IMLebanon

ردّ المقاومة لم يتأخر ومقتل ضابط وجندي اسرائيليين وجرح سبعة

ردّ المقاومة لم يتأخر ومقتل ضابط وجندي اسرائيليين وجرح سبعة

«الديار» تشرح كل معطيات الحادثة الخطيرة وقواعد الصراع الحاصل

رد المقاومة لم يتأخر، وجاء بعد 10 أيام على عدوان الجولان وسقوط 6 شهداء ابرار من حزب الله وقبل يومين على اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نهار الجمعة ليتحدث عن موقف الحزب بكل معطياته.

«الديار» تشرح معاني ما حصل ومستقبل ما يجري:

1ـ عبارة البيان «رقم 1» التي وردت في بيان العلاقات الاعلامية في حزب الله عن العملية تحمل مؤشرات كبيرة، «اذا عدتم عدنا» وبالتالي هناك بيان رقم 2 و3.

2ـ العملية تمت بعد 10 أيام على جريمة الاحتلال في القنيطرة وقبل يومين من كلمة السيد حسن نصرالله، والتوقيت الدقيق وسرعة الرد فاجآ العدو.

3ـ العملية تمت في وضح النهار وعند الساعة الحادية عشرة وخمس وعشرين دقيقة وفي ارض سهلية وهذا مخالف لكل قواعد العمل العسكري التقليدي ونجح حزب الله وتفوق عسكرياً في تكتيكاته، لانه غالبا ما تحصل العمليات فجراً أو عند الغروب.

4ـ عدد القتلى الكبير في صفوف الاسرائيليين يؤكد على حجم العملية، وقد منعت الرقابة الاسرائيلية نشر عدد القتلى. وهذا ما يكشف الارباك الكبير، الناتج عن سلسلة البيانات الاسرائيلية المتناقضة في عدد القتلى.

5ـ تفوق حزب الله استخباراتياً على العدو الاسرائيلي، ونفذ العملية في ظل استنفار اسرائيلي بري وبحري، وجوي شمل كل اسرائيل، بالاضافة الى السفارات في الخارج، وهذا ما يؤكد على سلامة جسم الحزب الامني ونظافته بعكس كل تسريبات البعض في الفترة الاخيرة وتحديداً بعد عملية القنيطرة واعتقال العميل شوربا.

6ـ نجح حزب الله في تشتيت جهد العدو الاسرائيلي عبر ايماءات بأن الرد سيكون من هذه المنطقة وتلك، وهذا ما جعل الاسرائيلي منذ عمليته في القنيطرة يطلق صفارات الانذار يومياً، وينقل جنوده من منطقة الى منطقة. وفي المعلومات ان العدو الاسرائيلي ينشر كتيبتين اسرائيليتين واحدة في الجولان والثانية في محيط الغجر في مزارع شبعا وهما من ضمن اللواء المنتشر في المنطقة، وكان العدو الاسرائيلي وحسب المعلومات، يضع خطة لكيفية نقل الجنود وتأمين الدعم للكتيبة الاسرائيلية في الجولان، لأنه كان يتوقع العملية من الجولان وهذا الامر يعد تفوقاً للحزب.

7ـ عمل الاسرائيلي وحسب المعلومات على جمع بقايا الصواريخ التي أُطلقت على الاليات الاسرائيلية، حيث اصاب الصاروخ الاول الآلية الاولى وتم تدميرها. وقد خلفت الصواريخ الستة التي اطلقها رجال المقاومة دماراً هائلاً في الآليات الاسرائىلية واحرقتها، ما دفع العدو الى جمع بقايا الصواريخ ليتأكد من نوعيتها وما اذا كانت من نوع «كورنيت» الروسي المتطور «أي أم» وامتلاك المقاومة لهذا النوع من الصواريخ يعتبر تطوراً بارزاً في الحرب والمواجهة، علماً أن صواريخ «كورنيت» الروسية غير المتطورة نجحت بتدمير الميركافا الاسرائيلية في حرب 2006 والتي سميت «مجزرة الميركافا» في وادي الحجير.

8ـ عندما يقول حزب الله ان الرد قادم فهو صادق بما يقول، وردّ، وهذا ما يؤكد على مصداقية المقاومة.

9ـ الموقف السياسي مما حصل في القنيطرة ورد حزب الله وصولاً الى التداعيات المتوقعة لهذا الحدث سيطرحها سماحة السيد حسن نصرالله في كلمته غداً ويحدد الموقف الحاسم تجاه هذا الموضوع.

10ـ ان حزب الله عندما قام بهذا العمل كان يأخذ بعين الاعتبار كل ردات الفعل سواء كانت الردود العسكرية الاسرائيلية او الردود السياسية التي قد تصدر من اي موقع او عاصمة، وبالتالي فان الحزب أخذ بعين الاعتبار كل الخيارات، اي اذا اراد العدو الاسرائيلي الذهاب الى الحرب، فالمقاومة جاهزة لها، واذا رضخ الاسرائيلي لقواعد الاشتباك الجديدة فالمقاومة جاهزة للتعاطي مع هذه القواعد التي رسمتها.

11ـ العملية تمت في ارض لبنانية محتلة وليست ضمن الاراضي الخاضعة لـ1701، وبالتالي فان حزب الله اخذ بعين الاعتبار مصلحة لبنان.

12ـ جرت خلال الساعات الماضية اتصالات روسية ـ اميركية ـ اوروبية على اعلى المستويات لضبط اي رد اسرائىلي، خصوصاً في ظل الاستياء الروسي والاوروبي والدولي من العملية الاسرائىلية في القنيطرة وان رد حزب الله جاء على العملية وبالتالي منع تطور الامور.

13ـ اكدت العملية ان حزب الله هو من يحدد قواعد الاشتباك وليس قادة العدو، واكدت ايضا وحدة الجبهة من الجولان الى جنوب لبنان وبالتالي فعلى العدو ان يفهم اذا ضرب في جنوب لبنان فالرد ربما قد يكون من الجولان وبالعكس. وبالتالي فان المعادلة باتت «ما قبل عملية مزارع شبعا ليس كما بعدها».

عملية حزب الله

اعلن حزب الله في بيان «رقم 1» ان مجموعة من شهداء القنيطرة الابرار في المقاومة الاسلامية قامت باستهداف موكب عسكري اسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مؤلف من عدد من الآليات يضم ضباطاً وجنوداً صهاينة، بالاسلحة الصاروخية المناسبة، ما ادى الى تدمير عدد منها ووقوع اصابات عدة في صفوف العدو، «وما النصر الا من عند الله العزيز الجبار».

وذكر ان العملية تمت عند الساعة 11.25 اثناء مرور موكب اسرائيلي مؤلف من 9 آليات قرب منطقة الغجر وداخل مزارع شبعا المحتلة، وقد امطر رجال المقاومة الآليات بستة صواريخ موجهة ادت الى احتراق الآليات وتدميرها. وهذا ما ظهر في الصور التي وزعتها وكالات الانباء العالمية، للآليات الاسرائيلية المحترقة اثناء نقلها من قبل جيش العدو. وقد اعترف العدو الاسرائيلي بقتيلين احدهما برتبة نقيب في لواء غولاني ويدعى يوحاي غلينغر والثاني العريف ودورنيني و7 جرحى، حالتهم خطرة.

كما قتل بالقصف الاسرائيلي جندي اسباني من الكتيبة العاملة في جنوب لبنان في قرية العباسية وقد سحبت على الاثر جنودها من منطقة كفرشوبا.

وعلى الفور رد العدو الاسرائيلي باكثر من 60 قذيفة سقطت في وادي حلتا ووادي الوزاني والاطراف القريبة لسهل الماري واطراف كفرشوبا وخلفت اضراراً مادية. وتزامنت مع تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي، كما خرق زورقان المياه الاقليمية اللبنانية، وعند الساعة الثالثة بعد ظهر أمس ساد هدوء حذر مختلف مناطق الجنوب، كما شهدت بوابة كفركلا ليلاً تظاهرة حاشدة لمواطنين تأييداً لعملية حزب الله.

وفي المقابل، قامت اسرائيل باغلاق مطار حيفا ومطار آخر واقفلت المدارس والمنتجعات السياحية وفرضت ما يشبه حالة طوارىء وطلبت من المواطنين التزام المنازل والنزول الى الملاجىء. ثم عادت بعد الظهر وطلبت منهم ممارسة حياتهم العادية واستنفرت قواتها وعقدت الحكومة الاسرائيلية اجتماعاً حيث اتهم نتنياهو حكومتي لبنان وسوريا بتسهيل اعمال حزب الله وحمّلهما مسؤولية ما يقوم به، كما اشار نتنياهو الى ان لدى الاسرائىلي معلومات عن توجه ايراني لفتح مواجهة مع اسرائيل. وقد نقل مصدر سياسي لبناني لـ«رويترز» ان العملية تمت في «بركة النقار» في قلب مزارع شبعا واستخدمت فيها صواريخ موجهة ووصف مصدر لبناني آخر العملية بانها نوعية ومعقدة، فيما اشارت وكالة «الاناضول» الى ان حزب الله اخلى ليل امس الاول مراكزه الامنية في الضاحية تحضيراً لعملية نوعية.

كما جاءت العملية بعد اعلان وسائل اعلام اسرائىلية صباح امس ان الجيش بدأ بالحفر على الحدود الشمالية قرب لبنان بحثاً عن انفاق محتملة لحزب الله. وقد نقلت وكالات ان ضباطاً في الجيش الاسرائيلي أبلغوا اليونيفيل أن الرد الاسرائىلي قد تم باطلاق القذائف وهذه حدود الرد.

ردود الفعل الاسرائيلية

وبعد العملية مباشرة توالت الردود الاسرائيلية والدولية، وأكد رئيس الوزراء الاسرائىلي نتنياهو «أن الجيش الاسرائيلي مستعد للرد بقوة»، وقال: «انصح كل من يحاول ان يتحدانا على الحدود الشمالية ان ينظر الى ما حدث في قطاع غزة». فيما دعا وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الى «الرد القاسي وليس النسبي». كما تكثفت الاجتماعات العسكرية الاسرائىلية واجتمع رئىس الاركان بني غنتس مع قادة المنطقة المشالية في صفد تقديراً للوضع، ونفى وقوع اي جندي اسرائيلي بالاسر. وذكرت وسائل اعلام اسرائىلية «ان الرد سيكون محكوماً بألا يؤدي الى تصعيد»، كما ركزت وسائل الاعلام الاسرائىلية على اخفاق الجيش الاسرائيلي بمنع عملية حزب الله بالرغم من الاستنفار الاسرائيلي.

وذكر بيان الجيش «ان صاروخاً مضاداً للدبابات اصاب مركبة عسكرية وادى الى مقتل جنديين اثنين واصابة سبعة»، وكانت القناة العاشرة الاسرائيلية ذكرت «انه رغم خطورة العملية فان الجيش الاسرائيلي لا يريد الانجرار الى حرب لبنان الثالثة».

كما نقلت «يديعوت احرونوت» ان 6 صواريخ مضادة للدروع اصابت عربات عسكرية كانت تسير على طريق مدني وهي اصيبت بعد انتهائها من دورية في مزارع شبعا.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي العميد موتي الموز ان الحرب مع حزب الله لن تنتهي في يوم او في شهر وان الجيش الاسرائيلي يستعد بقوات كبيرة لخوض معارك مع حزب الله، مؤكداً ان سلاح الجو لديه اهداف محددة في لبنان سيقوم بتنفيذها. ولفت الى أن السبب الرئيسي في مقتل الجندي والضابط هو «استقلالهما» سيارة عسكرية غير مصفحة وان الصدفة لعبت دورها عندما تم استهدافها.

الحرس الثوري الايراني

وأعلن الحرس الثوري الايراني انه سيقف الى جانب مجاهدي المقاومة الاسلامية في جميع ساحات المواجهة ضد الكيان الاسرائىلي، واشارت معلومات الى ان الايرانيين ابلغوا واشنطن وموسكو بانهم لن يسكتوا عن اي تصعيد عسكري ـ اسرائيلي ضد سوريا أو حزب الله، وربما ادى ذلك الى مواجهة كبيرة.

واشنطن

دانت الولايات المتحدة الاميركية «عنف»حزب الله ضد اسرائىل ودعت الطرفين للاحجام عما من شأنه تصعيد الموقف واحترام الخط الأزرق وضبط النفس.

اجتماع لمجلس الامن

وعقد مجلس الامن الدولي اجتماعاً عاجلاً منتصف ليل امس، لدرس التطورات في جنوب لبنان، وقد سعت فرنسا وبريطانيا لعقد اجتماع لمجلس الامن.