مسلسل ارهابي طويل من عرسال الى الجنوب ومعلومات عن اعدام الجندي محمد حمية
استشهاد جنديين وجرح 3 بعبوة في عرسال ومدفعية الجيش دكت المسلحين في الجرود
«خلية» راقبت منزل اللواء ابراهيم واعتقال «ارهابي» شارك بذبح الشهيد مدلج
سرت معلومات ليل أمس عن اعدام جبهة النصرة للجندي محمد معروف حميه رمياً بالرصاص. وقد نقل مصدر قيادي في جبهة النصرة لوكالة الاناضول عن اعدام الجندي المخطوف محمد حميه رميا بالرصاص، بعد ان قامت هذه المجموعات التكفيرية بذبح الشهيدين علي السيد وعباس مدلج.
وكانت شبكة اخبار «طرابلس – الشام» اكدت خبر اعدام الشهيد حميه فيما قام الارهابي شادي المولوي على صفحته بتعميم خبر قتل الشهيد حميه. وفور شيوع استشهاد حميه عمت حالة من الحزن والاسى كل لبنان فيما شهدت بلدته طاريا توترا شديدا، وجرت اتصالات على اعلى المستويات لمنع اي ردّة فعل. وقد شاركت في الاتصالات قيادة حزب الله التي عملت على التهدئة لمنع الفتنة التي يريدها الارهابيون. وعلمت «الديار» ان مجلس الامن المركزي سيعقد اليوم اجتماعا لبحث التطورات بعد المعلومات عن اعدام الشهيد حميه وكان وزراء حزب الكتائب طالبوا الرئيس تمام سلام بعقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء خصوصا ان الوزير سجعان قزي طالب بسياسة «العين بالعين»، علماً ان والد الجندي محمد حميه نفى المعلومات التي ترددت عن اعدام ولده، واكد ان فعاليات من بلدة عرسال نقلوا له عن لسان الشيخ مصطفى الحجيري «أبو طاقية» ان ولده لن يعدم، وفي صحة جيدة. واكد انه في حال ثبوت خبر مقتل ولده، عندها لكل حادث حديث.
علماً ان التطورات العسكرية وتحديدا في بلدة عرسال، منعت الموفد القطري رجل الاعمال السوري المعروف والذي يحمل الجنسية الروسية جورج حصواني من التوجه الى بلدة عرسال للاجتماع مع امير جبهة النصرة في القلمون «ابو مالك التلي، وتنظيم «داعش»، وكان حصواني تولى التفاوض مع التلي والنصرة في ملف خطف راهبات معلولا اللواتي تم الافراج عنهن عبر وساطة مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم.
وتشير المعلومات ان استهداف المسلحين للجيش اللبناني جاء بالتزامن مع وصول الموفد القطري وحمل رسالة سلبية الى قطر وتركيا والدولة اللبنانية لافشال الاتصالات رغم ان جبهة النصرة وزعت بيانا عبر وكالة الاناضول اعتبرت فيه ان شروطها غير تعجيزية ولا تتضمن الافراج عن سجناء اسلاميين في السجون السورية، لكنها عادت واصدرت بيانا مساء امس حمل تحذيرا للجيش اللبناني وحزب الله واتهام الجيش اللبناني بفبركة عملية عرسال واعتقال المدنيين بهدف افشال المفاوضات.
واشار البيان الى ان الجندي محمد حمية سيكون اولى ضحايا تعنت الجيش اللبناني الذي اصبح العوبة بيد الحزب الايراني.
وقالت مصادر مطلعة على اجواء المفاوضات انها لا تستبعد ان يكون استهداف دورية للجيش في عرسال امس هدفه افشال الوساطة القطرية، او محاولة رفع السقف في الشروط التي يطرحها المسلحون بعد ان رفضت معظم المطالب التي طرحوها في الفترة الاخيرة. واضافت ان ادعاء جبهة النصرة انها لا تطرح شروطا تعجيزية غير صحيح حتى وان كانت لا تطالب باطلاق موقوفين في سوريا. ويكفي ما تطالب به من اطلاق موقوفين من سجناء رومية. وقالت ان ما حصل امس من اعتداء على الجيش ادخل المفاوضات في مزيد من التعقيدات.
وابدت المصادر مخاوفها على مصير العسكريين المخطوفين الآخرين، وقالت ان كل شيء ممكن بخصوص مصيرهم.
الاوضاع الامنية
فالاوضاع الامنية خطرة والبلاد مزنرة باحزمة ناسفة امتدادا من عرسال الى طرابلس وصيدا ومحيط المخيمات والبقاع الاوسط والجنوب، ويبقى الحزام «الاكبر» ملف النازحين السوريين وتداعياته على مستقبل البلاد كلها. وفي خضم الانهماك الرسمي والشعبي في ملف المخطوفين العسكريين، امتدت يد الاجرام مجددا الى الجيش اللبناني عبر استهداف دورية للجيش بعبوة ناسفة داخل بلدة عرسال اسفرت عن سقوط شهيدين وجرح 3 عسكريين، وهذا الاعتداء هو الاول بعد حوادث عرسال في 2 آب الماضي. وبعدها انفجرت المعارك بين الجيش والمسلحين حيث دك الجيش مواقع المسلحين في الجرود بقذائف مدفعية من عيار 155 ملم وعزز تواجده واقام حواجز ثابتة ومتنقلة ونفذ مداهمات. فيما قصف المسلحون خراج بلدة اللبوة بصاروخين مصدرهما السلسلة الشرقية.
وفي مقابل الاعتداء «الداعشي» تمكن الجيش اللبناني والامن العام اللبناني من تسديد سلسلة ضربات للمسلحين الارهابيين وللخلايا النائمة عبر توقيف 3 سوريين في بعلبك تبين انهم اعضاء في تنظيم «داعش» واحدهم شارك في ذبح الجندي الشهيد عباس مدلج، كما سدد الامن العام ضربة لخلية نائمة في قرية الخرطوم في الجنوب بعد اعتقال 12 سوريا، افرج عن خمسة منهم واعتقل ستة، اعترف اثنان منهم بمراقبة منزل مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم في كوثرية السياد، وقد اعترف افراد المجموعة بالانتماء الى تنظيم «داعش».
وفي المسلسل الامني في طرابلس، قيام مسلحين باستهداف دورية للجيش بقذيفة «اينرغا» ايضا عند طلعة العمري في طرابلس، كما سادت اجواء القلق والتوتر المدينة بعد دعوات للتظاهر، فيما هتف المصلون في جامع التقوى في طرابلس للدولة الاسلامية وحيوا الشيخ احمد الاسير بالقول «الله يحميك شيخ الاسير». ونريد الدولة الاسلامية والقى خالد بحلص خطبة هاجم فيها الجيش اللبناني.
سلام سيزور بري
على صعيد آخر، علمت «الديار» ان الرئيس سلام سيلتقي الرئيس بري في الـ 24 ساعة المقبلة للتشاور في الملفات والقضايا المطروحة.
وقالت مصادر مطلعة ان اللقاء يندرج في اطار المشاورات شبه الدورية بين رئيسي المجلس والحكومة في كل المستجدات، وسيكون الوضع الامني وقضية العسكريين المخطوفين على رأس هذا البحث.
ملف النازحين السوريين
اما في ملف النازحين السوريين، اكد وزير الداخلية نهاد المشنوق، ان الحكومة اللبنانية ستأخذ قرارا يبدأ بتنفيذه، من اول شهر تشرين الاول بمنع دخول اي نازح سوري الى لبنان، كما ان اي مواطن سوري مقيم في لبنان يتوجه الى سوريا لن يسمح له بالعودة ويتم اسقاط صفة النازح عنه، واكد ان عرسال محتلة وناشد العماد ميشال عون الموافقة على اقامة مخيم للنازحين السوريين المتواجدين في عرسال خارج البلدة.
استهداف دورية الجيش
وفي تفاصيل استهداف دورية الجيش في عرسال، اعلنت قيادة الجيش انه «حوالى الساعة 12.15 تعرضت شاحنة عسكرية تابعة للجيش لانفجار عبوة ناسفة اثناء انتقالها داخل بلدة عرسال ما ادى الى استشهاد عسكريين اثنين» واعلنت قيادة الجيش انه نتيجة كشف الخبير العسكري المختص على موقع الانفجار تبين انه ناجم عن عبوة ناسفة موجهة لاسلكيا عن بعد وتقدر زنتها بنحو 10 كلغ من المواد المتفجرة.
واشارت المعلومات ان العبوة معدة من مادة «ت.ان.ت» شديدة الانفجار وادى الى استشهاد الجندي محمد ضاهر من عيدمون وعلي احمد حماده الملقب علي الخراط من صيدا وجرح 3 آخرين هم محمود فاضل، ويحي محيش ومحمود البعريني ونقلهم الاهالي الى مستشفى الرحمة
واشارت معلومات ان مسلحين سوريين خرجوا من مخيم النازحين السوريين بكامل اسلحتهم واطلقوا النار بالتزامن مع تفجير العبوة وقد طوق الجيش مكان الانفجار الذي احدث حفرة عمقها نحو 60 سنتيمترا.
وبعد الانفجار، اندلعت اشتباكات بين الجيش والمسلحين وقصف الجيش مواقع المسلحين بمدفعية من عيار 155 ملم، بعدما رصد تعزيزات للعسكريين، كما اقدم عدد من اهالي عرسال على قطع بعض الطرقات احتجاجا على قيام الجيش بمنع وصول المحروقات الى الجرود، وفي موازاة ذلك نفذ الجيش مداهمات في وادي حمد، وشن الطيران السوري غارات على مواقع المسلحين في جرود عرسال.
من يراقب منزل اللواء عباس ابراهيم
وفي مجال الانجازات الامنية للامن العام، فقد اوقفت شعبة معلومات الجنوب في الامن العام 11 سورياً في بلدة الخرطوم في الجنوب، وانه بعد التحقيق معهم افرج عن 5 منهم فيما بقي قيد التحقيق مصطفى عبد الحميدي، ابراهيم نطف الحميدي، محمد نطف الحميدي، عدنان محمود الواوي واحمد محمد الواوي، واعترف هؤلاء بانتمائهم الى جهات اصولية.
واعترف عدنان الواوي انه قام بتخبئة احزمة ناسفة في بلدة الخرطوم، فيما اعترف شقيقه احمد محمد الواوي بانه تدرب في الاردن وقاتل مع المعارضين في سوريا وعرسال.
وتبين من التحقيقات مع هذه المجموعة ان بعضهم كان يعمل في ورشة بناء في كوثرية السياد قريبة من منزل مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، واعترف اثنان منهم بمراقبة منزل اللواء ابراهيم، وقد نفذ الامن العام سلسلة مداهمات شملت منازل للسوريين المحيطة في بلدتي الخرطوم وكوثرية السياد واوقفوا عددا منهم. وقد نقل الموقوفون الى المديرية العامة للامن العام للتوسع في التحقيق معهم واعلنت المديرية انها ستعلن كل التفاصيل فور انتهاء التحقيقات.
توقيف 3 سوريين
وفي اطار الانجازات الامنية ايضا وايضا قيام الجيش اللبناني بتوقيف 3 سوريين على احد حواجز بعلبك، تبين انهم ينتمون الى تنظيم داعش واعترف دحام عبد العزيز رمضان بضلوعه في عملية ذبح الجندي عباس مدلج، واشارت المعلومات ان الثلاثة يعرفون مكان احتجاز العسكريين ودفن الشهيد عباس مدلج في وادي الزهوة في جرود عرسال. وكشفت المعلومات الامنية ان الثلاثة يعملون في مجموعة احمد جمعة.
وتبين للاجهزة الامنية ان احمد عبد العزيز رمضان وخالد وليد البكير وعبد الله احمد السلوم اوقفوا على احد حواجز الجيش في منطقة بعلبك وتبين انهم ايضا في تنظيم «داعش» وان الهاتف الخلوي لدحام عبد العزيز احتوى داخل ذاكرته صورا كان عمد الى مسحها واستطاعت الاجهزة الامنية اعادة نسخها لتظهر صور الموقوفين بثياب عسكرية ومدججين بالسلاح، بالاضافة الى صور مع قادة محاور القتال في القلمون وابرزهم التويني، واعترف الثلاثة بقتال الجيش اللبناني في عرسال.
كما اعتقل الجيش اللبناني في عرسال بسام الحجيري مع سوريين اعترفا بانتمائهما الى تنظيم ارهابي.