أخذت الحملة التي يقوم بها عدد من رموز قوى 8 آذار وبعض نواب “حزب الله” ضد الرئيس المكلف سعد الحريري حيزا واسعا من المشهد السياسي اللبناني على خلفية انسداد أفق المعالجات لعقدة تمثيل النواب السنة الستة الحلفاء للحزب كشرط وضعته قيادته لقيام الحكومة الجديدة.
وتسببت الحملة التي تناولت الحريري، الرافض لتوزير أي من النواب هؤلاء، بشكل شخصي، باعتراضات سياسية واحتجاجات في الشارع من بعض أنصاره، لا سيما أن الوزير السابق وئام وهاب هاجمه بعبارات خارجة عن المألوف، ولم يوفر الرئيس الراحل رفيق الحريري.
وأكد غير مصدر سياسي ل”الحياة” أن لا جديد على الإطلاق في جهود حلحلة العقدة التي عطلت تأليف الحكومة في نهاية الشهر الماضي، على رغم إعلان رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري أنه يواصل مساعيه. إلا أن قوله أنه سينتقل إلى مرحلة طرح الأفكار العملية، “يؤشر إلى أن أي مخرج عملي لم يطرح بعد”، ما دفع مصدرا وزاريا إلى القول ل”الحياة” إن المشهد السياسي يوحي بأن التفاوض في بداياته لتأليف الحكومة، بينما تكليف الحريري دخل شهره السابع. واعتبر مصدر في “تيار المستقبل” ردا على سؤال ل”الحياة” أن الهدف من وراء شرط “حزب الله” تمثيل حلفائه السنة هو كسر الحريري، فيما أكدت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه على موقفه برفض توزير واحد من النواب الستة من حصته فليس منطقيا كلما اختلف فريقان على التوزير أن يدفع الرئيس عون من جيبه. فالرئيس يسعى إلى تدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر “لكن هذا لا يعني أن يتخلى عن وزير لمصلحة غيره. وإذا أرادوا ذلك فلتتم زيادة عدد الوزراء العائدين لرئيس الجمهورية”.
وفيما شهدت الطريق الدولية إلى الجنوب قطع طرقات احتجاجا على الحملة ضد الحريري أول من أمس وفي طرابلس أمس، قطع محتجون الطريق في منطقتي قصقص والكولا في بيروت مساء وأعادت قوى الأمن فتحها بعد قليل، على رغم أصدار منسقية “تيار المستقبل” بيانا أكد أن لا علاقة للتيار ببعض الدعوات إلى التحركات الشعبية
وذكّرت كتلة “المستقبل” النيابية في بيانها أمس إثر اجتماعها برئاسة النائبة بهية الحريري بالحملات التي طاولت الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وأوضح بيان الكتلة أنها “تطرقت الى حملة الافتراءات والاساءات بحق الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس المكلف سعد الحريري ورأت أن مثل هذه الافتراءات تقع في سياق الحملات التي يعرفها اللبنانيون جيداً ، وقد عاشوا وقائعها منذ منتصف التسعينات وأدركوا أن العقول المريضة التي تقف وراءها هي التي خططت لمحاولة اقتلاع الحريرية من الحياة الوطنية اللبنانية ، فإن الأبواق التي تتصدر واجهة التطاول على الرئيس الشهيد هذه الأيام ، وتتولى أمر عمليات مشبوه بالتحامل على الرئيس سعد الحريري ، هي وليدة تلك العقول التي لا وظيفة لها سوى التخريب على الاستقرار الوطني، وتعطيل أية امكانية لخرق الجدران المسدودة امام تأليف الحكومة”.
وأكدت الكتلة أن السيرة الوطنية للرئيسين رفيق وسعد الحريري ، أسمى من أن يتطاول عليها كائن سياسي في لبنان، مهما علا شأنه أو انحدر، وأن النهج الذي بدأه الرئيس الشهيد في العام ١٩٩٢، ويواصله الرئيس سعد الحريري ، هو النهج الذي حمى لبنان في أصعب الظروف من طغيان الفوضى والانقسام وأعاد للدولة اعتبارها وحضورها ودورها ، بعد عقود من الانهيار والدمار والحروب.
وأضافت: “الكتلة التي لا تجد نفسها ملزمة بتقديم اي كشف حساب لأي طرف سياسي، لأن اللبنانيين يعرفون جيداً أن المعالم الحضارية والتربوية والصحية والإنجازات الإقتصادية والإعمارية والاجتماعية والإنمائية التي ما زالث ماثلة أمام أعينهم هي من الزمن الذي صنعه الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، وأن تعطيل الدولة ومؤسساتها وتشريع البلاد لتجاوز القوانين والسلطة هي من الزمن الذي تخبطت فيه البلاد بعد اغتيال رفيق الحريري”.
وأكدت كتلة المستقبل النيابية، “إصرارها على التزام الموجبات الدستورية في تأليف الحكومة، وتدين بأشد العبارات الحملة المشبوهة التي تستهدف الرئيس المكلف والتطاول المتعمد على مقام رئاسة الحكومة، وأهابت بكافة القوى السياسية العودة الى الأصول في تأليف الحكومات والتوقف عن المحاولات المشبوهة لمحاصرة الصلاحيات المنوطة دستورياً بكل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف”.
واعتبرت أن “خلاف ذلك، سيبقى الدوران في الحلقات المفرغة هو السائد، وستبقى العراقيل في ذمة الجهة المسؤولة عن اختراعها”.
وكانت الكتلة استمعت إلى تقرير حول “الفرصة الفريدة التي يوفرها للبنان برنامج الاصلاحات والاستثمارات الذي جرى عرضه وتأمين التمويل له في مؤتمر “سيدر” وحول المخاطر التي يضعها تأخير تشكيل الحكومة على تمويل البرنامج وتنفيذه وبالتالي على فرص النهوض بالاقتصاد والبنى التحتية وتوفير فرص العمل للبنانيين والخدمات الأساسية اللائقة بهم”.