IMLebanon

تقارب عون ــ جعجع يُثير جنبلاط : البعد الوطني بالرئاسة وليس المسيحي

تقارب عون ــ جعجع يُثير جنبلاط : البعد الوطني بالرئاسة وليس المسيحي

خالد الضاهر : ليبدأوا بإزالـة تمثال يسوع الملك وصور القديسين في جونيه

كتب شارل أيوب

اثار تقارب العماد ميشال عون مع الدكتور سمير جعجع قوى لا تريد ان يكون المسيحيون متفقين فيما بينهم على رئاسة الجمهورية. والواقع ان كثيرين كانوا يعتقدون كما قال الرئيس سعد الحريري وجنبلاط والرئيس بري، ان على المسيحيين الاتفاق على رئيس جمهورية وعندئذ لا مشكلة عند بقية الطوائف. لكن ما ان بدأ التقارب بين العماد عون والدكتور جعجع ولاح في الافق احتمال تأييد الدكتور جعجع للعماد عون او اطلاق ورقة اعلان مبادئ ونيات بين التيار الوطني الحر وبين القوات اللبنانية، حتى استنفرت قوى كثيرة ضد هذا التقارب خوفاً من وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية لان لدى هذه القوى حسابات اخرى، وهي ان يكون رئيس الجمهورية الماروني ضعيفاً، ولا يصل الرئيس الذي عنده شعبية مسيحية قوية مثل العماد عون، خاصة اذا دعمته القوات اللبنانية والكتائب والمردة. وبالتالي يكون العماد عون قد نال 90% لا بل الاكثرية الساحقة من المسيحيين، اضافة الى تأييد قوى اخرى له مثل حزب الله و8 أذار واطراف من 14 اذار اذا قام الدكتور سمير جعجع بتأييد العماد عون.

اول المعلقين على تقارب عون ـ جعجع بصورة غير مباشرة، هو الوزير وليد جنبلاط، دون ان يسمي التقارب او يتحدث عن مفاوضات التيار الوطني الحر مع القوات اللبنانية، ذلك ان جنبلاط صرح قائلاً لنعط رئاسة الجمهورية البعد الوطني وليس البعد المسيحي.

هنا انتفض كثيرون لا يريدون ان يتفق المسيحيون، ولا يريدون ان يأتي العماد عون الرئيس الماروني القوي لرئاسة الجمهورية، بعدما لاح في الافق ان الدكتور جعجع قد يؤيد العماد عون. وستظهر تصاريح اخرى تصب في الخانة ذاتها، لأن اطرافاً من خارج الطوائف المسيحية لا تقبل العماد عون او شخصية قوية في رئاسة الجمهورية.

كذلك اعطى جنبلاط اول اشارة الى رفضه ان يتم التوافق على الرئيس الماروني، وحاول عبر تصريحه بإخراج الملف من المسيحيين واعطائه البعد الوطني ان يقطع الطريق على تأييد الدكتور سمير جعجع للعماد عون، فيما ستظهر في الافق مواقف قوى اخرى لا تريد للمسيحيين ان يتفقوا فيما بينهم وتقطع الطريق على اي محاولة للدكتور جعجع لتأييد العماد عون.

خالد الضاهر: لإزالة تمثال يسوع الملك والقديسين من جونيه

على صعيد آخر، وفي طرابلس، كان حدث من نوع اخر في ساحة النور، اي ساحة الرئيس الراحل عبد الحميد كرامي حيث توحدت الحركات الاسلامية والقوى السلفية واعتصمت اعتراضاً على ازالة اللافتات الاسلامية.

وقد تم عقد اجتماع في مكتب العميد ايوبي حضره النائب خالد الضاهر ومشايخ ابلغوه رفضهم تغيير معالم الساحة. ويأتي تغيير واقع ساحة النور ضمن الخطة الامنية التي تم الاتفاق عليها لإزالة صور تيار المستقبل وحزب الله والشعارات الحزبية الدينية من صيدا وبيروت وطرابلس، من ضمن حوار حزب الله مع تيار المستقبل. لكن النائب خالد الضاهر اعطى الامر تصريحاً استفزازياً لا علاقة له بالمسيحيين والخطة الامنية ولا بإزالة الشعائر. ذلك ان الاتفاق تم بين تيار المستقبل وحزب الله وليس هنالك علاقة من قريب او بعيد للمسيحيين بهذه الخطة. والمسيحيون لم يطالبوا بأي شي بالنسبة لساحة طرابلس ولا علاقة لهم بالموضوع. لكن النائب خالد الضاهر قال لمحطة الـ «ال بي سي» في تصريح له : ان تتحول الخطة الامنية الى استفزاز اهلنا، اهل السنة بالتعدي على راية لا اله الا الله، فهذه الراية دونها حياتنا او لا. وتابع قائلاً : «ثانياً اذا ارادوا ان يزيلوا الرموز الدينية فليبدأوا بتمثال يسوع الملك وبعض القديسين الذين يفتحون ايديهم في جونيه».

هذا مع العلم، ان المسيحيين يحترمون راية لا اله الا الله، وليس لهم علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالمطالبة بإزالة هذا الشعار من ساحة طرابلس، بل هو اتفاق وافق عليه تيار المستقبل ونواب طرابلس من اهل السنة؟ فلماذا يقوم الضاهر باستفزاز المسيحيين في جونيه، وقد مضى على وجود تمثال يسوع الملك اكثر من 70 سنة؟ وتمثال يسوع الملك ليس محط خلاف بين احد، كذلك بالنسبة لتمثال السيدة العذراء في حاريصا التي تفتح يديها، فهي على تلة بعيدة جداً عن اوتوستراد جونيه ولا تزعج احداً مثلها مثل تمثال يسوع الملك. واذا كان النائب خالد الضاهر له اعتراض على وضع اسم الرئيس الراحل عبد الحميد كرامي في ساحته في طرابلس، فالمسيحيون ليس لهم علاقة، بل الذي وافق على الموضوع هو الرئيس سعد الحريري ونادر الحريري والنائب سمير الجسر والنائب مصطفى علوش والرئيس فؤاد السنيورة، في حوارهم مع حزب الله في عين التينة تحت رعاية الرئيس نبيه بري، ولم يكن يوجد اي مسيحي في هذا الحوار.

قزي عبر «الديار» يدعو لطرد الضاهر من المستقبل

وقد رد نائب رئيس حزب الكتائب الوزير سجعان قزي على النائب خالد الضاهر لـ «الديار» مساء امس بالقول ان الخطة الامنية التي يشرف عليها وزير الداخلية نهاد المشنوق تحظى بتأييد كل القوى، لانها مطلب اساسي من قبل اللقاء الحواري بين تيار المستقبل وحزب الله، وتستهجن ان يكون نائباً يحضر اجتماعات تيار المستقبل، لا بل اجتماعات 14 اذار، يطلق هذه المواقف الفتنوية والطائفية التي فيها احتكار للشعائر المسيحية، واقل ما نطالب به هو ان يصدر قرار بفصل هذا النائب عن كل كوادر تيار المستقبل و14 آذار المركزية والمناطقية فلا تيار المستقبل يشبه هذا النائب ولا 14 اذار تشبهه ايضاً، واسف ان تكون طرابلس التي اجتمعت كلها للتعزية بالمغفور له الرئيس عمر عبد الحميد كرامي ترفض اليوم اسم عبد الحميد كرامي وتمثاله الى الساحة التي تحمل اسمه، فاي طرابلس هي، طرابلس التي نعرفها والتي عزت كلها بعمر كرامي ام طرابلس التي يدعي التكلم باسمها خالد الضاهر؟

وصول الهبة الاميركية من السلاح للجيش اللبناني

تسلم الجيش اللبناني مساعدة عسكرية جديدة اميركية بقيمة 25 مليون دولار والتي تشمل 72 مدفعا من نوع إم 198 هاوتزر وأكثر من 25 مليون قذيفة ومدافع هاون وذخائر للأسلحة الأوتوماتيكية اضافة الى آليات من نوع هامفي ومستوعبات ذخائر وآليات عسكرية أخرى.

و قال سفير الولايات المتحدة دايفيد هيل ان دعم الجيش اللبناني يشكل أولوية قصوى بالنسبة لواشنطن، مشيرا إلى أن لبنان تلقى خلال عام 2014 أكثر من 100 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأميركية وهو خامس أكبر متلق عالميا للتمويل العسكري في العالم.

وتأتي هذه الدفعة الجديدة ضمن إطار برنامج المساعدات الأميركية المقررة للجيش اللبناني والالتزامات والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين. (التفاصيل صفحة 8)