IMLebanon

جعجع خلال إعلان أسماء مرشحي «القوّات»: أسقطوا السياسيين الفاسدين في الانتخابات 

دعا رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع اللبنانيين إلى «عدم الاقتراع لمصلحة أي لائحة تضم أحداً يبرّر أو يغطي الخلل الفاضح الموجود في الدولة جراء فقدانها قرارها الإستراتيجي، والذي سببه وجود دويلة في داخلها»، مشدداً على أن «المسؤول بالدرجة الأولى عن وجود هذا الخلل هو حزب الله وبالدرجة الثانية من يدأب على العمل من أجل تغطيته وإيجاد المبررات لممارساته». وقال: «إذا أردتم الدولة عليكم صنعها في 6 أيار(مايو) بأصواتكم، فنحن كلبنانيين لدينا فرصة ذهبيّة كي نبدأ صناعة الدولة وهي تكمن في رفضنا الاقتراع لأي أحد يؤيد أو يبرّر أو يغطي الواقع العسكري الأمني الإستراتيجي الشاذ الذي نعيشه في لبنان».

وأكد جعجع في مستهل كلمته خلال إعلان حزب «القوّات» أسماء مرشحيه للانتخابات النيابيّة المقبلة في احتفاليّة ضخمة أقيمت في مسرح Platea – ساحل علما أن «لا استمرار للبنان من دون ثورة الأرز، ولا استمرار لها من دون القوات». وقال: «يمكن للبعض أن يظنّ أنني أخطأت وبدأت كلمتي من الخاتمة وأن يعتبر هذا الكلام نوعاً من المبالغة أو التسويق أو اعتزازاً بالنفس. أبداً، لكن أؤكد هل كانت مجرّد صدفة أن يكون فقط لبنان والقواتيون في السجن ولا أحد غيرهم خلال عهد الوصاية؟ وأن يخرجا معاً من السجن بعد العام 2005؟».

واستطرد: «14 آذار بالنسبة إلى البعض موضة مرّ عليها الزمن إلا أنها بالنسبة إلينا باقية، وهي وطن، وقضية شعب، وحرية ومستقبل. البعض يظن أنه لم يعد هناك من وجود لـ14 آذار إلا أنه مخطئ فهي تزول عندما يزول لبنان»، ولفت إلى أن «البعض يخلط ما بين حركة 14 آذار والتنظيمات والشخصيات التي تضمها وهؤلاء مخطئون لأنه وإن كانت هناك إمكانيّة أن تترك بعض التنظيمات والشخصيات 14 آذار وتنضمّ أخرى إليها إلا أن المسيرة مستمرّة، والنصر في نهاية المطاف سيكون لها لأنّها وحدها تجسّد واقع لبنان وحقيقته ومستقبله».

ورد جعجع على أصحاب نظريّة «إما البواخر أو العتمة» بالقول: «لا بواخر، ولا ظلمة، بل كهرباء بيضاء نظيفة لا تشوّه سمعة الدولة وتستنزف ماليتها»، مؤكداً أن حل معضلة الفساد «لا يكمن في الطروحات النظريّة كتعزيز أجهزة الرقابة، والمساءلة، والمحاسبة وإلى ما هنالك من طروحات وشعارات طنانة، فهي ليست بالنصوص وإنما بالنفوس والأشخاص المعنيين باعتبار أن حل مسألة الفساد سهل وليس على المواطن سوى انتخاب شخص نظيف وعندها سيصبح كل شيء نظيفاً من دون لا نصوص ولا من ينصون». وتابع: «تخلصوا من السياسيين الفاسدين بدل مجرّد الكلام عنهم فالكلام لم يأت يوماً بنتيجة ولم يقدّم أو يؤخر. استعملوا حقكم الطبيعي بالانتخابات وأسقطوهم».

وتوقف جعجع عند الواقع الحالي في لبنان، قائلاً: «يمكنني تلخيصه بجملة واحدة ألا وهي: «ما في دولة». الدولة موجودة شكلاً إلا أنها بالواقع تقريباً غائبة. فليس هناك دولة لأن قسماً كبيراً من صلاحياتها مصادر. كما أن بعض السياسيين يحاولون قدر المستطاع التخفيف من وقع هذه المصادرة عبر القول إن الجيش اللبناني ليس جاهزاً في الوقت الراهن. إن هذا القول غير صحيح كما أننا نسأل إن لم يجهز هذا الجيش بعد 70 سنة من الاستقلال و16 عهداً رئاسياً و55 حكومة فمتى سيجهز؟ فعلى رغم كل التبريرات التي تستخدم في هذا المجال لا يمكن الإنكار أنه بالفعل هناك جزء كبير من صلاحيات الدولة اللبنانيّة مصادر وخصوصاً الجزء المرتبط بالأمور الإستراتيجيّة العسكريّة الأمنيّة من قبل حزب الله. وإلا كيف يمكننا فهم تورط الحزب العسكري، وبقوّة، في أزمات المنطقة، وبالأخص في الحرب في سورية، على رغم مواقف الحكومات اللبنانيّة المتعاقبة بالحياد عن أزمات المنطقة، باستثناء طبعاً القضية الفلسطينية؟». وسأل: «كيف يمكننا فهم تدخّل حزب الله خلال الصيف المنصرم في حرب الجرود التي كان يخوضها الجيش وإنهائها بصفقة مريبة مع بقايا «داعش»؟ وكيف يمكننا أن نفهم تصريحات مسؤولي حزب الله مراراً وتكراراً بأنّهم مستعدون لجلب مئات الآلاف من المجاهدين العرب والمسلمين من كل أصقاع الأرض إلى لبنان، في حين أن أهم حقّ سيادي للدولة هو هذا الحق بالذات وهم يصرّون على مصادرته منها».

وزاد: «إنه لواضح أن لا دولة سوى في القضايا والمواضيع التي يؤثر حزب الله عدم التدخل فيها»، مشدداً على أن «البعض يحاول أن يجتهد من أجل تغطية هذا الواقع الشاذ عبر معادلة يقولون عنها إنها ذهبيّة فيما هي لا تعدو كونها ورقية، ألا وهي معادلة جيش وشعب ومقاومة».