IMLebanon

عون : آمل بتأييد القوات ولن أكرّر الخطأ الذي حصل قبل 6 سنوات

عون : آمل بتأييد القوات ولن أكرّر الخطأ الذي حصل قبل 6 سنوات

لا يجوز مفاوضة التكفيريين ويجب مُحاسبة من سهّل احتجاز العسكريين

 

يبدو أن الحوار بين رئيس «كتلة التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يخطو خطوات سريعة بحسب مصادر متابعة للطرفين، وقد أكدت أن اللمسات الأخيرة على جدول الأعمال وموعد اللقاء سيحددان خلال اليومين المقبلين.

وأشارت المصادر الى ان الاجتماعات التمهيدية ستستأنف اليوم في اطار التحضير لهذا الحوار، وأكدت المصادر ان الاجواء ايجابية ومشجعة.

وفي هذا المجال، توجه العماد ميشال عون الى الدكتور سمير جعجع بالقول: «بحسب تجربتي بالحوار سابقاً أنا لا اخوّف ولا أخاف واواجهه بصدق لتفتح القلوب ونتوصل الى الحلول» وأعرب عن تفاؤله «من احتمال تصويت القوت لصالحي في الانتخابات الرئاسية ونوايانا جيدة وسنصل الى اتفاق لأن ارادتنا ونوايانا جيدة».

وقال في حديث الى تلفزيون «الجديد» عبر برنامج «الاسبوع في ساعة» «ان الدعوة الى الحوار جاءت من الحكيم ونحن قلنا له البيت مفتوح لك»، واكد «ان الجمهورية قبل الرئاسة والوضع المسيحي قبل الرئاسة، وشدد على اننا نريد رئيساً ذا صفة تمثيلية لدى اكثرية الشعب اللبناني، قادراً على معالجة ازمات النظام جميعها»، وقال: مررنا بتجربة سابقة وصوّتنا للرئىس السابق وكان الفشل الذريع، ولن نكرّر تجربة «صانع الملوك»، فالمؤمن لا يلدغ من الحجر مرتين، ولن أكرر الخطأ الذي حصل قبل 6 سنوات، واذا بقيت طريقة انتخاب الرئىس على حالها ستنتج رئىساً مرهوناً.

وعن علاقته بـ«تيار المستقبل» قال: الابواب مغلقة معه ولكن ليست مقفلة، اتصل بي الرئىس سعد الحريري وعايدني وتمنيت له العودة الى لبنان.

واكد ان ما يهدد لبنان حالياً هما «داعش» واسرائىل وعلاقتنا مع حزب الله علاقة وجودية لمواجهتهما.

وفي قضية العسكريين المخطوفين قال: نحن نعتبر ان اي وقف لاطلاق النار يتم من خلال قائد الجيش ولا نعرف من هي السلطة التي قالت لقائد الجيش بوقف اطلاق النار في عرسال وترك المسلحين يأخذون العسكريين كرهائن، ويجب محاسبة من سهّل احتجاز العسكريين، واكد ان ما حصل في عرسال هو نتيجة الاهمال المتمادي من السلطات.

وقال حذرت منذ البداية من التفاوض مع الخاطفين لانهم لا يحترمون قراراتهم، اما اليوم فهناك رهائن ويجب دفع ثمن كبير لتحريرهم.

ـ حوار حزب الله ـ المستقبل ـ

وفي موضوع الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل علم ان الجلسة الثانية بينهما ستعقد كما علمت «الديار» في نفس الوقت الذي عقدت فيه الجلسة الاولى اي في السادسة من مساء اليوم في عين التينة من دون حضور الرئيس نبيه بري ولكن بحضور معاونه علي حسن خليل واعضاء الوفدين.

وحسب المعلومات المتوافرة، فان الجلسة ستباشر بمناقشة جدول الاعمال حيث ينتظر ان يكون البند الاول للبحث والنقاش التوتر الشيعي ـ السني في البلاد، اما الخطوات المتوقعة ان تتخذ في هذا المجال، فهي متروكة للنقاش ويفترض ان يتوصلوا الى جملة امور منها ما يتعلق بالموضوع الاعلامي او التوجيهات في اطار تخفيف التوتر.

مصادر مواكبة للحوار قالت ان مسار الامور منذ انعقاد الجلسة الاولى يؤشر الى خروج جلسة اليوم بمقاربات مشتركة حول كيفية اطلاق جهد مشترك لتخفيف الاحتقان المذهبي والطائفي. اضافت ان ما صدر عن الفريقين في الاسبوعين الماضيين يظهر الرغبة المتبادلة في انجاح الحوار حيث يمكن وتنظيم الاختلاف السياسي حيث يكون من الصعب الوصول الى توافقات مشتركة.

واشارت المصادر الى ان تخفيف الاحتقان المذهبي يتوقع ان ينطلق من ثلاثة عناوين وهي: التزام قيادات الطرفين بعدم اثارة اية حساسيات طائفية، ممارسة مراقبة ذاتية على وسائل الاعلام من جانب كل من الطرفين، والعمل لان تكون خطب المساجد تحت سقف الاعتدال وعدم الاثارة المذهبية.

وعشية هذه الجلسة، اكد الرئيس نبيه بري ان تخفيف التوتر سيناقش بجدية وتعاون بين الطرفين، مثلما لمست ذلك منهم في الجلسة الاولى، وقال: ان هذا الحوار هدفه وطني وليس حواراً سنياً ـ شيعياً فقط.

وعما يُقال من البعض بانه ربما يؤدي الى اعادة احياء التحالف الرباعي قال بري: لا طبعاً، هذا غير وارد، فالبيان الذي صدر في الجلسة الاولى كان واضحاً ودقيقاً جداً في هذا المجال وقد اختيرت عباراته وكلماته بعناية، وبالتالي، فان المتحاورين يأخذون بعين الاعتبار كل الاطراف ومصلحة البلد.

وسئل عن حوار عون ـ جعجع قال انه ارتداد طبيعي ونحن شجعاه ونشجعه.

ـ العسكريون المخطوفون ـ

وفي قضية العسكريين المخطوفين تحدثت مصادر عليمة عن فتح قنوات شبه مباشرة بين خلية الازمة الحكومية والمجموعات المسلحة الخاطفة للعسكريين، واوضحت ان هذه الاتصالات دخلت مرحلة «الاخذ والرد» وبخاصة ما يتعلق بطلب المجموعات المسلحة اطلاق عدد من الموقوفين الارهابيين في مقابل كل عسكري مخطوف. اضافت ان عملية التواصل وتبادل الشروط تحمل بعض الايجابيات لاول مرة منذ فتح قنوات التواصل عبر الوسطاء. واوضحت ان خلية الازمة تبلغت من المسلحين لائحة بمجموعة من اسماء الموقوفين لاطلاقهم. وقالت ان خلية الازمة تدرس الموضوع، وما اذا كان يمكن السير باطلاق هؤلاء الموقوفين او البعض منهم، مشيرة الى أن هناك بعض الموقوفين يمكن ان يتم اطلاق سراحهم اذا اكتملت صفقة التبادل.

ـ الوضع الامني ـ

تتخوّف مراجع سياسية بعد تلقيها معلومات امنية عن عمليات انتقامية يقوم بها الارهابيون («داعش» و«النصرة») ضد المناطق الشيعية بعد المعارك التي سجلت في جرود فليطة بين الجيش السوري وحزب الله من جهة والارهابيين من جهة اخرى.

وتفيد التقارير الامنية عن وجود سيارتين مفخختين يجري البحث عنهما، مما ادى الى وضع خطة احترازية وانتشار عسكري ضمن مناطق الضاحية الجنوبية وغيرها من المناطق الشيعية او تلك الحاضنة لحزب الله.

ولفتت التقارير الامنية الى ان بعض السفارات المؤيدة لسوريا تلقت تحذيرات بوجوب اخذ الحيطة والحذر خوفاً من استهدافها، كما افادت هذه التقارير الى وجود خلايا تحوي مجموعات لبنانية وسورية وفلسطينية تتلقى اوامرها من المجموعات الارهابية، اضافة الى بيئة حاضنة لهؤلاء لدى بعض اللاجئين السوريين بين مناطق بقاعية وجنوبية تساعدهم مقابل مبالغ مالية خيالية.

وتقاطعت هذه المعلومات مع كلام لمصادر ديبلوماسية اكدت ان الارهابيين يتحضرون لشن غزوات جديدة على لبنان لضرب امنه واستقراره ليتسنى لهؤلاء التغلغل والتمدد والتوسع باتجاه لبنان الذي كان ولا يزال يشكل هدفاً اساسياً ضمن مخططات التوسع التي تضعها «الدولة الاسلامية في العراق والشام ـ داعش».

وشددت المصادر الديبلوماسية على ان معلومات استخباراتية تشير الى تحركات وتحضيرات للمسلحين الارهابيين على طول الحدود اللبنانية.

ـ المعارك في فليطا ـ

ماذا حصل في جرود القلمون؟

دارت معارك عنيفة ليل الجمعة ـ السبت بين المجموعات الارهابية من جهة والجيش السوري وحزب الله من جهة ثانية في التلال المحيطة ببلدة فليطا في جرود القلمون السورية والتي تتمركز فيها وحدات من الجيش السوري وحاولت مجموعات جبهة النصرة اختراق موقع عسكري عند نقطة تعرف باسم «المسروب» تقع بين فليطا وجرود عرسال شمال غرب فليطا حيث وقعت اشتباكات عنيفة مع الارهابيين التابعين لـ«جبهة النصرة» ونجح الجيش السوري وحزب الله في التصدي للارهابيين الذين حاولوا السيطرة على الموقع المذكور وتم احباط محاولتهم حيث تراجعوا بعد قتل العشرات منهم وخلال تراجعهم اطلقوا نداءات الاستغاثة.

وكانت المعارك قد عنفت عند الثامنة صباح السبت الماضي واستمرت حتى المساء بعد أن أوقع الجيش السوري وحزب الله العديد من الاصابات المباشرة في صفوف الارهابيين الذين بدوا في حالة تخبط جراء محاولاتهم كسر طوق الحصار المضروب حولهم للتمدد باتجاه فليطا وبعد القرى الحدودية اثر موجة الصقيع والثلوج التي تضرب الجبال

وقد حشدت «النصرة» مجموعات من عناصرها بقصد الوصول الى عرسال اللبنانية.

وادعت «جبهة النصرة» على حساب مراسل القلمون عبر «تويتر» أن عناصرها إقتحموا نقاط حزب الله والجيش السوري في جرود فليطا وأشارت إلى أن عناصرها تمكنوا من السيطرة على نقطة المسروب التابعة لحزب الله وأوردت صورة لمقاتليها من داخل تلك النقطة كما قالت وتظهر في هذه الصورة أيضاً جثة لم تعلن الجبهة ما إذا كانت لأحد عناصرها أو لأحد جنود الجيش السوري أو أحد عناصر حزب الله.

وحيال ذلك أكدت معلومات من مصادر ميدانية في القلمون أن الصورة التي نشرتها «جبهة النصرة» عبر حساب «مراسل القلمون»، والتي تظهر سيطرة عناصر النصرة على إحدى الدشم غير صحيحة، فالمنطقة الجبلية التي حصلت فيها الإشتباكات قرب بلدة فليطا مكسوة بالثلوج اليوم، كما أن الأحوال الجوية سيئة للغاية في المنطقة بعكس ما تظهره الصورة التي يرجح أن تكون قديمة تعود الى الهجمات التي شهدتها على بلدة عسال الورد في الأشهر الماضية، أو الهجوم الذي شهدته في جرود بلدة بريتال أواخر الصيف الماضي، كما أفاد بعض الناشطون أن هذه الصورة سبق وأن نشرت.

وفيما لم يعلق «حزب الله» على هذا الموضوع اعلنت وسائل اعلامية مقربة من الحزب ان «اشتباكات دارت بين «جبهة النصرة» من جهة، وبين الجيش السوري ومقاتلي «حزب الله» في جرود فليطا من جهة أخرى، حيث تمّ صد الهجوم الذي نفذه مسلحو «النصرة».

في المقابل زفت المقاومة الإسلامية ثلاثة شهداء وهم حمزة عمّار من بلدة الطيري وفضل فقيه من كفركلا وعلي بكري من صديقين مشيرة إلى أن هؤلاء سقطوا أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي في التصدي لمرتزقة الكفر والوهابية حسب مصادر مقربة من حزب الله.