Site icon IMLebanon

إسرائيل تستهدف وجود إيران وميليشياتها جنوب سورية

في أكبر استهداف للمواقع العسكرية الإيرانية في سورية منذ أيار (مايو) 2018، قصفت إسرائيل مواقع يتواجد فيها فيلق القدس الإيراني في محيط دمشق وريفي درعا والسويداء جنوب سورية.

وفيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن «الخط الساخن» مع نظيره الروسي كان قائماً أثناء الهجوم، اكتفت وزارة الدفاع الروسية بعرض نتائج القصف الاسرائيلي، وبدا واضحاً أن موسكو ضغطت على دمشق وطهران لاحتواء التصعيد وعدم الرد على القصف، واكتفى قائد القوات الجوية الإيرانية عزيز نصير زادة بالقول إن «العدو لا يجرؤ على شن عدوان على إيران»، مؤكداً أن «إيران مستعدة لحرب ساحقة مع إسرائيل. قواتنا المسلحة مستعدة لليوم الذي نرى فيه تدمير إسرائيل».

وللمرة الثانية في أقل من أسبوع تعرضت القوات الأميركية لهجوم انتحاري في شمال شرقي سورية، ما أسفر عن جرح جنديين أميركيين ومقتل ثمانية من مرافقيهم من «قوات سورية الديمقراطية» (قسد).
وبينما قال المبعوث الدولي الخاص إلى سورية غير بيدرسون إنه «يجب على كل من الأمم المتحدة وروسيا لعب الدور الرئيس في دفع العملية السياسية في سورية قدماً»، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنتائج عمل ضامني آستانة، وشدد على أهمية العمل على أهمية العمل من أجل عودة اللاجئين.

وتحول الجنوب السوري ساحة لحرب بالوكالة بين إيران وإسرائيل التي ضربت مواقع عسكرية في جنوب دمشق والسويداء والريف الغربي لدرعا إضافة إلى القنيطرة حيث يتواجد فيها الإيرانيون وميليشيات مدعومة من قبلهم.

وأعلنت موسكو أن مطار دمشق تضرر جزئياً نتيجة الضربات الإسرائيلية، وكشفت مصادر إعلامية أن الغارات أجبرت طائرة إيرانية على عدم الهبوط في المطار والعودة إلى طهران. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن 11 مسلحاً على الأقل سقطوا بينهم سوريان.

وطاول القصف مواقع رادارات سورية ومطار الثعلة شرق السويداء، حيث تؤكد المعارضة السورية تحوله إلى نقطة تحت سيطرة إيران وميليشاتها، ووفق شبكة «السويداء 24» قتل عسكريان على الأقل وأصيب ثمانية آخرون بجراح ونقلوا إلى مستشفى السويداء.

كما استهدفت الصواريخ الإسرائيلية مناطق جمرايا ومحيط مطار دمشق الدولي والكسوة، إضافة إلى معسكرات ومخازن أسلحة لميليشيات «حزب الله» اللبناني في مناطق متفرقة.

وقال مركز التحكم العسكري الروسي إن الدفاعات الجوية السورية دمرت أكثر من 30 صاروخ كروز وقنبلة موجهة أثناء الضربات، وزاد أن أربعة جنود سوريين قتلوا وأصيب ستة نتيجة القصف.

وأكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكس أن «الجيش استخدم خط الاتصال مع الزملاء من العسكريين الروس خلال القصف الليلي على سورية»، وقال إن «آلية منع الصدامات تعمل، ويستخدمها الجانبان، وقد عملت في شكل روتيني الليلة الماضية».

وفي إقرار نادر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن الضربات الجوية الإسرائيلية على سورية استهدفت أساساً مواقع عسكرية أقامتها إيران، وزاد في كلمة «نعمل ضد إيران والقوات السورية التي تتواطأ في العدوان الإيراني»، ملوحاً بأن إسرائيل ستضرب «كل من يحاول الإضرار بنا. من يهدد بمحونا عليه تحمل المسؤولية كاملة».

وكان وزير الاستخبارات والنقل الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال في تصريحات: «تغيرت سياستنا وباتت مواجهة مفتوحة مع إيران وعندما سنحتاج الى تشديد هذه المواجهة، سنقوم بذلك.

وأكد أن إسرائيل لن تسمح للإيرانيين ببناء جيش في سورية.

وفي مدينة الشدادي شمال شرقي سورية اقتحم انتحاري بسيارته نقطة تفتيش أمنية بالقرب من طريق يستخدمه التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي يحارب «داعش»، وفي حين أكد «المرصد» أن ثمانية من مقاتلي «قسد» قتلوا، إضافة إلى جرح جنديين أميركيين، نفى التحالف سقوط أي جرحى وقالت قوات «قسد» أن ثمانية من قواته جرحوا.

سياسياً، وفي لقائه الأول مع بيدرسون أشار لافروف إلى أنه «وفق صيغة آستانة استطعنا الوصول الى نتائج ليست قليلة في الأوضاع على الأرض، بما في ذلك حل المشكلات الانسانية الصعبة حالياً، وبخاصة في المناطق المحررة من الإرهابيين»، لافتاً إلى «زيادة فهم ضرورة بذل جهود كبيرة من أجل تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين»، وأعرب عن رضاه عن مستوى «التعاون بين بلدان صيغة آستانة مع الأمم المتحدة في الدفع بالعملية الساسية بما يتوافق مع القرار 2254».

وأعرب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من جانبه، عن أمله في أن «يساعد ما أسس له ستيفان دي ميستورا في تمكينكم من حل المسائل التي ستواجهكم، فهناك قضايا ومهمات ليست بسيطة تتطلب الحل»، وزاد أثناء استقباله بيدرسون «هذا بطبيعة الحال يتعلق بتشكيل اللجنة الدستورية التي جهد في سبيلها السيد دي ميستورا لفترة طويلة ونحن من جانبنا ساعدناه بكل الطرق الممكنة».