في سياق التصعيد الاميركي ضد ايران، واتهامها بأنها دولة راعية للارهاب، وانها مسؤولة عن دماء الوف الجنود الاميركيين في لبنان وافغانستان والعراق، كان اللافت في اليومين الماضيين، تحرّك حاملة الطائرات النووية «جورج بوش» باتجاه شرق البحر الابيض المتوسط، مع عدد من القطع البحرية الأخرى ابرزها، طرّادان ومدمّرتان صاروخية، حيث من المتوقع ان تقصف الحاملة «جورج بوش» مواقع «داعش» في سوريا، لتنتقل بعدها المجموعة البحرية الضاربة الى الخليج العربي الذي يتمركز فيه الاسطول الاميركي الخامس، ومن هناك سيتمّ مجدداً قصف مواقع «داعش» في سوريا، وسيمتدّ الى العراق وربما الى اليمن لضرب مواقع الحوثيين، الذين يهاجمون السفن الحربية الاميركية «نيابة عن ايران» ويهددون الملاحة في مضيق باب المندب.
البيت الابيض على لسان مسؤوليه، يؤكدون ان التحرّك العسكري الاميركي، هدفه ضمان المصالح الاميركية في اوروبا، وكذلك مصالح دول حلف «الناتو»، ومصالح شركاء واشنطن في المنطقة، وحلفائها في التحالف الدولي ضد داعش، في المقابل وردّاً على المواقف الميركية «العدائية» ضد ايران، هدد قائد كبير في الحرس الثوري الايراني ان بلاده سوف «تستخدم الصواريخ ضد اعدائها» كما ان وكالة رويتر نقلت عن وكالة «تسنيم» الايرانية قول قائد القوى الجوية الفضائية الايرانية الجنرال امير علي حاج زادة، ان «صواريخنا ستسقط على رؤوس اعدائنا، اذا ارتكبوا اي هفوة» واغلب الظن ان المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وايران قد تنفجر فجأة، خصوصاً اذا انهى البيت الابيض دراسته حول الحرس الثوري الايراني واعتبره «جماعة ارهابية» وتعامل معه كما يتعامل مع تنظيم «داعش»، على اعتبار ان المسؤولين الاميركيين القريبين من الرئىس الاميركي دونالد ترامب، وفي مقدمهم مستشار الامن القومي مايكل فلين، يعتبرون ان «المجتمع الدولي كان متساهلاً جداً مع ايران» وان ادارة ترامب الجديدة لن تسلك هذا الخط، ومع ان المسؤولين الايرانيين يبدون مواقف متصلّبة واستعداداً للمواجهة، الا ان وزير خارجية ايران اعتبر ان بلاده «ستواجه اياماً صعبة».
روسيا المتخوّفة من تدهور العلاقات بين واشنطن وطهران، والوصول الى مواجهة عسكرية مفتوحة، قد تنغمس فيها دول كبرى وصغرى، يجري وزير خارجيتها اتصالات دائمة مع المسؤولين في البلدين داعياً اياهم الى ضبط النفس وعدم جرّ المنطقة الى ما لا تحمد عقباه.
*******
اين لبنان من هذا الوضع المأزوم المستجدّ، وهل ان شظايا الحرب الاميركية ـ الايرانية، ستطول لبنان ودولاً اخرى!؟
ديبلوماسيون اوروبيون، سنداً لتقارير مخابرات بلادهم، يخشون ان تحرّك ايران حلفاءها في لبنان وسوريا، واي دولة يملكون فيها نفوذاً وحلفاء، للقيام بعمليات عسكرية وامنية ضد المصالح الاميركية في هذه الدول، او ان يتمّ قصف دول صديقة لاميركا، مثل اسرائيل، والسعودية والبحرين، ويقال ان دولاً اجنبية صديقة للبنان، حذّرت المسؤولين اللبنانيين من مغبّة القيام باي عمل عسكري انطلاقاً من لبنان او من الحدود اللبنانية، لأن كلفته ستكون مرتفعة جداً، لا يستطيع لبنان تحمّلها، اقتصادياً ومالياً وسياسياً، وقد يدخل هذا العمل لبنان في الآتون المستعرّ في المنطقة.