صفقات مُريبة في قضيّة النفط ــ بري : ما الذي يُؤخّر مرسومي النفط ؟
أهالي العسكريين : سنكون دواعش إذا لزم الأمر ــ أوساط سلام : لم نكلّف هيئة العلماء
إتصال بين عون وجعجع ولا لقاء قريباً بينهما ولا اتفاق حول الملف الرئاسي
عين الجيش ساهرة، قبضته حديدية، لا تراجع ولا مساومة مع الارهابيين. ومن عرسال حيث خطف العسكريون، اوقف الجيش امس مطلوبين ورجل دين ينقلون اسلحة ومتفجرات واحزمة ناسفة، كانوا في طريقهم الى جرود عرسال لموافاة الارهابيين. ماذا في التفاصيل؟
اوقف الجيش بعد ظهر امس الشيخ حسام الدين الغالي ومعه 4 سوريين احدهم يحمل حزاماً ناسفاً على حاجز وادي حميّد في عرسال، وتم تحويلهم الى التحقيق في ثكنة ابلح. عمل الجيش على تفجير الحزام الناسف وتمّ ضبط اسلحة رشاشة وقنابل يدوية واجهزة اتصال.
وجاء في بيان قيادة الجيش: «أوقفت قوى الجيش في منطقة عرسال، سيارة من نوع جيب «نيسان أرمادا» بداخلها خمسة أشخاص، بينهم مطلوبان من التابعية السورية، كانوا في طريقهم جميعا الى جرود المنطقة.
وقد ضبط بحوزة أحدهم حزام ناسف، بالإضافة الى قنبلتين يدويتين وثلاث بنادق حربية وأربعة مسدسات وكمية من الذخائر العائدة لها وجهاز اتصال، عثر عليها جميعا داخل السيارة المذكورة.
عملت قوى الجيش على تفجير الحزام الناسف في البقعة المذكورة، فيما تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المرجع المختص لإجراء اللازم».
كما تواصل وحدات الجيش اللبناني مداهماتها في الشمال وخاصة في بلدات حدودية في عكار وفي بلدة بحنين ـ المنية علاوة على المداهمات المتواصلة في طرابلس وهي في مجملها استكمال للضربات الاستباقية التي يوجهها الجيش للخلايا التكفيرية ولفلول هذه الخلايا ممن تمكنوا من الفرار وتوزعوا في مناطق نائية من عكار والضنية.
وكثف الجيش من تدابيره عشية الاعياد تحسبا لاي مخطط ارهابي من شأنه ان يهدد استقرار المنطقة.
واشارت مصادر شمالية ان بعض المطلوبين في حوادث الاعتداء على الجيش اللبناني وقطع الطرقات بقوة السلاح في عكار في مراحل سابقة سلموا انفسهم بعد توسط فاعليات خاصة بعد تبلغ هؤلاء المطلوبين انه لا مفر من تسليم انفسهم فيما لا يزال البعض الآخر فارا من وجه العدالة لكن تؤكدالمصادر ان مصير هؤلاء الوقوع بقبضة الجيش عاجلا ام عاجلا.
ولفتت هذه المصادر ان الجندي الفار عاطق سعد الدين وهو من بلدة خربة داوود في دريب عكار لم يستطع الوصول الى جرود القلمون ويسود الاعتقاد انه يتوارى في احد التجمعات السورية في عكار ومهما طال الزمن سيكون مصيره الاعتقال، والمذكور من عائلة تجاهر بانتمائها الى جبهة النصرة ويعمل عناصرها وسط النازحين السوريين ولذلك لا تهدأ عمليات الجيش اللبناني التي تتركز في المناطق الحدودية العكارية وفي مناطق جبلية لكن تؤكد المصادر ان هذه الخلايا لا تشكل اي خطر على السلم الاهلي بعد التدابير التي اتخذها الجيش وملاحقته للمتورطين باحداث او اولئك الذين جاهروا بولائهم لـ «داعش» و«النصرة» ومنهم من التحق بالمنظمات التكفيرية في سوريا.
بيان قيادة الجيش
وقد اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان انه «في إطار ملاحقة المطلوبين والمشبوهين، دهمت قوة من الجيش فجر امس عددا من الأماكن في بلدة بحنين – المنية، حيث أوقفت المدعو فادي أحمد الصاج لمشاركته في الاعتداءات التي تعرضت لها قوى الجيش خلال الأحداث الأخيرة في المنطقة، كما أوقفت المدعوين حسين وشوقي علي بريص للإشتباه في ارتباطهما بمنظمات ارهابية.
من جهة أخرى، ولدى ضبط أحد مراكز الجيش في محلة فيطرون فجر امس، المدعو إيلي عصام جمال وهو يقوم بسرقة احد محال بيع الهواتف الخلوية بواسطة الكسر والخلع، اقدم الاخير على إطلاق النار من سلاح صيد في اتجاه عناصر الجيش الذين ردوا على النار بالمثل، ما أدى الى اصابته بجروح، نقل على أثرها الى أحد المستشفيات للمعالجة.
تم تسليم الموقوفين إلى المرجع المختص لإجراء اللازم».
اهالي العسكريين
وفي قضية العسكريين المخطوفين، كان يوم امس يوم التضامن معهم في رياض الصلح مع حزنهم والمهم ورجائهم بلقاء ابنائهم. (التفاصيل ص5)
واشارت اوساط قريبة من الرئيس تمام سلام الى ان مجلس الوزراء سينعقد يوم الخميس المقبل، وبالتالي لن يعقد جلسة قبل هذا التاريخ، واشارت الى ان ملف المخطوفين سيتم التطرق اليه في الجلسة على غرار الجلسات السابقة. لكن الاوساط اكدت ان لا شيء محدداً حتى الان بشأن طلب «هيئة العلماء المسلمين» تكليفها من قبل الحكومة لاجراء مفاوضات مع المجموعات المسلحة لاطلاق العسكريين المخطوفين.
الا ان مصادر عليمة اكدت ان تعاطي الحكومة مع هذا الملف ينطلق اولا من الموقف الذي اكد عليه الوزير نهاد المشنوق من حيث ربط اعادة المفاوضات بالحصول على ضمانات من المسلحين بعدم تصفية اي من العسكريين، وينطلق ثانياً من استمرار اللواء عباس ابراهيم بمهمة اجراء ما يلزم من اتصالات لاطلاق العسكريين، وهو كان ابلغ وفد الهيئة قبل ايام ترحيبه باي مساعدة تقوم بها الهيئة او اي جهة اخرى من اجل اطلاق العسكريين. واشارت المصادر ان نجاح المفاوضات يفترض اخراج ملف العسكريين المخطوفين «بازار» المزايدات لغايات شعبوية ومن اجل ارضاء الجهات الخاطفة.
«جبهة النصرة»
ومساء تداولت معلومات مفادها ان «جبهة النصرة» فوّضت الشيخ وسام المصري كوسيط جديد للمفاوضات.
النفط اللبناني
على صعيد اخر، يركز الرئيس نبيه بري اهتمامه الى جانب موضوع الحوار بين حزب الله والمستقبل، على بعض الملفات منها ملف النفط الذي اثاره على ضوء المعلومات والتقارير التي وردته حول سرقة اسرائيل للنفط اللبناني وما يجري من تحركات وصفقات مريبة في المنطقة حول هذا الشأن.
ويترأس بري اليوم في عين التينة، اجتماعا للجنة الاشغال العامة و«الهيئة المنظمة» للنفط لمناقشة هذه المعلومات والتقارير الى جانب القضايا المتعلقة بالعمل من اجل الاسراع في مباشرة لبنان بالخطوات العملية لاستثمار ثروته النفطية.
ونقل زواره مساءامس، انه في صدد تحرك غير عادي مع مطلع العام المقبل في اطار الضغط من اجل البدء بتلزيم التنقيب عن النفط. وكانت «الديار» كشفت منذ ايام انه في حال استمرت الامور على حالها لن يتوانى الرئيس بري الدعوة الى جلسة لمناقشة الحكومة حول هذا الموضوع.
وقد اشار بري في هذا المجال ايضاً ان لا مشكلة للبلوكات التي سيتم التعامل معها كلها، متسائلاً ما الذي يؤخر موضوع مرسومي النفط؟
وحول موضوع الحوار، لم يتضح بعد ما اذا كان يمكن ان ينعقد قبل الاعياد باعتبار ان نادر الحريري لا يزال خارج البلاد، الا ان الرئيس بري يعمل لعقد هذا الاجتماع خصوصاً ان مثل هذا الامر يساهم في تدارك بعض المسائل ومواجهتها.
الحوار بين عون وجعجع؟!
وفي موضوع الحوار واللقاء بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع فقد كشفت مصادر نيابية مسيحية عن ان اتصالات حصلت قبل ثلاثة ايام بين عون وجعجع جرى خلاله التشاور في موضوع الحوار بين الرجلين. واوضحت المصادر ان الرجلين يرغبان بفتح الحوار بينهما. لكن حصول لقاء او اكثر ليس مرجحاً ان يتم قريباً على اعتبار ان الاجواء غير مهيأة حتى الآن للتوافق على الملف الرئاسي، فلكل منهما رأيه في المقاربات المطلوبة للخروج من هذا المأزق. اضافت ان هناك من يسعى ان يكون جدول الاعمال مفتوحاً، بحيث يبحث في كل القضايا الداخلية، خاصة الخلافية منها، وقالت المصادر: اذا حصل الحوار انطلاقاً من ذلك، فمن المستبعد الوصول الى اتفاق حول الملف الرئاسي.
مصادر مقربة من الجنرال عون اكدت ان وسطاء اوصلوا الى جعجع رؤية عون التي تتلخص من ان التفاهم مع جعجع يجب ان يُرسخ المعادلة التي تؤكد ان الاقوى والاول عند المسيحيين يأتي رئيساً للجمهورية لتقوم الجمهورية القوية، ويعتبر عون انه يمكن التفاهم تحت سقف الخيارات السياسية كما يفعل السنة والشيعة.
المصادر اكدت ان جعجع لم يعط جواباً بعد، وسافر مساء الى السعودية في زيارة رسمية يلتقي خلالها بكبار المسؤولين.
مصادر مقربة من جعجع اكدت انه يعتبر انه بدل ان يتفاهم السنة والشيعة علينا، يجب ان نتفاهم على رئيس من نتاجنا نحن، واي رئيس يتم الاتفاق بيني وبين الجنرال يكون قوياً.
اوساط «تيار المستقبل» اعتبرت انه اذا تمّ التفاهم بين عون وجعجع على رئيس يكون هذا ترجمة لنظرية الرئيس سعد الحريري.