عندما ذهب الوفد الاعلامي اللبناني، بدعوة من العلاقات الاعلامية في حزب الله، الى خط الانسحاب مع فلسطين المحتلة، كان ذلك بعلم قيادات منطقة الجيش اللبناني في الجنوب، وشارك في الوفد الاعلامي المعارضون والمؤيدون في الداخل السياسي من 8 و14 آذار، فقررت قيادة المنطقة العسكرية للجيش اللبناني في الجنوب ارسال دوريتين، من مخابرات الجنوب في الجيش اللبناني فتقدمت سيارة المخابرات الاولى الموكب الاعلامي وسارت السيارة الثانية لمخابرات الجيش خلف الوفد الاعلامي وكان كل ذلك تحت اشراف الجيش اللبناني الذي ابلغ قوات اليونيفيل الدولية، ان جولة اعلامية ليس فيها سلاح ولا مظاهر مسلحة ستتم تحت اشراف الجيش اللبناني، وستقوم بزيارة خط الانسحاب الازرق على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وهكذا جرى، فحصلت الزيارة الاعلامية، دون اي مظاهر مسلحة او اي سلاح او حمل اي سلاح من افراد الدائرة الاعلامية في حزب الله، ومر الموكب الاعلامي في منطقة اللبونة حيث كان العدو الاسرائيلي يخترق الحدود ويقيم كمينا لعناصره من الجيش الاسرائيلي ولم تكن تحتجّ اليونيفيل على ذلك، وشاهد اعضاء الوفد الاعلامي الدشم والاستعدادات الاسرائيلية لحرب محتملة يشنها العدو وشاهدوا نشر الاسرائيليين على خط الانسحاب لاسلحة هجومية بينما لا يوجد اي مراكز للمقاومين من الجهة اللبنانية، وقام الوفد الاعلامي بتصوير ما شاهد تلفزيونيا وبثه بشكل مباشر، فقامت الضجة في الداخل الاسرائيلي بأن المقاومة هدفها من الزيارة التحضير لعمليات في الجليل بفلسطين المحتلة، وسببت الزيارة ذعرا كبيرا داخل الكيان الصيهيوني وكيف تجرأ اعلام حزب الله على توجيه الدعوة لصحافيين لا يحملون الاّ الكاميرا والقلم على الحدود مع فلسطين المحتلة، ولذلك ضغطت اسرائيل على اميركا ودول اوروبية بسبب هذه الزيارة.
اثر ذلك قام رئيس الحكومة سعد الحريري بزيارة الحدود برفقة وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزف عون وهما على علم بأن الجيش اللبناني رافق الوفد الاعلامي وكانت جولة الوفد تحت اشراف الجيش اللبناني وبموافقتهما، وزار الوفد مقر اليونيفيل وقال الحريري «ان الحكومة مع 1701، ومصرة عليه، واضاف نحن كحكومة لا نقبل بالزيارة التي قامت بها الدائرة الاعلامية في حزب الله واعلن ان الاختلاف في العديد من الامور مع حزب الله داخل الحكومة لن يذهب بالامور الى مشكلة، والحكومة تستند الى البيان الوزاري بتأييدها للقرار 1701.
هنا السؤال القرار 1701 حدد خط الانسحاب الازرق للعدو الاسرائيلي الذي انسحب اليه، وحدد على ان الطائرات الاسرائيلية لا تقوم بخرق سيادة الاجواء اللبنانية، وحدّد ايضا ان البوارج الحربية الاسرائيلية لا تخرق المياه الاقليمية اللبنانية وحدّد ايضا بأن الجنود الاسرائيليين لا يقومون بخرق الخط الازرق والسيادة اللبنانية وما الذي حصل؟
اسرائيل رفضت الخضوع والانصياع وتنفيذ القرار 1701 عبر الخرق الجوي لطائراتها الحربية للاجواء اللبنانية وصرّح موردخاي غور نائب سلاح الجو الاسرائيلي «ان 1701، اذا انتهت اسرائيل من الوجود فستوقف خرقها للاجواء اللبنانية لان الاجواء اللبنانية هي اجواء اسرائيلية لطائراتنا وضمن ممر لطائراتنا كي نضرب سوريا، اضافة الى ان طائراتنا تقوم في لبنان بتصوير مراكز حزب الله ورصد تحركاته بالاضافة الى البنية التحتية اللبنانية لأنه اذا حصلت حرب تقوم اسرائيل بضرب هذه البنى» انتهى تصريح موردخاي غور نائب سلاح الجو الاسرائيلي سنة 2007 . واستمرت الطائرات الاسرائيلية بخرقها الاجواء اللبنانية وكل يوم يكتب ضباط اليونفيل عن خرق الاجواء اللبنانية من قبل اسرائيل الى مجلس الامن الذي يضع التقارير في الادراج، وكذلك تخرق البوارج الاسرائيلية سيادة المياه اللبنانية وتكتب قوات الطوارئ الدولية عن هذا الخرق، ثم يكتشف الجيش اللبناني ان الجيش الاسرائيلي خرق السيادة اللبنانية بدخولها للاراضي اللبنانية كما وضع اسلاكا هاتفية وآلات الكترونية تجسسية لتصوير ومراقبة السير في كل منطقة شمال الليطاني، ومع ذلك يكتب ضباط اليونيفيل عن هذا الخرق ويقوم الجيش اللبناني بتفكيك هذه المفخخات التفجيرية الناتجة عن خرق القرار. وهذه الاجراءات الاسرائيلية هي التي تشكل خرقا للقرار 1701 جوا وبرا وبحرا ورغم ذلك لا يصرّح احد من السياسيين اللبنانيين ولا يهتمون الى هذه الخروقات كأن لبنان مستباح امام البوارج والطائرات وآلات الجيش الاسرائيلي على ارضه.
السؤال من الذي يخرق القرار 1701 ؟ وفد اعلامي اعزل من السلاح بدعوة من العلاقات الاعلامية لحزب الله وهم عزل من السلاح والمظاهر المسلحة يمارسون السيادة على ارضهم، ام الذي يخرق القرار 1701 الطائرات الاسرائيلية والبوارج والقوات البرية وزراعة المفخخات؟ لماذا لا يجري الحديث عن خرق الطائرات الاسرائيلية للاجواء اللبنانية ولماذا يقبل اللبنانيون الاهانات الاسرائيلية ولا يطالبون مجلس الامن بتحمل مسؤولياته ؟ لماذا لا تتحرك الدولة اللبنانية وتدعو مجلس الامن لاصدار قرار برفض الخروقات الاسرائيلية؟
المشكلة الوحيدة هي ان لبنان يملك اضافة الى صمود شعبه وقوة جيشه قوة رادعة هي المقاومة ضد العدو الاسرائيلي، والجيش اللبناني محروم من امتلاك الطائرات وانظمة دفاع جوية ضد اسرائيل، وممنوع عليه الا ان يلعب دور الحفاظ على الامن الداخلي وكل سلاح متقدم ممنوع عليه كي تبقى اسرائيل تقوم بما تريد وتخرق السيادة اللبنانية.
ننتظر من المسؤولين اللبنانيين مراجعة مجلس الامن بشأن الخروقات والممارسات الاسرائيلية، ولا نرى ان الوفد الاعلامي الذي ذهب الى الخط الفاصل مع فلسطين المحتلة بإذن من قيادة الجيش اللبناني ومواكبته ومارس سيادته على ارض لبنانية مئة بالمئة خرق 1701، بل من يخرق 1701 هو الطائرات الاسرائيلية والبوارج الحربية المعادية وجنود العدو الاسرائيلي الذي يدخلون لوضع المفخخات واجهزة المراقبة.
آن الاوان لقول كلمة حق في هذا المجال والاصرار عليها وان من يريد معرفة الحقيقة عليه ان يتطلع الى الاجواء اللبنانية والمياه البحرية والاراضي المحاذية للجنوب ليعرف كيف تقوم اسرائيل يوميا بخرق هذه الاجواء.
الوفد الاعلامي اللبناني لم يخرق القرار 1701 بل الخرق جاء من العدو الاسرائيلي، ولقد اشرنا بالدلائل التي تثبت هذا الخرق من قبل العدو الاسرائيلي.