قالت مصادر قيادية في «حزب القوات اللبنانية لـ «الحياة» إن وزير الإعلام ملحم رياشي بدأ اتصالات مع كل من زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل من أجل البحث في آفاق المرحلة الجديدة بعد الانتخابات النيابية، في إطار سياستها فتح قنوات التواصل والنقاش بعد أن شابت العلاقات ندوب وخلافات مع هذين الفريقين.
وعلمت «الحياة» أن رياشي تحدث إلى كل من باسيل الذي سيلتقيه اليوم على هامش جلسة مجلس الوزراء، والحريري ومستشاره وزير الثقافة غطاس خوري، تمهيداً للقاء قريب. وعلّقت المصادر القواتية على استمرار الحملات والردود المتبادلة بين «مسؤولين في «القوات» وباسيل بالقول: «نعتقد بأن الأمور بلغت حدها الأقصى قبل ومع الانتخابات بسبب ظروف التعبئة المتبادلة التي ترتفع عادة مع استحقاق كهذا، خصوصاً أننا لم نتحالف في أي دائرة مع «التيار الحر»، ولا نرى أن العلاقة انهارت بسبب الانتقادات والحملات المتبادلة، وبقي الاشتباك محدوداً ومحكوماً بهذه الظروف».
ورداً على سؤال حول مواصلة باسيل هجومه على «القوات» السبت الماضي متهماً وزير الشؤون الاجتماعية بيار أبو عاصي بعدم القيام بشيء لإعادة المهجرين السوريين، بعد أسبوع على انتهاء الانتخابات وردود رئيس الحزب سمير جعجع ونواب آخرين منه، على نواب من «التيار الحر»، اعتبرت المصادر القيادية في «القوات» أن «ترددات الانتخابات ما زالت تتحكم بهذا السجال». وأضافت: «بدءاً من هذا الأسبوع باشرنا اتصالات ومشاورات لبحث المرحلة الجديدة. فلا مصلحة لهم أو لنا في الدخول في مرحلة عداء. و «التيار» لا منفعة له في معاداة القوات بما لها من شعبية وكتلة نيابية بعد الانتخابات ولا بما لها من صيت على صعيد أداء وزرائها الجيد ومن دور في التوازن داخل التركيبة».
وقالت المصادر إن «هجومهم علينا كان بحجة أننا عارضنا مشروعهم في الكهرباء. والواقع أننا لم نكن وحدنا في ذلك، بل إن «حزب الله» كانت لديه أيضاً معارضة لمشروع البواخر، لكن رموز «التيار» يسهل عليهم أن ينتقدونا تجنباً لانتقاد الحزب. وتوجيه السهام إلى وزارة الشؤون الاجتماعية هدفه رمي الطابة عند غيرهم لا أكثر». وذكرت المصادر «أننا نفهم ما قيل في مهرجان الانتصار الذي نظمه «التيار» على إنه مع مفعول رجعي للانتخابات وبالمواجهة التي حصلت خلالها، وننظر إليه من هذا المنظار، لأنهم لم يكونوا يتوقعون أن تصل «القوات» إلى هذا الحجم النيابي، وكانوا يراهنون على أن يكون عدد نوابها مثل عدد نواب حزب «الكتائب» أو «تيار المردة».
لكن المصادر «القواتية» لا تخفي أن «وراء الحملة عليها «نكران «التيار الحر» حجمها بالشراكة في القرار وفي الساحة المسيحية لأنهم يرفضون الثنائية والتعددية ولذلك يتهربون من نتائج الانتخابات». وأكدت أن «على رغم ذلك نعتقد بأن هذا هو السقف الذي بلغته الحملة ولن يتعداه، ويجب علينا أن نعيد التواصل من أجل التعاون ومن أجل تنظيم خلافاتنا».
وعما قاله رئيس الجمهورية ميشال عون حول إمكان تشكيل حكومة من الغالبية، قالت المصادر القيادية في «القوات»: «لا نعرف من يستهدف الرئيس بهذا الكلام. فحين نتكلم عن أكثرية وموالاة فهذا ينطبق على الانقسام السابق بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار حيث كانت القواعد السياسية للتمييز بين فريقين واضحة. وإذا كان التمييز بين من انتخب الرئيس عون ومن لم يقف معه فنحن جزء أساسي من التسوية وفتحنا الطريق كفريق أساسي أمام مجيء العماد عون إلى قصر بعبدا. ونحن في صلب تسوية قامت على تحالفات تبدأ بالرئيس الحريري ولا تنتهي برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ناهيك بتقاطعات لنا كثيرة مع رئيس البرلمان نبيه بري. البلد غير منقسم كما كان في السابق وبالتالي لا نعتبر أن كلام الرئيس عون يعنينا».
وخلصت المصادر إلى أن ما يفرض التشاور «أن البلد مقبل على تأليف حكومة جديدة لا بد من البحث في طبيعتها». وقالت: «بالنسبة إلى انتخابات رئيس البرلمان ونائبه، سيعقد تكتل نواب «القوات» اجتماعاً هذا الأسبوع برئاسة جعجع للبحث في الأمر ولا قرار متخذاً إلى الآن».