حسم شبه نهائي لاسم قائد الجيش الجديد…
القلق من «الارهاب» يسرّع التعيينات العسكرية
ابراهيم ناصرالدين
هل تسرع الاوضاع في البلاد والخطر الارهابي بعد الحوادث الاخيرة ملف تعيين القيادات الامنية بعد ان تم حسم شبه نهائي لاسم القائد الجديد للمؤسسة العسكرية؟ وبعد حسم هوية مدير عام قوى الامن الداخلي، بانتصار خيار الرئيس سعد الحريري على عمته النائبة بهية الحريري التي يبدو انها حصلت على «جائزة» ترضية لمرشحها؟
اسئلة فرضت نفسها بقوة خلال الساعات القليلة الماضية في ظل انغماس «الطبقة» السياسية بالدوران في «حلقة» قانون الانتخابات «المفرغة» والتي يجري تفصيلها وفقا لمعادلة «رابح – رابح»، اي اعادة انتاج الطبقة الطائفية والمذهبية الراهنة، بقانون ستختلف تسميته عن الستين، ولكنه سيفضي الى النتائج القائمة اليوم…فيما يتم تجاهل واقع دخول بعض المؤسسات في حالة من «الشلل» غير المعلن بسبب حالة الانتظار المستمرة لتعيينات امنية مرتقبة لم تبصر النور بعد، على الرغم من التوصل الى تفاهم مبدئي حولها بين القوى السياسية الفاعلة في البلاد.
وابلغت أوساط سياسية معنية بهذا الملف«الديار»، انه بعد عودة الرئيس سعد الحريري من زيارته الخاصة الى خارج البلاد، ستوضع التعيينات الامنية على نار حامية، خصوصا ان المعلومات تشير الى ان موجة الارهاب ليست مسألة عابرة وتبدو في سياق متصاعد نتيجة المعلومات التي اعترفت بها الشبكات الارهابية وكان آخرها اعترافات انتحاري «الكوستا» محمد حسن العاصي كما ان العلاقة بين وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش جان قهوجي ليست على «ما يرام»، كما ان قائد الجيش قد حزم امره وسبق وابلغ رئيس الجمهورية انه لا يتمسك باستمراره في منصبه حتى نهاية ولايته.
ووفقا للمعلومات، فان «طبخة» تعيين قائد جديد للجيش قد «نضجت» بعد ان تمت جوجلة الاسماء التي اقترحها رئيس الجمهورية على الافرقاء المعنيين، وما لم يغير رئيس الجمهورية موقفه لسبب ولاخر، فقد وصل جميع المعنيين بهذا الملف الى قناعة باسناد المنصب الى العميد الياس ساسين بعد ان بقي ينافسه على المنصب العميد خليل الجميل، لكن «دبلوماسية» الاول تفوقت على «حسم» «وحزم» الثاني، وبعد نقاشات مستفيضة جرى التفاهم على تعيين ضابط يملك قدراً كبيراً من الليونة للتعامل مع الاحداث والتطورات…وقد تراجعت في هذا السياق اسهم مدير المخابرات كميل ضاهر، رغم الانجازات الامنية التي حققها في الايام القليلة الماضية، ولم يكن تعرض المديرية للتشكيك في عملية الكوستا سببا في تراجع حظوظه، فثمة من يتحدث عن «فيتو» لدولة كبرى مؤثرة ادت تحفظاتها عليه لتراجع احتمالات تعيينه..
وفي السياق عينه يبدو محسوما ان منصب مدير عام قوى الامن الداخلي بات من نصيب العميد عماد عثمان، بعد ان زكاه الرئيس الحريري رافضا طلب النائب بهية الحريري بتعيين العميد سمير شحادة في هذا المنصب، وتفيد المعلومات ان نائبة صيدا ستنال جائزة ترضية عبر تعيين شحادة محافظا لجبل لبنان…
وبحسب معلومات تلك الاوساط، فان ما أخر عملية انجاز التعيينات، مقاربة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لهذا الملف، فمنذ اللحظة الاولى لبدءعملية التفاوض كانت «الحسابات الرئاسية» المقبلة حاضرة، فقبل الوصول الى غربلة الاسماء المرشحة لقيادة الجيش كانت الحسابات تنطلق في تفضيل دورة 85 على ضباط دورة 82 باعتبار ان هؤلاء سيحالون على التقاعد قبل انتهاء ولاية الرئيس عون.. وفي هذا السياق يخشى التيار «البرتقالي» تكرار التجربة مع قائد الجيش الجنرال جان قهوجي الذي استمر مرشحا قويا للرئاسة حتى اللحظات الاخيرة، ولا رغبة لدى التيار بتكرار هذا السيناريو بعد ست سنوات؟!…
ـ «حاكم المركزي» ـ
وللاسباب نفسها يمكن وضع عملية»جس النبض» التي يستمر العهد بالقيام بها حيال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، المرشح بقوة للبقاء في منصبه في ضوء اجماع القوى السياسية الاساسية في البلاد على ضرورة استمراره لولاية جديدة حفاظا على الاستقرار النقدي والمالي في البلاد، وقامت بعض الشخصيات المحسوبة على العهد بعملية «جس نبض» على الكثير من القوى السياسية وسمعت كلاما من تيار المستقبل، وحزب الله، وحركة امل، والحزب التقدمي الاشتراكي، يؤكد ضرورة بقاء الحاكم في منصبه.
ـ موغريني «والرسائل» ـ
اكدت اوساط سياسية مطلعة «للديار» ان الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيدريكا موغريني شددت خلال لقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين بالامس، وخصوصا مع الرئيس ميشال عون على ضرورة اجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده، بغض النظر عن القانون المرعي الاجراء، وتقصدت الدبلوماسية الاوروبية ايصال هذه «الرسالة» الى القصر الجمهوري بعد بلوغها موقف الرئيس بتفضيل الشغور على الانتخابات وفق «الستين»، ولفتت الى ان دول الاتحاد الاوربي معنية بعدم حصول شغور نيابي في البلاد لان ذلك سيؤدي الى اضعاف مصداقية لبنان امام المجتمع الدولي..
وبحسب اوساط مقربة من التيار الوطني الحر، فان اعلان الرئيس امام موغريني عن «اجراء الانتخابات في موعدها وفق قانون يتجاوب مع تطلعات اللبنانيين في تمثيل يحقق التوازن ولا يقصي احد»، تاكيد من الرئيس على شروطه لاتمام الاستحقاق الانتخابي، وليس نتيجة التوصل الى افكار معينة حول القانون الجديد، حيث ما تزال المحادثات مستمرة مع الجميع، ولذلك فان كلام الرئيس يحمل في طياته «رسالة» الى الخارج بعدم قدرته على الضغط لاجراء استحقاق انتخابي «كيف ما كان»، «ورسالة» الى من يعنيهم الامر في الداخل بان الرهان على ضغوط خارجية او تمييع للوقت محليا، لن يجبر الرئيس على التراجع عن قراره، والتجارب السابقة تثبت جدية هذا الامر، ويجب على الاخرين ان لا يخضعوا الرئيس الى «امتحان» جديد في صلابة الموقف…
ـ لا جديد بين القوات وحزب الله ـ
على صعيد آخر، لم تغير مشاركة وزير الاعلام ملحم رياشي في حفل تكريم ناشر صحيفة السفير طلال سلمان من «المراوحة» التي تحكم العلاقة بين حزب الله والقوات اللبنانية، وعلمت «الديار» من مصادر موثوقة، انه لم تجر اي حوارات جانبية حول تطوير العلاقات بين الطرفين خلال الحفل، واقتصرت الاحاديث على مجاملات متبادلة، وفيما تبدي القوات اللبنانية رغبة بتطوير العلاقة، يبدو ان الشروط الايلة الى ذلك لم تتحقق بعد بالنسبة الى حزب الله الذي لا يرغب حاليا في حصول اي تطور نوعي في العلاقة الثنائية، ويرى ان «كسر الحاجز النفسي» بين الطرفين اكثر من كاف حاليا…