IMLebanon

أيّ مُعادلة ستحكم لبنان وما هي ارتدادات معركة الجرود على الداخل ؟

حنا ايوب

اليوم ينتصر الجيش اللبناني لارواح شهدائه الابرار، اليوم يتقهقر تنظيم «داعش» تحت اقدام الافواج والالوية اللبنانية والمقاومون الذين سجلوا وسطروا ملاحم المجد والبطولة في وجه اشرس تنظيم ارهابي عرفه التاريخ الحديث.

نعم سقط تنظيم «داعش» سقوطاً مدوياً في وجه ضربات وقبضات الجيش اللبناني، حيث وفي معلومات خاصة بالديار ستعلن قيادة الجيش في مؤتمر صحافي بتمام الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم انتهاء المرحلة الثالثة والاخيرة من معركة «فجر الجرود» على ان تبقى قوة عسكرية لاستكمال عمليات تطهير الجرود من بقايا وفلول التنظيم الارهابي.

اذاً، النصر العسكري للجيش اللبناني يأتي بالتوازن مع تقدم الجيش السوري وحزب الله في القلمون الغربي واطباقهم على ما تبقى من مقاتلي التنظيم الارهابي داعش، مما يعني ان في غضون ايام ستصبح الحدود اللبنانية السورية امنة وخالية من اي تواجد ارهابي فعلي ما يطرح الاسئلة التالية على الصعيد السياسي: اي معادلة ستحكم لبنان بعد النصر المشترك للمقاومة والجيش اللبناني في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع؟ وما هي ارتدادات الانتصار على الداخل اللبناني؟

ان المعادلة التي تحكمت بالاستراتيجية العليا للدولة اللبنانية في السنوات الماضية اي معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي التي انتصرت على الارهاب في العام الحالي كما انتصرت على اسرائيل في صيف 2006 واصبحت راسخة في الوجدان الوطني اللبناني، اكثر من اي وقت مضى، اذ اثبتت الايام والتجربة ان تلاحم مكونات هذه المعادلة ضمن للبنان الحماية من الاخطار المحدقة به. وان انتصار الجيش اللبناني على «داعش» في الاراضي اللبنانية بالتلازم مع انتصارات المقامة والجيش العربي السوري على التنظيم في القلمون الغربي يؤكد مرة جديدة انتصار محور الممانعة في لبنان على المحور السعودي وهذا ما يثبت ان معادلة جيش وشعب ومقاومة هي المعادلة الثابتة والمستمرة.

اما عن ارتدادات الانتصار المشترك في الجرود على الداخل اللبناني، فمن المتوقع ان يتواصل ويتصاعد الجدال الحالي حول سلاح المقاومة بين مؤيد ومعارض، خصوصاً مع اصرار فريق 14 آذار على رؤية نصف المشهد العسكري اي معركة  رأس بعلبك والقاع دون الاخذ بعين الاعتبار معركة جرود عرسال والمعارك السابقة التي خاضها حزب الله على الحدود اللبنانية – السورية والتي تعتبر ايضاً انتصاراً مهد للحسم النهائي على الارهابيين.

ان انتصار حزب الله على الارهاب سابقاً مصحوباً بالانتصار الاتي سيعطي الحزب حجماً سياسياً اكبر على الساحة اللبنانية وسيترجم هذا الدور عبر اتخاذ العلاقات اللبنانية – السورية منحى ومرحلة جديدة على كافة الاصعدة بما فيها العسكرية. كما انه سيزداد التنسيق الرسمي مع دمشق وليس من المتسبعد رؤية وفود وزارية ونيابية تزور دمشق وتلتقي الرئيس السوري بشار الاسد، هذا ما قد يعقد المشهد السياسي، الا ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيلعب دوره الجامع والضابط للعبة السياسية في البلاد لما يتمتع به من احترام وانفتاح على كافة الاطراف اللبنانية خصوصاً بعد وصوله الى قصر بعبدا، حيث ابدى كل  تجاوب وتعاون مع الجهات السياسية بمن فيهم خصوم الامس.

 معركة فجر الجرود

ميدانياً، لليوم الثاني على التوالي من معركة فجر الجرود، اكد مصدر عسكري للديار ان الجيش امسك بخط التلال باستثناء تلال الكف وسيطر على ما يقارب الـ80كلم2، حيث تمكن من تقسيم وفصل منطقة سيطرة «داعش» الى مساحتين لا يتعدى مجموعها الـ40 كلم2، وتعد هذه المرحلة اساسية لاحراز النصر على التنظيم عبر فصل قواته للانقضاض عليها في المرحلة الثالثة والاخيرة. غير ان المصدر العسكري اعتبر ان المرحلة الاخيرة ستشهد معارك ضارية لانه لن يكون للارهابيين سبيلاً للهرب.

كما اشار المصدر العسكري ان الجيش عمل ليلاً على نقل الدبابات والمدافع الى الجبهة وتحصين المراكز المحررة لكي يستعد للهجوم صباح اليوم من خلال وحدات قتالية تستعمل الـATV (آليات رباعية الدفع) والمشاة من فوج المجوقل والتدخل الاول يليهما القوة الضاربة في مديرية المخابرات ومجموعات من فوج المكافحة للعمليات الخاصة واللواء السادس الذي يتمركز في النقاط المحررة ويحصنها.

 معركة القلمون الغربي

هذا وواصل الجيش العربي السوري والمقاومة تقدّمهم في جرود القلمون الغربي، في اليوم الثاني من عملية «وإن عدتم عدنا». وأحرزت القوات، تقدّماً كبيراً في المحاور الثلاثة، عقب المواجهات العنيفة ضد مسلحي تنظيم «داعش»، أسفرت عن مقتل وجرح عددٍ منهم.

وفي المحور الجنوبي، سيطرت القوات على قرنة شعبة القاضي، وقرنة مد محبس، وقرنة تم الزمراني، وواطيات الزمراني، وخربة قر علي.

أما في المحور الشرقي، فقد بسط المهاجمون سيطرتهم على دوّار الشقيع، وسن ميري الجنوبي، وجبل سن فيخا، ومرتفع حرف الموصل، ومعبر فيخا، ما منح القوات الإشراف الناري الكامل على معبر ميرا.

وإلى المحور الشمالي، حُرّرت كُلّ من شعبة بيت سليم، وحرف الجفر، وشعبة الزويتينة الغربية، وقرنة الزويتينة، ومرتفع شعبة الصهريج، ومرتفع شعبة شنشارة.

بدوره، استهدف طيران الجيش السوري ، مواقع إرهابيي «داعش» عند معبري مرطبية والروميات، في جرود القلمون الغربي.

 الرئيس عون يتفقد العسكريين

على صعيد اخر، تفقد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس الجرحى العسكريين الذين اصيبوا في عملية «فجر الجرود» التي خاضها الجيش ضد تنظيم «داعش» الارهابي، واطلع على اوضاعهم واطمأن على صحتهم ، واستمع منهم الى ظروف اصابتهم، وتوجه اليهم قائلاً: «لم تفاجئني معنوياتكم حين تمنيتم ان تشفوا سريعا لتعودوا الى الجبهة ، فهذا هو جيشنا، وهؤلاء هم ابطالنا».

جولة قائد الجيش

كما تفقد قائد الجيش العماد جوزاف عون الوحدات العسكرية في مناطق رأس بعلبك والقاع، حيث زار غرفة عمليات الجبهة واطلع على سير العمليات العسكرية. ثم جال في المراكز التي تمّ تحريرها من «داعش» الارهابي.

كما اعطى الضباط والعسكريين التوجيهات اللازمة.