Site icon IMLebanon

«كسر جليد» في كليمنصو… اسرائيل تضرب دمشق والصواريخ في بيروت

ابراهيم ناصرالدين

خرجت الشاحنات من الطرقات «بسحر ساحر»، وكان يمكن تلافي هذه «المهزلة» بقرارات مسؤولة قبل وقوع «الكارثة، لكن من تسبب بالازمة وجد الحل لها. وفيما كشفت «المزايدة» حول السوق الحرة في مطار رفيق الحريري الدولي التي رست على شركة «باك» المشغّلة للسوق منذ سنوات عن هدر بقيمة 450 مليون دولار خسرتها الخزينة، لا يعرف احد اين ذهبت؟ ولمصلحة من؟ تكثفت الاتصالات السياسية في الساعات القليلة الماضية حول قانون الانتخابات، دون نتائج حاسمة، حيث لا يزال السباق بين قانون «تأهيلي» لا يزال مرفوضا من قبل الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، وقانون نسبي مع مجلس للشيوخ طرحه رئيس المجلس النيابي…

اللقاءات افتتحها الرئيس الحريري بزيارة قصر بعبدا، ثم استقبل مساء وزير المالية علي حسن خليل، فيما الابرز كان زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى كليمنصو مساء امس حيث التقى النائب وليد جنبلاط بحضور نجله تيمور، ووزير التربية مروان حمادة والنائب غازي العريضي… وكذلك التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بحضور الامينة العامة للحزب شانتال سركيس في معراب، النائبين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور، موفدين من النائب وليد جنبلاط..

اوساط مطلعة على ما يدور من نقاشات ابلغت ان الوزير باسيل زار النائب وليد جنبلاط بعد نصيحة من الرئيس الحريري الذي نقل الى بعبدا امس اجواء شديدة السلبية حول موقف كليمنصو من القانون التأهيلي، بعد ان نقل اليـه النائب وائل ابو فاعو «رسالة» واضحة الدلالات من جنبلاط وصف فيها القانون بانه مشروع «حرب اهلية»، معبرا له عن «استيائه» من موقفه حيال القانون، وتخليه عن تلازم موافقته على اي قانون مع موافقة الحزب التـقدمي الاشتراكي… وقد تبلغ الحريري من الرئيس نبيه بري خلال لقاء عين التينة انه يؤيد موقف جنبلاط الرافض للقانون التأهيلي، وسيكون معه حتى النهاية في موقفه هذا…

ووفقا لمعلومات فان زيارة الوزير باسيل لم تغير الكثير من المواقف، لكنها «كسرت» «الجليد» بين الطرفين، وبعد شرح باسيل لمختلف القوانين التي طرحت من قبل التيار الوطني الحر، وتأكيده ان «التأهيلي» هو «جسر» عبور لمرة واحدة نحو قانون «مثالي»، تحدث جنبلاط بصراحته المعهودة عن اسباب رفضه للقانون التأهيلي، شارحا الاضرار المباشرة على الوحدة الوطنية، وخصوصا على المصالحة في الجبل، واعتبر انه ليس في صدد المخاطرة بالانجازات التي تحققت بعد الزيارة التاريخية للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير من أجل قانون «متخلف» لن ينتج شيئا الا الانقسام والتباعد، مبديا انفتاحه على النسبية «العادلة»…

وعُلم ان الرئيس الحريري لم يغير رأيه ازاء القانون «التأهيلي» وأبلغ رئيس الجمهورية انه سيقف الى جانبه في اي قرار يتخذه، حتى لو كان خياره الذهاب الى اعتماد قانون الستين لتجنب الفراغ، لكن الجديد هذه المرة ان رئيس الحكومة فاتح الرئيس عون بما جرى خلال اللقاء الاخير مع الحاج حسين خليل والنائب علي حسن خليل والوزير جبران باسيل بحضور نادر الحريري، وتساءل عن اسباب رفض التيار الوطني الحر،عرض الرئيس بري الاخير القائم على قانون نسبي مع انشاء مجلس شيوخ طائفي، طالبا من الرئيس دراسة الامر بجدية خصوصا ان رئيس المجلس النيابي عرض التنازل عن صلاحيات تخصه لرئيس مجلس الشيوخ… دون أن يذكر ما هي هذه الصلاحيات أو الغوص في التفاصيل بل بقيت الأمور في العناوين العامة.

ووفقا للمعلومات، فان عرض الرئيس بري تقدم به الوزير علي حسن خليل خلال هذا اللقاء، وابلغ المجتمعين ان الرئيس بري جدي في هذا الطرح وليس في الامر مناورة لضرب مشاريع قوانين أخرى، لكن الوزير باسيل «فاجأ» الجميع باعلان رفضه للقانون وتمسك بالقانون «التأهيلي»، فتوجه اليه الحريري بالقول: «لماذا ترفض تضييع الفرصة» كيف ترفض عرضا مماثلا قد لا يتكرر، الرئيس بري يعرض التخلي عن صلاحيات لرئيس المجلس وهذه سابقة، انا لا اقبل ان اتخلى عن اي من صلاحيات رئيس الحكومة»…

 باسيل و«ثقة» حزب الله

وفي سياق متصل بالملف الانتخابي عُلم ان خيار العودة الى «الستين» سبق وطرحه رئيس الجمهورية على مسامع وفد حزب الله الذي زار بعبدا، خلال شرحه اسباب عدم حصول الفراغ، هذا الامر شكل يومها «صدمة» لدى الحزب الذي ترى اوساط مقربة منه انه من غير المفهوم كيف يمكن ان يحصل هذا «الصخب» في البلد لتعود الامور الى المربع الاول الذي سينتج تمديدا مقنعا، ويضر بصورة العهد…

ولفتت تلك الاوساط، الى ان اضرارا جانبية تسببت  بها النقاشات التي ادارها الوزير باسيل حول قوانين الانتخاب، وصلت الى حد مجاهرة احد مسؤولي الحزب الذي كان جزءا من حوار جرى حول قانون الانتخاب، انه شعر لاول مرة انه لا يتفاوض مع «حليف»، وهذا يتماشى مع انطباعات اخرى حول وجود فروقات واضحة ازاء اداء رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر…

لكن هل اهتزت «ثقة» الحزب بباسيل؟ سؤال تصعب الاجابة عليه بشكل تبسيطي، كما تقول تلك الاوساط، لكن ثمة اموراً جديدة كشفت عنها الحوارات الاخيرة وتحتاج الى قراءة معمقة، خصوصا الابعاد الطائفية في طروحات باسيل، ثمة الكثير من العمل المطلوب من قبل وزير الخارجية لتصحيح الخلل..

 اين صواريخ حزب الله؟

هل حزب الله من الغباء كي يعيد تخزين صواريخه الكاسرة للتوازن في المخازن نفسها في محيط مطار دمشق الدولي؟ وهل تحتاج تلك الصواريخ الى تخزين في منطقة غير آمنة، مع العلم ان بضعة كيلومترات تفصلها عن الحدود اللبنانية حيث يدا اسرائيل مغلولة؟ سؤلان طرحتهما اوساط مطلعة على الميدان السوري لتشير الى ان اسرائيل تكذب حين تقول انها استهدفت صواريخ حزب الله في سوريا..

وفي حديثها الى «الديار» تشير الى ان ما حصل هو جزء من الحرب النفسية التي تخوضها اسرائيل على الساحة السورية، فهذه الضربات جاءت خلال وجود وزير الامن الاسرائيلي افغدور ليبرمان في موسكو، ومن الواضح انها محاولة اسرائيلية لارسال «رسالة» الى حلفاء موسكو في سوريا وايران، وحزب الله، بان «الخطوط الحمراء» الروسية المفترضة امام التدخل العسكري الاميركي في سوريا، لا تشمل اسرائيل التي لا تزال تتمتع بهامش واسع للتحرك، وان كان تحت «سقف» عدم الاضرار بمصالح موسكو الاستراتيجية في المنطقة…

وتلفت تلك الاوساط الى ان مطار دمشق لم يشهد قبل الغارة اي حركة جوية لطائرات عسكرية اقلاعا او هبوطا، الا اذا كان حزب الله ينقل صواريخه عبر طائرات مدنية، وهذا امر يدرك الاسرائيليون استحالته، كما يأتي عدم تاأكيد كافة الجهات المعادية للنظام في سوريا من وسائل اعلام ومجموعات مسلحة وحتى اجهزة استخباراتية، عدم سقوط قتلى في هذه الغارات، عدم وجود حركة نقل شاحنات في المنطقة، وهذا يعني عدم وجود صواريخ «كاسرة للتوازن» في المستودعات، وكذلك يؤكد الامر عدم استهداف شحنة اسلحة لحظة وصولها الى المطار…

والسؤال المطروح بجدية هل ثمة من في اسرائيل ما يزال يعتقد ان حزب الله لم يملأ مخازنه من كافة انواع الاسلحة منذ حرب تموز2006 اي قبل نحو11عاما؟ ولزيادة الدقة في هذا السياق، تشير تلك الاوساط الى ان «الخطوط الحمراء» التي كانت مرسومة قبل الحرب في سوريا، وكانت دمشق ملتزمة بها، سقطت في العام 2012 بعد عام من اندلاع الاحداث…

اسرائيل تريد استعادة المبادرة في مواجهة حزب الله، وايران،  تقدم نفسها رأس حربة في نظام اقليمي يعمل على ترتيبه الاميركيون بمشاركة دول اقليمية في مقدمتها السعودية والاردن والامارات، وهي تحتاج الى استعراض القوة هذا للتذكير بأنها ما تزال قادرة على التحرك والمناورة فوق «رقعة الشطرنج» حيث يقوم اللاعبون بتحريك «الاحجار» لحجز مكان على «طاولة» التسوية السياسية وما يتبعها من ترتيبات امنية، وما يدل على وصول التوتر الى ذروته، عدم «هضم» اسرائيل للجولة الاعلامية التي نظمها حزب الله قبل ايام على المنطقة الحدودية في الجنوب، وترجم ذلك «بهجمة» دبلوماسية غربية دفعت رئيس الحكومة الى «ارتجال» جولة مماثلة لامتصاص الضغوط الهائلة التي مورست عليه… اسرائيل غير قادرة على الرد العسكري على حزب الله داخل الاراضي اللبنانية لانها تدرك ان لذلك اثماناً باهظة، تستخدم الاراضي السورية «صندوقة بريد» لايصال الرسائل، وهي تعلم جيدا ان الصواريخ «الكاسرة للتوازن» موجودة في مخازن المقاومة في لبنان وليست في سـوريا…