اسرائيل خرقت قواعد اللعبة والمقاومة قد ترد من القنيطرة باتجاه الاراضي المحتلة
الحرس الثوري ينعي العميد علي دادي والديار تنشر نبذة عن تاريخه
قبل الغارة الاسرائيلية على القنيطرة شيء ومسار، وبعد الغارة شيء ومسار آخر، وبالاحرى نهاية مرحلة وبداية مرحلة من الصراع بين العدو الاسرائيلي وحزب الله مفتوحة على كل الاحتمالات من رأس الناقورة حتى حدود الاردن وما بينهما الجولان المحرر والقنيطرة.
الغارة الاسرائيلية على القنيطرة غيّرت قواعد اللعبة بتاتاً، والرد قد يكون من الارض السورية المحررة باتجاه الاراضي المحتلة.
الاعتداء الاسرائيلي قلب المعادلة، وتحول الصراع على الحدود السورية مع فلسطين المحتلة من المواجهة غير المباشرة الى المواجهة المباشرة، وكما كانت المقاومة ترد على اي اعتداء اسرائيلي على الجنوب بشكل مباشر، فلها الحق اليوم ان ترد على اي اعتداء اسرائيلي من خلال الجولان وبشكل مباشر، وما يطلق على الحدود الشمالية مع اسرائيل باتت تعني اليوم ليس فقط حدود جنوب لبنان بل الحدود السورية مع العدو الاسرائيلي، وبالتالي باتت رقعة الرد من المقاومة اوسع من الجنوب لتصل الى الجولان وما بعده.
الرد على الهجوم الاسرائيلي على القنيطرة آتٍ، والتوقيت سيفاجيء العدو، وكثيرون يتساءلون هل ان الحزب سيرد على الحماقة الاسرائيلية؟ والجواب هو حتماً سيكون هناك رد، لكن طبيعة الرد وزمانه ومكانه تحددها المقاومة التي ستثبت للعدو انها هي من يحدد قواعد الاشتباك والصراع معه وبتوقيتها.
وحسب قيادي في حزب الله فان الوقائع الميدانية على الارض السورية وبعد الغارة الاسرائيلية في القنيطرة وما قبلها، اكدت ان الحرب في سوريا هي بين سوريا والمقاومة مع حلفائهما من جهة، وبين اسرائيل والنصرة وداعش مع حلفائها، وبالتالي الصراع بين محورين، وان التدخل الاسرائيلي المباشر في الحرب جاء ليدعم حلفاء اسرائيل من النصرة وداعش اصبحت اللعبة واضحة ومكشوفة مع العدو الاسرائيلي.
وتوقع القيادي في حزب الله ان يكون هناك احتفال مركزي للشهداء سيحدد الحزب موعده في الايام القادمة، وان السيد حسن نصرالله ستكون له كلمة في المناسبة.
وحسب المصادر، فان الجميع ينتظرون ما سيقوله السيد حسن نصرالله وكذلك الدول العربية والاوروبية التي تنتظر كلمته، بعد ان بدلت العملية الاسرائيلية قواعد اللعبة في المنطقة كلها، حيث تجاوزت اسرائيل كل الخطوط الحمراء واسقطتها.
فالغارة الاسرائيلية اعطت الذريعة والمبرر لحزب الله للرد على العملية من القنيطرة ومن المكان نفسه الذي استشهد فيه مقاتلو حزب الله، وكما ان اسرائيل التي غيرت قواعد الاشتباك فمن حق الحزب ان «يغيّر» قواعد الاشتباك، وعلى اسرائيل ان تنتظر الرد.
واضافت المصادر ان الشهيد محمد علي دادي له دور بارز في الحرس الثوري الايراني، وهو من كبار الضباط وقائد فيلق الغدير في محافظة يزد في جنوب ايران، وان الشهيد محمد عيسى له دور قيادي في حزب الله وتحديداً في منطقة القنيطرة التي استشهد فيها، اما الشهيد جهاد مغنية فهو نجل الشهيد القائد عماد مغنية ومن هنا تكمن رمزية استشهاده، اما الشهداء الآخرون فهم مجاهدون ابطال سقطوا في الغارة لكن ليس لهم اي دور قيادي كما حاول اعلام العدو وقادته مع حلفائه ان يعمموا ان مجموعة قياديين من الحزب قد سقطوا في الغارة واعتبروا ذلك انتصاراً كبيراً لاسرائيل، انما الحقيقة عكس ذلك مطلقاً.
وتابع المصدر ان الحزب عندما دخل الى سوريا كان يعرف انه سيسقط له الشهداء والقادة وان السيد حسن نصر الله قال في احد خطاباته، «لو ادت التطورات ان اذهب انا شخصيا الى سوريا سأذهب، وبالتالي فان الاسرائيليين يحاولون اعلان انتصار وهمي لا اكثر لكن الرد سيكون قاسيا وسيمنعهم من القيام بهكذا مغامرات في المستقبل.
معلومات عن الغارة الاسرائيلية
وفي المعلومات «ان الطيران الاسرائيلي استهدف موكباً لحزب الله ومسؤولين ايرانيين من الحرس الثوري الايراني في القنيطرة في الجولان السوري.
وادى الهجوم الاسرائيلي الى استشهاد 6 من حزب الله وايرانيين حسب ما ذكر مصدر مقرب من حزب الله لوكالة الصحافة الفرنسية من بينهم القائد في الحرس الثوري الايراني العميد محمد علي الله دادي مشيرا الى انهم كانوا من ضمن موكب يضم 3 سيارات في بلدة مزرعة الامل.
واعلن الحرس الثوري الايراني الايراني ان اللواء الايراني محمد علي الله دادي قضى في الاعتداء الاسرائيلي امس في القنيطرة في سوريا وهو من كبار جنرالات الحرس الثوري الايراني. فيما اشارت معلومات مؤكدة ان القيادي ابو علي الطبطائي بخير خلافا لما تردد عن مقتله على مواقع التواصل الاجتماعي.
ايران: الرد سيكون قاسيا
واعلن رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي ان رد مجاهدي حزب الله على العدوان الجوي الصهيوني في القنيطرة سيكون قاسيا، واكد ان دماء الذين سقطوا في العدوان ستكون ضمانة لاستمرار المقاومة في مواجهة السياسات السوداء للكيان الاسرائيلي وحلفائه.
تشييع الشهيد جهاد مغنية
وقد شيع حزب الله امس الشهيد جهاد عماد مغنية في الضاحية الجنوبية ودفن الى جانب والده الشهيد عماد واعمامه في مدافن روضة الشهيدين وسط مشاركة شعبية حاشدة ودعوات للثأر من اسرائيل، كما ان الشهيد محمد عيسى يشيع اليوم في بلدته عربصاليم، وبعدها الشهداء. واعلن حزب الله استقباله المعزين بالشهداء اليوم في حسينية «المجتبى» في منطقة صفير اليوم وغدا ما بين الساعة الثانية حتى الساعة الخامسة.
هدوء في بلدات الجنوب امس
وقد شهدت مناطق الجنوب امس هدوءا شاملا وسط استنفار لقوات الجيش اللبناني واليونيفيل، وفي الجانب الاسرائيلي غابت الدوريات الاسرائيلية المحاذية للشريط الشائك بينما ارتفعت جهوزية جيش العدو في المناطق الشمالية داخل فلسطين المحتلة، وحشد الجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا والغجر وقد خلت المناطق الاسرائيلية المحاذية للقرى اللبنانية من اي حركة حتى ان العمال الاسرائيليين غابوا عن مزارعهم. اما الناطق الرسمي باسم اليونيفيل فاكد ان الوضع داخل عمل الطوارئ طبيعي، واشار الى ان اليونيفيل والجيش اللبناني سيّرا دوريات على طول الحدود الجنويبة.
حبس انفاس في انتظار رد حزب الله
تعليقا على الغارة التي نفذتها اسرائيل في الجولان على حزب الله، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال اجتماع مع نظيره الياباني، شينزو آبي، إن «إسرائيل ستعمل كل ما هو ضروري، وفي كل مكان، دفاعاً عن نفسها»، معتبراً أن «الطموحات الإيرانية المتواصلة لحيازة أسلحة نووية، تشكل أكبر خطر للسلام والأمن في العالم.»
من جهة اخرى، توعدت ايران بتوجيه رد قاسٍ لاسرائيل على جريمتها حيث
أعلن رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية في البرلمان الإيرانى، علاء الدين بروجردي، في رسالة إلى الأمين العام لحزب الله، أن انتقام مقاتلي حزب الله من الإسرائيليين سيكون قاسياً. وفي الاطار ذاته، وجه رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني رسالة تعزية الى سماحة السيد نصرالله وقال فيها: هذه الجريمة تثبت انزعاج التحالف بين المجموعات المسلحة والكيان الصهيوني من الانجازات العظيمة لحركة حزب الله في أكثر من ساحة.»
الصحف الاسرائيلية: اسرائيل تختبر صبر حزب الله
بات واضحا ان الدولة العبرية ارادت الحرب الاستباقية مع حزب الله وارادت الهجوم عليه قبل ان يبادر بنفسه على الهجوم وقد قطع الشك باليقين تصريح
وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي قال «ما تعلمته كطفل في مولدوفا هو الا انتظر لأُضرَب بل أكون أول من يضرب.»
ونشرت صحيفة هآرتز مقالاً للخبير العسكري الاسرائيلي عاموس هرئيل ان «جهاد مغنية ركز خلال الأشهر الأخيرة نشاط الخلية التي أدارها حزب الله ضد إسرائيل على الحدود السورية، وكانت مسؤولة عن سلسلة العمليات في مرتفعات الجولان وتابعت : «يبدو أن اثنين من القتلى يرتبطان بالقوات الخاصة في الحزب التي تحدث عنها الامين العام حسن نصر الله اخيراً، وقال إنها ستعمل على توجيه ضربة عسكرية إلى إسرائيل في حال وقوع حرب، وإن الخطة العسكرية للتنظيم تشمل مهاجمة بلدات حدودية إسرائيلية للسيطرة عليها مدة يوم أو أكثر بهدف إعلاء الروح المعنوية.»
من جهة اخرى ، كتب الصحافي زفي بعريل في صحيفة هآرتز ان الغارة الاسرائيلية في الجولان هي لاختبار صبر المقاومة وان الدولة العبرية تأمل ان لا يسعى سماحة السيد حسن نصرالله الى الانتقام بما انه «منشغل بالازمة السورية ومن المستبعد ان يقوم بحرب ضد اسرائيل» على حد تعبير كاتب المقال.
ورأى الكاتب ان: «رد عسكري من جانب حزب الله على هجوم اسرائيل يوم الاحد، والذي من شأنه أن يسفر عن رد اسرائيلي اوسع بطبيعة الحال سيكلف حزب الله ثمنا باهظا لانه سيحبط ليس فقط محادثات المصالحة اللبنانية الداخلية، ولكن سيظهر ان الحزب هو المسؤول الوحيد عن فتح جبهة جديدة كاملة ضد إسرائيل ردا على حادثة حصلت داخل سوريا.»
ويذكر ان الصحف الاسرائيلية عسكت قلق الاسرائيليين من صمت قيادة حزب الله و غموضه في كيفية انتقامه لاستشهاد سبعة من عناصره عقب الغارة. وفي هذا السياق، اعتبر محللون اسرائيليون ان عملية الاغتيال التي نفذتها الدولة العبرية مرتبطة بشكل كبير بالانتخابات وهي جاءت لدعم حزب الليكود خصوصا ان شعبية هذا الحزب تدهورت بدرجة كبيرة في الاونة الاخيرة.
نصب رادار «اورن ادير» على الحدود
الى ذلك، نشر موقع «دنيا الوطن» ان الجيش الاسرائيلي قام بنشر رادار «اورن ادير» الخاص بمنظومة «حيتس» المضادة للصواريخ بعد نشره للقبة الحديدة وذلك تحسبا لاي ردة فعل من حزب الله على عملية اغتيال مجموعة قيادية تابعة له في القنيطرة يوم الاحد الماضي.
من هو العميد الايراني الذي قضى في القنيطرة وما كانت مهمته؟
اعلنت العلاقات العامة لحرس الثورة الاسلامية امس الاثنين في بيان عن استشهاد العميد محمد علي الله دادي في منطقة القنيطرة اثناء تأديته واجب الدفاع عن العتبات والشعب السوري المظلوم.
وجاء في بيان الحرس الثوري ان العميد الله دادي كان من القادة الشجعان والمخلصين والمتمرسين في حرس الثورة الاسلامية ولعب دورا فاعلا خلال فترة الدفاع المقدس ( الحرب المفروضة على ايران من قبل النظام البعثي البائد 1980-1988) ومن ثم في قيادة فيلق الغدير بمحافظة يزد وخلد اسمه وبات مصدر الهام للجيل الراهن ومستقبل الوطن الاسلامي.
واوضح البيان ان هذا القائد المؤمن والولائي الذي كان يقوم بمهمة استشارية لمساعدة سوريا حكومة وشعبا على صعيد التصدي للارهابيين التكفيريين- السلفيين في هذا البلد، قام بدور فاعل على صعيد تقديم المشورة لوقف واحباط الجرائم والمؤامرات الصهيونية في سوريا وخلد اسمه في قائمة المدافعين والحماة عن المقاومة الاسلامية المناهضة للصهيونية.
واشار البيان الى كيفية استشهاد العميد الله دادي حيث قال ان العميد الله دادي وجمع من المجاهدين وعناصر المقاومة الاسلامية جرى استهدافهم من قبل مروحية صهيونية حين كانوا يقومون بجولة تفقدية في القنيطرة السورية ما اسفر عن استشهاده وعدد من كوادر حزب الله.
واكد البيان ان استشهاد العميد الله دادي وعناصر حزب الله سيزيد من عزيمة المقاومة الاسلامية على صعيد التصدي للكيان الصهيوني ومتابعة الاهداف السامية للاسلام الحنيف واضاف: ان جريمة الكيان الصهيوني بانتهاك حرمة اجواء سوريا كشفت مرة اخرى عن ان فتنة داعش الارهابية والتيارات التكفيرية تأتي في اطار السياسات والمؤامرات التي تحيكها الانظمة السلطوية والصهيونية بالتنسيق مع قادة البيت الابيض والكيان الصهيوني لاستهداف الامة الاسلامية، وان هذه الجهات وفي اطار تحقيق اهدافها ومآربها الشيطانية لا تراعي اي قوانين دولية او مبادىء اخلاقية وانسانية.
وكان حزب الله قد اعلن عن استشهاد عدد من مجاهديه إثر تعرضهم لقصف صاروخي اسرائيلي أثناء تفقد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في القنيطرة السورية، بينهم جهاد مغنية نجل القائد العسكري الشهيد عماد مغنية.