الرئيس المكلّف طلب مساعدة من بري في تأليف الحكومة
عون: ثقة قوية تربطنا بالحريري ولا شائبة في علاقتنا بالسعودية
بيروت – وليد شقير وأمندا برادعي
لم يستبعد الرئيس اللبناني ميشال عون أن تحصل مفاجأة في تشكيل الحكومة على رغم قلق الناس من العُقد التي تعترض تأليفها بسبب اقتران هذه العقد بالأزمة الاقتصادية التي يمر بها البلد منذ زمن، مصحوبة بأزمة مالية. وأعلن الرئيس المكلّف سعد الحريري أمس أنه طلب مساعدة من رئيس البرلمان نبيه بري لتذليل العقبات من أمام ولادة الحكومة، مشدداً على أن لا تدخل خارجياً في تأليفها «والمشكلة داخلية تتعلق بالحصص». وعلمت «الحياة» أنه كان أوفد أول من أمس الوزير غطاس خوري الى القصر الرئاسي.
ونقل زوار الرئيس عون لـ «الحياة» عنه قوله إن «الحكومة تأخذ وقتاً عادة ولكن ربما تتشكل قريباً ولا أحد يعرف. الحكومة السابقة اجتمعنا بعد ظهر يوم أحد واتفقنا وفوجئ الناس. وهذا يمكن أن يتكرر».
ويرد الرئيس عون، وفق الزوار، على الانطباع بأن ما يقلق الناس هو أن كل الفرقاء يتحدثون عن نية محاصرتهم والحد من دورهم أو إلغائهم ، بمن فيهم هو، بالقول إن «المحاصرة (للرئاسة) واضحة». كما يعتبر أنه وضع مبادئ لتتشكل الحكومة على أساسها، لأن هناك من يريد احتكار طائفته، وهناك من يضخمون حجمهم، وبعضهم يريد تهميش آخرين. ويضيف أن التعنت بين مَن يؤلفون الحكومة يسبّب تضارباً في المواقف، وأن التنازلات مطلوبة من الذين يأخذون أكثر من حجمهم.
وأوضح الرئيس اللبناني لزواره أن «الجميع يلجأ إلي للمساعدة في التأليف، لكنني لا يمكن أن أمون على رؤساء الكتل، وإذا ضغطت على أحدهم لماذا لا أفعل ذلك على الآخرين؟ أنا وضعت مبادئ للتأليف لأن لي توقيعاً عليه».
ويقول الزوار إن عون مع موافقته على اعتبار الحريري أن تشكيل الحكومة يجب أن يتحقق بالتوافق لأنها ائتلافية وأن على الفرقاء التواضع بمطالبهم، فإنه يرى وجوب «أن نصل إلى مرحلة علينا الحسم فيها وأَلا نبقى عالقين فقط بمبدأ الوحدة الوطنية والتوافق، والميثاقية التي ننادي بها تعني تمثيل كل الطوائف، خصوصاً أن هناك أكثرية ساحقة تتشكل في الحكومة، فأصغر حكومة يمكن أن تشكل 80 في المئة من تركيبة البرلمان».
وحين سأل زوار عون عن رهن لقاء الحريري رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل بالشكليات ومَن يتصل بمن، أجابهم: «تحدث أحدهما إلى الآخر ووجدا أن لا جديد وربما يجتمعان الليلة (أمس). الأمر لا يحتاج وساطة». ويحرص عون على تأكيد أن «العلاقة بيننا وبين الرئيس الحريري هي علاقة ثقة قوية كثيراً، لأسباب أبرزها التفاهم الذي حصل على الرئاسة. وإذا اختلفنا في الرأي فهذا طبيعي، وفي الديموقرطية يحصل ذلك. والذين يعتقدون بأننا متخاصمون يخطئون. فحين كان هناك خلاف بيننا وحملات لم نقاطع وذهبت إلى روما واجتمعت معه واستغرق الأمر بين 2014 و2016 لنصل إلى حل… ومَن عمل توافقاً بين «حزب الله» و»المستقبل» قادر على أن يوفق بين الباقين، وطبعاً ضمن شروط، فلا أحد يقبل بأن يكون مغبوناً. فقانون الانتخاب صدر من أجل أن يتمثل الجميع ويعكس الإرادة الوطنية». ويضيف: «أننا متعاونون».
ويشير زوار عون إلى أن ما عقّد الأمور على هذا الصعيد هو الإعلام العشوائي، حيث بات كل واحد يحلل وينشر ذلك كخبر. باتت الإشاعة خبراً وليست تقديراً. مثلاً يتحدثون عن دور المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات (في شأن الحكومة) وإذا صدق صاحب العلاقة ما ينشر بسرعة تحصل مشكلة، في وقت ليس هناك أي مشكلة.
وعن إعلان الجانب السعودي نيته دعم مشاريع اقتصادية في لبنان بعد تأليف الحكومة قال الرئيس عون لزواره إنه لم يتبلغ ذلك. لكنه شدد على أن «العلاقة بيننا وبين السعودية طبيعية. لدينا سفير عندهم وعندهم سفير هنا، وليست هناك شائبة في العلاقة معها».
وعن ربط التعقيدات في تأليف الحكومة بمعركة رئاسة الجمهورية نقل زوارعون عنه قوله إن «لا أهمية لهذا الحديث. عندما سئلت عن ذلك وفسر بعضهم كلامي عن أن جبران في رأس السبق، وأنا قلت ذلك في معرض التساؤل والمزاح، فراحوا يعلقون عليه ويحلّلون. الحمد لله صحتي مليحة وأنا في بداية عهدي».
ويقول الزوار إن عون يرى أنه حتى خيار حكومة الأكثرية يقضي بأن تتألف وفق المعايير، ومَن لا يشترك هو الذي يتركها بحيث لا يكون هناك احتكار أو تهميش.