Site icon IMLebanon

المولوي هرب أم تمّ تهريبه ؟ «ضاحيتي أجمل» مستمرة ولن تتوقف

المولوي هرب أم تمّ تهريبه ؟ «ضاحيتي أجمل» مستمرة ولن تتوقف
بن سلمان لا يريد «حزب الله» في اليمن ومصادر تردّ : «صح النوم»
ابراهيم ناصرالدين
«الميوعة» السياسية التي سبقت إقرار قانون الانتخابات التشريعية تستعيد زخمها من جديد في ظل عملية التسويف المستمرة في مجلس الوزراء، وفي اللجنة الخاصة لدراسة قانون الانتخابات التي تعقد جلسة جديدة اليوم وسط استمرار الخلاف حول مسألتي تسجيل الناخبين المسبق، والبطاقة البيومترية، وقد وصفت مصادر وزارية ما يجري بأنه جدل «بيزنطي» على «جنس الملائكة» متهمة بعض الاطراف بممارسة «لعبة» الضغط بعامل الوقت لتمرير تعديلات «مبتكرة» لتدارك الحسابات الخاطئة، ولكن هذا الامر لم يعد واردا على الاطلاق…
وفيما بدأت تطرح علامات استفهام واسئلة حول «التهريب» الممنهج للارهابيين من مخيم عين الحلوة وآخرهم بالامس المطلوب شادي المولوي، عاد وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان الى هوايته المعتادة في التغريد متوعدا «حزب الله» «بالويل والثبور وعظائم الامور» وسط مناخات دولية ضاغطة تؤشر الى وجود «غيوم سوداء» داكنة في سماء واشنطن تقترب من الساحة اللبنانية عبر الحدود الفلسطينية، وهي ستطرح على لبنان تحديات من النوع غير المألوف في الاسابيع القليلة المقبلة..
وفي هذا السياق نقلت شخصيات لبنانية زارت واشنطن قبل ايام كلاما اميركيا عالي النبرة في ظل مؤشرات عن مرحلة تشبه ما قبل اتفاق اوسلو، مرجحة وجود اتصالات «سرية» بعيدة عن الاضواء تجري راهنا لتمرير «صفقة القرن» الاميركية، ووفقا لما نقله هؤلاء عن مسؤول اميركي رفيع المستوى يستعد الرئيس الاميركي دونالد ترامب لطرح خطة سياسية شاملة على الطاولة أمام الاسرائيليين والفلسطينيين والعرب قبل نهاية كانون الأول 2017… وبحسب تعبيره فإن طرحه سيكون بمثابة «هزة أرضية» سياسية في المنطقة، فترامب سيقود خطوة لتطبيع العلاقات بين دول الخليج واسرائيل، عبر اغراء الاسرائيليين بقفزة اقتصادية ودبلوماسية نوعية، والضغط على رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بقبول العرب بالتطبيع لدفعه الى اتخاذ قرارات لا تلبي طموحات الشعب الفلسطيني.
واغتنم المسؤول الاميركي القريب من دوائر القرار في البيت الابيض لقاءه مع «زوار» واشنطن ليسأل عما سيكون عليه موقف الدولة اللبنانية من هذا التطور الاستراتيجي في المنطقة؟ وابلغهم ان واشنطن لن تقبل الحياد فيما يعتبره الرئيس دونالد ترامب انجازه الاهم في عهده على طريق تطويق ايران؟ فخطة السلام سترتكزعلى تعميق العلاقات مع الدول المعتدلة في الشرق الأوسط وفي مقدمتها السعودية؟ ولن يسمح للبنان ان يبقى «خارج السرب»؟ فهل ستتمكن الحكومة اللبنانية من تجاوز هذا الاستحقاق؟ سئل المسؤول الاميركي، الذي أصر على معرفة كيفية حل التباين على أرض الواقع بين حلفاء ايران والسعودية على الساحة اللبنانية؟ والملفت انه لم يكن مهتما بمعرفة متى ينسحب حزب الله من سوريا، بل ماذا سيفعل عندما سيعود الى لبنان؟ طبعا لم تكن لدى تلك الشخصيات اللبنانية أجوبة قاطعة على اسئلة المسؤول الاميركي لكنهم فهموا منه ان الرئيس ترامب لا ينوي الدخول في مفاوضات مع احد والاجواء السائدة في واشنطن تفيد بأن ثمنا باهظا سيدفعه اولئك الذين يهددون الأمن القومي الأميركي ويهددون حلفاء الولايات المتحدة…
وفي هذا الاطار تأتي الإجراءات المتسارعة التي يقودها ترامب لصالح اسرائيل مؤخرا، من محاصرة «حزب الله» ماليا، وقرار الانسحاب من اليونسكو، ومن ثم خطواته بشأن الاتفاق النووي الايراني. وفي هذا السياق، وبعد ساعات على فرض عقوبات جديدة على حزب الله صوت مجلس النواب الأميركي امس على تشريع جديد ينص على فرض عقوبات اضافية على برنامج الصواريخ البالستية في إيران ولكنه لم يستهدف الاتفاق النووي…

«مواكبة» سعودية

ومواكبة للتصعيد الاميركي، وفي ما يبدو تمهيدا للمرحلة المقبلة، غرد ثامر السبهان مجددا بالامس ضد «حزب الله» وقال «للجم حزب الميليشيا الارهابي» يجب معاقبة من يعمل ويتعاون معه سياسيا واقتصاديا واعلاميا والعمل جاد على تقليمه داخليا وخارجيا ومواجهته بالقوة. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد سبق وزيره بالامس بالقول ان حرب المملكة في اليمن ستستمرّ لمنع حركة الحوثيين المسلّحة من التحوّل إلى جماعة «حزب الله» أخرى على الحدود الجنوبيّة للسعوديّة. وأضاف «سنستمرّ إلى أن نتأكّد أنّه لن يتكرّر هناك «حزب الله»، لأنّ اليمن أشدّ خطورة من لبنان». واكتفى مسؤول مقرب من حزب الله بالتعليق على كلامه بالقول «صح النوم»…

فرار المولوي …

وبعد ساعات على عودته من دمشق مستأنفاً مهمة التنسيق الامني مع السلطات السورية، «فتح» مدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم «نافذة» لقناة اتصال محتملة مع الدولة السورية في ملف اللاجئين السوريين باعلانه انه مستعد للقيام بهذه المهمة اذا ما كلف بها رسميا، وهذا ما اعتبرته اوساط وزارية مطلعة تمهيدا لمرحلة جديدة لتسريع وضع الآليات الضرورية لمعالجة هذه الازمة، وهو ما تعمل عليه دوائر بعبدا… لكن الاهم في كلام ابراهيم بالامس هو تأكيده مغادرة «الارهابي» المطلوب شادي المولوي لمخيم عين الحلوة.
وفي هذا السياق، أكدت اوساط مطلعة على هذا الملف ان المولوي «غادر» المخيم قبل نحو اسبوعين برفقة 4 مطلوبين آخرين، ومنهم من هو متورط مع مجموعة الشيخ احمد الاسير، ويرجح وصولهم الى محافظة ادلب في سوريا حيث التحقوا بـ «هيئة تحرير الشام».. هذا التطور يفتح باب التساؤلات حيال عملية هروبه من المخيم اولا، وكيفية «تسلله» عبر الاراضي اللبنانية الى مناطق المعارضة السورية ثانيا، اذا ما تأكد وصوله الى ادلب! فهل فر المولوي ام تمّ تهريبه في اطار تسوية شاملة لترتيب اوضاع مخيم عين الحلوة؟ واذا كان حزب الله قد رفض سابقا، وكذلك جهاز الامن العام عقد صفقة مماثلة عشية التفاوض مع جبهة النصرة في جرود عرسال، فكيف حصل هذا الامر الان؟ ومن هي الجهات «المتورطة» في هذه العملية التي سبقها «فرار» عدد آخر من المطلوبين قبل اسابيع..اسئلة تحتاج الى مزيد من الوقت كي تتبلور حقيقتها لكن من الواضح بحسب تلك الاوساط، ان شيئاً ما يحصل من «تحت الطاولة» وسيتظهر قريبا…

«ضاحيتي اجمل» مستمرة…

وفي سياق آخر، وبعد تأكيد كتلة الوفاء للمقاومة ان مطلب «الضاحية» هو تطبيق القانون، ودعوتها لاوسع تعاون مع الاجراءات المتخذة، واستهجانها للتوظيف السياسي والاعلامي لما حصل في حي السلم، أكدت اوساط نيابية معنية بهذا الملف ان القرار لا يزال حاسما لدى حزب الله بعدم التراجع عن دعم الاجراءات المتخذة في الضاحية الجنوبية لبيروت لازالة كافة التعديات وقمع المخالفات، ولا «خيمة» فوق رأس احد بعد اليوم، اما محاولة التوظيف السياسي لما حصل في حي السلم فقد زادت من قناعة الحزب بصوابية قراره الذي سينعكس ايجابا في نهاية المطاف على «مجتمع المقاومة» الذي عانى لسنوات طويلة من تخلي الدولة عن مسؤولياتها.. ولفتت تلك الاوساط الى انه بعد اسابيع من بداية تطبيق «ضاحيتي اجمل» تم  التعامل مع نحو 5000مخالفة متنوعة، وتم توقيف نحو مئتي مطلوب، 50 منهم خلال الساعات القليلة الماضية، الخطة مستمرة  ولن تتوقف بل سيجري تفعيلها، اما الحملات الاعلامية المشبوهة فبات واضحا الجهات التي تقف وراءها، «وسيبنى على الشيء مقتضاه» في الوقت المناسب.

الحكومة بين «التفخيخ والسويف»

في غضون ذلك ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر امس  في السراي الحكومي جلسة مجلس الوزراء العادية، والتي تضمن جدول أعمالها 45 بندا، وعلى عكس التصريحات التي سبقتها ساد الهدوء في الجلسة التي اقرت البند الاول المتعلق بملف التلزيم العائد لمناقصة التفكك الحراري وتحويل النفايات الى طاقة، ومدد مجلس الوزراء اربعة اشهر لاعطاء داتا الاتصالات كاملة للاجهزة الامنية.. كما تم  تكليف مجلس الانماء والاعمار اعداد دراسة وارسالها خلال 15 يوما من اجل توسعة المطامر.. وقد استمر الخلاف حول ملف الانتخابات، وتعقد لجنة قانون الانتخابات جلسة جديدة اليوم للبحث في التسجيل المسبق والبطاقة البيومترية.. وقبيل انعقاد الجلسة، رأى وزير الداخلية نهاد المشنوق أن «الانتخابات مسألة وطنية «بتستاهل انه الواحد ينتظر» قليلا والانتخابات حاصلة». من جهته، قال رئيس وزير المهجرين طلال أرسلان إن «تفخيخ قانون الانتخابات مقصود والتسويف في الاجتماعات مقصود من قبل الجميع». بدوره، اعتبر وزير المال علي حسن خليل أنه «ما بتظبط» الانتخابات من دون التسجيل المسبق». كما أكّد وزير الاشغال العامة والنقل يوسـف فنيانوس أننا «مع التسجيل المسبق».