيئة العلماء المسلمين التي طالبت بالافراج عن الدليمي والعقيلي والاطفال مقابل وقف «النصرة» لتهديداتها بالقتل، وهذا ربما شكل اوراق قوة للدولة اللبنانية لكنه سيرفع سقف المواجهة بين الدولة والارهابيين.

في هذا السياق افيد ان مذكرة التوقيف الوجاهية في حق الدليمي صدرت عن قاضي التحقيق العسكري نجاة ابو شقرا، كما اصدرت مذكرة غيابية توقيف بحق زوج الدليمي كمال محمد خلف، فلسطيني، وقد حدثت بلبلة واسعة امس، بعد ان تداولت الوسائل الاعلامية ان المحكمة العسكرية افرجت عن سجى الدليمي، لكن المحكمة العسكرية اصدرت بيانا اكدت فيه ان خبر الافراج عن الدليمي مدسوس ويأتي في اطار التصويب على المحكمة ودورها في هذه المرحلة.

واشارت مصادر متابعة للملف، ان هناك اكثر من جهة تتعاطى بالملف وبالاضافة الى الدولة وهيئة العلماء المسلمين، هناك جهات دولية نقلت من «داعش» مبادرة شرطها الاول اطلاق 5 موقوفين في سجن روميه هم سجى الدليمي، علا العقيلي، جمانة حميد، وعبدالله الرافعي وعمر بكري، وهذا التفاوض لم يكتب له النجاح.

كما يأخذ بعض الاهالي على مبادرة هيئة العلماء المسلمين بأنه كان من المفترض ان تطلق «النصرة» المرضى من الجنود وتسليم جثث الشهداء مقابل الافراج عن الدليمي والعقيلي والاطفال، كي تكون المبادرة متوازنة وعلى المسلحين ان يقدموا ايضا اوراق حسن نية.

وكشفت المعلومات عن ان السفيرين القطري والتركي اشادا خلال اللقاء مع اهالي المخطوفين بحكمة اللواء عباس ابراهيم، وانه الوحيد القادر على حل هذا الملف لانه قادر على التواصل مع الجميع بمن فيهم السوريون، وهذا امر مطلوب لانجاح المفاوضات.

واضافت المعلومات ان الاهالي تلقوا وعدا خلال الساعات الماضية من جهة دولية بامكانية اطلاق «النصرة» احد الجنود كبادرة حسن نية، وسينقل الجندي المفرج عنه مطالب المسلحين الرسمية الى الدولة اللبنانية.

وتشير المعلومات الى ان الاهالي شعروا بأن جنبلاط متشائم اكثر مما هو متفائل وانه اوحى للاهالي بأن هناك معارضة لطرحه، «وسنرى كيف تسير الامور»، لكن الاهالي اشاروا ايضا الى عقبة تعترض الوزير ابو فاعور وتحديداً لجهة تواصله مع السوريين وهذا الامر غير ممكن مطلقا، وسوريا معنية بالملف وهناك موقوفان في سجونها تطالب «النصرة» بالافراج عنهن.

مصادر معنية: ما يحصل لا يخدم اطلاق العسكريين

ولاحظت مصادر معنية بملف العسكريين المخطوفين ان بعض ما حصل في الساعات الماضية يمكن ادراجه في ثلاثة خيارات، الاول يشكل نوعاً من المزايدة، و«التخبيص» الذي لا يخدم عملية اطلاق العسكريين والثاني يعبر عن الهواجس لدى البعض الآخر، والثالث يستهدف الى ابتزاز الحكومة، بل تبني شروط المجموعات المسلحة. ورأت المصادر ان استمرار هذا التعاطي في قضية العسكريين لا يخدم اي عملية تفاوض جدية تنتهي الى اطلاق سراح العسكريين مشيرة الى ان اصدار مذكرة توقيف بحق مطلقة ابو بكر البغدادي يؤكد تورطها في عمليات ارهابية.

واكدت المصادر ان الدعوات لمفاوضات غير مشروط تفتح الباب امام شهية المسلحين للمطالبة باطلاق مئات الارهابيين وبينهم رؤوس كبيرة ومتورطون في عمليات قتل واجرام مختلفة.

وتساءلت المصادر: من يتحمل مسؤولية اطلاق ارهابيين تورطوا بالاعتداء على الجيش ما ادى الى استشهاد اكثر من 50 جنديا، وادخلوا سيارات مفخخة الى بعض المناطق ادت هي ايضا الى قتل وجرح العشرات من المدنيين.

واوضحت ان ليس هناك من شيء جدي بما خص المفاوضات. واعتبرت ان جولة «هيئة العلماء المسلمين» لا تقدم في عملية التفاوض، فالقرار يبقى عند الحكومة اولا وبما تقرره خلية الازمة ثانيا، مشيرة الى ان ما طرحه وفد الهيئة يتناغم مع ما تطالب به المجموعات المسلحة خصوصا الدعوة لوقف عمليات الدهم، وهو ما يعني عدم توقيف اي منهم او اي عنصر متورط مع الجماعات الارهابية.

المخابرات الاميركية حذرت لبنان من خطر «روميه» و«عين الحلوة»

اما بالنسبة للوضع الامني في البلاد وتحرك الخلايا الارهابية وفق مصادر امنية فان امكانية حصول «غزوة» ارهابية في مناطق معينة، سواء من جهة جرود عرسال او من جهة العرقوب وشبعا والبقاع الغربي مسألة مستبعدة بعد الاجراءات الكثيفة والاحترازية التي اتخذها الجيش اللبناني، لكن المصادر لا تستبعد محاولة لجوء مجموعات ارهابية لعمليات ارهابية سريعة ان من خلال مهاجمة احد المواقع العسكرية او استهداف مكان حساس، او حتى محاولة خطف مواطنين شيعة او مسيحيين او اهالي عسكريين.

وكشفت المصادر ان احد مسؤولي الاستخبارات الاميركية الذي التقى قبل مدة قصيرة احد المسؤولين الامنيين حذّر من مخاطر «الامارة المتطرفة» في «مبنى ب» في سجن روميه، ومن تحوّل بعض احياء مخيم عين الحلوة لايواء عشرات العناصر الارهابية وتحديداً الاحياء التي لا سيطرة فعلية فيها للفصائل الفلسطينية.

واشارت المصادر الى ان المسؤول الامني الاميركي ابرز للمسؤول اللبناني خارطة عليها سجن روميه ومخيم عين الحلوة، حيث وضع حول كل منهما «دائرة حمراء»، ولذلك قالت المصادر انه ليس من المستبعد ان تجري محاولة لهروب جماعي من سجن رومية او محاولة عناصر ارهابية مهاجمة السجن لاطلاق الموقوفين المتطرفين. واضافت انه رغم ان الجيش والاجهزة الامنية اوقفت عشرات الخلايا الارهابية، لكن هناك الكثير من الخلايا النائمة غير المتصلة بعضها ببعض، بل هي تتلقى اوامرها من قيادتها العليا، ولذلك لا يستبعد ان يتم تحريك هذه الخلايا في الوقت الذي تحدده قيادات هذه الخلايا للقيام بعمليات ارهابية سريعة.

بري: الحوار قبل نهاية الشهر

بالنسبة للحوار بين حزب الله وتيار المستقبل وما اشيع من اجواء سلبية امس وامكانية تأجيل الحوار والاعتراض المسيحي عليه، فقد نقل زوار الرئيس نبيه بري عنه رداً على هذه التسريبات، «ان شاء الله يكونوا عم يقوموا له، مش عم يقوموا عليه».

ورداً على سؤال عن اطمئنانه لهذا الموضوع، قال بري: «نعم انا مطمئن 100% املا في عقد الجلسة الاولى التي ستكون قبل نهاية هذا العام، كما قلت سابقاً. واكد ان حزب الله و«المستقبل» ملتزمان بالحوار، واشار الى ان سفر نادر الحريري الى واشنطن كنا في اجوائه وكذلك انشغالات الرئيس سعد الحريري الاجتماعية.

جيرو: لم يحمل اي مبادرة رئاسية

وعلى صعيد زيارة مدير شؤون الشرق الادنى وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، فاكدت مراجع التقت الاخير انه وضع المسؤولين ومنهم الرئيس نبيه بري بالجولة التي قام بها قبل مجيئه الى لبنان، وتحديداً الى السعودية وايران والاتصالات مع الفاتيكان بمهمته المتعلقة برئاسة الجمهورية.

وجزم المرجع بان جيرو لم يحمل معه اي مبادرة او افكاراً محددة، ولم يحمل اي اسم، انما ركز على ضرورة انتخاب الرئيس والعمل لحصول الاستحقاق. واكد جيرو انه سيستمر في جهوده وسيقوم بجولة اخرى لهذه الغاية. وقد شرح الرئيس بري للموفد الفرنسي ما يقوم به على صعيد الحوار بين حزب الله و«المستقبل» ، ورحب جيرو بهذا الحوار لانه يفيد الموضوع الرئاسي.

عون: اهلاً وسهلاً بجعجع في الرابية

وفي الملف الرئاسي رحب العماد ميشال عون بزيارة الدكتور سمير جعجع الى الرابية، وقال: اهلاً وسهلاً به اذا اراد زيارة الرابية، واضاف: ان انتخاب رئيس الجمهورية مسألة لبنانية فقط، وانا مستعد للتفاوض من اجل الجمهورية والا فانا باق في المعركة.

وفي الإطار الرئاسي، ذكر ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يقوم باتصالات وسيستقبل اليوم الرئيس امين الجميل، كما يستقبل العماد ميشال عون الشيخ وديع الخازن رئيس المجلس العام الماروني الذي يتواصل بين العماد عون والدكتور جعجع.