كيف كان المشهد عشية الاستشارات النيابية لتكليف رئيس جديد للحكومة، وما هي اسباب تضاؤل نسبة المؤيدين للرئيس الحريري؟
تقول المعلومات ان الحريري كان يعوّل على اقناع «القوات اللبنانية» بتسميته لتعزيز الغطاء المسيحي له، وانه اوفد مستشاره غطاس خوري قبل الموعد الثاني للاستشارات الى معراب في مهمة اعتبر ان نتائجها الايجابية في متناول اليد، لكنه فوجئ بان جعجع في مكان او مقلب آخر.
وقد برّر رئيس «القوات» موقفه السلبي بالرغبة بل والاصرار على الاتيان بحكومة اختصاصيين كاملة، ناصحاً الحريري بعدم اقحام نفسه والمشاركة في الحكومة العتيدة؟
وبغض النظر عن تبريرات جعجع، فان الجواب الذي عاد به خوري الى قصر قريطم كان وقعه ثقيلاً للغاية على الحريري الذي سارع للاتصال بالرئيس بري ليبلغه بموقف «القوات» والحاجة الى تأجيل الاستشارات بغية تحسين وتوفير الغطاء المسيحي.
وصار معلوماً كيف ان الرئيس عون طلب اتصالاً مباشراً من الحريري الذي لبى الطلب واخذ فرصة قصيرة من الاثنين الى الخميس على امل احداث ثغرة في جدار «القوات» او التيار الوطني الحر.
ووفقاً للمعلومات فان المفاجأة الاخرى التي سجلت لاحقاً هي المعلومات التي اخذت تتكشف اكثر عن رغبة لدى «القوات اللبنانية» في تسمية السفير نواف سلام المدعوم ايضاً من الكتائب ومن جهات في الحراك، ويقال انه يحظى بدعم اميركي ويجري التسويق له نيابيا وسياسيا.
ويقول مصدر سياسي مطلع ان هذا التطور العلني يبلور المشهد اكثر وان المشكلة ليست بالحكومة وتشكيلتها وطبيعتها فحسب بل ايضا برئىسها. من هنا ازداد الكلام منذ بداية الاسبوع عن رغبة اميركية وربما سعودية في استبعاد الحريري واستبداله بشخصية اخرى يجري العمل على ان تكون السفير سلام.
ويضيف المصدر ان الحريري رغم كل هذه الضغوط لم يخف رغبته في خوض غمار رئاسة الحكومة الجديدة، وانه لم يتناول مع الرئىس بري في عين التينة اسماء بديلة، لا بل ان رئيس المجلس كان، رغم كل الشوائب التي حصلت في العلاقة بينهما مؤخرا، مؤيدا وداعما لتكليفه او لأي اسم يرشحه.
ورغم التكتم حول ما دار بين الرجلين في هذا المجال تقول المعلومات ان بري بدا مشجعا للحريري من اجل الاندفاع بايجابية الى الاستشارات النيابية والقبول بالتكليف بنسبة لن تكون قليلة.
وبرأي المصدر السياسي ان وقوف الحريري عند غياب التأييد المسيحي الواسع في التكليف امر لا يتصل بموضوع الميثاقية، فالميثاقية في تأليف الحكومة، مع العلم ان هناك كتلة اللقاء الوطني المسيحي وعددا من النواب المسيحيين كانوا سيسمونه ايضا قبل ان يعتذر وينسحب.
ويلفت المصدر نفسه الى ان وتيرة الكلام عن ترشيح السفير سلام ارتفعت عشية زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية الى بيروت، مع العلم جدول اعماله يتناول مواضيع اخرى ابرزها النفط والحدود البحرية.
ولا يخفي المصدر مخاوفه مما حصل ويحصل في الايام الاخيرة من اثارة للفتنة بواسطة الافلام والتغريدات المذهبية التي لعبت وتلعب على وتر الفتنة السنيّة – الشيعية.
ويرى ان هناك جهات خارجية ومجموعات داخلية تعمل على هذا المسار لضرب كل المحاولات او الحلول الممكنة ولاغراق البلاد بمزيد من الفوضى استكمالا للازمة الاقتصادية والمالية المدمرة. ويؤكد المصدر اننا بحاجة اليوم اكثر لحكومة مدعومة من الاطراف السياسية، وان فكرة تشكيل حكومة اختصاصيين صرف هي فكرة غير واقعية وغير قابلة للتطبيق.