ساعات قليلة تفصل اللبنانيين عن الميلاد، ولا بوادر تشي بقرب ولادة الحكومة العتيدة، مع غياب أي حراك على خط التأليف، ليظلّ تعثر التشكيل سيد الموقف، مصحوبا بتبادل الاتهامات بالعرقلة. وفيما كان وزير واحد يؤخر الحكومة، بات اليوم اسم الوزير هو المشكلة، ومعه التبديل في توزيع الحقائب طائفيا وحزبيا.
وفي حين غابت اجتماعات اللقاء التشاوري التي كانت ماراتونية على مدى الايام الماضية، قالت مصادرها: “هناك مشاورات والوزير الذي سيمثل اللقاء يجب أن يكون حصرا في فريقنا السياسي والحل هو بالعودة الى جوهر المبادرة الرئاسية”. وفي المقابل اشارت مصادر “التيار الوطني الحر” الى أن “اساس المبادرة الرئاسية، ان يسمّي نواب اللقاء التشاوري شخصا من قبلهم وان يكون من حصة الرئيس وهذا ما حمله المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم”. أما في موضوع توزيع الحقائب فقالت: “تبيّن ان هناك بعض الكتل التي لم تحصل على حقها الكامل، من هنا المطالبة باعادة توزيع الحقائب ووضعنا رئيس الحكومة امام مسؤوليته لمعالجة الأمر”.
ومع غياب الحراك الحكومي أمس اتصالات ولقاءات ومشاورات، حلت مكانها العديد من التغريدات، وأبرزها للرئيس المكلف سعد الحريري الذي غرّد عبر “تويتر” قائلا: “لا بد أحياناً من الصمت ليسمع الآخرون”.
أما رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” الوزير والنائب السابق وليد جنبلاط فعلق على عرقلة تشكيل الحكومة عبر”تويتر”: “الحكومة لم تستطع الاقلاع . لمزيد من التشاور ومزيد من الدين”.
باسيل: كان بدن يانا نكذّب
من جهته غرّد وزير الخارجية جبران باسيل عبر “تويتر” قائلاً: “كان بدّن يانا نكذب ونحنا ما منكذب، ويمكن بدّن يانا نستسلم ونحنا ما رح نوقّف لحتّى تتألف الحكومة متل ما لازم… وتربح اماني اللبنانيين بهالعياد”.
وغرد الرئيس السابق ميشال سليمان، فقال: “أحد تلو الآخ، وعيد يلي عيد، والعوز باق هو هو، والامل يتلاشى والاولوية كما في كل مرة تبقى للمحاصصة …، كيف لا ؟ وهذه الحكومة يقال ان عمرها طويل وبتحرز، أحد مبارك”.
وقال عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله : “كل ما يحيط بأجواء تشكيل الحكومة هو انقلاب على معايير الطائف وفرض أعراف جديدة. المشكلة ليست باحتضار النظام الطائفي فليذهب إلى غير رجعة، الأزمة في الترف السياسي لهؤلاء بينما اقتصادنا ينهار والبطالة تنهش كل بيت وقريبا الاتي اعظم”.
وأكد عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش أن “الرئيس الحريري “لا يزال على قناعته بأن الشدة لا بد أن تزول وأن ثباتنا على مواقفنا والتزامنا الدائم بتحقيق سعادة الناس واستقرار البلد، سيبقي الأمل قائما بقيامة لبنان”. وقال: “ليس صدفة أن التيار الذي استشهد رئيسه لأجل البلد، يحمل لواء حماية البلد في شتى الظروف”.
وشدد على أن “منطق النأي بالنفس ليس نأيا بالموقف عن القضايا العربية بل النأي بلبنان عن الخسائر، من خلال عدم الدخول في المحاور والحفاظ على الإستقرار في منطقة مشتعلة”، مؤكدا أن “الحكومة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق الاستقرار وإدارة الأزمات بأقل الخسائر”.
“حزب الله” للترفع عن سياسة الحصص
وفي المقابل رأى رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين، أن اللبنانيين “ملوا من العناد ومن السياسات الضيقة التي تمارسها بعض القوى السياسية في لبنان”، مؤكدا أن “بعض اللبنانيين غارقون في الأطماع وأحد أهم أسباب عدم تشكيل الحكومة هو نظر هؤلاء من زاوية ضيقة وخاصة، من دون الانتباه إلى ما يحصل من متغيرات ومعادلات جديدة في المنطقة”.
وإذ شدد على أن “الشعب اللبناني وحده من يتحمل الضرر في تأخر تشكيل الحكومة”، دعا “بعض الأطراف السياسية الى الترفع عن سياسة الحصص وجعل موقع الحكومة موقعا للخدمة ومعالجة الأعباء والمشاكل التي تقع على كاهل كل الطوائف والمناطق”.
من جهته اعتبر عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق أن “التطورات الأخيرة في مسار تشكيل الحكومة أكدت حرص “حزب الله” على التعاون لتسهيل تشكيل حكومة وحدة وطنية”، مؤكدًا أن “لا مشكلة بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” في ما يتعلق بالثلث الضامن، وفرص الحل لا تزال متاحة وهي في يد الرئيس المكلف”.