اجتمع مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة وركز وزيرا الخارجية السعودي والبحريني على الهجوم على ايران والتدخل في الدول العربية، فيما سعت دول عربية أخرى الى التهدئة في البيان الختامي.
وقد جاء في البيان الختامي الذي أصدره وزراء خارجية العرب إدانة لإيران واتهامها بدعم منظمات إرهابية داخل دول عربية، ووصف البيان حزب الله بأنه حزب إرهابي.
وعندها اعترض المندوب اللبناني السفير انطوان عزام على الفقرات التي تصف حزب الله بالارهابي، معتبرا ان هنالك فرق بين المقاومة والإرهاب وان حزب الله يشترك في الحكومة اللبنانية وهو ليس حزب إرهابي.
وجاء اعتراض لبنان على البيان في شأن وصف حزب الله بالارهابي مناقضا الموقف السعودي ودول الخليج والدول العربية.
وبذلك، يكون موقف لبنان الرسمي، وفق تعليمات الوزير جبران باسيل الى المندوب اللبناني في القاهرة ضد الموقف السعودي والخليج من حزب الله، ورفض لبنان تسمية حزب الله بأنه حزب إرهابي.
والسؤال الآن هو، ماذا سيكون موقف السعودية، وما هو موقف الرئيس سعد الحريري المستقيل، والجواب يأتي الأسبوع القادم.
سليماني في مدينة البو كمال
وفي الوقت الذي أدان فيه مؤتمر وزراء خارجية دول عربية تدخل ايران كان اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني يعلن من سوريا تحرير مدينة البو كمال الاستراتيجية على الحدود السورية – العراقية من كامل عناصر «داعش».
وظهرت المفارقة واضحة، قائد فيلق القدس الإيراني يعلن انهاء داعش وضربها الضربة القاضية وتحرير مدينة البو كمال السورية. فيما وزراء الخارجية العرب في بيانهم الختامي اعلنوا ادانة ايران لتدخلها في سوريا وبقية الدول العربية.
وكان عقد وزراء الخارجية العرب، اجتماعاً طارئاً بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، تحت عنوان سبل التصدي للتدخلات الايرانية في المنطقة. ويأتي هذا الاجتماع الطارئ بناء على طلب سعودي، أيدته كل من الإمارات والبحرين والكويت.
وفي السياق، أعلن الأمين لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن «اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أدان التدخلات الإيرانية، مشيراً إلى أن الخطوة المقبلة قد تكون لجوء الجامعة لمجلس الأمن «لمواجهة التدخلات الإيرانية»، مشيراً إلى أن الدول العربية «لن تعلن الحرب على إيران في المرحلة الحالية وأن الهدف هو مناشدة الدول وإدانة تصرّفاتها».
وأشار أبو الغيط إلى «أن الصواريخ التي تستهدف دولاً عربية صُنعت في إيران» لافتاً إلى أن المجلس الوزاري العربي لم يتخذ قراراً بعد باللجوء إلى مجلس الأمن بل قرر أحاطته علماً ببعض المواقف العربية»، مضيفا «أن الدول العربية وافقت على البيان ما عدا لبنان الذي تحفظ بشأن الفقرات المتعلّقة بحزب الله». ولفت الى «إن الدول العربية لن تعلن الحرب على إيران في المرحلة الحالية»، معتبراً أن الهدف هو مـناشدة الدول وإدانة تصرّفاتها.
اعتراض لبنان
وفي المقابل، اعترض لبنان على ذكر حزب الله ووصفه بالإرهابي في البيان الختامي، مع الاشارة إلى وجود الحزب في الحكومة، كما تضامن العراق مع لبنان في اعتراضه على ذكر حزب الله وتوصيفه بالإرهابي.
وكانت الجلسة العلنية لوزراء خارجية الدول العربية في القاهرة التي دعت إليها السعودية انتهت وعقدت جلسة مغلقة.
بدوره، قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير في كلمة له خلال الجلسة إن الاستجابة لحضور هذه الجلسة يدلّ على استشعار للمخاطر الصاروخية لإيران على حد تعبيره.
واعتبر أن «الصاروخ البالستي الأخير الذي استهدف الرياض يعكس الاعتداءات الإيرانية عبر جماعة أنصار الله اليمنية، مطالباً «بتحمّل المسؤولية القومية للتصدّي للسياسات العدوانية الإيرانية»، مضيفا أن الممارسات الإيرانية العدوانية جعلت المجتمع الدولي يصنّف إيران بالدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم بحسب قوله، متّهماً الإيرانيين «بانتهاج سياسة اغتيال الدبلوماسيين وخلق عملاء لهم في المنطقة».
ودعا الجبير إلى اتخاذ «قرار صارخ للتصدي للانتهاكات الإيرانية للأمن القومي العربي».
من جهته، وصف وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة حزب الله «بالإرهابي»، متهماً إيران بأن «لها أذرع في المنطقة أهمها حزب الله الموجود في بلدان عدة»، كما قال.
ورأى آل خليفة أن ارتباط بلاده بالأسطول البحري الأميركي يحقق نتائح أكثر من العمل العربي المشترك، مضيفاً أن «المسألة ليس استهدافاً لأحد، بل نحن من نتعرّض للاستهداف ونريد التصدّي له بالعمل المشترك».
كلمة لبنان
وقد اكد المندوب الدائم المناوب لدى جامعة الدول العربية انطوان عزام ممثل لبنان بتكليف من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، موقف لبنان الرسمي التمسك بالنأي بلبنان، ورفض التدخل في شؤون الدول الاخرى، ورفض تدخل اي دولة في شؤونه، كما ان لبنان يدين ايّ اعتداء على ايّ دولة عربية، كما يرفض توصيف حزب الله بـ«الارهابي» لانه مكون اساسي من الشعب اللبناني.
ومما جاء في كلمة عزام: تمسّك لبنان بـ «المعادلة المتوازنة» القاضية بتحصين ساحته الداخلية «من خلال اطلاق مسار حكومي هادف كضمانة لتماسك الكيان ضمن مؤسسات الدولة وبما يحفظ السلم الأهلي»، توازيا «مع القيام بكل ما يمكن لتقوية علاقات لبنان مع أشقائه العرب واتخاذ الموقف الواضح من كافة القضايا التي تحظى بالاجماع العربي دون المس بوحدتنا الداخلية».
وقال: وبالاستناد الى موقف لبنان المبدئي القاضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بالابتعاد عن كل ما يمكن أن ينقل التوتر الى ساحته الداخلية، ملتزما النأي بنفسه لعدم قدرته على التأثير ايجابا في الصراعات الدائرة من حوله، مكتفيا بتحمل الأعباء الانسانية الناجمة عن تحوله الى بلد نزوح بامتياز.
اضاف: نجدّد تمسك لبنان بهذه المعادلة المتوازنة ولنعرب لأشقائنا العرب عن ادانتنا لكل ما طاولهم من اعتداء على صفو أمنهم، وعن تضامننا الكامل معهم بكل ما يمس أمن واستقرار بلادهم، اذ ما يمسهم يمسنا قبلهم، كيف لا والمواطنون اللبنانيون يعيشون في تلك الدول الشقيقة في بلادهم الثانية، ويساهمون تحت سقف قوانينها وأنظمتها بنهضتها وتطورها والتي بات استقرارها ونموها صنوا لأمنهم ورخائهم. كيف لا وقد اضطلعت هذه الدول بدور الراعي والداعم الأول لاقتصاد لبنان واعادة اعماره، وبالتالي فاننا نبقى على يقين بأن من ساهم بلا حدود في ترسيخ السلم الأهلي في لبنان يستحيل عليه إلا وأن يتفهم مقتضيات الوفاق الوطني ومستلزمات العيش المشترك فيه.
اضاف: الجمهورية اللبنانية لن تبخل، ضمن الحدود الضاغطة لامكاناتها وللهوامش المتاحة لقدرتها على التأثير، في توفير شتى أنواع التضامن والدعم لأي دولة عربية تحدق بها الأخطار والتهديدات، معولين على استمرار دعم الأشقاء العرب للبنان الذي لا ضمانة له وللعرب معا خارج سيادة وكرامة واستقلال مؤسساته.
وتابع: يبقى لنا أن نقول حول مسألة كيفية التصدي للتدخلات الخارجية في الدول العربية من أي جهة غير عربية كانت، بأن المسؤول عن نفاذ شتى أنواع التدخل الخارجي في شؤون دولنا العربية، هو التراجع في منظومة الأمن القومي العربي جراء التباعد والانقسام، هو الفراغ الذي لا تتردد أي من القوى الاقليمية والعالمية في العمل على استغلاله وملئه وفقا لمصالحها، هي الانقسامات الداخلية ضمن البلد الواحد وصولا الى الحروب الأهلية الدامية، هو ضعف مؤسسات الدولة وتراجع سلطتها وهيبتها واضمحلال قدرتها على الدفاع عن سيادتها في وجه التدخلات الخارجية والاحتلالات. وبالتالي فان آخر ما يجب أن تكون عليه كيفية التصدي لتلك التدخلات هو المزيد من التباعد والانقسام بين الأشقاء العرب والمزيد من الاضعاف لمؤسسات الدولة والمزيد من الاذكاء للتوترات الداخلية وتعريض السلم الأهلي للخطر، حيث لا يستفيد عندها سوى الاستباحات الخارجية لوطننا العربي.
وختم: لا خلاص لنا الا بالتفهم بين بلداننا العربية وبتعزيز الأمن القومي العربي وبتطوير البناء المؤسساتي لدولنا.
وبعد صدور البيان الختامي، اجرى الوزير باسيل سلسلة اتصالات بنظرائه العرب لشرح موقف لبنان من البيان الختامي من بينهم وزراء خارجية 3 دول خليجية، فضلا عن وزراء خارجية كل من مصر، تونس، الاردن، العراق والجزائر.
ايران: السعودية تغذي الارهابيين
من جهة اخرى، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن «السعودية تدعم الإرهابيين»، معتبرا ان «اتهامات المملكة الموجهة لإيران تثير السخرية».
وقال ظريف، في تغريدة نشرها أمس على حسابه في موقع «تويتر»: «نعمل مع شركائنا الأتراك والروس على تطوير نظام وقف إطلاق النار، الذي حققناه في سوريا وإعداد حوار شامل بين السوريين».
وأضاف ظريف: «الأمر الذي يثير السخرية يكمن في أن المملكة العربية السعودية تتهم إيران بزعــزعة الاستقرار في الوقت الذي تغذي بنفسها الإرهابيين وتشن حربا ضد اليمن وتحاصر قطر وتشعل نيران الأزمة في لبنان».
الجيش السوري يحرر بالكامل مدينة البوكمال
الى ذلك أعلن «الإعلام الحربي المركزي» السوري ومصادر ميدانية أن القوات السورية الحكومية حررت أمس الأحد بالكامل مدينة البوكمال في محافظة دير الزور شرق سوريا من قبضة تنظيم «داعش».
وقال «الإعلام الحربي المركزي» في تغريدة نشرها امس على حسابه في «تويتر»: «الجيش السوري وحلفاؤه يحررون مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي بشكل كامل».
وشدد في هذا السياق على أن «الجيش السوري وحلفاءه قد طردوا داعش من آخر معقل له على الأراضي السورية».
بدوره، أكد قائد ميداني سوري في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية تحقيق هذا التقدم المهم، موضحا: «الجيش السوري قضى على فلول مسلحي تنظيم داعش الذين تسللوا إلى مدينة البوكمال بإسناد من طائرات التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية التي وفرت غطاء لهم مكنهم من العودة إلى البوكمال بعد يومين من إعلان الجيش السوري رسميا استعادة المدينة».
وأشار القائد العسكري إلى أن وحدات الهندسة تقوم حاليا بعمليات التمشيط لتفكيك العبوات الناسفة والمفخخات والألغام التي خلفها مسلحو «داعش» داخل البوكمال.