Site icon IMLebanon

هل يخرج «الاسلام المتطرف» من «المستقبل» بعد استقالة الضاهر

هل يخرج «الاسلام المتطرف» من «المستقبل» بعد استقالة الضاهر

التيار السلفي السني اصبح قوياً في لبنان من صيدا الى عكار

قال النائب خالد الضاهر: اذا اردتم ازالة الشعائر الدينية عن مدخل طرابلس فابدأوا بإزالة تمثال يسوع الملك وكل القديسين في جونية الفاتحين ايديهم.

هذا الكلام ترك ردة فعل مسيحية ذلك ان العبارة هي استفزازية بحد ذاتها.

لكن نواب تيار المستقبل استنفروا ضد النائب خالد الضاهر وادانوا تصريحه، وتتالت ردات الفعل فوصلت الى ان اعلن النائب خالد الضاهر وهو اصلاً من الجماعة الاسلامية قبل دخوله تيار المستقبل تعليق عضويته في كتلة المستقبل النيابية كي لا يحرجها فما كان من كتلة المستقبل النيابية الا ان وافقت على تعليق عضوية النائب خالد الضاهر في صفوفها.

السؤال هو هل اصبح التيار المتطرف سنياً يخرج من تيار المستقبل تدريجياً خاصة وان تيار المستقبل يقوم بحوار مع حزب الله وهو امر مرفوض عند النائب خالد الضاهر وغيره من السلفيين السنة الذين لا يقبلون بهذا الامر، علماً ان للنائب خالد الضاهر تصريحات في السابق ضد الجيش اللبناني فيما كان الرئيس سعد الحريري يشيد بالمؤسسة العسكرية.

النقطة الاساسية هل اصبح التيار السلفي السني في صيدا وبيروت وشمال لبنان والبقاع الاوسط وعرسال اقوى من تيار المستقبل او يريد البعض من التيار السلفي السني الخروج من تيار المستقبل وخلق خط سياسي يتناسب مع السلفية السـنية التي يتبعها.

جهاد نافع

عندما استنفر النائب خالد الضاهر ونزل الى ساحة عبد الحميد كرامي تحت شعار الدفاع عن اهل السنة والرايات الاسلامية سارع العديد من السلفيين الى تلبيته واطلاق صيحات التكبير والتهويل والويل والثبور وعظائم الامور. واطلق مواقف اتسمت بالحدة والتطرف مطلقا سهامه نحو المناطق المسيحية الامر الذي استفز المسيحيين في كل لبنان. واحرج الرئيس سعد الحريري وكتلة المستقبل برمتها.

هذه المواقف التي اطلقها خالد الضاهر دفعت بنواب من كتلة المستقبل الى رفع الصوت عاليا واعلان الضاهر انه لا يمثل موقف المستقبل ولا الكتلة. حتى ان بعض النواب المستقبليين هاجموا الضاهر بسبب مواقفه المتطرفة مما دفعهم الى طلب تعليق عضويته وسارعت كتلة المستقبل الى الموافقة على ذلك لانها لا تستطيع مجاراة الضاهر مواقفه المتطرفة بينما الضاهر بدا مرتاحا لانه يحاكي لغة الشارع السني، وغايته استقطاب هذا الشارع قدر الامكان خاصة في الشمال الذي يعتبر الثقل السني الاكبر في لبنان والذي كان قبل عدة سنوات يعتبر المخزون الشعبي لتيار المستقبل.

وما حصل مؤخرا ينم عن مؤشرات اهمها:

ان خالد الضاهر بات يعتبر نفسه اقوى من تيار المستقبل وانه قادر على سحب السجادة الشعبية من تحت المستقبل لصالحه بمخاطبة اهل السنة في طرابلس وعكار والضنية بلغتهم، التي باتت لغة مذهبية بكل معنى الكلمة نتيجة ما تشهده المنطقة الاقليمية من صراع سني شيعي يمتد من العراق الى اليمن والبحرين وسوريا فلبنان.

ان القضية ترتبط بصراع خفي بين دولة عربية كبرى ودولة عربية اصغر التي يرتبط بها خالد الضاهر ويمثلها في مشروع سياسي يريد الانقضاض من خلاله على حوار تيار المستقبل – حزب الله وهو الرافض لهذا الحوار مع حزب الله برمته لانه يعتقد انه كلما شن هجوما على حزب الله كلما زادت اسهمه في الساحة السنية المعبأة مذهبيا، ضد الشيعة.

ويجاريه في هذا المشروع اكثر من نائب مستقبلي في الخفاء احدهم معين المرعبي.

ان مبلغ 51 مليون دولار التي اقرت من الدولة العربية الاصغر لصرفها في عكار باعتبارها الخزان السني الاوسع، جرى تحويلها الى عرسال، بعد قيام الجيش اللبناني بضربات استباقية للخلايا والبؤر السلفية المتطرفة في عكار وطرابلس والضنية بالرغم من ان هذه الضربات وان تمكنت من احباط احلام السلفيين التكفيريين الا انها لم تتمكن من استئصال الفكر السلفي المتطرف في الشارع السني الذي يعتبر ان وجوده مهدد من حزب الله ومن الطائفة الشيعية نتيجة الشحن المذهبي على المستوى الاقليمي.

ويعتبر خالد الضاهر ان تعليق عضويته في كتلة المستقبل ستأخذ معه الشارع السني بشكل يحجم تيار المستقبل شعبيا ويصبح هذا الشارع رافعة له انتخابيا توصله الى الندوة البرلمانية بقوة وربما مع كتلة يعد لها بدعم من الدولة العربية الاصغر التي لا توفر المال وكل المستلزمات في اطار الصراع مع الدولة العربية الكبرى.

المسيحيون في لبنان باتوا يخشون على وجودهم من منحى خالد الضاهر الطائفي المذهبي والذي تخطى كل الخطوط الحمر ، والذي تدرب على اللعبة السياسية التحريضية وبات يعتبر نفسه انه الزعيم السني الاكبر من الرئيس سعد الحريري وانه رأس الحربة في مواجهة حزب الله ومواجهة ما يعتبره سيطرة الطائفة الشيعية على مفاصل الدولة والمؤسسات. وهو بالفعل انقض على الرموز المسيحية للتهويل ولكسب اوسع شرائح ممكنة من القوى الاسلامية الاصولية سواء الجماعة الاسلامية او الحركات الوهابية السلفية.

وحسب مشاهدات ميدانية ان اهل السنة في طرابلس والشمال استفزهم مشهد ازالة الرايات الاسلامية في طرابلس ووجدوا انفسهم ملتفون حول الضاهر، الذين باتوا يعتبرونه الرمز المدافع عن اهل السنة بشكل يؤثر على قواعد تيار المستقبل الشعبية التي تزداد خسارة تلو الخسارة فيما تعتبره عرينها السابق في طرابلس وعكار والضنية والمنية.

ولا يخفي خالد الضاهر تعاطفه مع المنظمات الارهابية التي تتواجد في جرود عرسال والتي يعتبرها انها منظمات جهادية وهو يرفض دائما اتهامها بالاجرام والتكفير وان ما تقوم به هو ارهاب العدو والعدو دائما عنده هو حزب الله وهذا ما يعتقده انه يكسبه المزيد من القوة على الارض ويمنحه منصات توصله الى الندوة البرلمانية.