«داعش» «صفّى» «الحرّ» في القلمون والجيش اوقف مسيِّر انتحاريي الطيونة وضهر البيدر
الحكومة لن تفرج عن الارهابيين الكبار والشيشاني : لإطلاق الدليمي وعقيلي فوراً
بري : الظروف غير ناضجة لانتخاب رئيس وغسيل قلوب بين سليمان وحزب الله
الامور على حالها منذ 25 ايار الماضي ودخول البلاد في الفراغ الرئاسي، وتكليف الحكومة تولي المسؤوليات بالتوافق وتوقيع الـ24 وزيراً على المراسيم، مما ادى الى 24حكومة و24 رئىساً للجمهورية، وتطيير اي مرسوم اذا لم يحظ بتوقيع وزير واحد. ودخلت البلاد في الشلل واقتصر عمل الحكومة على تنفيذ الامور الروتينية العادية. اما الملفات الاخرى فهي تؤجل من اسبوع الى اسبوع، وكل ذلك يحصل وسط كم هائل من الاضطرابات الامنية والاجتماعية والاقتصادية ترجم جموداً في معظم القطاعات، واقفال العديد من المؤسسات وطرد الكثير من العمال.
هذه الاجواء المضطربة وغير السليمة خيمت على جلسة مجلس الوزراء الذي حاذر الدخول في الملفات الخلافية منعاً للانفجار فاكتفى باقرار البنود العادية مع حديث بالعموميات للرئيس تمام سلام.
لكن معلومات «الديار» كشفت عن نقاش اتسم بالسخونة في هذا الملف، حيث نقل وزراء في 8 اذار عرضا للحكومة عن استعداد سوري لفتح ممر آمن للمسلحين في الجرود للانتقال الى اي منطقة سورية يريدونها وتأمين سلامتهم شرط ان يتم الانتقال دون سلاحهم، وان العرض السوري مقدم للحكومة اللبنانية وللجيش اللبناني وتضحياته. وهذا الأمر يستلزم تواصلاً مع الحكومة السورية على التفاصيل، وعلى الحكومة اللبنانية ان تقول ماذا تريد من سوريا.
وحسب المعلومات فان الرئىس تمام سلام رد بالتأكيد على رفضه اي تواصل مع الحكومة السورية عملاً بمبدأ النأي بالنفس.
وفي هذا الاطار كشف السفير السوري علي عبد الكريم علي ان هناك في الحكومة اللبنانية من يريد حواراً من تحت الطاولة. وهذا لا يجوز علماً ان مجلس الوزراء لم يناقش تكليف هيئة العلماء المسلمين مع التأكيد بأن الحوار محصور باللواء عباس ابراهيم.
اما على صعيد النقاشات في مجلس الوزراء فأشارت مصادر وزارية الى ان الجلسة كانت اقل من عادية، حيث ادت الخلافات الى تأجيل الملفات الاساسية. وقالت انه بسبب الخلافات بين الوزراء جرى تأجيل البت بالتجديد لسوكلين او اجراء تلزيم جديد للنفايات وتحديداً من وزراء الكتائب والاشتراكي واوضحت ان وزيري النائب جنبلاط اعترضا على اقامة مطامر في الناعمة وسبلين بينما وزراء الكتائب طلبوا ان يكون دفتر الشروط واضحاً. وقال الوزير سجعان قزي لـ«الديار» في هذا الاطار «من الضروري اعتماد الشفافية في مسألة تلزيم النفايات» مشدداً على «أهمية ادخال تعديلات على المشروع المقترح».
وفي موضوع الترخيص لجامعات خاصة علم أن وزراء الرئيس السابق ميشال سليمان اعترضوا على تمرير التراخيص المطروحة من قبل وزير التربية الياس بو صعب، لأن هناك طلبات ترخيص اخرى لم يتم ادراجها من بين التراخيص، بينما طلب بعض الوزراء وبينهم وزراء الكتائب ان يصار الى بحث التراخيص، والتي تتمتع بالشروط المطلوبة ويتم الترخيص لها على ان يصار الى درس التراخيص الاخرى لاحقاً. وقال الوزير الياس بو صعب ان اعتراض وزير الدفاع سمير مقبل على الترخيص للجامعات مرده الى رفض ادراج جامعة تعود لشقيق رئيس جمهورية سابق يريد الترخيص لجامعة عائدة له.
ملف النفايات عرض بشكل سريع وسط اعتصام لعدد من اهالي الشحار خارج السراي رفضاً للتمديد وخاطب الوزير أكرم شهيب الوزراء بوضوح «مطمر الناعمة لن يجدد له وسيقفل في 17 كانون الثاني، وان مطمر الناعمة امتلأ واصبح يشكل خطراً على صحة السكان»، واشار الى ان «ما يحكى عن التمديد لفترة معينة «حبر على ورق». واكد «ان النفايات ستملأ شوارع بيروت والضواحي بعد 17 كانون الثاني».
اما الوزير محمد المشنوق فطالب باجراء تعديل تقني على قضية مطمر الناعمة، وانه لا بد من التمديد فرد شهيب «ما يحكى كلام ولن يمدد للمطمر»، علماً ان وزير البيئة اعد خطة عمل لمشروع النفايات ستناقش الثلثاء، علماً أن الرئىس سلام تدخل لتجاوز الأمر.
غسيل قلوب بين سليمان وحزب الله
وعلى رغم التوتر الذي ساد العلاقة بين الرئيس ميشال سليمان وحزب الله في المرحلة السابقة، فقد زار وفد من حزب الله برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد وعضوية النائبين نوار الساحلي وعلي عمار الرئىس سليمان وقدموا له التعازي بوفاة والدته.
واشارت مصادر متابعة للقاء «ان عنوان اللقاء كان التعزية، لكن مصارحة حصلت في اللقاء ادت الى غسيل قلوب، وبشكل سريع وكأن شيئاً لم يكن، وأكد النائب رعد حرص حزب الله على افضل العلاقات مع الرئيس سليمان وتقدير مواقفه الوطنية والتواصل والحوار معه.
وحسب المصادر، فان الجو كان أكثر من ايجابي رغم اعلان الطرفين تباينهما حول الموقف من اعلان بعبدا. وأكد سليمان ان موقفه ليس موجها ضد حزب الله، وشدد على اهمية الحوار، شرط أن يستند إلى المصارحة والحقائق لتكون النتيجة أفضل بما يخدم المصلحة الوطنية»، معتبرا أن «الحوار يسهِّل ممارسة الديمقراطية والحقيقة بدورها تقوي منطق الحوار».
واعتبر سليمان أن «مصلحة لبنان هي في التلاقي، أقله على النقاط غير الخلافية، وهي كثيرة، لأن المرحلة تتطلب بذل كل الجهود لمواجهة الأخطار وهي أيضا كثيرة، وخاصة الخطر الدائم وهو خطر العدو الاسرائيلي».
وقال النائب محمد رعد بعد اللقاء: «زيارتنا للرئيس العماد ميشال سليمان هي من أجل تعزيته بوفاة والدته، ولا شك أن هذه المناسبة فتحت المجال لتبادل وجهات النظر في ما يهم مصلحة لبنان ومستقبل الوضع في لبنان». أضاف: «كالعادة كان الحوار وديا وعميقا وصريحا، وقررنا أن نبقى على تواصل من أجل التفكير في ما يصلح شأن هذا البلد واستقراره».
لقاء عون ـ جعجع بعد الاعياد
على صعيد آخر، اشارت معلومات مسربة من قيادات في القوات اللبنانية و«التيار الوطني الحر»، ان اللقاء بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع سيعقد، والرجلان وافقا على الاجتماع بعد الاعياد، وان الاجتماع سيناقش الملف الرئاسي بغض النظر ما اذا كان اللقاء سيؤدي الى نتائج من عدمه. واشار مستشار رئىس حزب القوات اللبنانية العميد المتقاعد وهبه قاطيشا «ان ملف رئاسة الجمهورية سيكون ابرز بند على جدول الحوار المرتقب مع العماد ميشال عون»، وأكد «ان التواصل مع العماد عون مستمر لكنه بعيد عن الاعلام». اما نواب التيار الوطني الحر فيؤكدون ايضاً ان الحوار قائم، وان اللقاء سيعقد ولا مشكلة عند العماد عون في الامر. وكشفوا عن وجود حوار بين «القوات» و«التيار» لكنه يسير ببطء.
الملف الرئاسي
وعلى صعيد آخر، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لشخصيات التقته في اليومين الماضيين ان التطورات السياسية غير مهيأة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وموقف الرئيس نبيه بري تزامن مع كلام لمتابعين للملف بأنه تأجل حتى الربيع المقبل. وكشفت احدى الشخصيات ان الموفد الفرنسي فرنسوا جيرو اكد لمسيحيي 14 اذار ان الموقف الايراني ايجابي لكن الملف عند حزب الله.
من جهة ثانية، فان مشاركة النائب وليد جنبلاط في الجلسة الافتتاحية للحوار بين حزب الله والمستقبل، كانت موضع تشاور بين الرئيس بري والوزير وائل ابو فاعور. وقد اكد الوزير علي حسن خليل ان الاستعداد للحوار الذي ظهر بين الحزب والمستقبل كان بحاجة لمن يتابعه وهنا دور الرئيس بري، وجنبلاط تلقف الامر.
ملف المخطوفين وعقدة نعيم عباس والمطالبة بالدليمي وعقيلي
وعلى صعيد ملف المخطوفين كان البارز امس، اعلان الشيخ اسامه المصري الذي اعلنت «النصرة» تكليفه بالوساطة من قبلها ثم تراجعت، انه زار جرود عرسال والتقى ابو علي الشيشاني من «النصرة» ومسؤولاً اخر من «داعش»، وان الاشتباكات بين «داعش» و«الجيش السوري الحر» جعلته ينهي زيارته سريعاً، لكنه نقل للاهالي انه التقى بأولادهم وهم في صحة جيدة وانه بانتظار تكليفه رسمياً من الدولة اللبنانية، لكن الشيخ المصري اكد في اتصال مع «الديار» انه التقى ابو علي الشيشاني وهو مصر وبشكل فوري على اطلاق سجى الدليمي وزوجته علا عقيلي قبل اي شيء آخر وانهم مستعدون لانزال العدد من سجناء رومية مقابل الافراج عن عسكريين.
وقالت مصادر عليمة ان الجهات الرسمية المعنية بملف العسكريين المخطوفين لا تعارض دور الوساطة الذي يقوم به الشيخ اسامه المصري الا ان المصادر قالت ان الدخول في عملية التفاوض الجدي تنتظر تعهد المجموعات المسلحة بعدم تصفية اي من العسكريين المخطوفين لديها.
وفي السياق ذاته اشارت مصادر سياسية الى ان خلية الازمة او الحكومة لم تحدد حتى الآن الحدود المقبول بها للمقايضة. واعتبرت المصادر ان غياب هذا الموقف يشجع المسلحين على رفع الشروط، بل الاستمرار في ابتزاز الحكومة للحصول على تنازلات دون اي مقابل، حتى الحصول على تعهد بعدم تصفية اي من العسكريين. وفي الاطار ذاته، فان اسم نعيم عباس تردد اكثر من مرة في اللقاء الذي جمع اهالي العسكريين مع امين عام تيار المستقبل احمد الحريري، وعلم الاهالي ان الخاطفين يصرون بقوة على اطلاق القيادي في كتائب عبدالله عزام نعيم عباس وقبل اي شيء اخر، وان يكون في الدفعة الاولى. وهناك صعوبة في اطلاق سراحه لانه متورط باكثرمن عملية تفجير وقتل عشرات الناس، وبالتالي هناك صعوبة كبيرة وقوى سياسية ترفض الافراج عنه، وكذلك اهالي الذين قتلهم نعيم عباس. لكن الاهالي أُبلغوا من احمد الحريري ان هناك قراراً بعدم الافراج عن الارهابيين الكبار وخصوصاً عباس.
من سيسيطر على القلمون: «داعش» ام «النصرة»
الى ذلك توسعت امس دائرة الاشتباكات بين مسلحي «داعش» والجيش الحر في جرود القلمون. وان جماعة «داعش» قبضوا على عناصر من الجيش الحر في وادي ميرا بين عرسال ورأس بعلبك ما ادى الى مقتل اكثر من 20 مسلحاً بينهم احد قادة الجيش الحر في المنطقة، عرابة ادريس. وتشير معلومات متابعة للوضع «ان الاشتباكات بين الطرفين هي امتداد للاشتباكات بين الجيش الحر و«داعش» و«النصرة» في درعا والقنيطرة وشبعا وصولا الى عرسال، وان اعلان لواء شهداء اليرموك الولاء لـ«داعش» في درعا والقنيطرة وشبعا، خلق موازين قوى جديدة في المنطقة وتحديداً في منطقة درعا التي تسيطر عليها «النصرة»، كما ان لواء شهداء اليرموك الذي يضم 2000 مقاتل كان ينتشر على الحدود الاردنية بطول 45 كلم من اصل 76 كلم، وهذا اللواء كان مدعوما من واشنطن والاردن، وبالتالي فان لواء الجولاني التابع لـ«النصرة» سينتشر حاليا على الحدود الاردنية، وهذا ما سيزيد الخلافات في المنطقة كما ان اعلان لواء اليرموك الانضمام لـ«داعش» سيؤدي بـ«النصرة» الى القضاء عليه منعا لامتداد «داعش» الى درعا والقنيطرة، وبالتالي ستمتد الاشتباكات الى القلمون وستحاول «داعش» السيطرة على المنطقة والانتشار على الحدود اللبنانية بمواجهة الجيشين اللبناني والسوري.
الجيش اصاب الية للمسلحين
وقالت مصادر عسكرية انه وبعد رصد وحدات الجيش اللبنانية تحركات للمسلحين في وادي عطا في جرود عرسال، قامت الوحدات العسكرية باستهداف هذه التحركات، حيث اصابت الية عسكرية للمسلحين وعندما حاول من بداخلها الخروج منها للاختباء في المنطقة عاودت وحدات الجيش استهداف هؤلاء المسلحين ما ادى الى اصابة ومقتل عدد منهم.
واوضحت المصادران وحدات الجيش رصدت حصول اشتباكات عنيفة في المنطقة المقابلة وبخاصة في منطقة جرود رأس بعلبك ومحيطها بين المجموعات المسلحة.
الجيش يوقف الارهابي محمود احمد ابو عباس
على صعيد الانجازات الامنية للجيش اللبناني، فقد القت استخبارات الجيش اللبناني القبض على القيادي في كتائب عبدالله عزام محمود احمد ابو عباس من بلدة مجدل عنجر الذي كشف انه نقل السيارتين المفخختين من جرود عرسال وسلمهما الى الانتحاريين، حيث انفجرت السيارة الاولى في 20 حزيران 2014 في ضهر البيدر والثانية في 23 حزيران في الطيونة، كما انه أمّن مأوى للانتحاريين اللذين كانا يستقلان السيارتين المفخختين وكان يتلقى التوجيهات من سراج الدين زريقات القيادي في كتائب عبدالله عزام في جرود عرسال، وما زالت التحقيقات متواصلة لكشف المزيد من الخيوط.
ونفت مصادر أمنية ما تردّد عن علاقة للموقوف ابو عباس باغتيال الوزير السابق محمد شطح، ونفت هذه المعلومات جملة وتفصيلاً.
على صعيد آخر، قال الوزير علي حسن خليل ان تقارير أمنية كشفت ان كتائب عبدالله عزام كانت تراقب شخصيات سياسية، بينهم الرئيس نبيه بري.