Site icon IMLebanon

علاقة الحريري ــ جعجع على المحكّ : مُطالبة بتوضيح لدور الحكيم في السعوديّة

علاقة الحريري ــ جعجع على المحكّ : مُطالبة بتوضيح لدور الحكيم في السعوديّة
مصادر معراب : سكوت المستقبل عن الإساءة للقوات ورئيسها خطيئة لا تغتفر
رغم انحسار ازمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري بعد «تريثه» في الاستقالة ، تدخل البلاد اليوم رسمياً المرحـلة الثانية من معالجة تداعيات الازمة مع انطلاق مشاورات رئاسية يجريها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون طوال اليوم في بعبدا مع جميع القوى الممثلة حكومياً اضافة الى حزب الكتائب، ثم من المتوقع ان يلتقي مساء كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري.
واشارت اوساط بعبدا الى ان المشاورات سترسم معالم المرحلة المقبلة وتوجهاتها، كما اكدت المصادر ان الرئيس عون سيبحث ايضا مع الاطراف التي سيلتقيها سبل تحصين الاستقرار واستمرار التسوية.
في السياق ذاته، اشار رئيس مجلس النواب نبيه بـري الـى ان الاتفاق على المرحلة القادمة اصبح شبه منجز وان البلاد على الطريق الصحيح. كذلك اعتبرت اوساط قريبة من حزب الله ان لا داعي لتعديل التسوية كون الحزب اعلن على لسان امينه العام السيد حسن نصرالله ان الحـرب في العـراق انتـهت وليس لدينا قوات عسكرية بل كوادر وقادة وخبراء وبات انسحابنا قريبا بعدما انتهت الحرب هناك، اضافة انه ذكر ان سوريا انتصرت واصبحت الحرب شبه منتهية.
الحريري : حلّ سلاح حزب الله اقليمي وليس داخلياً
ماذا قال رئيس الحكومة سعد الحريري عن سلاح حزب الله؟ فقد اشار الى «انه ليس لحزب الله القدرة على ادارة البلد، وقوته تأتي من السلاح المموّل ايرانياً»، ولفت الى «ان الحل بالنسبة لسلاح حزب الله هو حلّ اقليمي وليس داخلياً ونحن لا يمكننا فعل شيء بهذا الخصوص».
بري: الاتفاق شبه منجز
من ناحيته، بقي الرئيس نبيه بري على تفاؤله وقال امام زواره امس، ان الاجواء جيدة وذاهبة على الطريق الصحيح، مشيراً الى ان الاتفاق شبه منجز.
وعشية هذه المشاورات، اكد الرئيس بري على وجوب التعاون وتعزيز الجهود لمعالجة الازمة، آملاً ان تحمل الايام المقبلة ما هو خير للبلد، وان نكمل ونمشي، وان نؤكد استقرارنا ونترجم الجو التضامني الوحدوي الذي تجلّى في الازمة الاخيرة.
من جهة اخرى، تبنى بري موقف النائب جنبلاط الاخير ودعوته الى الحوار الايراني – السعودي.
ورداً على سؤال حول الكلام عن امكانية تعديل قانون الانتخابات سخر بري من هذا الكلام وقال: المكتوب مكتوب، والانتخابات ستجري ونحن مصممون على اجرائها في مواعيدها والجميع يؤكد على ذلك، بدءاً من رئيس الجمهورية ونقطة على السطر.
موقف حزب الله
بدورها، اشارت اوساط قريبة من حزب الله لـ «الديار»، أن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد سيمثل حزب الله في مشاورات بعبدا، وسينقل تحيات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى الرئيس عون ودعمه ودعم الحزب لمواقفه. كما سيؤكد رعد على موقف الحزب من الازمة  في عودة الحريري عن استقالته واستئناف عمل الحكومة وفق مصلحة لبنان واستقراره و ضمن الثوابت الوطنية والبيان الوزاري وخطاب القسم.
ورداَ على ما يتردد عن توجه لتعديل البيان الوزاري او لتحديد مفهوم النأي بالنفس وفق مبدأ عدم التدخل الذي ينادي به تيار المستقبل والقوى السياسية الحليفة معه، تشير الاوساط الى ان عدم التدخل الميداني سيسقط مع استكمال حزب الله لانسحابه من العراق وسوريا عندما يحين الوقت وتنتهي مهامه وهو توقيت اقتربنا منه. وهذا لا يعني ان هذا التوقيت مرتبط بضغوطات من هنا او من هناك بل بمقتضيات ميدانية فرضت انتصارات كبيرة وبداية انتفاء الحاجة لمئات وآلاف المقاومين في سوريا.
انعقاد مجلس الزوراء
وتقول المعلومات، انه بعد ان يجري رئيس الجمهورية مشاوراته مع اطراف الحكومة يتوقع ان يعقد مجلس الوزراء جلسة يصدر في ضوئها بياناً يؤكد على النأي بالنفس والالتزام به.
ازمة «القوات» و«المستقبل»
وكتبت الزميلة صونيا رزق عن ازمة القوات والمستقبل، فاشارت الى انه بعد الاخبار التي وردت عما وصفه البعض «طعن» رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لحليفه رئيس الحكومة سعد الحريري على أثر استقالته التي اعلنها من السعودية، وتبعتها اتهامات من بعض نواب المستقبل الذين باتوا يتحدثون عن جعجع وكأنه العدو الاول لهم، تأزمت العلاقة كثيراً بين الحريري وجعجع، كما تشير مصادر سياسية نقلاً عن كواليس»المستقبل».  وما زاد في الطين بلّة تلك الهجومات على مواقع التواصل الاجتماعي بين انصار الطرفين، والتي لم تهمد بعد . كما ان «اللطشات» السياسية المتبادلة بين بعض نوابهم ومسؤوليهم لا تزال سيّدة الساحة لان المفاجآت السياسية كشفت المستور بعد الازمة الحكومية.
وتشير المصادر المذكورة الى معلومات وردت عن دور جعجع في الانقلاب السعودي على الحريري، وقوله لوليّ  العهد السعودي خلال زيارته الاخيرة الى المملكة ان «الحريري انتهى ويجب عن تفتشوا عن غيره  لانه لم يعد يصلح لمواجهة حزب الله ، كما نقل له أن الحريري يلتقي دائماً  المعاون السياسي للسيّد حسن نصرالله حسين الخليل، وأنه يقتضي البحث عن شخصية سنيّة اخرى قادرة على الصمود ولا تربطها اي اتفاقات مع الرئيس ميشال عون وحزب الله». وتتابع المصادر بأنه على أثر هذه المعلومات برز اسم بهاء الحريري لرئاسة الحكومة الذي يُعتبر من فئة الصقور في الطائفة السنيّة، لافتة الى ان جعجع وبعد مغادرته الرياض انطلق الى استراليا ومن هناك بدأ بإحراج الحريري من خلال المزايدة عليه بموضوع التطبيع مع دمشق، على الرغم من موافقة القوات على تعيين سعد زخيا سفيراً في سوريا.
وتابعت المصادر عينها بأن تيار المستقبل وقف سداً منيعاً امام ما يحاك للرئيس الحريري، معلناً التمسك به بقوة. ثم توالت المواقف الدولية المطالبة بعودة رئيس الحكومة الى لبنان على وجه السرعة، فإذا بزعامته تزداد شعبية وما جرى امام بيت الوسط منذ ايام يؤكد ذلك، مشيرة الى ان البعض ايضاً شارك في تأمين الغطاء المسيحي للمؤامرة عبر إقناع البطريرك الماروني بشارة الراعي بزيارة الرياض، على الرغم من ان الوضع السياسي كان حساساً جداً، في اشارة الى النائب السابق فارس سعيد.
ولم تنكر المصادر عينها وجود عتب كبير ايضاً على جعجع وأن الامر يتطلب توضيحاً دقيقاً لكل ما قيل عن مشاركته في تلك «المؤامرة». مذكّرة بما قاله وزير الخارجية جبران باسيل أن «شخصيات لبنانية متورّطة بما حدث وبأن الحقيقة ستظهر لاحقاً».
وعلى خط القوات اللبنانية، تقول مصادر قيادية في الحزب ان كل ما ذكر هو افتراء وكلام مفبرك ومعيب، والهدف منه انهاء العلاقة بين المستقبل والقوات من خلال اقلام محور الممانعة، وطالبت المصادر من الرئيس سعد الحريري بوضع حدّ لهذه الافتراءات، لان سكوت تيار المستقبل على مدى اسابيع حيال التطاول والاساءة الى القوات ورئيسها هو كالخطيئة السياسية التي لا يمكن ان تغتفر، خصوصاً ان قيادات في تيار المستقبل ساهمت وتساهم في تعميم هذه الاجواء المسيئة ضد القوات ورئيسها.
لذلك، تؤكد المصادر القيادية ضرورة ان يقدّم الرئيس الحريري توضيحات بشكل تضحد كل ما يُقال، مما سيشكل تمهيداً للقاء بين الدكتور سمير جعجع والرئيس الحريري، وشددت المصادر على ان القوات كانت ولا تزال حريصة كل الحرص على العلاقة مع المستقبل، ونؤكد على عمق العلاقة بين الطرفين، الا انه في المقابل، لم يصدر اي حرف من قبل تيار المستقبل يجعلنا نشعر انهم حريصون على هذه العلاقة.
اضافت المصادر القيادية في القوات: نلمس ان هناك رغبة في تعميم جو الاساءة للقوات ورئيسها، لذلك قررنا عدم السكوت بعدما سكتنا لمدة 3 اسابيع على التمادي الكاذب، وقررنا ان نضع حداً لهؤلاء المسيئين لان السكوت عن الحق جريمة ايضا».
وكررت المصادر القيادية القواتية «نحن ضنينون على العلاقة مع المستقبل، فاذا كانوا كذلك على الرئيس الحريري وضع حد للمسيئين، ونطمئن الغيارى بأن العلاقة سترمم قريباً في حال حصلت توضيحات وتم نفي كل ما يقال من قبل قيادة المستقبل.
لقاء محتمل بين الحكيم والحريري؟
وكتب الزميل ميشال نصر حول لقاء محتمل بين الحريري وجعجع، فأشار الى ان رئيس حزب القوات اللبنانية يتريث جيدا بحسب اوساط سياسية متابعة، قبل الاقدام على خطوة زيارة بيت الوسط والتي تخضع للتقييم الدقيق كي لا تتحول الى خطوة ناقصة في ظل مجموعة من الوقائع المستجدة، كإعلان الرئيس المتريث صراحة عن حلفه الاستراتيجي مع التيار الوطني الحر بعد ما قاله الوزير المشنوق المعروف بحساسيته تجاه معراب، وما السلام والقبل الحارة في احتفال الاستقلال الا دليل، وهو بيت قصيد القضية كلها، وسط كل التأكيدات عن ان تحالف الازرق – البرتقالي سيكتسح الانتخابات النيابية المقبلة وينجح في ادارة الملفات الحكومية والسياسية والخارجية.
وتلفت الاوساط الى ان لقاء مفصليا لا بد ان يجمع في الأيام القليلة المقبلة الشيخ بالحكيم، فإما يرمّمان هيكل العلاقة بينهما ويخوضان الانتخابات جنبا الى جنب، انطلاقا من المبادئ «السيادية» التي جمعتهما في اطار «ثورة الارز»، أو تنسحب القوات اللبنانية من «السيبة» الثلاثية التي قام عليها العهد مؤسسة لتموضع سياسي جديد يضمها الى الكتائب والمستقلين، قد تعلن بموجبه استقالة وزرائها من الحكومة، بعد سلسلة «الضربات» التي تعرضت لها من شركاء التسوية.
فرضية الاجواء الرمادية المائلة الى السواد تلك تعززها المعلومات والهمس في الصالونات السياسية عن تحالف خماسي جديد يجري العمل على تظهيره لخوض الانتخابات النيابية، قوامه، الوطني الحر، المستقبل، الاشتراكي، امل، وحزب الله، هدفه استكمال عزل القوات اللبنانية بعدما اخرج الكتائب من معادلة السلطة.
هذه الاجواء تنفيها مصادر الوطني الحر التي تؤكد ان اتفاق معراب اكبر واقوى من بعض الاحداث العابرة نظرا لاهميته على الصعيد الوطني ككل، خصوصا ان سلاح حزب الله اصل المشكلة اليوم لم يكن جزءا منه، وبالتالي فان من واجب الاطراف المسيحية النأي بنفسها عن الازمة القائمة وترك الامور لرئيس الجمهورية لمعالجتها بحكمة وروية، بعدما اثبت حنكته باعتراف القوى الدولية في حسن ادارة دفة البلاد طوال الايام الماضية ونجاحه في العبور بالسفينة اللبنانية الى شاطئ الامان.
كما ردت القوات اللبنانية عن انسحاب وزراء القوات من الحكومة فقالت: من المبكر الحديث عن سحب وزرائنا من الحكومة، لان هذه المرحلة هي مرحلة مفاوضات سياسية جدية تصب في الخانة التي نريدها اي في سياق الاسباب الموجبة التي ادت الى استقالة الحريري، واشار الى ان هذه المفاوضات الجدية تدفعنا الى ان نكون في الموقع الذي يدفع الى تحقيق الاهداف المرجوة من الاستقالة وهي عناوين مشتركة بيننا وبين تيار المستقبل.
وتقول المصادر القواتية عما يحكى عن التحالف الخماسي بأنه تحليل غير منطقي، فهذا التحالف يعني ان سعد الحريري خرج من 14 آذار، وأصبح حليفاً لحزب الله، كما انه يعني ان جنبلاط خرج من وسطيته وهذا غير منطقي، كما ان رئيس الجمهورية وما يمثله وطنياً ودستورياً لا يمكن لأن يكون طرفاً.
واشارت المصادر القواتية الى ان الكلام عن هذا التحالف الخماسي يمكن ان يتحقق لو كان قانون الستين هو النافذ في الانتخابات، الا ان الصوت التفضيلي ليس بحاجة الى تحالفات بل ان كل فريق يستطيع ان يأتي بالمرشح الذي يريده.