رغم خطورة الاوضاع الداخلية والملفات المعقدة السياسية والاقتصادية والامنية، فان صالة الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي غصت بالمسؤولين المغادرين الى الخارج لقضاء عطلة الاضحى المبارك المستمرة حتى صباح الاربعاء، فيما اهالي المخطوفين العسكريين سيعيّدون الاضحى في ضهر البيدر حتى اطلاق سراح اولادهم. لكن اللافت ان بهجة عيد الاضحى غابت عن كل المناطق وحلّ العيد من دون بهجة في ظل الغلاء الفاحش والتوترات الامنية والقلق، حتى سلسلة الرتب والرواتب التي كان الموظفون يأملون في إقرارها كـ «خرجية العيد» حرموا منها بسبب الخلافات وغياب الرؤية الاقتصادية.
ووسط «القحط» الذي تعيشه البلاد على كل الصعد، لم ينجح وزير الصحة وائل ابو فاعور باقناع اهالي المخطوفين العسكريين بفتح طريق ضهر البيدر، لان الوزير ابو فاعور رفض اعطاء اي تطمينات للاهالي بفرج قريب، ونقل لهم مداولات مجلس الوزراء و«المنحى» الجديد الذي سلكه الملف، مؤكداً ان موضوع المقايضة لم يبت بجلسة مجلس الوزراء الاخيرة لان بعض الوزراء أيّد المقايضة والاخر تحفظ، نافياً أن تكون قد بتت او رفضت. ونقل ابو فاعور للاهالي ان الحركة القطرية ايجابية، وهناك اجماع على تحرير العسكريين بكل الوسائل وتفويض الرئيس سلام بالامر، لكن ابو فاعور اكد للاهالي ان الامور تتطلب وقتاً، وحسب الاهالي فان ابو فاعور لم يعطهم اي وعد، وابقى الامور «لا معلقة ولا المطلقة» وبالتالي فان موقف الحكومة ما زال رمادياً، ونتيجة لذلك قرر الاهالي الابقاء على قطع طريق ضهر البيدر.
وكشفت معلومات عن اشكال كبير وقع بين اهالي العسكريين وعدد من المواطنين حاولوا عبور الطريق الى بيروت بسياراتهم. وهذا ما ادى الى تدافع وحصول اشكال بارز تدخلت القوى الامنية وفضته.
كما تلقى اهالي العسكريين ابراهيم مغيط ومحمد يوسف اتصالا من ولديهما طمأناهم الى صحتهما، ودعا المخطوفان الاهالي الى الاستمرار في قطع الطريق.
الاجواء الايجابية التي عممتها الحكومة شككت فيها اوساط علماء المسلمين متابعين للملف الذين حذروا من الافراط في التفاؤل، واستبعدوا اطلاق عسكريين خلال اليومين المقبلين متحدثين عن اجواء سلبية لدى مفاوضي «النصرة» و«داعش» نتيجة عدم صدور قرار جدي من الحكومة يتبنى المقايضة، واشاروا الى ان «النصرة» لم تعطِ اي تعهد بقتل اي جندي.
الجيش فكّك عبوة في عرسال واجراءات بمناسبة العيد
اما على الصعيد الأمني، فقد عثر الجيش على عبوة معدة للتفجير بزنة 50 كلغ من المواد المتفجرة في محلة رأس السرج في عرسال، وتم اكتشاف العبوة من قبل دورية للجيش اثناء قيامها بجولة تفتيش، وجرى وضعها بشكل مموه داخل حاوية للنفايات وتجهيزها للتفجير عن بعد. وضربت عناصر الجيش طوقا حول مكان الحادث، كما حضر الخبير العسكري وعمل على تفكيكها وتولت الشرطة العسكرية التحقيق في الموضوع. ورجحت مصادر امنية ان العبوة كان سيتم تفجيرها اثناء مرور دورية للجيش خلال عطلة عيد الاضحى.
وفي الوضع الامني، كثف الجيش اللبناني دورياته الراجلة والمؤللة امس في جميع المناطق اللبنانية لتأمين افضل الاجواء للمواطنين للاحتفال بالاضحى واتخذ اجراءات حول المقرات العامة ودور العبادة والحدائق وأماكن الاحتفالات، خصوصاً في طرابلس وصيدا والبقاع وبيروت. كما اقام حواجز ثابتة ومتنقلة واخضع السيارات الى تفتيش دقيق. واشارت معلومات الى ان الخلية الارهابية في طرابلس التي تتحكم ببعض احياء باب التبانة يقودها شادي المولوي واسامة منصور وشقيقه ويقومون باستفزازات وتحريض الشباب على الانضمام الى «داعش» والاعتداء على الجيش. وكان النائب السابق مصطفى علوش اشار في حديث سابق الى ممارسات هذه الخلية، داعياً الجيش الى ضبطها، كما ان النائب احمد كرامي حذر من الاجواء الامنية غير الجيدة في طرابلس.
الهبة الايرانية والسجال حولها
على صعيد آخر، تواصل السجال وارتفعت وتيرة اعتراضات وزراء المستقبل و14 آذار في شأن الهبة العسكرية الايرانية الى لبنان، واعلن وزير الدفاع سمير مقبل انه سيزور ايران في 18 تشرين الاول، وانه سيطلع على الهبة الايرانية وما اذا كانت تناسب لبنان و«سنعود الى مجلس الوزراء لنأخذ القرار». وتمنى وزير الدفاع الوطني ان تقدم الحكومات هبات الى الجيش بحسب الحاجات. من جهته اكد السفير الايراني محمد فتحعلي، ان الهبة الايرانية جاهزة وغير مشروطة، وهي هبة للجيش اللبناني الذي يقوم بانجازات في محاربة القوى التكفيرية وهو بحاجة الى المساعدات، مستغربا ما صدر بشأنها لان هذه المساعدة هي للبنان وسيستفيد منها كل لبنان عبر دعم الجيش اللبناني لتثبيت الامن.
اما وزراء 14 آذار فاشاروا الى ان قبول الهبة الايرانية يتعارض مع القرار الدولي 1747، وخاصة البند الخامس منه الذي ينص على عقوبات على ايران، ولبنان لا يمكن ان يخرق القرارات الدولية ويجب ان نطلع على تفاصيلها اولاً.
اوساط جنبلاط: لا نسوّق لأحد
وقالت اوساط قريبة من جنبلاط ان الاتصالات التي يقوم بها جنبلاط وبينها اللقاء الاخير مع وفد حزب الله، تندرج في اطار المساعي لتحصين الساحة الداخلية وتضييق رقعة الخلافات بين الاطراف الداخلية، لان في ذلك المدخل الاساس لمواجهة المخاطر التي تحدق بلبنان. واضافت : الهاجس الاول في هذه المرحلة عند زعيم المختارة يكمن في تعزيز قدرات الجيش اللبناني ودعمه سياسيا.
واوضحت المصادر ان جنبلاط لم يحمل في اتصالاته اي توجه بخصوص الملف الرئاسي، بل هو اكد على ضرورة انجاز هذا الاستحقاق لما لذلك من مردود ايجابي وطنيا. وقالت ان لا صحة للحديث عن ان رئيس اللقاء الديمقراطي يسوّق لاسماء محددة، ولا هو في صدد القيام بذلك.
التمديد لا بد منه
واكدت المصادر ان التمديد لا بد منه، لان الخيار الآخر أخذ البلاد نحو الفراغ في ظل تعثر اجراء الانتخابات النيابية. ورجحت المصادر ان يسير التمديد بمجرد انعقاد الجلسة النيابية بعد الاضحى، انطلاقاً من اقتراح النائب نقولا فتوش، مشيرا الى ان لا حراجات امام الكتل النيابية التي تريد تسجيل مواقف اعتراضية، ملاحظا ان هناك اكثرية ستصوّت لمصلحة التمديد.