IMLebanon

تعزيزات عسكرية لإنهاء معركة الجرود

في اليوم الثاني من عملية «فجر الجرود» التي يخوضها الجيش اللبناني لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع والفاكهة من تنظيم «داعش» الإرهابي، حققت وحدات الجيش تقدماً ملحوظاً، وبوتيرة سريعة فاقت التقديرات، تجلى في استرداد 30 كيلومتراً مربعاً من المناطق الجردية التي يحتلها التنظيم ما يرفع المساحة الجغرافية المحررة الى 80 كيلومتراً مربعاً من مساحة المنطقة التي تبلغ 120 كيلومتراً مربعاً، بحسب ما أعلن مساء أمس الضابط في مديرية التوجيه العقيد الركن فادي بوعيد في مؤتمر صحافي عقده في مبنى وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، كاشفاً أنه تم استقدام تعزيزات عسكرية جديدة لحسم المعركة في أسرع وقت ممكن، ومكرراً أن لا تنسيق مع «حزب الله» ولا مع الجيش السوري في معركة التحرير التي يخوضها الجيش اللبناني.

وكان قائد الجيش العماد جوزيف عون تفقد الوحدات العسكرية التي تواصل تنفيذ عملياتها في جرود رأس بعلبك والقاع.

وقال بوعيد إن وحدات الجيش المقاتلة خاضت معارك ضارية ضد «داعش» الإرهابي على محورين، وتمكنت من تدمير 12 مركزاً وعدد من الأنفاق والكهوف وخنادق اتصال وضبطت كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات، ودمرت سيارة ودراجة نارية تقلان انتحاريين لاستهداف عناصر الجيش.

وقال بوعيد إن هناك حالات فرار من المجموعات الإرهابية تحت ضغط وحدات الجيش التي تواصل تقدمها السريع بغطاء مدفعي وجوي كثيف، وأن وحدات الهندسة تمكنت من تنظيف الطرقات من الألغام والأجسام المشبوهة، ومن شق طرقات جديدة.

وأضاف أنه سقط للجيش 3 شهداء وجريح بحالة حرجة في انفجار لغم أرضي بآلية عسكرية في مقابل مقتل 15 «داعشياً» وجرح العشرات، فيما كشف مصدر وزاري لبناني بارز لـ «الحياة» أن وحدات الجيش سيطرت على عدد من التلال والمرتفعات والأودية وأنها قامت بدك موقع لـ «داعش» في وادي مرطبيا يعتبر مركزاً أساسياً لقيادته، وأكد أن شدة القصف المدفعي والجوي المركز أدت الى تشتيت المجموعات الإرهابية التي اضطرت الى الفرار من مواقعها وباتت تفتقد الى زمام المبادرة في شن هجوم معاكس في ظل تفرق قيادتها في أكثر من اتجاه.

وقال المصدر الوزاري نفسه أن وحدات الجيش تمكنت من تسوية بعض مواقع «داعش» بالأرض بسبب شدة القصف المركز الذي استهدفها، خصوصاً أنها أصيبت إصابات مباشرة بقنابل موجهة بالليزر. وأكد أن الجيش استفاد من أبراج المراقبة التي أقيمت في المناطق المواجهة للمنطقة التي يحتلها «داعش»، وبتمويل مباشر من الحكومة البريطانية، والتي يشرف على إدارتها عناصر من فوج الحدود البرية. وقال إن لأبراج المراقبة دوراً في المعركة لأن لديها القدرة الفنية على التقاط صور ميدانية لمناطق يُفترض أن يتجمع فيها عناصر من «داعش» تصل الى حدود مسافة 20 كيلومتراً وأن كاميرات هذه الأبراج مرتبطة مباشرة بغرفة العلميات المتقدمة للجيش في رأس بعلبك.

وقال مصدر عسكري لـ «الحياة» إن وحدات الجيش نجحت في ضرب حصار ناري على «داعش» ما اضطره الى الانكفاء بعد أن سجلت حالات هروب لعناصره الإرهابية من الكهوف والأنفاق، ولفت الى أن معنويات الجيش عالية وأن وحداته أثبتت أن لديها قدرة قتالية عالية وهذا ما حال دون وقوع إصابات في صفوفها، باستثناء الشهداء الذين سقطوا بانفجار اللغم في الآلية التي كانت تقلهم.

على صعيد ردود الفعل المحلية، حظي تحرير الجرود بإجماع لبناني غير مسبوق لأن معظم القيادات اللبنانية تولي أهمية خاصة لعملية «فجر الجرود» التي لا بد من استثمارها في تحصين الاستقرار في الداخل باعتبار أنه المدخل لإعادة ترميم الوضعين الاقتصادي والمالي من خلال طمأنة المستثمرين الى أن لبنان تمكن من وضع نهاية للإرهاب المتنقل الذي تقف وراءه المجموعات الإرهابية والتكفيرية.

وفي هذا السياق، علمت «الحياة» من مصادر ديبلوماسية عربية وغربية، أن البعثات الديبلوماسية، من عربية وأجنبية، لدى لبنان تواكب باهتمام سير المعركة التي يخوضها الجيش ضد «داعش» وأنها على تواصل مع القيادة العسكرية مبدية ارتياحها الى الإنجاز الذي تحقق والذي يفترض، لما لديها من معلومات، أن يؤدي حتماً الى إقفال ملف الإرهاب باجتثاث «داعش» من منطقة الجرود التي هي جزء من الأراضي اللبنانية.