Site icon IMLebanon

الحكومة تقر البيان الوزاري وستنال الثقة قبل رأس السنة

الاجواء الايجابية مخيمة على البلاد و«من وسلوى» بين الجميع وكباشات تأليف الحكومة لمدة 45 يوما طغت مكانها وبقدرة قادر، اجواء محبة وتفاؤل ترجمت سريعا في انجاز البيان الوزاري واصرار الجميع على تجاوز النقاط الخلافية، حتى ان سقف البيان الوزاري لحكومة الرئىس سعد الحريري سجل تنازلات عن سقف البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام لجهة التزام الدولة بسياسة النأي بالنفس، فيما بيان حكومة الحريري تجاوز هذا الشق الخلافي والعلاقات مع سوريا حتى انه وازن بين خطاب القسم للرئيس العماد ميشال عون والبيان الوزاري لحكومة الرئىس تمام سلام الذي تمسك بمضمونه الوزيران محمد فنيش وعلي حسن خليل لجهة واجب الدولة وسعيها لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الغربي من قرية الغجر، وذلك بشتى الوسائل المشروعة مع التأكيد على حق المواطنين اللبنانيين في مقاومة الاحتلال الاسرائىلي ورد اعتداءاته واسترجاع الارض المحتلة. وهذا النص لا يختلف مطلقا عما ورد في خطاب القسم للعماد ميشال عون الذي اكد أن الدولة لن تألو جهدا ولن توفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من اراض لبنانية محتلة وحماية وطننا من عدو لما يزل يطمع بأرضنا ومياهنا وثرواتنا الطبيعية.

وفي المعلومات ان بصمات الرئىس العماد ميشال عون واضحة في البيان الوزاري لجهة التمسك بحق المقاومة في تحرير ما تبقى من ارض لبنانية والابتعاد عن الموضوع السوري وخلافاته وملف عودة حزب الله من سوريا والنأي بالنفس، وهذا ما ادى الى انجاز سريع للبيان الوزاري خصوصا ان هذه النقاط لم يتم حلها في بيان حكومة تمام سلام الا بعد اجتماعات وتدخلات دولية واقليمية حتى الوصول الى الصيغة التوافقية.

وحسب مصادر متابعة للجنة اعداد البيان الوزاري فإن النقاش تركز على قانون الانتخابات وظهرت التباينات الكبيرة، وهذا ما استدعى تحفظا من الوزير مروان حماده على ورود كلمة «النسبية» وكان متشددا حتى في صياغة العبارات، ومواقف حماده ادت الى نقاشات استمرت لـ 3 ساعات لكن اللافت ان الجميع لم يراعوا هواجس حماده الرافض للنسبية وتركوا الامر لمنافسة هذه المسألة خارج مجلس الوزراء وبين الخبراء، علما ان اتصالات جرت بين بيت الوسط وبعبدا وعين التينة والمختارة ومعراب خلال الاجتماع، ادت الى اقرار البيان الوزاري وترك النقاش الى ما بعد نيل الحكومة الثقة منتصف الاسبوع القادم.

وعلم ان الرئيس الحريري اتصل بالرئيس العماد ميشال عون وتم الاتفاق على عقد جلسة لمجلس الوزراء عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، واذا تم اقرار البيان سيُبلغ الرئيس نبيه بري بالامر كي يعطي التعليمات لدوائر مجلس النواب بتوزيع 126 نسخة علىهم وقبل 48 ساعة من موعد الجلسة. وهذا ما يسمح للرئىس بري بدعوة المجلس نهار الثلاثاء لنقاش البيان واقراره واخذ الحكومة الثقة بين العيدين.

ـ نصرالله والانفتاح على الجميع ـ

وفي موازاة هذه الاجواء الايجابية واصل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اطلاق مواقفه الايجابية داخليا تجاه جميع القوى السياسية دون استثناء، مؤكدا على الانفتاح والشراكة والحوار ومراعاة هواجس الجميع بالنسبة لقانون الانتخاب. واكد مجدداً موقف الحزب الداعم لاقرار النسبية لكن في نفس الوقت ضرورة مراعاة هواجس الجميع وقلق البعض المشروع والذي يجب ان يوخذ في عين الاعتبار، لكن ذلك ليس على قاعدة العودة الى قانون الستين وجدد السيد نصرالله تأكيده «اننا لا نريد التفرد في حكم البلاد بل نطمح الى الشراكة مع الجميع وانه لا يوجد عاقل على وجه الارض يقبل بأن يتحمل مسؤولية وطن بكامله منفردا». ورد على اتهامات البعض «الذين يقولون ان هذه الحكومة هي حكومة حزب الله وقال «اتهمونا بذلك في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي واليوم في حكومة الرئيس سعد الحريري، وهذا الكلام غير مقبول ونحن لا نريد ان نسيطر على الحكومة بل قاتلنا من اجل تمثيل الجميع لمصلحة البلد.

وفي الملف السوري شدد سماحته على متابعة الحرب على التكفيريين المجرمين القتلة الذين اساؤوا للاسلام، معتبرا ان معركة حلب هي احدى الهزائم الكبرى للمشروع الاخر وانتصار كبير للجبهة المدافعة والمواجهة للارهاب وهي تطور كبير لجبهتنا على المستوى العسكري والسياسي والمعنوي والانتصار فيها لا يعني انتهاء الحرب. ولكن بعد حلب نقول ان هدف اسقاط النظام سقط وفشل». ونقول : النظام الذي يسيطر على دمشق وحلب وحمص وحمى واللاذقية وطرطوس والسويداء وغيرها هو نظام قوي وموجود.

وختم سماحته بالقول : ان هذا الانجاز هو لكل الذين ضحوا ودافعوا من سوريين وحلفاء، لكن الاصل في هذا الانتصار بعد الله هو للشعب السوري والقيادة السورية والجيش العربي السوري الذين اخذوا القرار في هذه المواجهة والحلفاء هم كانوا عاملاً مكملاً ومساعداً، ولكن يبقى الاصل للسوريين.

ـ دعم فرنسي وايراني ـ

وقد لاقت الاجواء الايجابية الداخلية مواقف دولية داعمة للعهد وللحكومة وتحديدا من فرنسا وايران، اذ اكد مستشار وزير ايران للشؤون العربية والافريقية حسين جابر الانصاري على دعم العهد اللبناني ومسيرته منوهاً بتشكيل الحكومة وآملا بحل سريع لكل الملفات الاقليمية الملتهبة عبر الحوار والتفاهم والانسجام. وقد التقى الانصاري الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. فيما اكد وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرلوت على عقد مؤتمر دعم لبنان في مواجهة اعباء النازحين دون تحديد اي موعد بانتظار تسلم الادارة الاميركية الجديدة لمهامها في 20 كانون الثاني المقبل وكيفية تعاطيها مع ملفات المنطقة ولبنان. كما ركز ايرلوت على موضوع الهبة السعودية للجيش اللبناني وهو ينتظر زيارة الرئىس عون الى السعودية الشهر المقبل، حيث سيتم النقاش في هذا الملف، علما ان الزيارة الاولى للعهد خارجيا ستكون للسعودية.

ـ قداس الاحد ـ

وفي بكركي سيلقي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عظة عيد الميلاد الاحد في حضور الرئيس العماد ميشال عون ووزراء ونواب وحشد سياسي وستكون مناسبة جامعة لدعم العهد ورئىسه، علما ان معلومات كانت قد اشارت سابقا الى توجيه الدعوة للنائب سليمان فرنجية لحضور القداس، فيما اشارت معلومات اخرى الى ان هذه التسريبات غير دقيقة خاصة عن لقاء بين الرئيس عون والنائب فرنجية في بكركي ولا يمكن حصول اي لقاء الا في قصر بعبدا عبر زيارة يقوم بها فرنجية حسب الاصول المتبعة.a