IMLebanon

الحريري: لن أغيّر موقفي وجنبلاط يتذكر “تحريض البعث السوري”

تصاعدت أزمة تأليف الحكومة في لبنان أمس مع تدرج المواقف المتشددة منذ الصباح حتى المساء حيث أضاف أعضاء “اللقاء التشاوري” للنواب السنة الستة الحلفاء لـ”حزب الله” مطلبا على اشتراط الحزب تعيين وزير منهم، هو حصوله على حقيبة.

وقالت أوساط سياسية لـ”الحياة” إلى أن الحملات المتبادلة التي شهدتها الساحة السياسية أمس أرخت بثقلها على جهود إيجاد مخارج للأزمة التي كان رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل بدأها، وقد تبعد إمكانية التوصل إلى حل وسط. إلا أن مصادر معنية بالوساطة ذكرت لـ”الحياة” أن باسيل سيواصل مساعيه وفقا لاتفاقه مع رئيس البرلمان نبيه بري على بعض الأفكار لإحداث خرق إزاء تشدد “حزب الله” في اشتراطه تمثيل حلفائه السنة ورفض الحريري تمثيل أي منهم وامتناعه عن استقبالهم بعد اتهامات وجهها بعضهم إليه.

وبينما استدعت الحملة الشخصية التي شنها الوزير السابق وئام وهاب على الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري تضامنا معه من قبل رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط وشيخ العقل في الطائفة الدرزية، أكد الحريري أنه باق على موقفه السياسي بالنسبة لمسألة تشكيل الحكومة وقال: “لن أغيّر موقفي، وكلامي هذا ليس من باب التحدي لأحد، إنما لإيماني المطلق بأن الصراخ السياسي لا يوصل إلى أي مكان، ولا يحلّ مشكلة الكهرباء أو النفايات أو المطالب الحياتية والمعيشية للمواطنين”.

وأضاف: “إن التسويات تقوم عندما تكون هناك مصلحة للبلد، وأنا كنت في مقدمة الساعين إليها باستمرار. نحن نعيش كلبنانيين مع بعضنا البعض، والبلد بحاجة إلى كل أبنائه وفئاته لكي ينهض ويتقدم نحو الأفضل، ولكن ما هو مطروح حاليا لا علاقة له، لا بالتسويات ولا بمصلحة البلد ولا اللبنانيين”.

كلام الحريري جاء خلال ترؤسه مساء اجتماعا مشتركا لكتلة “المستقبل” النيابية وممثلي تيار “المستقبل” في القطاعات والهيئات المنتخبة، بحضور النائب بهية الحريري، جرى خلاله إطلاق المنتدى التشريعي التشاوري الذي ينظّم الحوار بين الكتلة والهيئات المنتخبة.

وشدد الحريري على أهمية المنتدى كجسر تعاون وتبادل خبرات بين كتلة “المستقبل” وممثلي الهيئات المنتخبة. وقال: “هناك إصلاحات بنيوية لعدة وزارات وقطاعات، وقوانين بحاجة إلى تعديل، ومشاريع قوانين لا بد من إقرارها في المرحلة المقبلة، من ضمن تطبيق مقررات مؤتمر “سيدر”، وكل هذا يحتاج إلى خبراتكم في النقابات”.

وكان النائب السابق جنبلاط غرّد عبر “تويتر” قائلاً: “بإسمي وباسم الحزب التقدمي الاشتراكي وعموم أهل الجبل أشجب وأدين الكلام الذي صدر من قبل السيد وهاب الذي تعرض فيه للشيخ سعد الحريري والذي خرج عن كل الاعراف والقيم الاخلاقية. إن هذا الكلام يذكرنا بالتحريض العبثي للبعث السوري منذ سنوات وما نتج عنه من مآسي بحق اللبنانيين”.

وأجرى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن اتصالا هاتفيا بالرئيس الحريري، وأعرب له عن “كامل الاستنكار والشجب والرفض للحملات المغرضة الذي يتعرض لها دولته”، داعيا الى “التمسك بأدب المخاطبة والكلام والقيم التي يجب على الجميع التحلي بها”. كما دعا “المعنيين بتقديم كل التسهيلات لتسريع تأليف الحكومة العتيدة اليوم قبل الغد، وقد بات تأليفها حاجة ضرورية في ظل ما يعاني منه لبنان من تحديات كبيرة على مختلف المستويات”.

كما أجرى حسن اتصالا بمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان للغاية عينها، وتم التأكيد على “رفض كل أشكال الخطاب المشحون والمنحدر وضرورة الارتقاء إلى ما يليق بمستوى التخاطب العام”.