Site icon IMLebanon

الفضل شلق تجربتي مع رفيق الحريري

 

ادرك الفضل شلق معنى ما حدث في ١٤ شباط ٢٠٠٥ لأنه كان يعرف عمق التجربة المستهدفة بالاغتيال، فسارع الى توثيق تلك التجربة الوطنية الانسانية والاستثنائية وغير المسبوقة على المستوى الوطني والاقليمي والعالمي، ونشر كتابه «تجربتي مع رفيق الحريري» وتحدث عن شجاعة رفيق الحريري في عملية اعادة  بناء الحاضر من اجل المستقبل خارج خديعة الإصلاح والترميم والعودة الى الوراء. الفضل شلق واحد من الذين استؤمنوا على تجسيد تلك الإرادة الوطنية الطيبة في عملية اعادة النهوض ورفع الأنقاض وتجديد الثقة بالدولة الوطنية وصناعة الامل في نفوس الاجيال وسحب البنادق من أيدي آلاف الشباب والسفر بهم أبعد من احلامهم وطموحاتهم والاستثمار في طاقاتهم الواعدة في ارقى واعرق الجامعات على قاعدة اعادة بناء الانسان بموازاة اعادة بناء العمران.

 

الفضل شلق عرف ان السياسة حب وعطاء ونقاء وألق وتألق وتجدد وابتكار وسعة اطلاع وتنور وتعمق في تجارب الانسان في كل مكان، وان المعرفة حيث العقول المتأملة والمستشرفة والخلاقة في الشرق والغرب على حد سواء، وان المعرفة هي سؤال تلو السؤال وليست ادعاءات وتأويلات، وان النهوض والتقدم يكون في احترام قدرات الفرد الانسان بمعزل عن الانتماءات والطبقات، وان المعرفة تقدم وانسياب نحو الامام وليست ترقي ومراءات والتحجر في المكان والزمان، وان المعرفة تماهي واستغراق بالتجارب البشرية الأوسع والوجود الارحب فيما يتعدى ادراك الفرد الانسان.

 

الفضل شلق كتب تجربته مع صناعة الحب والامل لدى عموم الناس، تلك المهمة التي كلفه بها رفيق الحريري، الشخصية الاستثنائية الذي كان واحد منا ومن فقرائنا وطبقاتنا وتحدياتنا ونضالاتنا وساحاتنا وحقولنا وبساتيننا، وأراد لأبنائنا أفضل مما اراده لابنائه وأحب ان يسترد ابناء لبنان الفقراء والأغنياء كل ما سلبته منهم النزاعات والميليشيات، فائتمن مؤسسة الحريري في صيدا وبيروت على انجاز ذلك الحلم الكبير بالحب والعطاء والذي كان تحقيقه يحتاج الى ايمان عميق بحقوق كل ابناء الطبقات والطوائف والمناطق بالعلم والمعرفة والامان والشراكة في صنع القرار. وكما قال الصديق الدمشقي الكبير محمود كوكش عن صديقه ورفيقه رفيق الحريري انه صاحب حلم مجنون وجميل وواعد وكريم وخلاق، وان تنفيذ ذلك الحلم كان يحتاج الى أشخاص لديهم الكثير من الحب والشجاعة والجنون.

 

الفضل شلق كتب تجربته مع رفيق الحريري في تجسيد ذلك الحلم المستحيل بالنهوض والانتظام والإنماء والاعمار ولم يكتب عن السلطة وخفاياها الموجعة والكريهة وعن رموزها الغارقة بالأنانيات الجوفاء وحب الذات على حساب تطلعات الاجيال، كتب الفضل شلق بدقة وامانة عن تجربته مع رفيق الحريري الذي يفتقده هذه الايام كل اطفال لبنان، ولا يزال الفضل شلق منشغلاً كالأطفال بالكتابة عن كل ما يستحق القراءة الآن والقراءة بعد مئة عام.

 

الفضل شلق رجل اجتهاد وثقافة ونبل وانجازات، كثير القراءة والكتابة والعمل، قليل الكلام قوي الحضور وديع كالأطفال صديق صدوق معجون بالمودة والوفاء وبحرية المدن وأصالة الارياف، كريم بلا حدود ومستمع شغوف لكل ما يوقظ العقل والوجدان، والفضل شلق شجاع شجاع شديد الخجل والحياء ويعرف كيف يميز بين الاستدانة والعطاء ويفهم متعة وسعادة رفيق الحريري بالكرم وحب الناس وخصوصا عندما كان يسأله كل مساء عن غلة اليوم أي ما هو عدد الطلاب الذين سافروا اليوم الى اوروبا واميركا، وهل تأمنت احتياجاتهم قبل الإقلاع نحو فضاء العلم والمعرفة وبناء الانسان، شكرًا الفضل شلق على ما وثّقته للاجيال القادمة في كتابك تجربتي مع رفيق الحريري.